dm4588a03ktc88z05.html
المشرف على التحرير اقتصادى/ محمد ابو الفتوح نعمه الله وكيل مؤسسى حزب العداله والتنميه - قيد التأسيس ت / 01005635068 / 01119841402 / 002

Translate

اهم الموضوعات

  • https://www.facebook.com/nematallah2
  • https://twitter.com/mr_nematallah
  • {icon: "instagram", url: "#"}
  • {icon: "linkedin", url: "#"}
  • {icon: "youtube", url: "#"}
  • {icon: "vk", url: "#"}
  • {icon: "behance", url: "#"}
  • {icon: "stack-overflow", url: "#"}
  • {icon: "dribbble", url: "#"}
  • {icon: "rss", url: "#"}

شارك الصفحه مع اصدقاءك

  الفيس بوڪ  اضغط هنا
  المنتدى  اضغط هنا

اول براءة اختراع من نوعها فى مصر والعالم ... اقرأ التفاصيل

اول براءة اختراع من نوعها فى مصر والعالم ...    اقرأ التفاصيل
محركات ومولدات ذاتية الحركة والتشغيل تعمل بدون وقود اوكهرباءاو اى مصادر خارجيه للطاقه اقرأ المزيد

للتواصل مع ادارة الموقع 00201550797145

يمكن التواصل مع مسئول الموقع : اقتصادى / محمد ابو الفتوح نعمة الله تليفونيا اوعبر الواتس اب 00201550797145

الاثنين، 22 نوفمبر 2010

ملف وثائقى شامل حول نظريه التطور

داروين , الداروينيـة

التعريف :

تنتسب الحركة(*) الفكرية الداروينية إلى الباحث الإنجليزي شارلز داروين الذي نشر كتابه أصل الأنواع سنة 1859م الذي طرح فيه نظريته في النشوء والارتقاء مما زعزع القيم الدينية، وترك آثاراً سلبية على الفكر العالمي.

التأسيس وأبرز الشخصيات:

= شارلز داروين: صاحب هذه المدرسة ولد في 12 فبراير 1809م وهو باحث إنجليزي نشر في سنة 1859م كتابه أصل الأنواع، وقد ناقش فيه نظريته في النشوء والارتقاء معتبراً أصل الحياة خلية كانت في مستنقع آسن قبل ملايين السنين. وقد تطورت هذه الخلية ومرت بمراحل منها، مرحلة القرد، انتهاء بالإنسان، وهو بذلك ينسف الفكرة الدينية التي تجعل الإنسان منتسباً إلى آدم وحواء ابتداء.
= آرثر كيت: دارويني متعصب، يعترف بأن هذه النظرية لا تزال حتى الآن بدون براهين فيضطر إلى كتابتها من جديد وهو يقول: "إن نظرية النشوء والارتقاء لا زالت بدون براهين، وستظل كذلك، والسبب الوحيد في أننا نؤمن بها هو أن البديل الوحيد الممكن لها هو الإيمان بالخلق المباشر وهذا غير وارد على الإطلاق".
= جليان هكسلي: دارويني ملحد، ظهر في القرن العشرين، وهو الذي يقول عن النظرية:
- "هكذا يضع علم الحياة الإنسان في مركز مماثل لما أنعم به عليه كسيد للمخلوقات كما تقول الأديان(*)".
- "من المسلَّم به أن الإنسان في الوقت الحاضر سيد المخلوقات ولكن قد تحل محله القطة أو الفأر".
- ويزعم أن الإنسان قد اختلق فكرة الله إبان عصر عجزه وجهله، أما الآن فقد تعلم وسيطر على الطبيعة بنفسه، ولم يعد بحاجة إليه، فهو العابد والمعبود في آنٍ واحد.
- يقول: "بعد نظرية HYPERLINK "http://www.nkhila.com/t793.html"داروين لم يعد الإنسان يستطيع تجنب اعتبار نفسه حيواناً".
= ليكونت دي نوى: من أشهر التطوريين المحدثين، وهو في الحقيقة صاحب نظرية تطورية مستقلة.
= د.هـ. سكوت: دارويني شديد التعصب ، يقول: "إن نظرية النشوء جاءت لتبقى، ولا يمكن أن نتخلى عنها حتى لو أصبحت عملاً من أعمال الاعتقاد".
= برتراند راسل: فيلسوف ملحد، يشيد بالأثر الدارويني مركزاً على الناحية الميكانيكية في النظرية، فيقول: "إن الذي فعله جاليليو ونيوتن من أجل الفلك فعله داروين من أجل علم الحياة".

الأفكار والمعتقدات:

= نظرية داروين: تدور هذه النظرية حول عدة أفكار وافتراضات هي:

- تفترض النظرية تطور الحياة في الكائنات العضوية من السهولة وعدم التعقيد إلى الدقة والتعقيد.

- تتدرج هذه الكائنات من الأحط إلى الأرقى.

- الطبيعة(*) وهبت الأنواع القوية عوامل البقاء والنمو والتكيف مع البيئة لتصارع الكوارث وتتدرج في سلم الرقي مما يؤدي إلى تحسن نوعي مستمر ينتج عنه أنواع راقية جديدة كالقرد، وأنواع أرقى تتجلى في الإنسان، بينما نجد أن الطبيعة قد سلبت تلك القدرة من الأنواع الضعيفة فتعثرت وسقطت وزالت. وقد استمد داروين نظريته هذه من قانون الانتقاء الطبيعي لمالتوس.
- الفروق الفردية داخل النوع الواحد تنتج أنواعاً جديدة مع مرور الأحقاب الطويلة.
- الطبيعة تعطي وتحرم بدون خطة مرسومة، بل خبط عشواء، وخط التطور ذاته متعرج ومضطرب لا يسير على قاعدة مطردة منطقية.
- النظرية في جوهرها فرضية بيولوجية أبعد ما تكون عن النظريات الفلسفية.

- تقوم النظرية على أصلين كل منهما مستقل عن الآخر:

1- المخلوقات الحية وجدت في مراحل تاريخية متدرجة ولم توجد دفعة واحدة وهذا الأصل من الممكن البرهنة عليه.
2- هذه المخلوقات متسلسلة وراثيًّا ينتج بعضها عن بعض بطريقة التعاقب خلال عملية التطور البطيئة الطويلة. وهذا الأصل لم يتمكنوا من البرهنة عليه حتى الآن لوجود حلقة أو حلقات مفقودة في سلسلة التطور الذي يزعمونه.
- تفترض النظرية أن كل مرحلة من مراحل التطور أعقبت التي قبلها بطريقة حتمية(*)، أي أن العوامل الخارجية هي التي تحدد نوعية هذه المرحلة، أما خط سيرها ذاته بمراحله جميعها فهو خط مضطرب لا يسعى إلى غاية مرسومة أو هدف بعيد لأن الطبيعة التي أوجدته غير عاقلة ولا واعية، بل إنها تخبط خبط عشواء.
الآثار التي تركتها النظرية:
- قبل ظهور النظرية كان الناس يدعون إلى حرية الاعتقاد بسبب الثورة(*) الفرنسية، ولكنهم بعدها أعلنوا إلحادهم الذي انتشر بطريقة عجيبة وانتقل من أوروبا إلى بقاع العالم.
- لم يعد هناك أي معنى لمدلول كلمة: آدم، وحواء، الجنة، الشجرة التي أكل منها آدم وحواء، الخطيئة( حسب اعتقاد النصارى بأن المسيح(*) قد صلب ليخلص البشرية من أغلال الخطيئة الموروثة التي ظلت ترزح تحتها من وقت آدم إلى حين صلبه).
- سيطرة الأفكار المادية(*) على عقول الطبقة المثقفة وأوحت كذلك بمادية الإنسان وخضوعه لقوانين المادة.
- تخلت جموع غفيرة من الناس عن إيمانها بالله تخليًّا تامًّا أو شبه تام.
- عبادة الطبيعة(*)، فقد قال داروين: "الطبيعة تخلق كل شيء ولا حد لقدرتها على الخلق". ولكن لم يبين ما هي الطبيعة وما الفرق بين الاعتقاد بوجود الله الخالق ووجود الطبيعة؟
وقال: إن تفسير النشوء والارتقاء بتدخل الله هو بمثابة إدخال عنصر خارق للطبيعة في وضع ميكانيكي بحت.
- لم يعد هناك جدوى من البحث في الغاية والهدف من وجود الإنسان لأن داروين قد جعل بين الإنسان والقرد نسباً، بل زعم أن الجد الحقيقي للإنسان هو خلية صغيرة عاشت في مستنقع راكد قبل ملايين السنين.
- أهملت العلوم الغربية بجملتها فكرة الغائية(*) بحجة أنها لا تهم الباحث العلمي ولا تقع في دائرة علمه.
- استبد بالناس شعور باليأس والقنوط والضياع وظهرت أجيال حائرة مضطربة ذات خواء روحي، حتى أن القرد – جدهم المزعوم – أسعد حالاً من كثير منهم.
- طغت على الحياة فوضى عقائدية، وأصبح هذا العصر عصر القلق والضياع.
= كانت نظرية HYPERLINK "http://www.nkhila.com/t793.html"داروين إيذاناً لميلاد نظرية فرويد في التحليل النفسي، ونظرية برجسون في الروحية الحديثة، ونظرية سارتر في الوجودية، ونظرية ماركس في المادية، وقد استفادت هذه النظريات جميعاً من الأساس الذي وضعه داروين واعتمدت عليه في منطلقاتها وتفسيراتها للإنسان والحياة والسلوك.
= (فكرة التطور) أوحت بحيوانية الإنسان، و(تفسير عملية التطور) أوحت بماديته.
= نظرية التطور البيولوجية انتقلت لتكون فكرة فلسفية داعية إلى التطور المطلق في كل شيء، تطور لا غاية له ولا حدود، وانعكس ذلك على الدين(*) والقيم والتقاليد، وساد الاعتقاد بأن كل عقيدة أو نظام أو خلق هو أفضل وأكمل من غيره، مادام تالياً له في الوجود الزمني.
= استمد ماركس من نظرية HYPERLINK "http://www.nkhila.com/t793.html"داروين مادية الإنسان وجعل مطلبه في الحياة ينحصر في الحصول على (الغذاء والسكن والجنس) مهملاً بذلك جميع العوامل الروحية لديه.
= استمد فرويد من نظرية HYPERLINK "http://www.nkhila.com/t793.html"داروين حيوانية الإنسان فالإنسان عنده حيوان جنسي، لا يملك إلا الانصياع لأوامر الغريزة وإلا وقع فريسة الكبت المدمر للأعصاب.
= استمد دور كايم من نظرية HYPERLINK "http://www.nkhila.com/t793.html"داروين حيوانية الإنسان وماديته وجمع بينهما بنظرية العقل الجمعي.
= استفاد برتراند راسل من ذلك بتفسيره لتطور الأخلاق(*) الذي تطور عنده من المحرم (التابو) الى أخلاق الطاعة الإلهية ومن ثم إلى أخلاق المجتمع العلمي.
= والتطور عند فرويد أصبح مفسِّراً للدين(*) تفسيراً جنسيًّا: "الدين هو الشعور بالندم من قتل الأولاد لأبيهم الذي حرمهم من الاستمتاع بأمهم ثم صار عبادة للأب، ثم عبادة الطوطم(*) ، ثم عبادة القوى الخفية في صورة الدين السماوي، وكل الأدوار تنبع وترتكز على عقدة أوديب".
دور اليهود والقوى الهدامة في نشر هذه النظرية:
لم يكن داروين يهوديًّا، بل كان نصرانيًّا، ولكن اليهود والقوى الهدامة وجدوا في هذه النظرية ضالتهم المنشودة فعملوا على استغلالهم لتحطيم القيم في حياة الناس.
- تقول بروتوكولات حكماء صهيون(*): "لا تتصوروا أن تصريحاتنا كلمات جوفاء ولاحظوا هنا أن نجاح داروين وماركس ونيتشه قد رتبناه من قبل، والأثر غير الأخلاقي لاتجاهات هذه العلوم في الفكر الأممي سيكون واضحاً لنا على التأكيد".

نقدها:

- نقدها آغاسيرز في إنجلترا، وأوين في أمريكا: "إن الأفكار الداروينية مجرد خُرافة علمية وأنها سوف تنسى بسرعة". ونقدها كذلك العالم الفلكي هرشل ومعظم أساتذة الجامعات في القرن الماضي.
- كريسي موريسون: "إن القائلين بنظرية التطور لم يكونوا يعلمون شيئاً عن وحدات الوراثة (الجينات) وقد وقفوا في مكانهم حيث يبدأ التطور حقاً، أعني عند الخلية".
- أنتوني ستاندن صاحب كتاب العلم بقرة مقدسة يناقش الحلقة المفقودة وهي ثغرة عجز الداروينيون عن سدها فيقول: "إنه لأقرب من الحقيقة أن تقول: إن جزءً كبيراً من السلسلة مفقودة وليس حلقة واحدة، بل إننا لنشك في وجود السلسلة ذاتها".
- ستيوارت تشيس: "أيد علماء الأحياء جزئيًّا قصة آدم وحواء كما ترويها الأديان، وأن الفكرة صحيحة في مجملها".
- أوستن كلارك: "لا توجد علامة واحدة تحمل على الأعتقاد بأن أياً من المراتب الحيوانية الكبرى ينحدر من غيرها، إن كل مرحلة لها وجودها المتميز الناتج عن عملية خلق خاصة متميزة، لقد ظهر الإنسان على الأرض فجأة وفي نفس الشكل الذي الذي تراه عليه الآن".
- أبطل باستور أسطورة التوالد الذاتي، وكانت أبحاثه ضربة قاسية لنظرية داروين.

= الداروينية الحديثة:

- اضطرب أصحاب الداروينية الحديثة أمام النقد العلمي الذي وجه إلى النظرية، ولم يستطيعوا أمام ضعفها إلا أن يخرجوا بأفكار جديدة تدعيماً لها وتدليلاً على تعصبهم الشديد حيالها فأجروا سلسلة من التبديلات منها:
- إقرارهم بأن قانون الارتقاء الطبيعي قاصر عن تفسير عملية التطور واستبدلوا به قانوناً جديداً أسموه قانون التحولات المفاجئة أو الطفرات، وخرجوا بفكرة المصادفة.
- أرغموا على الاعتراف بأن هناك أصولاً عدة تفرعت عنها كل الأنواع وليس أصلاً واحداً كما كان سائداً في الاعتقاد.
- أجبروا على الإقرار بتفرد الإنسان بيولوجياً رغم التشابه الظاهري بينه وبين القرد، وهي النقطة التي سقط منها داروين ومعاصروه.
- كل ما جاء به أصحاب الداروينية الحديثة ما هو إلا أفكار ونظريات هزيلة أعجز من أن نستطيع تفسير النظام الحياتي والكوني الذي يسير بدقة متناهية بتدبير الحكيم (الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى).

- الجذور الفكرية والعقائدية:

= لقد عرفت هذه الفكرة قبل داروين، وقد لاحظ العلماء أن الأنواع المتأخرة في الظهور أكثر رقياً من الأنواع المتقدمة ومن هؤلاء: رأي باكنسون، لينو.
= قالوا: "بأن التطور خطة مرسومة فيها رحمة للعالمين"، ولكن نظريتهم وصفت بأنها لاهوتية فنسيت داخل معامل الأحياء.
= استوحى داروين نظريته من علم دراسة السكان، ومن نظرية مالتوس بالذات، فقد استفاد من قانونه في الانتخاب أو الانتفاء الذي يدور حول إفناء الطبيعة للضعفاء لمصلحة الأقوياء.
= استفاد من أبحاث ليل الجيولوجية حيث تمكن من صياغة نظرية ميكانيكية للتطور.
= صادفت هذه النظرية جواً مناسباً إذ كان ميلادها بعد زوال سلطان الكنيسة والدين، وبعد الثورة(*) الفرنسية والثورة الصناعية حيث كانت النفوس مهيأة لتفسير الحياة تفسيراً ماديًّا بحتاً، ومستعدة لتقبل أي طرح فكري يقودها إلى مزيد من الإلحاد والبعد عن التفسيرات اللاهوتية، مصيبة كانت أم مخطئة.

الانتشار ومواقع النفوذ:

= بدأت الداروينية سنة 1859م، وانتشرت في أوروبا، وانتقلت بعدها إلى جميع بقاع العالم، وما تزال هذه النظرية تدرّس في كثير من الجامعات العالمية، كما أنها قد وجدت أتباعاً لها في العالم الإسلامي بين الذين تربوا تربية غربية، ودرسوا في جامعات أوروبية وأمريكية.
= والواقع أن تأثير نظرية HYPERLINK "http://www.nkhila.com/t793.html"داروين قد شمل معظم بلدان العالم كما شمل معظم فروع المعرفة الإنسانية من علمية وأدبية وغيرها. ولم يوجد في التاريخ البشري نظرية باطلة صبغت مناحي الفكر الغربي كما فعلت نظرية النشوء والارتقاء الداروينية.

ويتضح مما سبق:

أن نظرية HYPERLINK "http://www.nkhila.com/t793.html"داروين دخلت متحف النسيان بعد كشف النقاب عن قانون مندل الوراثي واكتشاف وحدات الوراثة (الجينات(*) ) باعتباره الشفرة السرية للخلق واعتبار أن الكروموسومات تحمل صفات الإنسان الكاملة وتحفظ الشبه الكامل للنوع.
ولذا يرى المنصفون من العلماء أن وجود تشابه بين الكائنات الحية دليل واضح ضد النظرية لأنه يوحي بأن الخالق واحد ولا يوحى بوحدة الأصل، والقرآن الكريم يقرر بأن مادة الخلق الأولى للكائنات هي الماء {وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِن مَّاء} [سورة النور، آية: 45] {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ }. [سورة الأنبياء، الآية: 30].
وقد أثبت العلم القائم على التجربة بطلان النظرية بأدلة قاطعة وإنها ليست نظرية علمية على الإطلاق.
والإسلام وكافة الأديان السماوية تؤمن بوجود الله الخالق البارىء المدبر المصور الذي أحسن صنع كل شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من سلالة من طين ثم خلقه م نطفة في قرار مكين، والإنسان يبقى إنساناً بشكله وصفاته وعقله لا يتطور ولا يتحول {وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ} .

---------------------------------------------------------------

مراجع للتوسع :

- أصل الأنواع، تشارلز داروين ترجمة إسماعيل مظهر بيروت 1973م.
- سلسلة تراث الإنسانية، مجموعة من الأساتذة – الهيئة العامة للكتاب مصر.
- الطريق الطويل للإنسان، روبرت ل. ليرمان – ترجمة ثابت جرجس بيروت – 1973م.
- معركة التقاليد ، محمد قطب – مصر.
- العلم وأسراره وخفاياه، هارولد شابلي وزميلاه – ترجمة الفندي وزميله – مصر 1971م.
- تاريخ العالم، جمع جون أ. هخامرتن – ترجمة إدارة الترجمة – مصر.
- مصير الإنسان، ليكونت دي نوي – ترجمة خليل الجر – المنشورات العربية
- الديناميكا الحرارية، د. إبراهيم الشريف – مصر 1970م.
- العلم يدعو إلى الإيمان، كريس موريسون – ترجمة محمود صالح الفلكي – مصر 1962م.
- العلمانية، سفر بن عبد الرحمن الحوالي – مكة المكرمة 1402/1982م.
- الإنسان والعلاقات البشرية، ستيوارت تشيس – ترجمة أحمد حمودة مصر 1955م.
- معالم تاريخ الإنسانية ، هـ. ج. ويلز – ترجمة عبد العزيز توفيق جاويد – القاهرة – 1967م.
- نظرية HYPERLINK "http://www.nkhila.com/t793.html"داروين بين مؤيديها ومعارضيها، قيس القرطاس بيروت – 1391هـ.
- التطور والثبات، محمد قطب.
- اللامنتمي، كولن ولسون – ترجم أنيس زكي حسن – بيروت 1958م.
- أثر العلم في المجتمع ، برتراند راسل – ترجمة تمام حسان – مصر.
- منازع الفكر الحديث، تأليف حود – ترجمة عباس فضلي – العراق 1375هـ.
- الإنسان بين المادية والإسلام، محمد قطب – مصر 1957م.
- العقل والدين، وليم جيمس – ترجمة محمود حسب الله – مصر 1368هـ.
- العقل والمادة، برتراند راسل – ترجمة أحمد إبراهيم الشريف – القاهرة – 1975م.
- مذهب النشوء والارتقاء ، منيرة علي القادياني – تقديم محمد البهي- مصر 1395هـ.
- بروتوكولات حكماء صهيون، ترجمة محمد خليفة التونسي – مصر.
- معالم التحليل النفسي، سيجموند فرويد- ترجمة عثمان نجاتي القاهرة 1966م.
- ما أصل الإنسان، موريس بوكاي (إصدار مكتب التربية العربية لدول الخليج).

k/vdm ]hv,dk







آراء حول نظرية داروين
أثارت نظرية التطور العديد من ردود الفعل الرافضة لها، فقد اعتبرها البعض بأنها مجرد نظرية وليست حقيقة مُبرهنة لا علمياً ولا مبدأ مُعتمد كبديهية مُعترف به، وأنه للآن لا يوجد دليل قاطع بأن أصل الإنسان مُنحدر من مجموعة قرود الشمبانزي سوى التشابه، وأن هناك حلقة مفقودة بين الإنسان والقرود ، خاصة وأنه لا يوجد لدى علم الحفريات مُتحجرات تقول ماذا وكيف حدث هذا التطور ..؟
إن من بين النقاط السلبية الهامة فى نظريته أن داروين لم يُوضح كيف أن الخلية الأولى اختلفت مع الخلية التي تشابهها .. ؟ وكيف تتطورت إلى أن تصبح كائن آخر سوى طرح العوامل الأربعة كسبب لولادتها عن طريق الصدفة، ولا يُمكن أن يتولد من خلية واحدة - تولدت بالصدفة - هذا النظام المُعقد الموجود في الكون.
ومن المُلاحظ أيضاً أن هناك اعتراف صريح من قبل صاحب النظرية بأن هناك "حلقة مفقودة" إذن أصبحت النظرية غير كاملة، وبالتالى لا تعتمد كنظرية وأن كل ما حدث هو مجرد اجتهادات علمية من قبل داروين، ومع كل هذا ومالا يُمكن إنكاره بأن داروين قد أفاد فى فروع علمية عديدة.
وأنه من المُلاحظ أيضاً تركيز داروين على الانتقاء الطبيعي، ولكن هذا الانتقاء لا يؤدي إلى ظهور صفات جديدة، ولكن يعمل على المُحافظة على الأنواع ذات الصفات المرغوبة، إذاً كيف تطورت الكائنات حسب هذا المبدأ، فالانتقاء لا يؤدي إلا إلى تغير طفيف وليس التطورالكبير الذي نتكلم عنه، وربما كان اعتماد داروين على الانتقاء لأنه لم يكن يعلم بقوانين الوراثة وحدوث الطفرات وهي إحدى الانتقادات التي وجهت إلى نظريته.
أما بالنسبة لنظرية "تطور الأحياء" فإن الطفرات لا يُمكن أن تؤدي إلى تطور كبير أيضاً فهي لا يُمكنها أن تغير مُعظم الشفرات في حمض الـ Dna مهما تعاقبت الأجيال.
ومن خلال المُقارنة بين النظريتين "نظرية داروين ونظرية التطور" فإن داروين يجد أن التغير أو التطور نتيجة عدم علمه بها هي لأجل تكيف الكائن مع بيئته، أما نظرية التطور فتقول إن الطفرة هي حدثت بالصدفة وتلاها تكيف الكائن الحي معها بعد حدوثها.
بعدما أدرك مؤيدي داروين أن مبدأ "الانتقاء الطبيعي" هو خاطئ وأن مقولة "لامارك" (إن الصفات لا تنقل إلا عن طريق DNA الصيغة الكيميائية لشفرات الوراثة) ادخلوا مفهوم "الطفرة الوراثية"، لكن الأبحاث تقول إن الطفرة الوراثية لابد أن تترك أثر سلبي على الشفرات الوراثية عوضاً أن تجلب له صفة وراثية جديدة مُفيدة كعامل تقوية، فالأحياء الذين تحصل عندهم الطفرة الوراثية هم مُشوهين ضعفاء يزولون بسرعة، وأخيراً وهو الأهم أن للكون خالق واحد ولذلك هناك نظام لكل شئ ولا يمكن أن يكون للصدفة دور في هذا الأمر.
"ليس كل تاريخ العلم إلا التحقق التدريجي من أن الأحداث لم تقع بطريقة اعتباطية بل تعكس ترتيب ونظام ضمني أكيد"(1),
وقال: "طالما أن للكون بداية (واحدة أكيدة) فحتما لا بد من خالق (واحد)" (2),
(1) “The whole history of science has been the gradual realization that events do not happen in an arbitrary manner, but that they reflect a certain underlying order.” (Brief history of Time, page 140)
(2) "So long as the universe had a (Certain one) beginning .. it had a (Certain one) Creator." (Brief history of Time, page 122)

(2) لطمات في تاريخ الداروينية:
دلت أقدم المتحجرات Fossils التي بلغ عمرها حوالي 600 مليون سنة على أن الحياة ظهرت بأشكال عديدة فجأة حتى وصف ظهورها بالانفجار Explosion, وظهرت بهيئات بسيطة أولا من اللافقاريات Invertebrates ولكنها معقدة التركيب ابتداء بحيث امتلك بعضها عيون ذات عدسات كالفقاريات Vertebrates, ولا يعلم أحد حتى اليوم على وجه اليقين كيف ظهرت هذه الأنماط المعقدة دون أسلاف سابقة انحدرت منها, ومع هذا التنويع الهائل لا يمكن تفسير نشأة أشكال الحياة إلا بخطوات مقررة مسبقا في سجل خطة الخلق محددة الخطوات عند نشأة الكون نفسه بلا سبق مادة منذ نحو: 10-15 بليون سنة.


وطبقا للداروينية تكونت للأسماك أقدام بدل الزعانف وخرجت للبر لتكون البرمائيات ثم الزواحف ثم الطيور والثدييات, ولكن الفك السفلي للثدييات يتكون من عظمة أما في الزواحف فتوجد ثلاث عظام صغيرة على جانبي الفك السفلي, وكل الثدييات لديها ثلاث عظام في أذنها الوسطى هي المطرقة والسندان والرِّكاب بينما توجد عظمة واحدة في الأذن الوسطى لدى كل الزواحف, فإذا كان عدد العظام مقياسا للتطور فأيهما أكثر تطورا: ذوات العظام الثلاثة أم العظمة الواحدة أم أن الكل مؤهل في أقصى درجات الكمال بما يناسبه والتسلسل في ظهور الكائنات وانقراضها ما هو إلا تجدد في الإبداع بروعة مذهلة!.

وقد تنبأ دارون قائلا: "إذا كانت نظريتي صحيحة فمن المؤكد أن هناك أنواعاً وسيطة لا حصر لها.. ولا يمكن أن تتوفر أدلة على وجودها في الماضي إلا بين بقايا المتحجرات", ومنذ القرن التاسع عشر يبحث أنصاره عن حلقة مفقودة بلا جدوى فتسببوا دون قصد في تكذيب نبوءته وإن ملئوا الساحة برسوم ظنية وأفلام خيالية للتأثير على العامة ولكنها تفتقر لأدلة علمية, فالمشكلة الأساسية في إثبات الداروينية تكمن في سجل المتحجرات نفسه فلم يكتشف قط أية آثار للحلقات الوسيطة بين الأنواع وعوضاً عن ذلك تظهر أجناس وتختفي أخرى, وقد اكتشفت متحجرة سمكية لها ما يشبه الرئة البدائية قدر عمرها بحوالي 410 مليون سنة سموها كولاكانث Coelacanth وافترض أنها الحلقة الوسيطة بين الأسماك والبرمائيات, ولكن في 22 ديسمبر عام 1938 اصطيدت من المحيط الهندي أول سمكة حية من نفس النوع فتبين أنها لا تعيش قريبا من السطح لتغزو اليابسة وإنما على عمق لا يقل عن 180 مترا وأن ما حيك حولها من وجود رئة بدائية لجعلها حلقة وسيطة مجرد افتراء.

ويشكل تركيب الطيور خاصة الأجنحة ذات الريش والعظام الخفيفة عائقا كبيراً لفرضية دارون, فمن غير الممكن أن تكون قد تشكلت جميع تركيبات الطيور المطلوبة للطيران على انفراد تدريجياً هكذا صدفة عن طريق تراكم تغييرات موجهة في الإتجاه الصحيح دوما, وافترضت الحلقة الوسيطة بعد ظهور الديناصورات مع العثور على بقايا متحجرة لما يشبه ديناصور صغير له أجنحة سموه الأركيوبتركچ Archaeopteryx يشتبه عدم نمو عظمة القص عنده وبالتالي عضلات صدره بما يكفى للطيران، ومع اكتشاف متحجرة عام 1992 تبين أنه ليس إلا طائرا منقرضا من ذوي الأسنان بعظمة قص عادية وريش وهو من ذوات الدم الحار بعكس الديناصور الذي يخلو بعضه من الأسنان, ومثله في وجود مخالب الأجنحة للتمسك بالأشجار كمثل بعض الطيور اليوم مثل طائر التاووراكو Taouraco وطائر الهواتزن Hoatzin، واكتشفت في الصين عام 1995 متحجرة لطائر معاصر له بلا أسنان سموه كونفوشيوسورنيس Confuciusornis مما ينفي أن الأسنان بالضرورة سمة للزواحف*, والخفاش يطير كذلك وهو حيوان ثديي ينتمي إلى فصيلة تختلف كل الاختلاف عن فصيلة الطيور, والحوت يسبح مع الأسماك وهو أيضا حيوان ثديي يختلف عن الأسماك, ولا سبيل لتفسير هذا التنوع البديع المعجز إلا القدرة المبدعة الخلاقة التي أتقنت كل شيء.

وكانت الضربة القاصمة للداروينية مع اكتشاف توريث صفات Traits كل نوع بما يحفظ خصائصه, وفي محاولة يائسة افترضت عام 1941 الطفرة Mutation ضمن النظرية التركيبية الحديثة للتطور The Modern Synthetic Evolution Theory, وسميت فرضية التطور البطيء التدريجي نتيجة تراكم تغييرات جينية باسم "الدارونية الجديدة New Darwinism", ولكن ثبت أن الطفرة لم تأت بكائن جديد وإنما بمسخ عقيم إذا لم تكتف بتخريب وظائف الجينات في الحامض النووي الذي يحفظ الصفات, وقد باءت كل المحاولات بفشل ذريع حتى في الإتيان بميزة نافعة واحدة جديدة, فأُدخلت الطفرات على ذبابة الفاكهةDrosophila جيلاً بعد جيل لأكثر من خمسين سنة فلم ينتج سوى التشوهات ولم تخرج ذبابة واحدة قط بصفة واحدة جديدة محمودة، وأما نتيجة إحداث الطفرات على الإنسان فالمثال الحي ما حدث للسكان الأبرياء في هيروشيما وناجازاكي عام 1945 حيث لم يكتسب ناج بعد إلقاء القنبلتين النوويتين أي صفة وراثية محمودة سوى التشوهات التي طالت الأجنة في بطون الأمهات وإصابة مختلف الأعمار بالسرطان, وفوق ذلك لم يعثر على أي من الأشكال الانتقالية التي من المفترض أن تدعم التطور التدريجي, وكشف التشريح المقارن كذلك أن الأنواع التي يفترض أنها تطورت بعضها من بعض تتسم بسمات تشريحية بعيدة الاختلاف مما يستبعد الانتقال التدريجي, ولذا استبدل بفرضية التطور بقفزات كبيرة متفرقة في بداية السبعينيات.

فاقترح بعضهم على سبيل المثال أن أول طائر خرج من بيضة إحدى الزواحف كطفرة هائلة؛ أي نتيجة صدفة ضخمة حدثت في التركيب الجيني, ولكن الطفرات لا تؤدي سوى إلى تلف المعلومات الوراثية ومن ثم فإن الطفرات الكبيرة لن ينتج عنها إلا تلفيات كبيرة، ولكن هل نشأت الحياة ذاتها كطفرة فجائية كبيرة! وهل نشأ الكون ذاته كذلك كطفرة ضخمة!, ومضمون الداروينية الجديدة تراكم طفرات عشوائية في التركيب الجيني تدريجيا أو فجائيا ويتم انتقاء سمات أنفع بآلية الانتقاء الطبيعي كأساس للتطور!, ولكنها بوجهيها كالدارونية القديمة تماما لم تكن نظرية علمية أبداً بل كانت مبدأ فلسفي يروج للإلحاد بخفاء حذر, ولو صح الانتقال التدريجي أو الفجائي في نشأة الأنواع فلن يكون ذلك مصادفة بل كعمليات خلق موجهة بوعي
وفي كتابه الثاني "سلالة الإنسان The Descent of Man" قدم دارون عام 1871 مزاعم حول تطور الإنسان من كائنات شبيهة بالقرود, فبدأ البحث والتنقيب ليس عن متحجرات فحسب بل عن سلالات بشرية حية تمثل الحلقات الوسيطة, فقام أحدهم عام 1904 في الكونغو باصطياد رجل أفريقي متزوج ولديه طفلين، وبعد تقييده بالسلاسل ووضعه في قفص كالحيوان نُقل إلى الولايات المتحدة الأمريكية حيث تم عرضه على الجمهور في إحدى حدائق الحيوان تصحبه بعض القردة بوصفه أقرب حلقة انتقالية للإنسان الغربي الأبيض, وأخيرا انتحر الرجل المسالم الذي كان يسمى بلغته المحلية أوتا بينجا Ota Benga بمعنى: الصديق*, وليس من قبيل الصدفة أن يُكتب في بروتوكولات حكماء صهيون العبارة التالية: "لاحظوا هنا أن نجاح دارون Darwin.. قد رتبناه من قبل والأمر غير الأخلاقي لاتجاهات هذه العلوم في الفكر الأممي (غير اليهودي) سيكون واضحاً لنا على التأكيد"(4), والزعم بصراع حضارات الأجناس البشرية ليس إلا غرضا استعماريا يتخفى بعباءة علمية زائفة ومضمونه تمييز عنصري, وهو جد الزعم بالإنسان الأمثل Superman سليل الإنسان الغربي الأبيض الذي يسود وتنقرض بقية الشعوب أو تصبح له عبيد, وما زالت البشرية تدفع ثمنا باهظا نتيجة لهذه الأفكار الزائفة التي جعلت دولا معاصرة تمارس همجية الغاب بادعاءات كاذبة.


على الرغم من أن هذه النظرية لها أصول يونانية قديمة, إلا أنها ظهرت بشكل واضح لأول مرة بواسطة العالِم الفرنسي "لامارك" , و هو عالم أحياء.
و ظهرت هذه النظرية بالتحديد كالآتي:
"أن الكائنات الحية وُجِدَت بواسطة قوة حيوية ما, و أن هذه الكائنات الحية تتطور من جيل لآخر بسبب صفات مُكتَسَبة, و كان المثال على ذلك, هو أن زرافة هذه الأيام لديها رقبة طويلة, و لكن هذا لم يكن أجداد الزرافات في الماضي حيث كانوا يأكلون من الأعشاب الأرضية, و بالتالي كانت ذات رقبة قصيرة و بسبب تطلعها دائما و محاولتها الأكل من الشجرات العالية أصبحت زرافة هذه الأيام برقبة طويلة"
الرد العلمي على ذلك:
هو ما توصل إليه العلم الحديث في مجال الجينات, حيث توصل العلماء في منتصف القرن العشرين إلى أن كل خلية تحمل صفات الكائن الحي في النواة على ال DNA , و أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تتغير صفة جينية محمولة على ال DNA بسبب وجود صفة مُكتَسَبة جديدة تطرأ على الكائن الحي في أثناء حياته
و بالتالي حتى لو فرضنا أن الزرافة كانت ذات رقبة أقصر في وقت من الأوقات ــ و هذا ليس صحيحا ــ و استطاعت بعض الزرافات أن تطيل رقبتها قليلا في أثناء حياتها لعدة سنتيمترات, فإن هذا الطول الجديد لن يتم توريثه لذريتها لأنه لا يمكن أبدا أن يؤدي إلى تأثير في الجينات الموجودة في خلاياها
و من هنا نخلص إلى أن الفرض الأساسي الذي فرضه لامارك, هو محض خرافة و ليس لها أي دعم أو دليل علمي من قريب أو من بعيد

الفكر الاجتماعي اللاديني قديم الأصول، فقد تحدث أرسطو عن الحياة الاجتماعية للإنسان، وقال عبارته المشهورة: 'الإنسان حيوان اجتماعي' كما أن أفلاطون كانت له نظراته الاجتماعية التي دونها في جمهوريته وإن كانت من صنع الخيال.
ولما كان عصر النهضة الأوروبية وبعثت الآداب والفلسفات الإغريقية انبعث التفكير الاجتماعي اللاديني باتجاهيه: الخيالي الممثل في الطوبيات أو المدن الفاضلة، والواقعي الذي يحاول أن يستمد من الفلسفة والعقل ما يناهض به الكنيسة وتعاليمها.
وكانت ريادة هذا المجال من نصيب مكيافيللي وهوبز اللذين ألمحنا إليهما في الفصل الأول من هذا الباب ويتلخص رأي هوبز ومكيافيللي في أنه عندما تنحرف المعتقدات عن المبادئ الأخلاقية والشرعية يستتبع ذلك في مجال الأفكار فترة فراغ نرى فيها أن فكرة العنف هي التي تسود لعدم وجود ضابط للشرعية، وفي رأي هذين الكاتبين أن الحياة في المجتمعات تقوم على استخدام القوة، وتتلخص السيكولوجية المجتمعة عندهما في العبارة الشهيرة: أن الإنسان ذئب بالنسبة للإنسان، وفي قول مكيافيللي : إن ميل الإنسان للشر يفوق ميله إلى الخير.
ويعلق بوتول على ذلك قائلاً عن مكيافيللي : إن أهمية هذا المؤرخ الفلورنسي أنه جعل لفلسفة التاريخ: ولعلم الاجتماع السياسي وجوداً مستقلاً. [417]
وكان من رواد الأفكار الجديدة أيضاً الفيلسوف اليهودي سبينوزا الذي اشتهر بعداوته للأديان وأخلاقياتها، وكان معاصراً لـهوبز ، وفي رأيه أن الناس يعيشون في الأصل خاضعين لسيطرة شهواتهم، وأن حقوق الناس في نزاع دائم مع قوتهم التي تتعادل فقط مع هذه الحقوق، ويهاجم سبينوزا علم الأخلاق الذي كان يسود في العصور الوسطى، والذي يمجد النسك ويدعو للندم والذي يغلب فيه الميل للشقاء فيقول: 'إن اللذة خير في ذاتها والألم قبيح في ذاته... وأن الحكمة هي التأمل في الحياة لا في الموت'
على أن كاتباً آخر تطرف في عداوته للكنيسة وأخلاقها بدرجة عجيبة وهو مانديفيل في كتابه أقصوصة النحل الذي أثار فضيحة، وكان له دوي عظيم، فقد ذهب إلى أن النقائص هي بالتحديد التي يدمغها الأخلاقيون كالشراهة والتعجرف والفسق... إلخ، وهي التي أتاحت انتشار الحضارة والفنون والتكتيك فهذه الاتجاهات التي اعتبرت مذمومة هي في الواقع أعظم العناصر الديناميكية التي لولاها لاضمحل الإنسان إلى حالة قريبة من الحيوانية. [418]
وهذه البدايات والأفكار ظلت مبعثرة لم تنسق في علم واحد حتى ولد علم الاجتماع باعتباره علماً خاصاً يدرس العلاقات والظواهر المجتمعة دراسة مفصلة ضمن قواعد ومعايير خاصة.
ولادة علم الاجتماع:
يبدأ نسب العلم وأصله في فرنسا من مونتسكيو (1689 - 1755) فكتابه روح القوانين بحث في الفلسفة السياسية، وكان يعني بكلمة (قوانين) العلاقات الضرورية المستمدة من طبائع الأشياء، وقد ميز بين طبيعة المجتمع ومبدأ المجتمع بقوله طبيعة المجتمع هي بناؤه الخاص المميز ومبدأ المجتمع هو الرغبات والأهواء الإنسانية التي تدفعه للعمل.
ثم جاء سان سيمون الذي كان ابناً حقيقياً لعصر التنوير ولذا كان يؤمن إيماناً شديداً بالعلم والتقدم كما كان يرغب فوق كل شيء في إنشاء علم وضعي للعلاقات الاجتماعية.
وأِشهر تلاميذه هو أوجست كونت ، ثم جاء دور كايم وتلاميذه وليفي بريل وقد كانوا جميعاً يتابعون نفس التقليد الذي وضعه سان سيمون ..
أما في بريطانيا فكان ديفيد هيوم وآدم سميث وهوبز ، وكان هؤلاء الفلاسفة ينظرون إلى المجتمع على أنه نسق طبيعي، أي أنه ينشأ من الطبيعة البشرية ذاتها، وليس من العقد المجتمع، وبهذا المعنى كانوا يتكلمون عن الأخلاق الطبيعية والدين الطبيعي والفقه الطبيعي وغير ذلك. [419]
هذا الإجمال الذي ذكره مؤلف الانتروبولوجيا الإنتاجية يحتاج إلى تفصيل بذكر كل اتجاه وإعطاء فكرة عن منهجه وآرائه:
أولاً - نظرية العقد الاجتماعي:
كانت النظرية السائدة قبل كونت هي نظرية العقد الاجتماعي وصاحبها هو جان جاك روسو وقد سبق شيء من الحديث عنها في الفصل الأول من هذا الباب، والذي يهمنا منها الآن هو نظرتها إلى الأخلاق، أي إلى أسلوب التعامل بين أفراد المجتمع.
والواقع أن روسو كان جريئاً في تحديه للدين وخروجه على أخلاق وتقاليد عصره، فقد نفى العنصر الإيماني من الأخلاق، وجعل مدارها الرئيسي المصلحة الدنيوية المجردة، أي: تحقيق أفضل وسيلة للتعاون مع المجتمع في حدود الدنيا فقط، ولغرض المنفعة الخاصة أو العامة إن أمكن، وبذلك نشأ للمرة الأولى في تاريخ المسيحية -أن نظر الباحثون للأخلاق على أنها مظاهر صورية للتعامل الخارجي، لا حقائق وقيم تنبع من ضمير الإنسان ويوحي بها وجدانه الإيماني.
ولم يصرح روسو بمعتقده بطريق مباشر بل استخدم خياله لتصوير دعائم فلسفية وهمية يقيم نظريته عليها، وسنتابعه افتراضاته حتى نصل معه إلى النتيجة المبتغاة: الأصل في الإنسان الفردية، وكان سعيداً أيام حياته تلك ومتبعاً للقانون الطبيعي ولكن الكوارث ودواعي الاجتماع جعلته يتعلم اللغة ويألف الاجتماع حتى أصبح الإنسان الطيب شريراً بالاجتماع.
على أن الاجتماع قد أضحى ضرورة، ومن العبث محاولة فضه والعودة إلى حال الطبيعة، وكل ما نستطيع صنعه هو أن نصلح مفاسده، بأن نقيم الحكومة الصالحة، ونهيئ لها بالتربية المواطنين الصالحين. [420]
أما كيفية تحقيق ذلك فيرى روسو : 'أن هذا الغرض ممكن التحقيق بأن تجمع الكثرة المفككة على أن تؤلف شيئاً واحداً وأن تحل القانون محل الإدارة الفردية وما تولده من أهواء وتجرده من خصومات، أي أن يعدل كل فرد عن أنانيته وينزل عن نفسه وعن حقوقه للمجتمع بأكمله، وهذا هو البند الوحيد للعقد الاجتماعي، ولا إجحاف فيه، إذ بمقتضاه يصبح الكل متساوين في ظل القانون، والقانون إرادة الكل تقر الكلي، أي المنفعة العامة'
وبعد هذه الافتراضات يبدأ روسو في إملاء مقترحاته حول المجتمع المتعاقد:
لهذا المجتمع دين مدني لا يدع للفرد ناحية من نواحي الحياة مستقلة عن الحياة المدنية، ويتعين على الدولة أن تنكر ديناً كـالمسيحية يفصل بين الروحي والسياسي، وألا تطيق إلى جانبها سلطة كنسية، إذ لا قيمة لما يفصم الوحدة الاجتماعية وإنما لزم الدين؛ لأنه ما من دولة قامت إلا وكان الدين أساسها، على أن يكون هذا الدين قاصراً على العقائد الضرورية للحياة، تفرض كقوانين حتى لينفى أو يعدم كل من لا يؤمن بها، لا باعتباره كافراً، بل باعتباره غير صالح للحياة المجتمعة!
هذه العقائد هي عقائد القانون الطبيعي: وجود الله والعناية الإلهية والثواب والعقاب في حياة آجلة وقداسة العقد المجتمع والقوانين، ولكن أن يضيف إليها ما يشاء من الآراء في ضميره، أما بالنسبة للأخلاق فعند روسو أن كل ما يسمى الآن حقوقاً وأخلاقاً، ويستمد له سنداً من العقل هو صناعي ناشئ عن الحياة الاجتماعية التي هي صناعية كذلك، وليس في حال الطبيعة أخلاق وحقوق، ما دام الإنسان في تلك الحال مستغنياً عن الإنسان مقطوع الصلة به. [421]
من ذلك يتضح أن موقف روسو يقوم على أمرين:
1-فراره الأعمى من الكنيسة المسيحية وعقائدها وأخلاقها، لا سيما وأنه تعرض هو وأمثاله لاضطهادها.
2- الرومانسية التي يعد أعظم روادها، والتي كانت رد فعل لتقديس العقل الذي كان طابع ما يسمى عصر التنوير، والتي ظهر أثرها أكثر ما ظهر في مجال الفن والأدب.
هذا وقد سبقت الإشارة إلى قيام الثورة الفرنسية على أفكار روسو الاجتماعية حتى لقد وصف كتابه العقد الاجتماعي بأنه إنجيل الثورة الفرنسية.
ثانياً: المدرسة الطبيعية:
إذا تابعنا الفكرة القائلة أن في تاريخ العلم الحديث ثلاث ثورات، لكل منها أثره البالغ في عصره في أكثر من ميدان، فإن الثورة النيوتونية -أي: نظرية الجاذبية- هي الثورة الثانية من جهة الوجود التاريخي ومن جهة شمول تأثيرها. [422]
لقد برهن نيوتن على أن الكون أو الطبيعة ليست منفلتة ولا مفككة كما كان يتوهم الأقدمون، ولكنها متسقة بدقة عجيبة يربط بين أجزائها قانون رياضي مطرد، ولا شيء من مظاهرها يشذ عليه، هذه الفكرة أوحت إلى العلماء والباحثين الذين كانت الكنيسة تحصي عليهم أنفاسهم وتضيق الخناق على معطياتهم، بأن ينعتقوا من ربقتها ويكفروا بإلهها مؤمنين بإله جديد أسموه بالطبيعة، لكنهم إذ تخلصوا من العقيدة المسيحية المزعجة للعقل، رأوا أن أصعب من ذلك التخلص من الأخلاق المسيحية ، التي يراها كل إنسان عاقل ضرورية لبقاء مجتمعهم، لذلك لم يتورعوا عن الإدعاء بأن للإله الجديد قانونه الأخلاقي وشريعته الاجتماعية، التي تجعلنا في غنى تام عن أخلاق وشريعة الكنيسة. ويشترك في هذا الادعاء الذين أنكروا وجود إله الكنيسة جملة والذين آمنوا به على أنه صانع ساعة على حد تعبيرهم مع إنكار الوحي والأديان، وهؤلاء يطلق عليهم بمجموعهم اصطلاح الطبيعيين.
ويرى أولئك أن العقل البشري -قادر بالاعتماد على نفسه- أن يكتشف القانون الطبيعي المجتمع مثلما استطاع نيوتن اكتشاف القانون الطبيعي لنظام الكون، ومن ثم فليست الأخلاق مرتبطة بالدين، بل لا داعي أصلاً للوحي والكتب السماوية والهيئات الكهنوتية، فكل هذه ليست سوى عوائق تباعد بين الناس وبين القانون الطبيعي الذي له وحده أن يسود.
يقول راندال : 'إن أحد الأركان الأساسية الثلاثة لديانة العقل كان الاعتقاد أن نظام الطبيعة متضمن لقانون طبيعي في الأخلاق يجب معرفته واتباعه كأي من المبادئ العقلية التي تضمنتها آلة العالم النيوتونية ، ومعنى ذلك: أن مبادئ الثواب والخطأ والعادلة والظلم كانت بالنسبة إلى القرن الثامن عشر منسجمة في منهج العقل والعلم، وأن المسلم به كلياً أن لعلم الأخلاق استقلالاً عن أي أسس لاهوتية وإلهية يماثل استقلال أي نوع آخر من المعرفة البشرية، والحقيقة أن الله أمر بالمبادئ الأخلاقية مثلما أمر بقانون الجاذبية لكن مضمون أوامره كمضمون جميع قوانين الطبيعة الأخرى لابد من كشفه بالطرق العقلية والتجريبية للعلم النيوتوني' .
وقد أحست بعض النفوس الجريئة مثلما أحس مونتسكيو بأنه لو لم يكن هناك إله على الإطلاق وتحررنا كما يجب، من عبودية الدين فيجب ألاَّ نتحرر من عبودية العدالة، وذلك أن مناهج علم الإنسان والسياسة والاقتصاد والمجتمع بصورة عامة يجب أن تشمل في نطاقها الأخلاق أيضاً. [423]
أما التخلص من أخلاقيات الكنيسة فقد سلك الطبيعيون إليه طريقاً ملتوياً إذ قالوا: 'إن الله لا يقتصر على وضع القانون الأخلاقي في الكون، وإنما هو قد بث في كل نفس قبساً أو صدى لهذا القانون الأخلاقي نفسه. وهكذا فإن إصغاءنا لصوت ضميرنا أو الالتجاء إلى النور الواضح للعقل الطبيعي - وهي عبارة أثيرة لدى مفكري القرن الثامن عشر - يؤدي بنا إلى كشف نفس الأوامر التي وردت إلينا من الكتاب المقدس ومن كتابات آباء الكنيسة، وعلى ذلك فإن الوحي يدعم الضمير، والضمير من جانبه يدعم سلطة الوحي، ومن هنا فإننا نستطيع أن نستدل على واجبنا من مصادر أخرى غير سلطة الكتاب المقدس أو القانون الكنسي وحده' [424] .
واشتد الطبيعيون -ومن جرى مجراهم- في نقد الأخلاق المسيحية لا سيما بعد التشهير والتكفير اللذين تعرضوا لهما من جانب الكنيسة وحاولوا إثبات خطأ الأخلاق المسيحية وعدم فعاليتها، معتمدين على أسس عقلية وأدلة تاريخية وواقعية نستطيع حصرها فيما يلي:
1-أنها أخلاق اصطناعية غير طبيعية: ومن السهل أن يجد هؤلاء الأدلة الكافية لإثبات هذا الرأي، فقد ذكر كرسون وغيره من الباحثين الأخلاقيين، أن السيرة السيئة لرجال الدين والسلوك الشائن الذي امتازوا به كان أعظم أثراً في الهدم الأخلاقي من كل النظريات العقلية المهاجمة لها، وأصحاب هذا الرأي يقولون: إن الأخلاق المسيحية كالعفة والإيثار والرحمة مبنية على التكلف والاصطناع -وهم هنا يلتقون مع روسو - وليس أدل على ذلك عندهم من أن رجال الدين أنفسهم أول من يخالفها ويصادم دعاوها... ولو كانت هذه الأخلاق طبيعية أي متمشية مع القانون الطبيعي، لما كانت هذه المفارقة التي يشهد بها الواقع المحسوس، لذلك فإن الواجب على المجتمع الذي ينشد الخير والتكامل أن ينفي عنه هذا الزيف والنفاق الذي يسمى الأخلاق المسيحية ويستعيض عنها بالأخلاق الطبيعية، التي يوحي بها الضمير الداخلي ويدعو إليها الانسجام الماثل في الطبيعة الخارجية.
2-أنها أخلاق تعسفية غير عقلية: يرى هؤلاء أن النظرة المسيحية هي: "إن قوام الحياة الأخلاقية هي طاعة القانون لكن المشكلة في نظرهم هي أن هذا القانون ليس قانوناً يكتشفه العقل البشري وليس بالتالي قانوناً يبدو لنا معقولاً، وإنما هو قانون أتانا من الوحي الإلهي الذي لا يكون أمامنا إلا أن نطيعه، سواءً أكان يبدو معقولاً أم غير معقول، منطقياً أم تعسفياً، عادلاً أم ظالماً، فمن الواجب إطاعته لمجرد كونه تعبيراً عن الإرادة الإلهية، لا لأننا نرى فيه وسيلة لتحقيق سعادتنا المباشرة، وبطبيعة الحال فنحن نفترض أنه لما كانت القوة التي تسهر على تنفيذ هذا القانون الإلهي هي ألوهية خيرة، فسوف يكون بذلك قانوناً خيراً يعبر عن حكمة عليا، ولكن لما كان خلاصنا يتوقف مباشرة على إطاعتنا لهذا القانون، فمن الواضح أن المطلوب منا هو أداء واجبات يحددها بغض النظر عن رأينا البشري في هذه الأوامر.
ولقد ظل أداء المسيحي لواجبه يعد حتى يومنا هذا مسألة طاعة لا مسألة تبصر، وقد أحسن بعضهم التعبير عن هذه الفكرة إذ قال: إن سبب كون هذه الطاعة خيراً أو حتى سبب كونها لازمة هو أمر لا شأن لنا به وكل ما يهمنا بحق هو أنها لازمة. [425]
3- أنها أخلاق نفعية انتهازية: يرى أولئك أيضاً أن الأخلاق المسيحية تقوم على مبدأ الثواب والعقاب في العالم الآخر، وتعد الجنة والنار حافزين لهما أهمية قصوى في السلوك الأخلاقي للمسيحي، وهناك حجة مشهورة على وجود الله تقول: 'لو لم يكن الله موجوداً لكان من الضروري ابتداعه، ونستطيع أن نتصور أنصار هذا الرأي وقد أعادوا صياغة هذه الحجة، بحيث تصبح لو لم تكن الجنة والنار موجودتين لكان من الضروري ابتداعهما، وذلك لضمان إقبال الناس على أداء واجباتهم المسيحية '
ويتلخص رد أولئك على هذا الرأي بأنه يجعل الأخلاق في أساسها مسألة انتهازية أو شطارة وأن الأخلاقية ليست إلا سياسة حكيمة، فلو أردنا اكتساب البركة الإلهية أو البقاء بمنأى عن المتاعب في هذا العالم وفي العالم الآخر معاً فعلينا إطاعة أوامر الأخلاق ولا سيما الأخلاق المسيحية ، ومع ذلك فإن هذا الموقف لا يقتصر على المسيحية الشعبية بل إنه على العكس من ذلك قد انتشر على نطاق واسع منذ كانت للناس آلهة يطيعونها أو يسترضونها أو يبتهلون إليها، فقد كانت الأذهان الساذجة تميل دائماً إلى أن تجعل من العبادة الدينية نظاماً للمقايضة يعد فيه العبد بعمل شيء للرب -أي: بطاعته والتضحية له أو مجرد الاعتراف به- ويتوقع في مقابل ذلك نعماً معينة من الرب. [426]
تلك بعض الأسس التي ارتكز عليها أولئك في هجومهم على الأخلاق المسيحية ، وسنرى أن هذا الهجوم قد تبلور واتخذ صيغاً مغايرة أعمق نقداً وأقوى أثراً في النظريات التالية.
ثالثاً: المدرسة الوضعية العقلية:
(أ) أوجست كونت :
شهد النصف الأول من القرن التاسع عشر اضطرابات اجتماعية وتقلبات فكرية منوعة، فقد سقطت أنظمة وأوضاع دامت قروناً متوالية. وانهارت قواعد ومبادئ كانت تسد حاجات المجتمع وتلبي رغباته في مجالات كثيرة، ولم يعقب هدم الماضي الذي أوغل فيه عصر التنوير بناء جديد للحاضر والمستقبل، وظهر لكثير من المفكرين حقيقة أن الهدم قد يتم بوسائل وأفكار خاطئة تماماً، إلى درجة أنها لا تستطيع أن تبني شيئاً جديداً.
وكان الإنجاز الوحيد الذي استقطب الأذهان وبهر الأنظار هو التقدم العلمي في مجالات البحوث الطبيعية. إلا أنه مهما بلغ من العظمة لم يكن ليغطي القبائح والأمراض التي يعاني منها المجتمع الأوروبي المتناقض، والتي سببها تدهور وانحطاط القيم الاجتماعية بعد أن عجز الفلاسفة عن الإتيان ببديل لقيم الكنيسة الآخذة في الاضمحلال.
وتساءل كثير من زعماء الفكر: أليس في إمكان العقل البشري بعد تحريره من نير الكنيسة البغيض أن يحقق النجاح الذي ظفر به في مجالات الطبيعة فيبتكر ديناً وضعياً يوازي العلم الوضعي الذي استطاع أن يحل محل علم الكنيسة الميتافيزيقي.؟
وكان أبرز من أجاب على هذا السؤال عملياً، هو الفيلسوف الفرنسي أوجست كونت رائد المدرسة الوضعية في الفكر والحياة، والذي يمثل التيار الأهوج الذي انبعث لمواجهة طغيان الكنيسة وحماقاتها.
ينطلق كونت في فلسفته الوضعية من زعمه أنه اكتشف القانون الأساسي للتقدم البشري، وهو قانون تتابع المراحل الثلاث:
1- مرحلة الخرافة.
2- مرحلة الدين.
3- مرحلة العلم الوضعية، [427]
ويرى كونت أنه لكي نتجنب أخطاء المرحلة الثانية لنصل إلى علمية المرحلة الثالثة، فإنه على الفكر أن يتجرد من الغيبيات والأوهام ويركز اهتمامه على فكرتي الواقع والنافع لا غير، وهذا هو أساس الوضعية.
أما الواقع فشرط ضروري لقيام علماء الاجتماع مقام رجال الدين، وعلينا الآن أن نُعدِّل عمل رجال الدين معتمدين على الوقائع وحدها وعلى العقل وحده.
والمنهج الذي يحقق ذلك في نظره هو (استخلاص العنصر الوضعي الإنساني الثابت من العناصر السلبية الهرمة التي تحتويها الأديان التقليدية، والتي اتخذت من ذلك العنصر الوضعي مطية لها، وبذلك يكتمل المذهب الوضعي ويتوجه على هذا النحو الدين الوضعي).
والدين الوضعي يقوم على الانتقال من الواقع إلى النافع:
يرى كونت أن تعاليم الأديان يمكن تلخيصها في معتقدين: الله والخلود، والدين الوضعي يعمد إلى اختيار المضمون الوضعي لهذين المعتقدين، فالمضمون الوضعي لفكرة الألوهية هو فكرة موجود كلي عظيم أزلي تتصل به نفوس العباد فيضفي عليها القدرة على قمع ميولهم الأنانية المتنافرة.... والمضمون الوضعي للخلود هو فكرة مشاركة أهل الحق والعدل... في جانب من الحياة الأزلية للموجود الإلهي ومن هذين المضمونين يستخلص كونت فكرة واحدة شاملة هي الإنسانية، فالإنسانية هي الفكرة الوضعية المتطورة لفكرتي الله والخلود اللتين كانت البشرية تدين بهما في المرحلة الثانية، ويعتقد كونت أن الإنسانية إذا فهمت على هذا النحو فإنها تكون هي نفسها الإله الذي ينشده الناس، أي الموجود الحق العظيم الأزلي يتصلون به اتصالاً مباشراً ويستمدون منه الوجود والحركة والحياة، وبذلك يصل بنا كونت إلى هدفه المراد وهو إلغاء العقائد الدينية الغيبية، وما يتصل بها من أخلاق ونظم اجتماعية، واعتبارها أفكاراً وأوهاماً غير واقعية ولا نافعة، وإنما تعبر عن الصورة غير المكتملة للإنسانية في مرحلة دنيا من مراحل تطورها.
أما الأسلوب العلمي الحديث، فهو أن يعتنق الناس الدين الوضعي ويعبدوا الإله "غير المشخص": الإنسانية، وعليهم أن يستمدوا مثلهم وأخلاقهم وقوانين تنظيمهم الاجتماعي من ذخيرته وحدها، وعن هذه الذخيرة من القوى الخلقية المتجمعة على مر الأجيال في الموجود تفيض إلى القلوب الأفكار العظيمة والمشاعر النبيلة، فالإنسانية هي الموجود العظيم الذي يسمو بنا عن أنفسنا، ويضيف إلى ما عندنا من تعاطف قدراً فائضاً من القوى التي يحتاج ذلك الميل إليها لإخضاع ميول الأثرة، وفي الإنسانية يتحاب الناس ويتآخون، ثم في الإنسانية يستطيع الناس أن ينعموا حقاً بالخلود الذي يتطلعون إليه. [428]
تلك هي أسس الوضعية التي أراد كونت أن يتحدى بها تعاليم الدين في العقيدة والسلوك، وقد كان يرى نفسه قادراً على وضع منهج للحياة بديل للمسيحية ، وهي حماقة مغرورة نتج عنها علم الاجتماع اللاديني الذي ما يزال بعض المفكرين يتردد في تسميته علماً. [429]
ويمكن القول بأن آراء كونت وفلسفته لم تكن لتشتهر وتصل من التطبيق إلى الحد الذي بلغته، لولا تلميذه اليهودي دوركايم ، الذي طور المذهب ووضع له قواعد محددة، واهتم بالمشاكل العملية مضيفاً إلى ذلك حقداً أعمى وعداوة للدين مريرة.
(ب) دور كايم :
كان من حظ المدرسة الوضعية (وبالنظرة البعيدة من حسن حظ الهدامين التلموديين) وفي الوقت نفسه من سوء حظ الأخلاق الأوروبية أن انفجرت في النصف الثاني من القرن التاسع عشر الثورة الفكرية الثالثة أو نظرية التطور.
فالتفسير الآلي الميكانيكي لنشأة الحياة وتطورها عزز الآلية النيوتونية عن الكون غير العضوي، وأفسح المجال أمام الناقمين على الكنيسة لاستنتاج تفسيرات اجتماعية وسلوكية آلية كذلك.
وهكذا أصبح من الواضح أن أثر الداروينية في العلوم الإنسانية لا يقل عنه في علوم الطبيعة والحياة، لا سيما الإيحاءان الخطران حيوانية الإنسان مع نفي الغاية من وجوده والتطور المطلق، فليس من مؤلف اجتماعي غربي لا يبرز فيه هذان الإيحاءان بجلاء.
والواقع أن علم الاجتماع كان يعاني صعوبات جمة ويستهدف لانتقادات غير يسيرة، لم ينقذه منها إلا نظرية التطور التي أشيعت بطريقة مذهلة تثير علامات استفهام كثيرة!
ويتحدث دور كايم نفسه عن هذه الصعوبات متفائلاً لعلم الاجتماع بنجاح يضاهي نجاح النظريات الطبيعية: 'ليس هناك علم إلا وواجه مقاومة من قبل العواطف الإنسانية التي كانت تمس الظواهر الطبيعية، وكانت هذه المقاومة لا تقل في عنفها عن المقاومة التي يلقاها علم الاجتماع في وقتنا الحاضر، وذلك لأن الظواهر الطبيعية كانت هي الأخرى ذات طابع ديني أو خلقي، أما وقد تحررت العلوم واحداً بعد آخر من سيطرة تلك الفكرة الشائعة، فإنه يحق لنا الاعتقاد أنها سوف تختفي في نهاية الأمر من علم الاجتماع أيضاً، أي: من آخر معاقلها، وبذلك تدع السبيل حراً أمام العلماء' [430] .
ويعلل دور كايم توقعاته بالمبررات التي يراها كافيه لفصل علم الاجتماع عن الدين، ومن ذلك اعتقاده أن المجال الاجتماعي مجال من مجالات الطبيعة لا يفرقه عنها إلا أنه أشد منها تعقيداً، ومعلوم أنه من المستحيل أن تختلف الطبيعة اختلافاً جذرياً عن أصلها من حالة إلى حالة فيما يتعلق بالأسس الكبرى [431] .
أي أننا في المجال البشري نستطيع بمقدراتنا الذاتية أن نكتشف ما اكتشفه نيوتن في الطبيعة من قوانين ثابتة، أو ما اكتشفه داروين من حركة آلية متغيرة.
ولا يفوت دور كايم أن يحدد طبيعة مذهبه كيلا يلتبس بالنظريات الأخرى، فهو يقول: 'إن الوصف الوحيد الذي نرتضيه لأنفسنا هو أن نوصف بأننا عقليون (لا ماديون ولا روحيون) وذلك لأن الهدف الرئيسي الذي نرمي إليه ما هو في الواقع إلا محاولة نريد بها مد نطاق المذهب العقلي حتى يشمل السلوك من الناحية التاريخية إلى بعض العلاقات السببية، وأنه من الممكن أيضاً تحويل هذه العلاقات بعملية عقلية إلى بعض القوانين التي يمكن تطبيقها عملياً في المستقبل، وليس مذهبنا الذي خلع عليه البعض اسم المذهب الوضعي سوى إحدى نتائج المذهب العقلي'
ولو حاولنا أن نختصر مذهب دور كايم لوجدنا أن محوره ثلاثة أسس:
1-عقل جمعي عشوائي خارج عن شعور الأفراد.
2-هذا العقل يصدر أوامره على شكل ظاهرة اجتماعية تتقلب وتتغير بطريقة غير منطقية.
3-هذه الظاهرة تقهر الأفراد وتخضعهم لسطوتها شعروا أو لم يشعروا.
وتفصيل ذلك يبدأ من اعتبار الظواهر الاجتماعية أشياء موضوعية لها حقيقتها الخارجية: "إن طريقتنا طريقة موضوعية؛ ذلك لأنها تقوم بأسرها على أساس الفكرة القائلة بأن الظواهر الاجتماعية أشياء ويجب أن تعالج على أنها أشياء".
"إذا سلم الناس بأن هذا المركب الفريد في جنسه الذي يتكون منه كل مجتمع يؤدي إلى وجود بعض الظواهر الجديدة التي تختلف في طبيعتها عن الظواهر النفسية التي تمر بشعور الأفراد كل منهم على حدة؛ فلابد من التسليم -أيضاً- بأن هذا النوع الجديد من الظواهر لا يوجد في المجتمع، ونعني بها أفراده وإنما يوجد في نفس المجتمع الذي أوجدها، وبناءً على ذلك فإن هذه الظواهر تكون خارجة عن شعور الأفراد حالة تفرقهم".
"إن الظاهرة الاجتماعية هي كل ضرب من السلوك -ثابتاً كان أم غير ثابت- يمكن أن يباشر نوعاً من القهر الخارجي على الأفراد، أو هي كل سلوك يعم في المجتمع بأسره وكان ذا وجود خاص مستقل عن الصور التي يشكل بها في الحالات الفردية".
وهذه الظواهر غير ثابتة وليس لها صور معينة تتشكل فيها:
"إنه كلما أصبحت البيئة الاجتماعية أشد تعقداً وأسرع تطوراً أدت إلى تزعزع التقاليد والعقائد المتوارثة، التي تتشكل بصور غير محددة شديدة المرونة".
كما أن العواطف المتعلقة بها ليس مصدرها الله أو الدين كما يتصور الناس: "لا تمتاز العواطف التي تتعلق بالظواهر الاجتماعية في شيء عن الظواهر الأخرى على مر العصور، وهي وليدة التجارب الإنسانية ولكن أي تجارب؟!
إنها تجارب غامضة مهوشة، وليست هذه العواطف فيما أعلم وليدة فكرة علوية مثالية، وجدت من قبل أن يوجد هذا العالم الحسي، ولكنها نتيجة لألوان شتى من الخواطر والانفعالات التي تراكمت على غير نسق وعلى غير هدى، ودون أي تفسير منهجي سليم" . [432]
ثم إن بيت القصيد في مذهب دور كايم هو تطبيق هذه الأسس الوهمية على الدين وما يتصل به من عقائد وأخلاق، ويتلخص هذا التطبيق في ثلاث قضايا:
1- أن الدين ليس إلهياً لأن فكرة الألوهية - في نظره - ليست إلا تعبيراً عن البيئة الاجتماعية في مرحلة من مراحل تطورها، ويكون الإله فيها رمزاً للدرجة التي وصل إليها تطوره: 'إذا أردنا فهم الفكرة التي يكونها المجتمع عن نفسه وعن العالم الذي يحيط به، فلا بد لنا من دراسة طبيعة هذا المجتمع لا طبيعة أفراده، فإن الرموز التي يتخذها المجتمع شعاراً له يستعين بها على التفكير في ذاته تختلف باختلاف الحالات التي يوجد فيها، فإذا تصور المجتمع -مثلاً- أنه ينحدر من سلالة حيوان أسطوري واتخذ هذا الحيوان شعاراً له، فمعنى ذلك أنه يتألف من إحدى تلك الجماعات الخاصة التي نطلق عليها اسم العشيرة.
أما إذا استعاض عن هذا الحيوان الأسطوري بجد إنساني أسطوري هو الآخر؛ فمعنى ذلك أن طبيعة العشيرة قد تغيرت، وإذا تخيل المجتمع وجود آلهة أخرى أسمى مقاماً من آلهته المحلية والعائلية، واعتقد أنها تسيطر على تلك الآلهة الأخيرة، فمعنى ذلك أن الطوائف المحلية التي يتكون منها هذا المجتمع قد أخذت تميل إلى التركيز وتتجه إلى تكوين وحدة اجتماعية، وأن درجة التركز التي يدل عليها وجود معبد يضم جميع الآلهة (Pantheon) تقابل درجة التركز التي وصل إليها المجتمع في ذلك الوقت نفسه.
"وإذا لم يرتض المجتمع بعض ألوان السلوك، فإن السبب في ذلك يرجع إلى أنها تخدش بعض عواطفه الأساسية وتقوم هذه العواطف على أساس من طبيعة المجتمع كما أن عواطف الفرد ترجع إلى تركيبه الطبيعي وتكوينه العقلي".
وإن الواجب الذي ينبغي القيام به في هذا الصدد هو أن نبحث عن طريقة تداعي التصورات الاجتماعية وتنافرها واتحادها واقترانها، وذلك بأن نقارن بين الديانات الأسطورية والقصص والتقاليد الشعبية' [433] .
2- أن الدين -بناء على ما سبق- ظاهرة اجتماعية يفرضها العقل الجمعي بقدرته القاهرة على الأفراد في بعض البيئات والمراحل، دون أن يكون لهم حرية اختيار في ذلك، وهذا يعني أنه لو فرض عليهم - أحياناً - ألا يكون لهم دين مطلقاً لكانوا غير متدينين ولا يملكون إلا الانصياع لذلك: 'إني حين أؤدي واجبي كأخ أو زوج أو مواطن، أو حين أنجز العهود التي أبرمتها أقوم بأداء واجبات خارجية حددها العرف والقانون وعلى الرغم من أن هذه الواجبات لا تتعارض مع عواطفي الشخصية، وعلى الرغم من أنني أشعر بحقيقتها شعوراً داخلياً فإن هذه الحقيقة تظل خارجة عن شعوري بها، وذلك لأنني لست أنا الذي ألزمت نفسي بها ولكني تلقيتها عن طريق التربية، وكذلك الأمر فيما يمس العقائد والطقوس الدينية فإن المؤمن يجدها تامة التكوين منذ ولادته، وإنما كانت هذه العقائد أسبق في الوجود من الفرد الذي يدين بها للسبب الآتي: وهو أن لها وجوداً خارجياً بالنسبة إليه... ولا توجد هذه الضروب من السلوك والتفكير خارج شعور الأفراد فقط، بل إنها تمتاز أيضاً بقوة آمرة قاهرة هي السبب في أنها تستطيع أن تفرض نفسها على الفرد أراد ذلك أم لم يرد' [434] .
3-ثم يصل دور كايم إلى نتيجة خطرة، وهي أن الدين ليس فطرياً ومثله الأخلاق والأسرة، وذلك رأي اقتبسه علماء الاجتماع التالون له وعمموه في أبحاثهم، دون أن يدرك هؤلاء أو بعضهم الدافع التلمودي الهدام لدى دور كايم لأن يقول به: 'إن الناس يفسرون عادة نشأة النظام الأسري بوجود العواطف التي يكنها الآباء للأبناء ويشعر بها الأبناء تجاه الآباء، كما يفسرون نشأة الزواج بالمزايا التي يحققها كل من الزوجين وفروعهما...، وليس الأمر على خلاف ذلك فيما يتعلق بالظواهر الخلقية، فإن الأخلاقيين يتخذون واجبات المرء نحو نفسه أساساً للأخلاق، وكذا الأمر فيما يتعلق بالدين، فإن الناس يرون أنه وليد الخواطر التي تثيرها القوى الطبيعية الكبرى أو بعض الشخصيات الفذة لدى الإنسان... إلخ ولكن ليس من الممكن تطبيق هذه الطريقة على الظواهر الاجتماعية اللهم إلا إذا أردنا تشويه طبيعتها' [435] .
"ومن هذا القبيل أن بعض هؤلاء العلماء يقولون بوجود عاطفة دينية فطرية لدى الإنسان، وأن هذا الأخير مزود بحد أدني من الغيرة الجنسية والبر بالوالدين وصحبة الأبناء وغير ذلك من العواطف، وقد أراد بعضهم تفسير نشأة كل من الدين والزواج والأسرة على هذا النحو ولكن التاريخ [436] يوقفنا على أن هذه النزعات ليست فطرية في الإنسان، وعلى أنها قد لا توجد جملة في بعض الظروف الاجتماعية الخاصة، ولذا فهذه العواطف المثالية نتيجة للحياة الاجتماعية، وليس أساساً لها أضف إلى ذلك أنه لم يقم برهان قط على أن الميل للاجتماع كان غريزة وراثية وجدت لدى الجنس البشري منذ نشأته، وأنه من الطبيعي جداً أن ينظر إلى هذا الميل على أنه نتيجة للحياة الاجتماعية التي تشربت بها نفوسنا على مر العصور" [437] .
هذا هو دور كايم ، وتلك هي دعاواه التلمودية مغلفة بغلاف العلم والبحث، ومع الأسف فمذهبه أكبر المذاهب الاجتماعية الغربية، ورغم كلاسيكيته لا يزال له أثر عظيم في الدراسات المعاصرة. [438]
رابعاً: النظرة الشيوعية للمجتمع والأخلاق:
سبق في فصل الاقتصاد من هذا الباب أن تحدثنا عن المذهب الشيوعي وموقفه من الدين من خلال التفسير المادي للتاريخ، وقد ألمحنا هنالك إلى موقفه من الأخلاق أيضاً، وذلك لأن الشيوعية -كما هو معلوم- تجعل الاقتصاد أساس كل شيء وغايته.
وقد يكون من الضروري هنا التحدث عن النظرة الشيوعية للمجتمع والأخلاق استقلالاً، وإن كانت في واقع النظرية واجهة اقتصادية فحسب:
إن الشيوعية في هدفها لا تختلف عن المدرسة السالفة الذكر فـماركس ودور كايم أخوان في اليهودية ونظيران في التصور التلمودي الذي يطمح إلى نسف عقائد وأخلاق الأميين، ولكن كلاً منهما يسلك طريقاً غير طريق صاحبه، وكأني باليهود يخططون لكي يصلوا إلى هذا الغرض من كل منفذ وبأي سبيل، فهم يرسمون للأميين طرائق شتى ويدعون لها الخيار في أن يسلكوا أياً منها، ولكنها كلها -في الحقيقة- روافد تؤدي إلى الهدف نفسه، تدمير الدين والأخلاق.
فنظير العقل الجمعي العشوائي عند دور كايم يختلق ماركس الحتمية التاريخية العمياء، ذاك يفرض جبرية اجتماعية قاهرة، وهذا يفرض جبرية اقتصادية قاهرة كذلك، ويتفق الإثنان في أن المجتمع (يتطور) وأن الأخلاق كذلك تتطور، وأن لا شيء من القيم والمثل ثابت إطلاقاً، كما يتفقان في النظرة الحيوانية للإنسان فهو إما حيوان اجتماعى أو حيوان اقتصادي، واتفاقهما هنا ليس غريباً بعد أن عرفنا أن الداروينية من أمضى الأسلحة التي استغلها اليهود بمكر ودهاء.
ومعلوم ما تقوله الشيوعية من أن (الدين أفيون الشعوب)، وأنه (الانعكاس الخيالى للأشياء البشرية في دماغ الإنسان) وأنه نابع أصلاً من (أساس اقتصاد سلبي) وأن الإله ما هو إلا (تشخيص للقوى الطبيعية التي تؤثر على طعام الإنسان) إلى آخر هذه السلسلة من الهراء والزيف التي تقوم على الوهم الكاذب والخيال الخاطئ، ولا تعبر عن حقيقة إلا عن العداوة الحاقدة للدين.
إذا عرفنا ذلك فما نظرة الشيوعية إلى المجتمع والأخلاق؟
(يلاحظ بوخارين في كتابه (نظرية المادية التاريخية ) أنه ينبغى دون شك التحرز من جعل الشعور الجمعي حقيقة غيبية، لكن هذا التعبير يشير مع ذلك إلى ظاهرتين يمكن ملاحظتهما دائماً في كل مكان:
1- أن هناك في كل عصر اتجاهاً سائداً في الأفكار والعواطف والحالات النفسية، أي: سيكلوجية سائدة تلون الحياة الاجتماعية بأكملها.
2- إن هذه السيكلوجية السائدة تتغير تبعاً لتغير طابع العصر، ومعنى ذلك في لغتنا أنها تتغير تبعاً لظروف التطور الاجتماعي، ويفسر المؤلف ذلك بأنه في الواقع توجد خصائص سيكلوجية عامة تتصف بها جميع طبقات المجتمع.
(وعلى هذا النحو نجد في النظام الإقطاعي سمات سيكلوجية مشتركة بين السيد النبيل وبين الفلاح مثل: التعلق بالأشياء القديمة والروتين والتقاليد والخضوع للسلطة والخوف من الله والركود الفكري والكراهية لكل جديد... إلخ. وهذا يعود في الوقت نفسه إلى سمة الركود في المجتمع، وإلى أن الفلاح كان تحت النظام الأبوي سيداً وأباً في أسرته كما أن السيد كان سيداً وأباً في ضيعته). [439]
ذلك هو تطبيق قول ماركس : 'إن وجود الناس هو الذي يعين مشاعرهم) وليس العكس، فالمجتمع الإقطاعي ذو البيئة الزراعية مجتمع متدين له تقاليد وفيه أسرة، والمحافظة على العرض فيه خلق أصيل، فإذا تطور المجتمع وأصبح صناعياً واستقلت المرأة اقتصادياً فإن ذلك يستوجب تغيراً حتمياً يساير التغير الاقتصادى والبيئي الحتمي هو الآخر، ومعنى ذلك ألا يظل المجتمع الصناعي محتفظاً بشيء من الدين والأخلاق والتقاليد الزراعية الرجعية، بل يجب أن يستحدث ديناً جديداً وإن كان الإلحاد وأخلاقاً جديدة وإن كانت (النفعية أو المكيافيللية ) وتقاليد جديدة وإن كانت (الدياثة والاختلاط'
ولما كانت الأخلاق مستمدة من الواقع الاقتصادي أساساً أو البيئي على سبيل التعميم، فإن الشيوعية ترى كما أن لكل مرحلة أخلاقها الخاصة فإن لكل بيئة بل لكل طائفة أخلاقها الخاصة أيضاً، وليس هناك من معنى مشترك بين بني الإنسان.
(بأية أخلاق يعظوننا اليوم؟ إنها أولاً الأخلاق الإقطاعية المسيحية الموروثة من إيمان القرون الماضية، وهى بدورها تنقسم أساسياً إلى أخلاق كاثوليكية وأخلاق بروتستانتية ، الأمر الذي لا يمنع انقسامها ثانية إلى أقسام فرعية تذهب من الأخلاق الكاثوليكية واليسوعية ومن الأخلاق البروتستانتية والأرثوذكسية حتى الأخلاق الإنفلاتية، وإلى جانب هذا تقوم الأخلاق البرجوازية الحديثة، ثم من جديد إلى جانب هذه أخلاق المستقبل أخلاق البروليتاريا ).
وإجابة على تساؤل: (ما الصحيح إذن من هذه الأخلاق ولا واحد منها بمعنى مطلق نهائي؟) تجيب الشيوعية : 'لكن الأخلاق التي تحتوي على النصيب الأوفى من العناصر الواعدة بالبقاء هي بالتأكيد الأخلاق التي تمثل في الحاضر، انقلاب الحاضر، تمثل المستقبل، إنها إذن الأخلاق البروليتارية' ثم لكي تصل الشيوعية إلى هدفها المقصود لا مانع من أن تستدل على الدعوى بالدعوى نفسها: 'منذ نرى لكل من طبقات المجتمع الحديث الثلاث: الارستقراطية الإقطاعية، والبرجوازية والبروليتارية أخلاقها الخاصة، فليس يمكن إلا أن نستنتج من هذا أن الناس -عن وعي أو لا وعي- يستمدون مفاهيمهم الأخلاقية في التحليل الأخير من العلاقات العملية التي يقوم عليها وضعهم الطبقي، أي: من العلاقات الاقتصادية التي ينتجون بها ويتبادلون فيها' .
ثم تمثل الفلسفة الشيوعية لذلك: (منذ اللحظة التي تطورت فيها الملكية الخاصة للأشياء المنقولة، كان لابد لجميع المجتمعات التي تسود فيها هذه الملكية الخاصة أن يكون فيها هذه الوصية الأخلاقية المشتركة: لا تسرق فهل يعني هذا أن تصبح هذه الوصية وصية أخلاقية سرمدية؟
كلاً أبداً، ففي مجتمع أزيلت فيه دوافع السرقة، حيث السرقات بالتالي لا يمكن أن يرتكبها مع مرور الزمن غير مجانين، كم سيضحك الناس من الواعظ الأخلاقى أن يعلن على رءوس الأشهاد الحقيقة السرمدية: لا تسرق!
ولهذا فإننا نرفض بكل اطمئنان أن تفرض علينا أية عقائدية أخلاقية كقانون سرمدي نهائي لا يتزعزع بعد اليوم، بذريعة أن لعالم الأخلاق هو أيضاً مبادئه الدائمة التي هي فوق التاريخ والفوارق القومية ). [440]
ومن هذا المنطلق تبنت الشيوعية المذهب المكيافيللي نظرياً وعملياً -كما مر في فصل السياسة- وقد أتى (أكناز يوسيلوني ) بمثال على ذلك له مغزاه العميق: كان سيلوني باعتباره عضواً بارزاً في الحزب الشيوعي الإيطالى يشارك في جلسات الشيوعية الدولية، وهو يحدثنا: أنه في أحد الاجتماعات نشب خلاف حول تطبيق قرار أصدرته اللجنة المركزية، وقد أبدى بعض الأعضاء وجهة نظر مخالفة تجاه القرار ظهر أنها معقولة، فما كان من المندوب الروسي إلا أن قال: (على جميع الفروع أن تعلن أنها تخضع للقرار الذي صدر ثم تتصرف على عكس ذلك تماماً)، فقام المندوب الإنكليزى مقاطعاً (ولكن هذا يعتبر كذباً) يقول سيلوني : (وقد قوبل ذلك الاعتراض النزيه بعاصفة من الضحك الصادق الصادر من القلب والذى لا أحسب مكاتب الشيوعية الدولية الكئيبة قد سمعت مثله من قبل، وقد ذاعت هذه (النكتة) سريعاً في طول موسكو وعرضها، إذ أن إجابة الإنكليزي التي لا تصدق لم تلبث أن نقلت بالهاتف إلى استالين وكبار الموظفين في روسيا ، وكانت تثير في كل مكان عاصفة من الانبساط والضحك). [441] .
هذا وسنرى -إن شاء الله- بعض الواقع الأخلاقي الشيوعي إن كان لدى الشيوعية شيء اسمه أخلاق.
خامساً: النظرية العضوية والنفعيون:
من بين النظريات الاجتماعية الكبرى تبرز النظرية العضوية التي يعد (هربرت سبنسر ) ألمع ممثليها. [442] ومن بين النظريات الأخلاقية (النظرية النفعية) التي حمل لواءها (بنتام ) و(آدم سمث ) و(جون ستيوارت مل ) ويمثلها في هذا القرن (برتراند رسل ).
ويصح لنا أن ننظر إلى هاتين النظريتين ونعالجهما على أساس أنهما يمثلان اتجاهاً واحداً، فبالإضافة إلى اتفاقهما في البيئة (إنجلترا ) فهما تتقاربان أو تتحدان في النظر إلى الدين والأخلاق وهي الزاوية التي نعالج موضوعنا من خلالها، كما أنهما يستمدان مفهوماتهما عن الإنسان والمجتمع من نظرية التطور، لا سيما النظرية الأولى التي يبدو هذا الاستمداد واضحاً في مسماها نفسه.
أما هربرت سبنسر فيرى أن (الأديان تخضع لقانون التطور كما تخضع جميع الظواهر الأخرى) ويأتي بتفسير خاص لنشأة الدين يتحدث عنه (بوترو ) قائلاً: 'إن نقطة البداية في الأديان تبعاً للترتيب التاريخي هي الواقعة الأولية التي تتعدد فينتج عنها صور مختلفة لا نهاية لها، ليست شيئاً آخر سوى ما يسميه سبنسر بالقرين (Double) فالإنسان يرى في صفحة الماء صورته أو قرينه، وكذلك يرى نفسه في الرؤيا كما يرى فيها صورة غيره من الناس... وفي الإنسان نزعة طبيعية تميل به إلى الاعتقاد أن القرين لا يتلاشى، كل ما في الأمر أنه ينصرف ولعله يظهر مرة أخرى في حلم مستقبل حتى إذا حانت منية المرء سهل عليه الاعتقاد بأن هذه الأنا الغامضة لا تزال باقية، وأنها تظل كثيراً وقليلاً شبيهة بنفسه، فهي إذن تشبه شبهاً بعيداً أو قريباً ذلك الكائن المرئي الذي كان قرينه، ومن هنا نشأ الاعتقاد في الأرواح والكائنات الفائقة على الطبيعة وفي قوتها وتأثيرها في حياة الإنسان.
وهذا هو الأصل التاريخي للأديان في نظر هربرت سبنسر ، والذي يلتقي فيه مع الأبيقورية ثم تفرع عن هذا الاعتقاد المعتقدات والطقوس والنظم الكهنوتية'
(ولكل كائن واقعي قرينه الذي يمكن أن يعتبر روحاً وقد احتشدت الأرواح الدنيا على مر الزمن تحت سلطان الأرواح العليا التي سميت بالآلهة ثم انتهت هذه الآلهة ذاتها إلى الخضوع لإله واحد، وقد سعى الإنسان إلى تمثيل هذه القوى الفائقة على الطبيعة وإلى جعلها قريبة ومحبوبة منه فنشأت من هذه الرغبة الخرافات الدينية أو (الميثولوجيا) الرقى والعبادات والنظم التي نمت حسب قانون التطور ذاته إلى الحد الذي لم تعد تحتفظ فيه لنفسها أحياناً إلا بآثار ضعيفة جداً من أصلها.
(وإذ فقدت هذه النظم بعد التطور الشديد لاعتقادات الناس اعتمادها على هدفها الأول، فقد ظلت قائمة كرابطة اجتماعية وهى صفة بالغة الأهمية خلعها التطور على هذه النظم وأصبحت الأديان من الآن فصاعداً تمثل استمرار الجماعات، ولذلك كان للأفراد مصلحة عظمى في احترامها. [443]
هكذا أجهد سبنسر خياله في اختلاق جذور بعيدة وأصول وهمية للدين، كما فعل كونت ودور كايم وماركس ليصل إلى النتيجة الأخيرة وهي أن الأديان رابطة اجتماعية مصلحية، وعلى هذه النتيجة مدار المذهب الأخلاقى النفعي، فالواقع أنه لم يزد على أنه أعطى هذا المذهب قوة جديدة، ولنأخذ (برتراند رسل ) نموذجاً لهذا المذهب لأنه لا يعبر عن المدرسة النفعية التي ابتدأها بنتام فحسب بل يتحدث عن الواقع العملي لهذا المذهب الذي يسيطر على الحياة الغربية.
يقول رسل : 'فصل الأخلاق عن اللاهوت أصعب من الفصل المماثل الذي حدث في حالة العلم... فالعديد من المفاهيم الأخلاقية التقليدية يصعب تفسيره بل وكثير منها يصعب تبريره إلا على أساس من افتراض وجود إله أو روح عالمي (أو على الأقل هدف كوني ثابت)، (وأنا لا أقول: إن هذه التفسيرات والتبريرات مستحيلة دون أساس ديني، ولكن أقول: بأنها بدون مثل هذا الأساس تفقد قدرتها على الإقناع وقوة الإرغام السيكولوجي، وقد كانت إحدى الحجج التي يفضلها المتمسكون بالدين دائماً أنه بدون الدين يصير الناس أشراراً، وقد أنكر مفكرو القرن التاسع عشر الأحرار في بريطانيا من بنتام إلى هنري سيد جوبك هذه الحجة إنكاراً شديداً'
(إن موضوع إمكان استقلال الأخلاق على أية صورة اجتماعية مناسبة عن الدين يجب إعادة بحثه بأكمله [444] وقد قام رسل فعلاً بذلك فوصل إلى نتيجة مفادها أن الدين ليس مصدر الأخلاق، بل إن الأخلاق قد مرت بثلاث مراحل من التطور:
1- أخلاق المحظور (تابو) أي المحرم.
2- أخلاق الطاعة الإلهية.
3- الأخلاق الحديثة، وهى أخلاق نفعية عقلية.
يقول رسل في تفصيل ذلك:
(توجد المعتقدات والمشاعر الأخلاقية في جميع المجتمعات الإنسانية المعروفة حتى أكثرها بدائية... وبعض هذه المعتقدات مما يمكن الدفاع عنه على أسس عقلية، بيد أن الغالبية الساحقة من المعتقدات في المجتمعات البدائية خرافية بحتة).
(والمحظور (تابو) هو أحد المصادر الرئيسية للأخلاق البدائية، فهناك بعض الأشياء خاصة تلك التي تخص رئيس القبيلة تحمل في طياتها المنع وإذا لمستها تموت، وأشياء أخرى بذاتها مكرسة للروح ويجب ألا يستعملها سوى ساحر القبيلة، وبعض الأطعمة مشروعة وبعضها غير مشروع، وبعض الأفراد يعتبرون قذرين حتى يتطهروا، وينطبق ذلك خاصة على مثل أولئك الذين تلوثهم بعض الدماء، فلا يقتصر الأمر على من ارتكبوا جريمة القتل، بل إنه ينطبق على النساء أثناء الولادة ودورات الطمث) (سفر اللاويين: 15، 19، 29)، وتظل صور الفضيلة التي أساسها (المحظور) باقية في المجتمعات المتمدينة مدىً أكبر مما تدرك الناس، فقد حرم فيثاغورس أكل البقول، وكان أمبيذ كلس يعتقد أن مضغ أوراق الغار فيه خطيئة، ويرتجف الهندوكيون من مجرد فكرة أكل لحم البقر بينما يعتبر المسلمون واليهود المتمسكون بالدين الخنزير غير طاهر، وفي سنة (1916م) أرسل أحد رجال الدين من سكوتلانده كتاباً إلى الصحف يعزو عدم نجاحنا في الحرب ضد الألمان، إلى أن الحكومة شجعت زراعة البطاطس في أيام الأحاد وجميع هذه الآراء لا يمكن تبريرها إلا على أساس المحظور.
(وانتشار القوانين التي تحرم صوراً مختلفة من الزواج بين أفراد العشيرة هو مثل من خير الأمثلة على المحظور، فالقبيلة تقسم -أحياناً- إلى مجموعات، وعلى الرجل أن يتخذ زوجته من مجموعة أخرى غير مجموعته، وتحرم الكنيسة الأرثوذكسية زواج آباء الطفل الواحد في العماد، ولم يكن الرجل يستطيع إلى عهد قريب في إنجلترا أن يتزوج أخت زوجته المتوفاة.
ومثل هذه الزيجات لا يمكن تبريرها على أساس أن الزيجات المحرمة تتضمن أي ضرر، ولا سبيل إلى الدفاع عنها إلا على أساس من المحظورات القديمة.
"بل وأكثر من ذلك أن صور الزواج من المحارم التي لم يزل معظمنا يعتبرها مما لا يتفق والشرع، يستفظعها معظم الناس إلى حد لا يتناسب مع الضرر الذي ينجم عنها، ويجب أن نعتبر ذلك أثراً من آثار المحظور الذي كان موجوداً قبل التبرير العقلي" . [445]
وقارن مثلاً بين النفور المشمئز من زواج المحارم والتحريم الهادئ لجرائم مثل التزوير التي لا يدخل فيها عنصر الخرافة؛ لأن المتوحشين لا يستطيعون ارتكابها. [446]
ثم ينتقل رسل إلى الحديث عن المرحلة الثانية: 'كلما بدأ الناس يتقدمون في المدينة قل قبولهم لمجرد المحظورات، فأحلوا محلها الأوامر والنواهي الإلهية، فالأوامر العشرة تبدأ' ثم تكلم الله بجميع هذه الكلمات قائلاً:
"ونجد في التوراة من أولها إلى آخرها أن الرب هو الذي يتكلم... ".
وهكذا تصبح الطاعة جوهر الأخلاق، والطاعة الأساسية هي طاعة المشيئة الإلهية، بيد أن هناك صوراً أخرى عديدة من الطاعة تستمد شرعيتها من أن ألوان عدم المساواة الاجتماعية مصدرها مشيئة الله، فالرعايا تجب عليهم طاعة الملك؛ والعبيد طاعة سادتهم، والزوجات طاعة أزواجهن، والأبناء طاعة آبائهم. [447]
أما المرحلة الثالثة فيرى رسل أن لها أساساً قديما أيضاً ولكن لم يعظم شأنها إلا في العصر الحديث: 'ولقد كان هناك من أول الأمر أساس مختلف للمشاعر والقواعد الأخلاقية، وهو مبدأ الأخذ والعطاء أو التراضي الاجتماعي. ولا يعتمد هذا كما هو الحال في النظم الأخلاقية الأخرى.. على الخرافة ولا على الدين، إنه ينبعث بصفة عامة عن الرغبة في حياة هادئة. فعندما أريد شيئاً من البطاطس مثلاً فإني قد أتسلل ليلاً وأستولي على بعض منه في حقل جاري، وجاري قد ينتقم بأن يسرق الفاكهة من شجر تفاحي...، وفي النهاية سنرى أن الأمر سيكون أقل إزعاجاً وأكثر راحة لو أن كلاً منا احترم مال الآخر' .
بالرغم من أن نظاماً مثل هذا قد تساعده المحظورات أو الشرائع الدينية، إلا أنه يستطيع أن يظل قائماً حتى بعد انهيارها، حيث إنه يتضمن على الأقل من ناحية النوايا مزايا للجميع، ومع تقدم المدنية عظم الدور الذي يلعبه هذا النظام باطراد في التشريع والحكم والأخلاق الخاصة، ولكنه لم ينجح في الإيحاء بذلك الإحساس العميق من الاستفظاع أو التوقير المتصل بالدين أو المحظور. [448] ولعل هذا الاستدراك من رسل (بالإضافة إلى التراضي الاجتماعي، والحياة الهادئة التي تسود الغرب اليوم!!)، يكفي لبيان قيمة العنصر الإيماني في الأخلاق.
سادساً: الدراسات النفسية الحديثة:
يرى بعض الباحثين أن علم النفس المعاصر هو أحدث العلوم جميعاً؛ لأنه آخر علم استقل عن الدين والفلسفة، ويعزون ولادة هذا العلم إلى ثلاثة عوامل برزت في منتصف القرن الماضي:
أولها: المنجزات الجديدة في الطبيعيات، وعلم وظائف الأعضاء.
والثاني: شارلس داروين الذي قدم عرضاً لآرائه عن علم الحياة التطوري الحديث...، وألف كتاباً بعنوان: التعبير عن الانفعالات عند الإنسان والحيوانات ..
والثالث: أبحاث التجريبيين الذين أسسوا لأول مرة معامل الدراسات النفسية الحديثة. [449]
وأشهر المدارس النفسية المعاصرة على المستويين النظري والتطبيقي - لا سيما من جهة صلتها بموضوع الأخلاق - مدرستان:
الأولى: المدرسة السلوكية: (Behaviourism).
يرى هاري ويلز أن قيام علم نفس مادي يناهض الأفكار الرجعية والمثالية كان يفتقر إلى حلقة مفقودة هي ما أسماه الميكانزم المادي الذي يمكنه أن يفسر لنا كيف نتج الوعي بالطبيعة، وكيف يعكس الوعي الواقع.
ويقول: 'لقد ظلت المادية تعاني ضعفاً ما منذ أن كانت تفتقد هذه الحلقة -أي: منذ كان الميكانزم العصبي مجهولاً، واستغل المثاليون هذا الضعف واستفاد منه الرجعيون لنشر الجهل وتشويش الفكر وخلق أساطير عن الطبيعة البشرية'[450] .
والباحث الذي استطاع أن يسد هذه الثغرة هو بافلوف بنظريته عن الأفعال المنعكسة الشرطية، والمبدأ الأساسي الذي تقوم عليه المدرسة السلوكية هو حيوانية الإنسان وماديته، وذلك نتيجة لإيمانها الأعمى بنظرية داروين ، وهو إيمان يبدو جلياً سواء في كتابات بافلوف أو في تجاربه العملية، فقد كانت إحدى المشاكل الكبرى التي يتوهم بافلوف أنه وضع لها العلاج الناجح هي مشكلة نشأة الوعي وتطوره في النوع الإنساني منذ أن كان قرداً إلى أن أصبح إنساناً.
ويقول أيضاً: 'اكتسب عالم الحيوان في مسيرة تطوره حتى بلغ مرحلة الإنسان إضافة فريدة مكملة لميكانزم النشاط العصبي'[451] ، ويعني بذلك النظم الإشاري.
أما خلاصتها الفكرية فتتمثل في إنكار الروح وإنكار استقلالية العقل، والإيمان بالجسد وحده، واعتبار السلوك البشري بأكمله أفعالاً شرطية منعكسة لا غير أي: أن السلوكية تدعم النظرية الماركسية القائلة أن واقع الناس هو الذي يعين مشاعرهم، وتسند نظرية أنجلز في أن العمل هو الذي خلق الإنسان أي طوره عن القردة، ومن هنا أطلق عليها الفيلسوف جود اسم المادية الحديثة، [452]
وعن ذلك يتحدث هاري ويلز قائلاً: 'ونظرية بافلوف عن نظام الكلام وهو نظام قاصر على الإنسان وحده، هي النظرية التي تملأ الثغرة التي أشار إليها أنجلز في كتابه عن الانتقال من مرحلة القردة إلى الإنسان' .
وهكذا نجد أن نظرية بافلوف عن العمليات العصبية الراقية إذ تملأ تلك الثغرة في المعرفة البشرية إنما تقدم إسهاماً جليلاً للمادية، فهي تزودنا بالحلقة الأخيرة في البرهان على صدق القضية المادية الأساسية القائلة بأن الوعي أو العقل البشري ثانوي بالنسبة للمادة ومشتق منها...، ولهذا السبب نفسه تلقت المثالية ضربة ساحقة وإن لم تكن القاضية والأخيرة؛ وهي المذهب القائل بأن المادة ثانوية للنشاط العقلي ومشتقة منه. [453]
إن علم دراسة النشاط العصبي الراقي هو خطوة جديدة تؤكد وتعمق نظرية المعرفة المادية القائلة بأن الوعي والمعرفة انعكاس للواقع وأن الحق تطابق معه، وفي هذا يقول لينين : يعكس الوعي الوجود بوجه عام، وهذا هو مجمل موقف كل المذاهب المادية، والاحساسات هي المواد الأولية التي يستخرج منها الفكر والعلم التجريبيان الحقائق والقوانين التي تعكس الطبيعة وحركة العالم الخارجي، وحجر الزاوية لأي نظرية مادية في المعرفة هو القول بأن الاحساسات صور للواقع، إنها منبهات صادرة عن الموضوعات الخارجية، ولهذا يقول لينين : إن كل مفكر مادي يرى أن الإحساس ليس سوى رابطة مباشرة تربط العقل بالعالم الخارجي، إنه تحول لطاقة الإثارة الخارجية إلى حالة ذهنية، ويتم تحول هذه الطاقة من خلال الجهاز العصبي، وهو ما اكتشفه بافلوف وعبر عنه في صورة الميكانزمات المترابطة التي تربط بين النظامين الكلامي والحسي. [454]
ذلك بإجمال هو مضمون النظرية السلوكية عن الإنسان وتفسيرها لتصرفاته، وقد كان لها مع فكرها المادي نظرياً أسوأ الأثر في التطبيق الواقعي، فقد استغلها الهدامون لنفي الفطرة وإنكار القيم الخلقية المجردة، كما أن طواغيت السياسة عرفوا كيف يستخدمون تجاربها على الشعوب بدلاً من الكلاب مثلما استخدموا قانون الانتخاب الطبيعي من قبل، وقد فصل العلامة مالك بن نبي الحديث عن ذلك مؤيداً بالشواهد الواقعية. [455]
والواقع أن بافلوف لم يكن الأول في القائلين بنظرية الفعل المنعكس الشرطي، ولا هو أول السلوكيين، فقد سبقه إلى النظرية أستاذه ستشينوف الذي ألف كتاباً أسماه: الأفعال المنعكسة للمخ سنة 1866، ولكن ظروف ما قبل الثورة الشيوعية كانت متحفظة تجاه الفكر الهدام، ولذلك فإن لجنة الرقابة في بطرسبرج شمت من الكتاب رائحة التآمر والإفساد، وناشدت النائب العام لاتخاذ آراء ضد كتاب الأستاذ أ. م. ستشينوف المادي المتطرف على أساس أنه يقوظ دعائم الأخلاق في المجتمع.
لقد صاغ السيد ستيشنوف نظريته في ثوب رسالة علمية، بيد أن أسلوبها أبعد ما يكون عن الصيغة العلمية؛ ذلك لأنه كتبها بأسلوب يسهل على القارئ العادي أن يفهمه، وتؤكد لنا هذه الحقيقة فضلاً عن رخص سعر الكتاب أن المؤلف يقصد عامداً أن تكون نظريته سهلة التناول لأكبر عدد من القراء، ويلزم عن هذا أن كتاب السيد ستشينوف الأفعال المنعكسة للمخ مقصود به إفساد الأخلاق، فهو خارج عن القانون إذ يمثل خطورة على ضعاف العقيدة من الناس، ومن ثم تجب مصادرته وإعدامه. [456]
ذلك ما تعرض له الأستاذ، أما التلميذ بافلوف ؛ فقد كانت حكومة استالين تقيم له المهرجانات، وظل محط التكريم والتعزيز حتى وفاته سنة (1936م) ولا غرابة في ذلك. [457]
الثانية -مدرسة التحليل النفسي: (Psychoanalysis)
بافلوف وفرويد متعاصران، وبينهما أوجه شبه لا سيما في النتائج والمقاصد التي وصل كل منهما إليهما، إلا أن الخلاف بينهما - في المنهج - عميق؛ ذلك أن بافلوف انطلق من الشعور في حين أن فرويد انطلق من اللاشعور، واعتمد بافلوف على تجارب موضوعية بينما اعتمد فرويد على تصورات ذاتية وتحليلات خاصة.
ومؤلفات فرويد جميعها تعبر عن يهوديته أكثر مما تعبر عن منهجه العلمي إن كان له علم أو منهج! وهذه اليهودية تظهر جلية في التدنيس والتلويث المتعمدين للجنس البشري، وهي ظاهرة بارزة في التوراة المحرفة، [458] كما تتجلى في الإفساد المتعمد للأخلاق والتآمر الخبيث على القيم الإنسانية وهما مضمون وفحوى التلمود . [459]
ويكفي للدلالة على ذلك موقف فرويد من المسيح -عليه السلام- "أقدس شخصية لدى أوروبا النصرانية "، كان التلمود يصف المسيح عليه السلام بأقذع النعوت وأشنع الألقاب، ولكن الكنيسة كانت تلاحقه في كل مكان بالحرق والمصادرة مما اضطر الحاخامات إلى ترك مكان العبارات التي تذكر المسيح عليه السلام خالية، ووضع مربعات فارغة محلها أو الإيماء إليه من طرف خفي. [460]
غير أن فرويد استطاع بذكائه الخبيث، وتمسحه بالعلم، أن يثأر للتلمود؛ فجاء بتلك العبارات بنصها، وأقذع منها ونشرها علانية في محاضراته وكتبه وهو آمن من أن تمسه يد سوء [461] وقس على ذلك موقفه من الدين والأخلاق.
وهذا يقودنا إلى معرفة مدى التفسخ الذي وصلت إليه البيئة الأوروبية والانهيار الديني والخلقي الذي اجتاحها؛ فكانت بيئة ملائمة لتفريخ أفكار فرويد وتقبلها مما دفعها إلى تفسخ أعظم.
فالفكر المادي تغلغل في النفوس، والنزعة الحيوانية المنفلتة أصبحت هي الصبغة العامة للحياة، والثورة الصناعية وما صاحبها من تغيير في البنية الاجتماعية وتفكك في الحياة الأسرية، هيأت -جميعها- الجو للهدم الأخلاقي والعقائدي، ثم كانت الحروب الإقليمية والعالمية (الأولى) فقوضت دعائم المجتمع الأوروبي، وأفقدته الثقة في كل مبادئه ومعتقداته، ونشرأوديبت الرعب والذعر في القلوب وحطمت كل الأعراف والقوانين والأخلاقيات.
وصحب ذلك إسفاف مريع وهبوط شائن في الأدب والفن يسرته وعممته دور السينما وكتب الجنس وقصصه ولوحاته.
يضاف إلى ذلك ما كان يعتلج دوماً في النفسية الأوروبية من حقد عارم على الكنيسة، وتحفز دائب للانتقام منها، وشعور لا ينفك بالنقص والذنب، وهو ما أورثته الرهبانية لها، كل هذه الأمور هيأت الجو الملائم للهدامين التلموديين لإطفاء الجذوة الباقية، ونهش المزعة الأخيرة من جسد الخلق والفضيلة.
وقد عرفنا دورهم في الثورة الفرنسية، ثم في قيام الرأسمالية وتعرضنا لاستغلالهم للداروينية ، ثم عرضنا لـماركس ودور كايم وأفكارهما الهدامة، والآن يصل بنا البحث والزمن التاريخي إلى ثالث الثلاثة فرويد ، وهو أكثرهم جرأة وأصرحهم إسفافاً، والحق أنه لم يفت بعض الباحثين الغربيين أن يدركوا الدوافع والمنطلقات الخفية للفكر الفرويدي بإرجاعها إلى يهوديته وتطبيق نظريته على نفسه، وقد قال بعضهم: 'من المؤكد أن مفهوم الأنا العليا يجد مصدره في ديانة فرويد الأولى اليهودية إن هذه الأنا العليا هي القانون المتبطن بدءاً من الشخصية الرئيسية الإلهية باعتبارها أباً أو من شخصية موسى باعتبارها أباً ووسيطاً معاً' [462] .
ولكن هذا الإدراك لا حول له ولا طول أمام الانتشار الفظيع للفرويدية الذي جاء كما لو كانت كشفاً علمياً مذهلاً، ويقع عبء ذلك على عاتق الصحافة الغربية التي تعمل دائماً تحت تأثير المذهب اليهودي وبوحي من المرابين اليهود.
تبدأ نظرية فرويد من زعمه بأنه اكتشف المدخل الوحيد والسليم لدراسة النفس البشرية والحكم على سلوكها وهو عقدة أوديب، ويعتقد فرويد أنه اكتشاف عظيم حقاً: 'يحق لي أن أقول إنه لو لم يكن للتحليل النفسي إلا فخر اكتشاف عقدة أوديب المكبوتة لكان ذلك خليقا بأن ينظمه في عداد أثمن ما كسب الجنس الإنساني حديثاً' [463] .
فأي شيء يا ترى عقدة أوديب هذه الجديرة بهذا التهويل؟!
يقول فرويد في بيانها: ( يبدأ الولد الصغير في سن مبكرة يشعر بالحب نحو أمه، وهو حب كان في الأصل متعلقاً بثدي الأم، كما أنه أول حالة من حالات حب الموضوع [464] تنشأ على صورة الاعتماد على الأم، أما فيما يتعلق بالأب فإن الولد يقوم بتقمص شخصيته وتبقى هاتان العلاقتان جنباً إلى جنب لفترة من الوقت، ثم تأخذ الرغبات الجنسية المتجهة نحو الأم تزداد في الشدة، ويأخذ الأب يبدو كأنه يعوق تحقيق هذه الرغبات، وعن ذلك تنشأ عقدة أوديب، ثم يأخذ تقمص شخصية الأب بعد ذلك يتخذ صفة عدائية، ويتحول إلى رغبة في التخلص من الأب لكي يأخذ مكانه من الأم، وتصبح علاقته الوجدانية مع الأب منذ هذه اللحظة متناقضة).
ويبدو كأنما هذا التناقض الوجداني- وهو أمر طبيعي في التقمص منذ البداية- قد أصبح الآن واضحاً، ويتكون من موقف التناقض الوجداني نحو الأب؛ وعلاقة الحب الشديدة نحو الأم مضمون عقدة أوديب الإيجابية البسيطة عند الولد.
وبزوال عقدة أوديب يصبح من الواجب الإقلاع عن حب الأم، وقد يملأ مكانها بأحد أمرين: إما بتقمص شخصية الأم، وإما بتقمص شخصية الأب بدرجة شديدة، وترجع عقدة أوديب الكاملة إلى الثنائية الجنسية الموجودة في الأصل عند الأطفال، ومعنى هذا أن الولد لا يقف -فقط- موقف التناقض الوجداني مع أبيه وموقف المحب مع أمه، وإنما هو يسلك أيضاً في نفس الوقت سلوك البنت، ويبدي ميلاً أنثوياً عاطفياً نحو أبيه، كما يبدي اتجاه العداء نحو أمه والغيرة منها. [465]
وإذا سمع أحدٌ هذا الكلام وتناوله على أساس أنه صادر من إنسان جاد يعي ما يقول فإن من بين الأسئلة التي يثيرها يبرز سؤال عن إمكان وجود شعور جنسي لدى الأطفال؟، ولا يدع فرويد هذا السؤال بلا جواب، بل يفصل القول في ذلك معتمداً على الخيال اليهودي الدنس: الحياة الجنسية لا تبدأ أولاً عند البلوغ، وإنما تبتدي عقب الميلاد بمظاهر واضحة، فنشاهد في عهد الطفولة المبكر علامات للنشاط الجنسي لا يمكن أن ينكر عليها صفة الجنسية إلا الرأي المغرض القديم!!
وهذه عند فرويد هي المرحلة الجنسية الأولى، ويتبعها فترة كمون لا تبدو فيها آثار النشاط الجنسي، أما الثالثة فهي مرحلة البلوغ.
ويعلق فرويد على ذلك مستنتجاً: (وهذا يؤدي بنا إلى حقيقة هامة، وهي أن الحياة الجنسية ترد على دورتين، وهو ما لا نجده إلا عند الإنسان ولا شك أن له أثرا بالغ الأهمية في تكوينه، أما الدليل العلمي على ذلك فيعتقد فرويد أنه الفرض القائل بأن الإنسان انحدر عن حيوان ثديي كان يبلغ النضج الجسمي في سن الخامسة.
وهذا الدليل العلمي(!) لا يزودنا فرويد بأية معلومات عنه، ولا يخبرنا عن مصدره التاريخي العلمي.
ولعله اعتمد على موجة رواج فرضية داروين التي بدأ فرويد أبحاثه في عنفوان شبابها، وكانت شهرتها الطاغية المدبرة تقطع أي تساؤل يثار حولها.
وعلى أي حال فإن فرويد يشرح ذلك كما لو كان حقيقة علمية ثابتة فعلاً فيقول: أول عضو يظهر بوصفه منطقة شهوية تعرض مطالبتها اللبيدية [466] على النفس هي الضم منذ الميلاد، فإلحاح الطفل في المص وتشبثه به في مرحلة مبكرة ينم بوضوح عن حاجة إلى الإشباع... يمكن بل يجب أن توصف بأنها جنسية ).
أما المرحلة الثانية فهي المرحلة السادية الشرجية؛ لأن الإشباع فيها يطلب في العدوان وفي وظيفة الإخراج.
و المرحلة الثالثة نسميها المرحلة القضيبية...، ومع المرحلة القضيبية وفي خلالها تبلغ الجنسية الطفلية الأولى ذروتها وتقترب من اضمحلالها، ومن الآن فصاعدا تختلف مصائر الصبيان والبنات، فيدخل الصبي الطور الأوديبـي ويأخذ يعبث بقضيبه عبثاً تصحبه أخيلة أن يزاول نوعاً من النشاط الجنسي ذا صلة بأمه.... [467]
وإلى الآن فإن غرض فرويد من هذه الفرضيات والأوهام القذرة ما يزال غير واضح تماماً، لكنه يأخذ في إيضاحه بإضافة فرض آخر ناشئ من عقدة أوديب هو ما أسماه الأنا المثالي : فالأنا المثالي هو إذن وريث عقدة أوديب؛ ولذلك فهو أيضاً نتيجة أقوى الدوافع وأهم التقلبات التي مرت باللبيدو في الهو [468] .
وبتكون هذا الأنا المثالي يقوم الأنا بالتغلب على عقدة أوديب، كما يقوم في نفس الوقت بوضع نفسه تحت سلطة الهو '[469] .
وإذ قد وصلت السلسلة الوهمية إلى هذا الحد يبدأ فرويد في الإفصاح عن مرماه البعيد: 'من السهل أن نبين أن الأنا المثالي إنما يكون من جميع الوجوه ما ينتظر من طبيعة الإنسان السامية، ومن حيث أنه بديل لشوقه نحو الأب فهو يحوي على الأصل الذي منه نشأت جميع الأديان، وأن حكم النفس بأن الأنا قد فشل في تحقيق ما هو مثالي عنده إنما يحدث بالإحساس بعدم الجدارة؛ وهو الإحساس الذي يثبت به المتدين شوقه، وعندما يكبر الطفل تنتقل سلطة الأب إلى المدرسين وإلى الأشخاص الآخرين ذوي النفوذ، وتظل سلطة أوامرهم ونواهيهم باقية في الأنا المثالي،وهي تستمر تزاول رقابتها على الأخلاق في صورة الضمير' . 'إن الدين والأخلاق والشعور الاجتماعي - وهي العناصر الأساسية لما هو أسمى في الإنسان - إنما كانت في الأصل شيئاً واحداً، وقد اكتسبت هذه الأشياء تبعاً للفرض الذي وضعته في كتاب الطوطم والمحرم عن عقدة الأدب أثناء نشوء النوع الإنساني، فاكتسب الدين والوازع الخلقي عن العملية الحقيقية للتغلب على عقدة أوديب نفسها...'[470] .
وقبل أن نتعجل ونقول: إن هذا الهراء المتعمد لا دليل عليه ولا غرض له إلا الانتقام المتعمد من الأميين بتلويث دينهم وأخلاقهم، فإن علينا أن نبحث عن الغرض الذي ذكره فرويد عن الإنسانية في مرحلتها الأولى، فلعل فيه شيئاً من العلمية أو قل: شيئاً من النظافة.
قرأ فرويد لـداروين أنه في عالم البقر تتجه الثيران الفتية للحصول على البقرة الأم، فتجد أباها عائقاً في الطريق فتتجه كلها نحوه لتقتله فإذا فرغت من ذلك عادت فأصطرعت فيما بينها حتى يتغلب أحدها -وهو أقواها- فيفوز وحده بالأم، ويصبح هو السيد الجديد.
ونقل فرويد بخياله الجانح هذه القصة من عالم الحيوان إلى عالم الإنسان ليبني عليها فرضه المزعوم، فهو يذكر في كتابه الطوطم والمحرم أن الأبناء في مطلع البشرية اتجهوا نحو أمهم بدافع الجنس، وإذ رأوا أباهم يحول دون ذلك قتلوه وبعدها أحسوا بالندم على قتله، وعمدوا إلى تقديس ذكراه فعبدوه، وبذلك نشأت العبادة البشرية الأولى عبادة الأب، ثم تحولت إلى عبادة الطوطم وهو الحيوان الذي اعتقد الأبناء أن له صلة بالأب، وكان تحريم أكل الطوطم أحد المحرمين الكبيرين لدى البدائيين، أما المحرم الثاني فهو الزواج من المحارم، وأصله أن هؤلاء الأبناء رأوا أنهم سيتقاتلون من أجل الحصول على الأم، فاتفقوا على تحريمها على الجميع، ومن ذلك نشأ أول تحريم جنسي وظلت البشرية تحرم الزواج منها، ثم انتقل إلى سائر المحارم. [471]
يقول فلوجيل : كان أكثر تطبيقات علم النفس على الأنثربولوجيا إثارة هو بلا شك موقف فرويد الطوطم والمحرم ... وقد حاول فرويد في تطبيقه لتلك الأفكار على الطوطمية أن يشرح أحد المحرمين الكبيرين للمجتمع الطوطمي وهما تحريم أكل الحيوان الطوطم وتحريم الزواج الداخلي، فأرجعهما إلى جانبي مركب أوديب : الرغبة في قتل الأب والزواج من الأم، وبهذا الشكل يبدو عيد الطوطم ومشتقاته...، بما في ذلك تناول الخبز المقدس في الكنيسة المسيحية ضاربة الجذور في اتجاه الرجل البدائي المتناقض وجدانياً [472] أي: بين محبة الأب من ناحية والرغبة في قتله للحصول على الأم من ناحية.
وبهذا يتضح تهافت الأسس التي قامت عليها الفرويدية ، أما أثرها الهدام فسيأتي بيانه قريباً.
الحواشي
417. تاريخ علم الاجتماع. جاستون بوتول: 24، 25.
418. المصدر السابق: 30.
419. الانتربولوجيا الاجتماعية: إدوارد إيفانز: 34 فما بعدها مقتطفات.
420. تاريخ الفلسفة الحديثة/ يوسف كرم: 195.
421. المصدر السابق: 196 - 198.
422. والأولى هي نظرية كوبر نيق، والثالثة نظرية داروين.
423. تكوين العقل الحديث: 1/ 528.
424. الفلسفة أنواعها ومشكلاتها: 293.
425. المصدر السابق: 292.
426. المصدر السابق: 293 - 264.
427. انظر سلسلة تراث الإنسانية: 2/5 والعلم والدين: بورتو: 42.
428. العلم والدين: 59 - 50 مقتطفات.
429. انظر: ستيوارت تشيس / الإنسان والعلاقات البشرية: 11-19.
430. قواعد المنهج: 101، وراجع الباب الثاني فصل آثار الدارونية .
431. الإنسان والعلاقات البشرية: 20، قارن بين كلام دور كايم هذا وبين ما جاء في الكتاب نفسه في الصفحة السابقة: 19 من أن إحدى لجان الكونجرس الأميركي وجهت سنة 1954م نقداً شديداً لتمويل البحث في العلوم الاجتماعية بحجة أن الطبيعة هي التي يمكن دراستها أما الطبيعة البشرية فعلا.
432. مقتطفات من قواعد المنهج على التوالي: (279-31-51-203-100)
433. المصدر السابق: 33، 35 .
434. المصدر السابق: 51 .
435. المصدر السابق: 209 - 210 .
436. أتصلح هذه الكلمة العامة دليلاً علمياً في مسألة خطرة كهذه، أم أنها شهوة الهدم اليهودي المتستر ؟
437. قواعد المنهج في علم الاجتماع: 219.
438. انظر مثلاً: المجتمع : ماكيفر وزميله: 16-17.
439. مقدمة في علم الاجتماع: أرمان كوفيليه: 117.
440. نصوص من أنجلز: 159 - 160.
441. الصنم الذي هوى: 126.
442. انظر علم الاجتماع ومدارسه: مصطفى الخشاب ج: 3.
443. العلم والدين: 78-79.
444. المجتمع البشري: 19
445. يقول رسل ص: 37 لنفرض أن قنبلة ذرية قضت على سكان الكرة الأرضية، ولم يبق سوى شقيق وشقيقتة فهل يجب عليهما أن يدعا الجنس البشري ينقرض ويالها من دقة علمية وموضوعية في الاستلال !!
446. المصدر السابق (21-22)
447. المصدر السابق: 24-26.
448. المصدر السابق.
449. أنظر: هاري ويلز، فرويد وبافلوب: 1- 16/17
450. المصدر السابق: 81، 83 .
451. المصدر السابق: 81 - 83 .
452. انظر الفصل الذي كتبه عنها في منازع الفكر الحديث.
453. فرويد وبافلوف: 1/ 88 - 93.
454. نفس المصدر السابق.
455. انظر كتاب الصراع الفكري في البلاد المستعمرة، كما أن العلامة وحيد الدين خان قد رد على النظرية في كتابه الإسلام يتحدى، فصل الإيمان بالآخرة.
456. انظر فرويد وبافلوف: 41، 45.
457. انظر فرويد وبافلوف: 41 / 45.
458. دنست التوراة المحرفة الجنس البشري عامة ابتداءً بالأنبياء - نوح يسكر، لوط يزني بابنتيه وهو سكران، داود يعشق زوجة قائده ويعرضه للقتل ليظفر بها، إلى آخر، مما شوهت به سيرتهم الناصعة المعصومة، وانتهاء بالسلالات البشرية كنعان وذريته ملعونون، الحيثيون، الآشوريون الخ، الشعوب السبعة الملعونة، كل ذلك بهدف تدعيم الزعم الفاسد بأن اليهود شعب الله المختار وتبرير وسائلهم الخبيثة لابتزاز أموال الأميين وإفساد أخلاقهم.
459. انظر الكنز المرصود في قواعد التلمود.
460. انظر التلمود: ظفر الإسلام خان: فصل المسيح في التلمود.
461. انظر مثلاً: خمس حالات من التحليل النفسي ج 2.
462. بيير فوجيرولا: 256، وفي الشرق طبق بعض المفكرين نظرية فرويد ووصلوا إلى النتيجة نفسها؛ وأبرزهم من المسلمين الأستاذ محمد قطب "الإنسان بين المادية والإسلام، ومن غيرهم صبري جرجيس "الفكر الفرويدي والتراث التلمودي" .
463. الموجز في التحليل النفسي: 66.
464. الموضوع عنده: الشيء الذي تتجه نحوه الطاقة الغريزية، ويكون هدفاً للتفريغ والإشباع.
465. الذات والغرائز: 64/68.
466. اللبيدو عنده: الطاقة النفسية المتعلقة بالغرائز الجنسية.
467. الموجه في التحليل النفسي 22-25،وانظر معالم التحليل النفسي 62-67.
468. الهو: حسب نظريته- هو ذلك القسم من النفس الذي يحوي كل ما هو موروث وغريزي وثابت في الإنسان.
469. الذات والغرائز: 75.
470. الذات والغرائز: 76 - 77 .
471. انظر التطور والثبات في حياة البشر: محمد قطب: 48-49، ويرى فرويد بعد ذلك أن الإنسان قد تطور وفي أثناء تطوره مرض بالدين، إننا إن حاولنا أن نحدد للدين مكانه في تاريخ تطور الإنسانية لم يبد أنه كسب خالد بقدر ما يبدو أنه نظير للمرض النفسي الذي لابد أن يجتازه الإنسان المتحضر، وهو يتطور من سن الطفولة إلى سن النضج محاضرات تمهيدية في التحليل النفسي 159.
472. علم النفس في مائة عام: 233.
"شكرا لك":
*
دكتور والت براون 25 سبب لتشك فى نظريه التطور
25 سببا لتشك في نظرية التطور ) نقلا عن د. والت براون، مركز الخلق العلمي)
شكرا للكاتب مسلم على الترجمة

25 سببا لتشك في نظرية التطور (نقلا عن د. والت براون، مركز الخلق العلمي)

1- من الحقائق الثابتة علميا أن الحياة لا تنشأ من مواد غير حية (قانون التكوين البايولوجي Biogenesis).

2- يعتبر أي تطور كيميائي للحياة مستحيلا. فلم يحدث من قبل أن قام عالم بإجراء تجربة ناجحة في هذا الصدد. و حتى تجربة ميللر-يوري التي لم تزل تذكرها بعض المراجع العلمية، فقد ثبت فيما بعد أنها غير ملائمة.

3- قوانين مندل للوراثة تحد من التباينات الوراثية داخل النوع الواحد. فوفقا لهذه القوانين، تؤدي التوليفات المختلفة من الجينات إلى ظهور صفات مختلفة بين أفراد النوع الواحد، لكن الجينات نفسها لا تتغير من فرد لآخر داخل النوع الواحد. و قد أكدت التجارب و الملاحظات العلمية صحة هذه الحدود الوراثية.

4- الصفات المكتسبة لا تورث. فمثلا عنق الزرافة الطويل لم يتكون نتيجة قيام أسلاف الزرافة بمد أعناقهم عاليا للوصول للأغصان المرتفعة، و كذلك فإن الإنسان الذي يمارس رياضة حمل الأثقال، لن يمرر عضلاته القوية إلى أبنائه. فلا توجد أي آلية حيوية، يمكن للكائن الحي من خلالها إحداث تغييرات في صفات نسله، بمجرد ممارسته لسلوك معين خلال فترة حياته.

5- لم يحدث من قبل أن تسببت الطفرات الوراثية في جعل الكائنات الحية أكثر ملاءمة لظروفها المعيشية. فالطفرات في مجملها مؤذية، و كثيرا ما تكون مميتة.
و من خلال سلسلة من التجارب العلمية على ذبابة الفاكهة، استغرقت 90 عاما، و انتجت 3000 جيلا متعاقبا، لم نجد في النتائج ما يجعلنا نعتقد بوجود أي عملية طبيعية أو صناعية يمكنها زيادة تعقيد الكائن الحي أو قابليته للاستمرار.
فالطفرة هي تغير عشوائي في جسد كائن حي بالغ التنظيم، و يعمل بشكل متسق إلى حد كبير. مثل هذا التغير العشوائي في نظام كيمائي حي محكم، لابد و أن يفسده حتما. كما أن تلاعبا عشوائيا في الوصلات داخل جهاز التليفزيون، لا نتوقع منه أن يؤدي إلى تحسن في الصورة. (التشبيه للدكتور جيمس ف. كرو، أستاذ علم الوراثة في جامعة وسكنسون).

6- الانتخاب الطبيعي (أو البقاء للأصلح) لا يحفز التطور، بل على العكس من ذلك، فهو يعرقل التطور. فالطفرات دائما ما تسهم في تقليل قابلية الكائنات الحية للبقاء و الاستمرار. ( حيث يسهل افتراسها و تصبح جزءا من سلسلة الغذاء).

7- الطفرات لا ينتج عنها أعضاء معقدة كالعينين و الأذن و المخ، ناهيك عن التصميم المحكم الدقيق في الكائنات الحية الدقيقة. فمثل هذه الأعضاء لا يمكننا حتى أن نتصورها في حالة شبه مكتملة أو نصف صالحة.
ينطبق على هذه الأعضاء صفة "التعقيد الغير قابل للاختزال" .. أي أنه يلزم لأي عضو من هذه الأعضاء، للقيام بالحد الأدنى من وظيفته، أن يتوافر له نطاق واسع من المكونات و الأجزاء المترابطة، تعمل معا في كفاءة. و أي نقص أو عدم اكتمال في أي وظيفة عضوية من هذه الوظائف، تجعل العضو عبئا على الكائن الحي لا ميزة. (و هو ما لا يشجع على ظهوره وفقا لمبادئ التطور الأساسية).
بالاضافة إلى ذلك، فإن معظم هذه الأعضاء الدقيقة تعتمد بشكل متداخل على صفات أخرى بالغة التعقيد أيضا، بشكل يتوقف عليه صلاحيتها للعمل. هذا الترابط بين الأعضاء المعقدة لابد و أن يتكون فجأة و دفعة واحدة.

8- الظواهر الأكثر تعقيدا في مجال العلم نجدها دائما في الكائنات الحية. و قد كشفت لنا الدراسة المستفيضة للكائنات الحية، أن بعض الكائنات تمتلك من "الامكانيات" المتقدمة ما لا يمكن استنساخه بأعقد النظم التقنية. و الأمثلة على ذلك تشمل: نظم السونار الدقيق الذي تمتلكه الدلافين و الحيتان و خنازير البحر – نظم الرادار و التمييز عند الوطاويط – امكانيات الديناميكا الهوائية و كفاءة الطائر الطنان – نظم التحكم و المقذوفات الداخلية و غرفة الاحتراق عند الخنفساء القاذفة (الفاسية) – نظم الملاحة الدقيقة و المتعددة عند خطاف البحر القطبي – نظام الصيانة الذاتية عند جميع الكائنات الحية .. كل هذا يدل على التصميم الذكي لا التكوين العشوائي.

9- كل الكائنات الحية مكتملة التطور، و كل أعضائها مكتملة التطور. لا توجد سحالي بحراشيف ريشية، أو أجنحة/أقدام أو قلوب ثلاثية الغرف !!! لو كان التطور هو القاعدة لكان من المحتم أن نجد مثل هذه المراحل الانتقالية حولنا في الطبيعة .. لكننا في الواقع لا نجد لهم أي أثر.

10- كل الكائنات الحية يمكن تصنيفها إلى مجموعة من الأنواع .. و لو كانت نظرية التطور هي التفسير السليم لظهور الكائنات، لكنا قد وجدنا أعدادا غفيرة من الكائنات الانتقالية الغير مصنفة. لكننا، في الواقع، لا نجد أي دليلا مباشرا، على نشوء أي فصيلة رئيسية من الحيوانات أو النباتات من فصيلة أخرى.

11- اقتصرت مشاهداتنا على انقراض بعض أنواع الكائنات الحية .. لكننا لم نشهد أبدا، على مر العصور، ظهور أي نوع جديد من الكائنات الحية.

12- الأحافير لم تكشف لنا أبدا عن كائنات المراحل الانتقالية، و إنما مجرد أنواع منقرضة. لقد تمت دراسة سجل الأحافير بشكل صارم، بحيث يمكننا أن نستنتج بمنتهى الثقة، أن الفجوات و الحلقات المفقودة في شجرة التطور، لن يتم العثور عليها أبدا.

13- "شجرة التطور" المزعومة لا جذع لها. ففي الفترات المبكرة لسجل الأحافير و بصفة عامة في طبقات العهد الكامبري، نجد أن صور الحياة قد ظهرت، معقدة و متنوعة و كاملة التطور، بشكل مفاجئ.

14- الحشرات لا تمتلك أي تاريخ تطوري.

15- الكثير من صور الحياة تعتمد بشكل كلي على بعضها البعض (علاقات تكافل). و حتى أفراد العائلة الواحدة من النحل ينقسمون إلى الملكة و الخدم و الذكور و كلهم يعتمد على الآخر كليا. فلو حدث أن تطور أحد أعضاء المجموعة وحده، لهلك حتما، فهو لا يستطيع العيش بدون الاعتماد على بقية أفراد المجموعة. و بما أنهم قد نجحوا في البقاء جميعا، إلى يومنا هذا، فلابد أنهم قد ظهروا جميعا في توقيت واحد .. و التفسير الوحيد لذلك هو وجود التصميم الذكي.

16- من المستحيل تصور أي عملية تطورية تؤدي إلى تكاثر جنسي. فالأجهزة التناسلية للذكر و الأنثى، لابد أن تتطور في نفس التوقيت و نفس المكان، في كل مرحلة من مراحل التطور. و لابد لملايين العمليات الكيميائية و الميكانيكية، بالإضافة إلى الخصائص الفيزيائية و السلوكية لدى الطرفين، أن تتطور في كل مرحلة بما يلائم الطرف الآخر.
لذا نرى أنه حتى أكبر أنصار التطور قد اعترفوا بعجزهم عن تفسير الكيفية التى حدث بها ذلك.

17- اللغة و النطق عند الانسان لم تتطور، و لعل أفضل دليل على ذلك هو أن اللغات البشرية "تضمحل". الكلام هو صفة يتفرد بها الانسان. كما أن الدراسات التي أجريت على 36 حالة موثقة، لأطفال نشأوا بمعزل عن البشر تماما، قد أظهرت أن القدرة على الكلام يمكن اكتسابها فقط عن طريق التلقين من شخص آخر.
و يبدو جليا لنا أن الانسان لم يكتسب اللغات بشكل تلقائي، بل تلقاها عن طرق عملية تلقينية من طرف آخر. و لا يوجد لدينا أي دليل، على أن قدرات التحدث قد تطورت لدى الانسان، من اشكال أكثر بدائية، إلى شكلها الحالي.

18- الشفرات و البرامج (د.ن.أ و الشفرة الوراثية) لا يمكن أن تنتج إلا عن مصدر ذكي. و لم تتم ملاحظة أي عملية طبيعية أنتجت برنامجا كهذا.

19- وجود التشابهات بين مختلف أنواع الكائنات الحية يدل على مصمم مشترك، لا أصل مشترك. فلو نظرنا مثلا للغواصة و الطائرة البرمائية و طائرة الركاب .. كل هذه الوسائط تمتلك عناصر مشتركة من محركات و ما شابه .. لكننا لن نستنتج أبدا من ذلك، أن للوسائط الثلاثة أصلا مشتركا (الغواصة تطورت إلى طائرة برمائية إلى طائرة ركاب !!!)، بل سنستنتج أن وسائل النقل الثلاثة هي من صنع مهندس واحد.

20- توجد العديد من صور الحياة أحادية الخلية، لكننا لن نجد أبدا أي نوع من الحيوانات بخليتان أو ثلاث أو أربع أو خمس خلايا. ثم إن جميع صور الحياة التي تمتلك من 6 إلى 20 خلية، كلها طفيليات (لا تعيش إلا بالاعتماد على كائن حي آخر). فلو أن التطور كان قد حدث بالفعل، لكان لزاما أن نجد العديد من صور الحياة بخليتان إلى 20 خلية، كمراحل انتقالية بين الكائنات وحيدة الخلية و الكائنات متعددة الخلايا.

21- نمو الجنين في بطن أمه لا يعكس أي عملية تطورية. لقد صار معلوما لدى جمهور العلماء، أن إرنست هيكل، الذي زعم أن نمو الجنين في الرحم يمثل عملية تطورية، قد تعمد تزوير رسوماته ليصل إلى هذا الاستنتاج المزيف. و على الرغم من ذلك لم تزل مراجع الأحياء تستخدم نفس الرسومات!!

22- لم يكتشف العلماء حتى الآن أي دليل على وجود الحياة خارج كوكب الأرض. ولو أن الحياة قد تطورت فعلا على كوكب الأرض، لكان من المتوقع أن نجد على الأقل بعضا من صور الحياة البسيطة (الميكروبات مثلا) بواسطة المعدات المعقدة التي أرسلت إلى المريخ و القمر.

23- "الرجل القرد" لم يكتشف أبدا .. إنسان بيلتداون كان مجرد أكذوبة - الدليل الوحيد على وجود إنسان نبراسكا كان سن خنزير بري - أقرّ إيجن بابيوس، بعد أربعين عاما من اكتشافه إنسان جاوا، أنه لم يكن إلا نوع من القرود - أعتبرت جماجم إنسان بكين، في نظر كثير من العلماء، بقايا لنوع من القرود – أصبح كثير من الخبراء اليوم يعتقدون بأن النوع هومو إيريكتس لم يكن ينبغي إدراجه ضمن الأنواع الحية!!

24- الطبقات الرسوبية للأرض تراكمت بسرعة و ليس على مدار ملايين السنين. فلا يوجد أي دليل علمي على حدوث تآكل بين الطبقات، كما أن وجود الحفريات يتطلب حدوث ترسب سريع.و لعل بعض أنواع الحفريات، التي تظهر في عدة طبقات جيولوجية، لدليل على حدوث دفن سريع لها. إن ملايين السنين التي تؤرخ بها الحقب الجيولوجية و شجرة التطور، هي مجرد إفتراضات لا أساس لها.

25- وسائل قياس عمر الأحافير، المعتمدة على النظائر المشعة، ترتكز على مجموعة من الافتراضات التي لم يتم اختبارها. مثل الظروف الجوية في الماضي و النشاط الشمسي و حالة المجال المغناطيسي للأرض في ذلك الحين و غيرها من العناصر المجهولة بالنسبة لنا. أغلب وسائل التأريخ في الواقع تشير إلى أن عمر الأرض قصير و ليس العكس.
اثبات تزييف نظريه التطور
اثبات تزييف نظريه التطور

ينبهر بعض الناس بكتابات ونظريات فيطبلون لها ويهللون لكن سرعان ما تنكشف الكذبة ويتبين لهم أنها مجرد هراء وأنهم كانوا مجرد أغبياء أو مغرر بهم . نظرية التطور هي إحدى النظريات التي شغلت الناس ، لكنها بعد أخذ ورد في أوروبا ثبت فشلها على أيادي علماء أوروبيين.
لن أحشر أنفي في موضوع ليس من اختصاصي العلمي، لكني أنقل لكم جانبا صغيرا مما قاله علماء كبار:



الحلقة الأولى: صور الأجنة

كان من ضمن أدلة أنصار التطور في بداية القرن العشرين نظرية وضعوها وأطلقوا عليها اسم (نظرية التلخيص RecapitutionTheory)، وملخصها أن التشابه الظاهري الموجود في المراحل الجنينية لبعض الحيوانات تشير إلى كون هذه الحيوانات متطورة من أصل واحد، وأن هذه المراحل الجنينية تلخص التاريخ التطوري للأحياء ومن ضمنهم الإنسان.

وقد نبذت الأوساط العلمية هذه النظرية منذ سنوات عديدة - وإن كان هناك في العالم العربي من لا يزال يقدمها كدليل بعناد غير مفهوم أو بجهل غير مبرر - لأن الدراسات الدقيقة لهذه المراحل لا تؤدي أبداً إلى هذه النتيجة. وقد أحس أحد كبار علماء التطور بهذا الأمر وبخطورة فشل هذا الدليل فقام بإجراء رتوش وتغييرات على صور الأجنة البشرية، وأضاف إلى مجموعة الصور صورتين من عنده لكي تبدو وكأنها متوافقة مع هذه النظرية ومؤيدة لهذا الدليل.

ولكن حبل الكذب قصير، فقد اكتشف أحد العلماء وهو الدكتور (بر اس) هذا التزوير، وكتب مقالة في إحدى الجرائد متحديًا "أرنست هيجل" وداعيًا له للاعتراف بما قام به من تزوير.

وانتظرت الأوساط العلمية جواب العالم المتهم بالتزوير. وبعد تردد قارب الشهر كتب هيجل بتاريخ 14/12/ 1908م مقالة تحت عنوان (تزوير صور الأجنة) اعترف فيها بعملية التزوير التي قام بها، وقال بعد هذا الاعتراف المذهل:

( إنني أعترف رسميًّا - حسمًا للجدال في هذه المسألة - أن عددًا قليلاً من صور الأجنة نحو ستة في المائة أو ثمانية موضوع أو مزور...)... إلى أن قال: (بعد هذا الاعتراف يجب أن أحسب نفسي مقضيًّا عليّ وهالكًا، ولكن ما يعزيني هو أن أرى بجانبي في كرسي الاتهام مئات من شركائي في الجريمة، وبينهم عدد كبير من الفلاسفة المعول عليهم في التجارب العلمية وغيرهم من علماء الأحياء - البيولوجيا - فإن كثيرًا من الصور التي توضح علم بنية الأحياء وعلم التشريح وعلم الأنسجة وعلم الأجنة المنتشرة المُعَوَّل عليها مزور مثل تزويري تمامًا لا يختلف عنه في شيء)!!

إذن ما رأيكم في حياد وموضوعية وأخلاق هؤلاء العلماء التطوريين الذي قال عنهم هيجل إنهم يعدون بالمئات ؟!!

وبعد سقوط هذه النظرية وفشلها اخترع أنصار التطور نظرية أخرى سموها بـ(قانون التكوين الحياتي BiogeneticLaw)، وتبين فيما بعد خطأ هذه النظرية أيضًا. ولا يسعنا تناولها هنا.




الحلقة الثانية: إنسان بلتداون

في عام 1912م جاء أحد هواة التنقيب عن الآثار - ويعمل محاميًا في مدينة سوساك بانكلترا واسمه "جارلس داوصن CharlesDavson - إلى المتحف البريطاني وقدم إلى أحد العاملين فيه وهو (سمث وود وورد SmithWoodward) قطعًا من جمجمة قال إنه اكتشفها عام 1908م في إحدى الحفريات في "بلتداون" قرب مدينة "سوساك".

كانت الجمجمة تبدو قديمة جدًّا، وكانت غريبة؛ فالقحف يبدو وكأنه يعود لجمجمة إنسان، أما الفك فيشبه فك قرد أورانجتون. أما الأسنان فكانت شبيهة بأسنان الإنسان. ومع أن مكان اتصال الفك مع القحف كان مكسورًا، أي لا يدري أحد عمَّا إذا كان هذا الفك يعود لهذه الجمجمة أم لا، إلا أن علماء التطور أصروا على كونه يعود إليها دون تقديم أي برهان يُعْتَدُّ به على هذا الأمر؛ لأن هذه الجمجمة كانت بالنسبة إليهم فرصة ذهبية لإعلان أنها تمثل الحلقة المفقودة بين الإنسان وبين القرد. وأطلقوا عليها اسم إنسان أو رجل بلتداون (PiltdownMan). وقال علماء التطور بأن اكتشاف هذه الجمجمة (التي قدروا أنها ترجع إلى ما قبل نصف مليون سنة) وضع حدًّا للنقاش الدائر بين علماء التطور حول: هل تطور دماغ الإنسان أولاً ثم جسده ؟ أم تطور جسده ثم تطور دماغه؟ وقالوا بأن هذه الجمجمة تبرهن أن دماغ الإنسان هو الذي تطور أولاً. وقام "سمث وود وورد" بقياس وتقدير حجم دماغ هذا المخلوق مقدرًا إياه ب ( 1070) سم3. وبعد فترة أعاد عالم آخر هو "سير آرثر كيث "حساب حجم الدماغ وأوصله إلى الحد الأدنى لدماغ الإنسان المعاصر الذي يبلغ ( 1400 – 1500) سم3.

وفي اجتماع الجيولوجيين المعقود في لندن عام 1912م أشار بعض الحاضرين إلى احتمال كون هذه القطع العظمية عائدة إلى مخلوقات عدة وليس إلى مخلوق واحد.

ولكن لم يلتفت أحد إلى اعتراضهم هذا؛ لأن الجو العام كان في صالح التطوريين الذين ما كانوا ليدعوا هذه الفرصة الذهبية لتأييد نظرية التطور تفلت من أيديهم. وخلق علماء التطور جوًّا من الإرهاب العلمي والفكري بحيث خشي العلماء القيام بأي اعتراض في هذا الموضوع، فمثلاً عندما قال عالم التشريح الألماني المشهور "فرانز ويدنريج FranzWeidenreich" ( 1873 – 1948 ) عام 1940 ( أي بعد 28 سنة من اكتشاف هذه العظام):

(يجب حذف "إنسان بلتداون" من سجل المتحجرات؛ لأنه ليس إلا عبارة عن تركيب اصطناعي بين جمجمة إنسان وفك قرد الأورانج ووضع أسنان في هذا الفك بشكل اصطناعي).

كتب العالم البريطاني سير آرثر كيث ( 1866 - 1955) جوابًا قاسيًا له وقال مؤنبًا إياه:

(إن عملك هذا ليس إلا طريقة للتخلص من الحقائق التي لا توافق نظرية مقبولة لديك سلفًا. أما الطريق الذي يسلكه رجال العلم فهو تطويع النظريات للحقائق، وليس التخلص من الحقائق).

واضطر العالم الأمريكي المعروف هنري إزبورن (1857 – 1935) الذي تشكك في البداية من هذه العظام إلى سحب رأيه عندما زار المتحف البريطاني عام 1921م، وشاهد الجمجمة فقال مبديًا حيرته: (إن الطبيعة مليئة بالمفاجآت)، ثم وصف الاكتشاف بأنه اكتشاف في غاية الأهمية للمراحل التي عاشها الإنسان في السابق.

واستمرت هذه المهزلة التي ألبسوها لباس العلم ما يقارب أربعين عامًا، كان علماء التطور الفطاحل يكتشفون في كل يوم أمرًا جديدًا في هذه الجمجمة، فقد بدأ بعضهم يكتشف علامات قردية في قحف هذه الجمجمة، فقد قال سير آرثر كيث بأن جبهتها تشبه جبهة قرد الأورانج الموجود في بورنيو وسومطرة. كما بدأ آخرون يكتشفون علامات إنسانية في الفك، فشكل تثبيت الأسنان في الفك - كما زعموا - يشبه ما هو موجود لدى الإنسان، وبدأت الدراسات "العلمية ‍‍!!" ‍‍‍تَتْرى ‍‍‍‍حول هذه الجمجمة وحول العلامات الخفية فيها ودلالات هذه العلامات، حتى قيل بأنه كتب ما يقارب من نصف مليون مقالة وبحث في الجرائد وفي المجلات حول هذه الجمجمة وأهميتها ودلالاتها طوال هذه السنوات.

استمرت هذه المهزلة حتى عام 1949م عندما قام "كنيث أوكلي" من قسم السلالات البشرية في المتحف البريطاني بإجراء تجربة الفلور على هذه الجمجمة لمعرفة عمرها وكانت النتيجة أنها ليست قديمة بالدرجة المخمنة سابقًا، ثم قام الشخص نفسه مع "سير ولفود لي كروس كلارك" من جامعة أكسفورد مع " ج. س. وينر" في عام 1953م بإجراء تجارب أكثر دقة، واستعملوا فيها أشعة أكس وتجربة النتروجين وهي تجربة تعطي نتائج أكثر دقة من تجربة الفلور. وتبين في نتيجة هذه التجارب أن العظام جديدة تمامًا، وتعود للعصر الحالي، وعندما وضعوا العظام في محلول حامض اختفت البقع الموجودة عليها، واتضح أن هذه البقع لم تكن نتيجة لبقائها مدة طويلة في التراب، بل أحدثت اصطناعيًّا للإيهام بأنها قديمة. وعندما فحصوا الفك والأسنان بالمجهر رأوا أن هذه الأسنان أسنان إنسانية غرست في الفك اصطناعيًّا وبردت بالمبرد للإيهام بأنها قديمة.

في الشهر الحادي عشر من عام 1953م أعلنت نتائج التجارب بشكل رسمي وكانت كما يأتي:

(إن إنسان بلتداون ليس إلا قضية تزوير وخداع تمت بمهارة ومن قبل أناس محترفين، فالجمجمة تعود إلى إنسان معاصر، أما عظام الفك فهي لقرد أورانجتون بعمر عشر سنوات. والأسنان هي أسنان إنسان غرست بشكل اصطناعي وركبت على الفك. وظهر كذلك أن العظام عوملت بمحلول ديكرومايت البوتاسيوم لإحداث آثار بقع للتمويه وإعطاء شكل تاريخي قديم لها).

وانفجر هذا الخبر كدوي قنبلة ولا سيما في الأوساط العلمية. وكان السؤال المحير هو: كيف عجز هؤلاء العلماء الفطاحل عن اكتشاف هذا التزوير، وكيف استطاع شخص واحد من خداع كل هؤلاء العلماء مدة أربعين عامًا تقريبًا؟ وكيف لم يلاحظ كبار أطباء الأسنان الذين فحصوا أسنان هذه الجمجمة اكتشاف آثار البرد الواضحة والغرس الصناعي للأسنان في الفك؟

قال كروس كلارك الذي كان ضمن لجنة الفحص متعجبًا:
(لقد كانت علامات المحاولة المقصودة لإظهار العظام قديمة ومتآكلة ظاهرة وواضحة إلى درجة أن الإنسان ليحتار كيف أنها لم تلاحظ حتى الآن من قبل أحد!!)3- الحلقة الثالثة: إنسان جاوا

إليكم أنموذجًا آخر حول نوعية أدلة علماء التطور والأسلوب غير العلمي في البحث والتحليل
عندهم، ومدى نصيب الخيال في أدلتهم هذه.
قلت في مقالة كتبتها في هذا الموضوع: (إن قصة "إنسان جاوا" أنموذج جيد على طبيعة وقيمة أدلة التطوريين، وأنموذج جيد على محاولات التزييف العديدة التي قام بها أنصار نظرية دارون في التطور لإثبات صحتها، وهي محاولات غريبة في دنيا العلم وظاهرة مقصورة على أنصار نظرية التطور؛ لذا نجد أن مجلة "العلوم" الأمريكية تقول في عددها الصادر في كانون الثاني سنة 1965م: [إن جميع علماء التطور لا يتورعون عن اللجوء إلى أي شيء لإثبات ما ليس لديهم عليه من دليل].
ونقدم هنا نبذة مختصرة عن قصة ما قيل إنه "إنسان جاوا".

المكتشف هو الطبيب الهولندي "يوجين ديبوا"، أصبح طبيبًا في الجيش الملكي الهولندي، وتيسر له السفر إلى جاوا. وفي قرية تقع على نهر "سولو" عثر على قطعة من فك سفلي وسن واحدة في الحفريات التي كان يجريها هناك سنة 1890م، ثم عثر سنة 1891م على قطعة من قحف جمجمة مفلطحة ومنخفضة وفيها بروز فوق العينين، وبروز في الخلف. وكان واضحًا أنها لا تعود إلى إنسان عادي، فقد كان حجم الدماغ صغيرًا.

في السنة التالية عثر في نفس تلك المنطقة - ولكن على بعد 40م تقريبًا - على عظمة فخذ. وكان واضحًا أنها تعود لإنسان.

ولكي يصبح " ديبوا " بطلاً ومكتشف "الحلقة المفقودة" وينال هذه الشهرة الكبيرة في دنيا العلم، فقد أعلن أن جميع ما اكتشفه من عظام يعود إلى مخلوق واحد، وهو الحلقة المفقودة بين القرد والإنسان.

ماذا كان يعني هذا ؟

كان هذا يعني مخلوقًا قرديًّا يمشي منتصبًا كإنسان؛ ذلك لأن عظمة الفخذ (التي تعود في الحقيقة إلى إنسان عادي) كانت تشير إلى المشي المنتصب. أي أن القرد عندما تطور - على زعمهم - إلى إنسان فإن المشي المنتصب كان أولى خطوات التطور.

ولكن ما الدليل الذي قدمه "ديبوا " لإثبات أن العظام التي عثر عليها لا تعود إلى مخلوقات عدة بل إلى مخلوق واحد؟

لم يقدم دليلا واحدًا على الإطلاق...

وقد تصدى العالم المشهور الدكتور "فيرشاو" في مؤتمر الأنثروبولوجيا (الذي عقد سنة 1895م وحضره "ديبوا") لهذا الزعم، وقال: إن الجمجمة هي لقرد، وإن عظمة الفخذ هي لإنسان. وطلب من "ديبوا" تقديم أي دليل علمي مقنع لزعمه فلم يستطع. وعندما سأله الدكتور "فيرشاو" كيف يفسر أن هذه العظام كانت متباعدة عن بعضها ؟ اخترع " ديبوا " قصة خيالية فقال:

(إن من المحتمل أن هذا الإنسان القردي قد قتلته الحمم البركانية، ثم اكتسحته الأمطار إلى النهر، وهناك افترسته التماسيح وبعثرت عظامه في تلك المنطقة)

أرأيتم نوعية أدلة التطوريين وقيمتها من الناحية العلمية؟

خيال غير مدعوم إلا بقصة خيالية !!... وهكذا يكون الدليل العلمي وإلا فلا !!

ولكن هل انتهت قصة أو خرافة "إنسان جاوا" ؟ … كلا

فبعد صمت دام ثلاثين سنة تكلم "ديبوا" وقذف بمفاجأة انفجرت كقنبلة في الأوساط العلمية… إذ صرح أنه – خلافًا لما ذكره في مؤتمر الأنثروبولوجيا - قد عثر على جمجمتين أخريين في نفس تلك السنة وفي نفس تلك المنطقة، وإنه كان يخفيهما طوال هذه السنوات. ثم عرض الجمجمتين لأنظار العلماء، وكانتا تعودان لإنسان عادي.

إذن ففي تلك الفترة (التي تشير إليها الطبقة الأرضية للعظام) كان يعيش إنسان عادي، وليس مخلوق بين الإنسان والقرد، والغريب أن حجم دماغ الجمجمتين كان أكبر من الحجم المتوسط لدماغ الإنسان الحالي في أوروبا.

وقد اعترف "ديبوا" قبل وفاته بسنوات بأن ما وجده وأطلق عليه اسم "إنسان جاوا" لم يكن إلا جمجمة قرد كبير Ape.
وكتب عالم الأحياء الأستاذ "ف. مارش F.Marsh في كتابه (التطور أم الخلق الخاص Evolution or special creation) ما يأتي:

"هناك مثال آخر على تزوير الأدلة هو قضية "ديبوا" الذي بعد سنوات من إعلانه الذي أحدث ضجة كبيرة، والذي قال فيه: إنه اكتشف بقايا من إنسان جاوا اعترف بأنه في الوقت نفسه وفي المكان نفسه وجد عظامًا تعود بلا شك إلى الإنسان الحالي").




4 – الحلقة الرابعة: إنسان نيراسكا
أعلن في عام 1922م عن اكتشاف ضرس في نبراسكا في طبقات (SnakeCook) من قبل العالمين (هـ. فيرفيلد أوزبورن) و(هارولد جي. كوك). وقال بعض العلماء بأن هذه السن تحمل علامات كونها عائدة إلى (الإنسان المنتصب Pithecanthropuserectus)؛ لأنها تحمل خواصَّ إنسانية واضحة!!. أما البروفيسور أوزبرون فقد زعم بأن المخلوق صاحب هذه السن هو الحلقة المفقودة بين الإنسان والقرد!! وأطلق عليه اسم (إنسان نبراسكا Nebraska Man). وقام علماء التطور بإطلاق اسم لاتيني فخم ورنان على المخلوق صاحب هذه السن وهو (Hesperopihecus Harld*****i). وقام العالم البريطاني الشهير البروفيسور (سير أليوت سمث) بكتابة (مقالة علمية !!) حول (إنسان نبراسكا). كما زينت مقالته هذه صورًا خيالية لإنسان نبراسكا مع زوجته!!.

بعد ثلاث سنوات كان الرأي العام الأمريكي، بل الرأي العام في العالم أجمع يتابع باهتمام وقائع قضية أو محاكمة (سكوبس) التي عقدت في مدينة "دايتون"، وهي مدينة صغيرة في ولاية "تنسي" الأمريكية وحضر المحكمة ما يزيد عن عشرين ألف مستمع. وحضر هذه المحاكمة مراسل من جريدة "المقتطف" المصرية أيضًا وكتب عنها بإسهاب.

كانت حكومة ولاية تنسي قد أقامت دعوى ضد مدرس اسمه سكوبس؛ لأنه عارض صحة الإصحاح الأول من سفر التكوين حول الخلق، وقدم نظرية دارون بديلاً عن فكرة الخلق.

كان محامي المتهم هو السيد (دارو) يساعده ثلاثة من أشهر علماء التطور، وهم الأستاذ كونكلن، والدكتور أوسبرن، والدكتور دفنبرت. أما أشهر القائمين على محاكمة المتهم فكان السياسي المعروف (وليم جيننز برين). ومع أن المحكمة أدانت المتهم، إلا أن الضجة التي أثارها أنصار التطور في الصحافة وفي المحافل العلمية جلبت عطفًا كبيرًا على المتهم وغضبًا على المحكمة التي اتهمت بمعاداة العلم وخنق حرية الرأي.

في هذه المحاكمة قدَّم هؤلاء العلماء هذه السن، (أي السن التي أطلقوا على صاحبها اسم "إنسان نبراسكا") كدليل لا ينقض على صحة نظرية التطور، وطلبوا تبرئة المتهم؛ لأنه لم يقم إلا بالتعبير عن حقيقة علمية ثابتة تشهد هذه السن عليها. وعندما اعترض السيد وليم على ضآلة هذا الدليل سخر منه هؤلاء العلماء الفطاحل! وتهكموا عليه وضحكوا منه.

ولكن بعد سنوات تبين أن هذه السن لا تعود لأي إنسان ولا حتى لأي نوع من أنواع القرود بل تعود إلى.... خنزير!!... نعم إلى خنزير بري !!... وتبين أن كل هذه الضجة التي أثاروها حول هذه الحلقة المفقودة لم تكن سوى مهزلة كبرى ألبسها علماء التطور بخيالهم لباس العلم، زورًا وبهتانًا وأوهموا الناس وخدعوهم طوال عدة سنين
__________________
http://www.airssforum.com/pal/ http://www.airssforum.com/pal/
نظرية المادية التاريخيّة
1_ تمهيد
حين نتناول الماركسية على الصعيد الاقتصادي، لا يمكننا أن نفصل بين
وجهها المذهبي، المتمثل في الاشتراكية والشيوعية الماركسية، ووجهها
العلمي المتمثل في المادية التاريخية، أو المفهوم المادي للتاريخ، الذي زعمت
الماركسية أنها حددت فيه القوانين العلمية العامة، المسيطرة على التاريخ
البشري واكتشفت في تلك القوانين النظام المحتوم لكل مرحلة تاريخية من
حياة الإنسان، وحقائقها الاقتصادية المتطورة على مر الزمن.
وهذا الترابط الوثيق بين المذهب الماركسي، والمادية التاريخية، سوف
ينكشف خلال البحوث الآتية أكثر فأكثر إذ يبدو في ضوئها بكل وضوح،
أن الماركسية المذهبية، ليست في الحقيقة إلا مرحلة تاريخية معينة، وتعبيراً
محدوداً نسبياً عن المفهوم المادي المطلق للتاريخ، فلا يمكن أن نصدر حكماً
في حق الماركسية المذهبية، بصفتها مذهباً له اتجاهاته و خطوطه الخاصة،
إلا إذا استوعبنا الأسس الفكرية التي ترتكز عليها، وحددنا موقفنا من


المادية التاريخية، بوصفها القاعدة المباشرة للمذهب، والهيكل المنظم لقوانين
الاقتصاد والتاريخ، التي تملي_في زعم الماركسية_على المجتمع مذهبه
الاقتصادي، وتصنع له نظامه في الحياة طبقاً، لمرحلته التاريخية وشروطه
المادية الخاصة.
والمادية التاريخية إذا أدت امتحانها العلمي، ونجحت فيه، كانت هي
المرجع الأعلى في تحديد المذهب الاقتصادي، والنظام الاجتماعي، لكل
مرحلة تاريخية من حياة الإنسان. وأصبح من الضروري أن يدرس كل
مذهب اقتصادي واجتماعي، من خلال قوانينها، وفي ضوئها. كما وجب
أن يرفض تصديق أي مذهب اقتصادي واجتماعي، يزعم لنفسه القدرة على
استيعاب عدة أدوار تاريخية مختلقة، كالإسلام، المؤمن بإمكانية إقامة
المجتمع، وعلاقاته الاقتصادية والسياسية على أساسه بقطع النظر عما طرأ
على المجتمع من تغيير في شروطه المدنية والمادية، خلال أربعة عشر قرناً،
ولأجل هذا يقرر انجلز_على أساس المادية التاريخية_بوضوح:
((إن الظروف التي ينتج البشر تحت ظلها،تختلف
بين قطر و آخر. وتختلف في القطر الواحد من جيل
لآخر.لذا فليس من الممكن أن يكـون للأقطار كافة،
وللأدوار التاريخية جمعاء، اقتصاد سياسي واحد))( )
وأما إذا فشلت المادية التاريخية في أداء مهمتها العلمية المزعومة، وثبت
لدى التحليل أنها لا تعبّر عن القوانين الصارمة الأبدية، للمجتمعات البشرية،
فمن الطبيعي عندئذ أن تنهار الماركسية المذهبية، المرتكزة عليها. ويصبح من


الممكن علمياً عند ذاك، أن يتبنى الشخص المذهب الذي لا تقره قوانين
المادية التاريخية، كالمذهب الإسلامي، ويدعو إليه، بل وأن يزعم له من
العموم وقدرة الاستيعاب، ما لا يتفق مع منطق الماركسية في التاريخ.
ولهذا نجد لزاماً على كل باحث مذهبي في الاقتصاد، أن يلقي نظرة
شاملة على المادية التاريخية، لكي يبرر وجهة نظره المذهبية، ويستطيع أن يحكم
في حق الماركسية المذهبية، حكماً أساسياً شاملاً.
وعلى هذا الأساس سوف نبدأ في بحثنا_مع الماركسية_بالمادية التاريخية،
ثم نتناول المذهب الماركسي، الذي يرتكز عليها. وبمعني آخر ندرس:
أولاً: علم الاقتصاد والتاريخ الماركسي. وثانياً: مذهب الماركسية في
الاقتصاد.
نظريات العامل الواحد
والمادية التاريخية طريقة خاصة في تفسير التاريخ، تتجه إلى تفسيره بعامل
واحد وليس هذا الاتجاه في المادية التاريخية فريداً من نوعه، فقد جنح
جمهور من الكتاب والمفكرين، إلى تفسير المجتمع والتاريخ بعامل واحد،
من العوامل المؤثرة في دنيا الإنسان، إذ يعتبرونه المفتاح السحري الذي يفتح
مغاليق الأسرار، ويمتلك الموقف الرئيسي في عمليات التاريخ. ويفسرون
العوامل الأخرى على أنها مؤثرات ثانوية، تتبع العامل الرئيسي في وجودها
وتطورها، وفي تقلباتها واستمرارها.
* * *
فمن ألوان هذا الاتجاه إلى توحيد القوة المحركة للتاريخ في عامل واحد،
الرأي القائل: بالجنس كسبب أعلى في المضمار الاجتماعي فهو يؤكد أن


الحضارات البشرية، والمدنيات الاجتماعية، تختلف بمقدار الثروة المذخورة
في صميم الجنس، وما ينطوي عليه من قوى الدفع والتحريك، وطاقات
الإبداع والبناء. فالجنس القوي النقي المحض، هو مبعث كل مظاهر الحياة في
المجتمعات الإنسانية، منذ الأزل إلى العصر الحديث، وقوام التركيب
العضوي والنفسي في الإنسان وليس التأريخ إلا سلسلة مترابطة من ظواهر
الكفاح بين الأجناس والدماء التي تخوض معركة الحياة في سبيل البقاء،
فيكتب فيها النصر للدم النقي القوي، وتموت في خضمه الشعوب الصغيرة،
وتضمحل وتذوب، بسبب ما تفقده من طاقات في جنسها، وما تخسره من
قابلية المقاومة النابعة من نقاء الدم.
* * *
ومن تفسيرات التاريخ بالعامل الواحد: المفهوم الجغرافي للتأريخ، الذي
يعتبر العامل الجغرافي والطبيعي أساساً لتأريخ الأمم والشعوب، فيختلف تأريخ
الناس، باختلاف ما يكتنفهم من العوامل الجغرافية والطبيعية،لأنها هي التي
تشق لهم طريق الحضارة الراقية، وتوفر لهم أسباب المدنية، وتفجّر في
عقولهم الأفكار البنّاءة أحياناً، وتوصد في وجوههم الأبواب، وتفرض
عليهم السير في مؤخر القافلة البشرية أحياناً أخرى، فالعامل الجغرافي هو الذي
يكيّف المجتمعات، بما يتفق مع طبيعته ومتطلباته.
* * *
وهناك تفسير ثالث بالعامل الواحد، نادى به بعض علماء النفس قائلاً:
إن الغريزة الجنسية، هي السر الحقيقي الكامن وراء مختلف النشاطات


الإنسانية، التي يتألف منها التاريخ والمجتمع فليست حياة الإنسان إلا سلسلة
من الاندفاعات الشعورية، أو اللاشعورية عن تلك الغريزة.
* * *
وآخر هذه المحاولات، التي جنحت إلى تفسير التأريخ والإنسان بعامل
واحد، هي المادية التاريخية التي بشر بها كارل ماركس، مؤكداً فيها: إن
العامل الاقتصادي، هو العامل الرئيسي، والرائد الأول للمجتمع في نشوئه
وتطوره والطاقة الخلاقة لكل محتوياته الفكرية والمادية، وليست شتى العوامل
الأخرى، إلا بنيات فوقية في الهيكل الاجتماعي للتأريخ، فهي تتكيف وفقاً
للعامل الرئيسي، وتتغير بموجب قوته الدافعة، التي يسير في ركبها التأريخ
والمجتمع.
* * *
وكل هذه المحاولات لا تتفق مع الواقع ولا يقرّها الإسلام، لأن كل
واحد منها قد حاول أن يستوعب بعامل واحد، تفسير الحياة الإنسانية كلها،
وأن يهب هذا العامل من ادوار التأريخ وفضول المجتمع، ما ليس جديراً به
لدى الحساب الشامل الدقيق.
والهدف الأساسي من بحثنا هذا، هو: دراسة المادية التاريخية من تلك
المحاولات وإنما استعرضناها جميعاً لأنها تشترك في التعبير عن اتجاه فكري
في تفسير الإنسان المجتمعي بعامل واحد.
العامل الاقتصادي أو المادية التاريخية
ولنكوّن الآن فكرة عامة عن المفهوم الماركسي للتاريخ، الذي يتبنى
العامل الاقتصادي، بصفته المحرك الحقيقي لموكب البشرية في كل الميادين.

فالماركسية تعتقد أن الوضع الاقتصادي لكل مجتمع، هو الذي يحدد أوضاعه الاجتماعية، والسياسية، والدينية، والفكرية، وما إليها من ظواهر الوجود
الاجتماعي. والوضع الاقتصادي بدوره له سببه الخاص به، ككل شيء في
هذه الدنيا. وهذا السبب_السبب الرئيسي لمجموع التطور الاجتماعي، وبالتالي
لكل حركة تاريخية في حياة الإنسان_هو وضع القوة المنتجة ووسائل الإنتاج.
فوسائل الإنتاج هي القوة الكبرى، التي تصنع تاريخ الناس وتطورهم وتنظمهم.
وهكذا تضع الماركسية يدها على رأس الخيط، وتصل إلى تسلسلها الصاعد
إلى السبب الأول، في الحركة التاريخية بمجموعها.
وهنا يبدو سؤالان: ما هي وسائل الإنتاج؟. وكيف تنشأ عنها الحركة
التاريخية، والحياة الاجتماعية كلها؟.
وتجيب الماركسية على السؤال الأول: بأن وسائل الإنتاج هي الأدوات
التي يستخدمها الناس في إنتاج حاجاتهم المادية ذلك أن الإنسان مضطر إلى
الصراع مع الطبيعة في سبيل وجوده، وهذا الصراع يتطلب وجود قوي
وأدوات معينة، يستعملها الإنسان في تذليل الطبيعة واستثمار خيراتها. وأول
أداة استخدمها الإنسان في هذا المجال، هي: يده وذراعه. ثم أخذت الأداة
تظهر في حياته شيئاً فشيئاً، فاستفاد من الحجر بصفته كتله ذات ثقل خاص
في، القطع، والطحن، والطرق. واستطاع بعد مرحلة طويلة من التأريخ،
أن يثبت هذه الكتلة الحجرية على مقبض فنشأت المطرقة. وأصبحت اليد
تستخدم في تكوين الأداة المنتجة، لا في الإنتاج المباشر، وصار الإنتاج يعتمد
على أدوات منفصلة، وأخذت هذه الأدوات تنمو وتتطور كلما ازدادت سلطة
الإنسان على الطبيعة، فصنع الفؤوس، والحراب، والسكاكين الحجرية،
ثم تمكن بعد ذلك أن يخترع القوس والسهم ويستعملهما في الصيد. وهكذا
تدرّجت القوى المنتجة تدرجاً بطيئاً، خلال آلاف السنين، حتى وصلت
إلى مرحلتها التاريخية الحاضرة، التي أصبح فيها البخار، والكهرباء،


والذرة، هي الطاقات التي يعتمد عليها الإنتاج الحديث. فهذه هي القوى
المنتجة التي تصنع للإنسان حاجاته المادية.
وتجيب الماركسية على السؤال الثاني أيضاً: بأن الوسائل المنتجة تولد
الحركة التاريخية، طبقاً لتطوراتها وتناقضاتها. وتشرح ذلك قائلة إن القوى
المنتجة في تطور ونمو مستمر، كما رأينا وكل درجة معينة من تطور هذه
القوى والوسائل، لها شكل خاص من أشكال الإنتاج. فالإنتاج الذي يعتمد
على الأدوات الحجرية البسيطة، يختلف عن الإنتاج القائم على السهم،
والقوس، وغير هما، من أدوات الصيد، وإنتاج الصائد، يختلف عن
إنتاج الراعي أو المزارع، وهكذا يصبح لكل مرحلة من تاريخ المجتمع
البشري، أسلوبه الخاص في الإنتاج، وفقاً لنوعية القوى المنتجة، ودرجة
نموها وتطورها.
ولما كان الناس في نضالهم مع الطبيعة، لاستثمارها في إنتاج الحاجات
المادية ليسوا منفردين، منعزلاً بعضهم عن بعض، بل ينتجون في جماعات
وبصفتهم أجزاء من مجتمع مترابط، فالإنتاج دائماً ومهما تكن الظروف
إنتاج اجتماعي. ومن الطبيعي حينئذ، أن يقيم الناس بينهم علاقات معينة،
بصفتهم مجموعة مترابطة خلال عملية الإنتاج.
وهذه العلاقات_علاقات الإنتاج_التي تقوم بين الناس، بسبب
خوضهم معركة موحدة ضد الطبيعة، هي في الحقيقة علاقات الملكية،
التي تحدد الوضع الاقتصادي، وطريقة توزيع الثروة المنتجة في المجتمع
وبمعني آخر: تحدد شكل الملكية_المشاعية، أو العبودية،أو الإقطاعية،
أو الرأسمالية، أو الاشتراكية_ونوعية المالك، وموقف كل فرد من
الناتج الاجتماعي.
وتعتبر هذه العلاقات(علاقات الإنتاج، أو علاقات الملكية)_من


وجهة رأي الماركسية_الأساس الواقعي، الذي يقوم عليه البناء العلوي
للمجتمع كله فكل العلاقات السياسية، والحقوقية، والظواهر الفكرية،
والدينية مرتكزة على أساس علاقات الإنتاج(علاقات الملكية). لأن
علاقات الإنتاج، هي التي تجدد شكل الملكية السائد في المجتمع، والأسلوب
الذي يتم بموجبه تقسيم الثروة على أفراده. وهذا بدوره، هو الذي يحدد
الوضع السياسي، والحقوقي والفكري، والديني، بصورة عامة.
ولكن إذا كانت كل الأوضاع الاجتماعية، تنشأ وفقاً للوضع
الاقتصادي وبتعبير آخر: تنشأ وفقاً لعلاقات الملكية(علاقات الإنتاج)،
فمن الضروري أن نتساءل عن علاقات الإنتاج هذه كيف تنشأ؟ وما هو
السبب الذي يكوّن ويكيف الوضع الاقتصادي للمجتمع؟.
وتجيب المادية التاريخية على ذلك: أن علاقات الإنتاج(علاقات
الملكية)، تتكون في المجتمع بصورة ضرورية، وفقاً لشكل الإنتاج،
والدرجة المعينة التي تعيشها القوي المنتجة. فلكل درجة من نمو هذه القوى،
علاقات ملكية ووضع اقتصادي، يطابق تلك الدرجة من تطورها. فالقوى
المنتجة هي التي تنشيء الوضع الاقتصادي، الذي تتطلبه وتفرضه على المجتمع
ويتولد عن الوضع الاقتصادي، وعلاقات الملكية عندئذ، جميع الأوضاع
الاجتماعية، التي تطابق ذلك الوضع الاقتصادي و تتفق معه.
ويستمر الوجود الاجتماعي على هذه الحال، حتى تبلغ قوى المجتمع
المنتجة درجة جديدة من النمو والتطور فتدخل في تناقض مع الوضع
الاقتصادي القائم لأن هذا الوضع، إنما كان نتيجة للمرحلة أو الدرجة،
التي تخطتها قوى الإنتاج إلى مرحلة جديدة، تتطلب وضعاً اقتصادياً جديداً،
وعلاقات ملكية من نمط آخر، بعد أن أصبح الوضع الاقتصادي السابق،
معيقاً لها عن النمو. وهكذا يبدأ الصراع بين القوى المنتجة لوسائل الإنتاج،
في مرحلتها الجديدة من ناحية، وعلاقات الملكية والأوضاع الاقتصادية،
التي خلفتها المرحلة السابقة لقوى الإنتاج من ناحية أخرى.
وهنا يأتي دور الطبقية في المادية التاريخية. فإن الصراع بين القوى
المنتجة النامية، وعلاقات الملكية القائمة، ينعكس على الصعيد الاجتماعي
دائماً، في الصراع بين طبقتين: أحداهما: الطبقة الاجتماعية، التي تتفق
مصالحها مع نمو القوي المنتجة، ومستلزماته الاجتماعية. والأخرى الطبقة
الاجتماعية، التي تتفق مصالحها مع علاقات الملكية القائمة، وتتعارض
منافعها مع متطلبات المد التطوري للقوى المنتجة.ففي المرحلة التاريخية
الحاضرة_مثلاً-يقوم التناقض بين نمو القوى المنتجة، والعلاقات الرأسمالية
في المجتمع. ويشب الصراع تبعاً لذلك، بين الطبقة العاملة، التي تقف إلى
صف القوي المنتجة في نموها، وترفض بإصرار ووعي طبقي علاقات
الملكية الرأسمالية، وبين الطبقة المالكة، التي تقف جانب العلاقات
الرأسمالية في الملكية، وتستميت في الدفاع عنها.
وهكذا يجد التناقض، بين قوى الإنتاج، وعلاقات الملكية_دائماً_
مدلوله الاجتماعي، في التناقض الطبقي.
ففي كيان المجتمع_إذن_تناقضان: الأول: التناقض بين نمو
القوي المنتجة، وعلاقات الملكية السائدة، حين تصبح معيقة لها عن التكامل.
والثاني: التناقض الطبقي، بين طبقة من المجتمع، تخوض المعركة لحساب
القوى المنتجة، وطبقة أخرى، تخوضها لحساب العلاقات القائمة. وهذا
التناقض الأخير، هو التعبير الاجتماعي والانعكاس المباشر، للتناقض الأول.
ولما كانت وسائل الإنتاج، هي القوى الرئيسية في دنيا التاريخ فمن
الطبيعي أن تنتصر في صراعها، مع علاقات الملكية ومخلفات المرحلة القديمة.

فتقضي على الأوضاع الاقتصادية، التي أصبحت في تناقض معها وتقيم
علاقات وأوضاعاً اقتصادية تواكبها في نموها وتنسجم مع
مرحلتها.
ومعنى ذلك بالتعبير الاجتماعي: أن الطبقة الاجتماعية التي كانت
تقف في المعركة إلى صف القوى المنتجة، هي التي يكتب لها النصر على
الطبقة الأخرى التي كانت تناقضها، وتحاول الاحتفاظ بعلاقات الملكية
كما هي.
وحين تنتصر قوى الإنتاج على علاقات الملكية، وبمعنى آخر: تفوز
الطبقة الحليفة لوسائل الإنتاج، على نقيضتها حينئذ تتحطم علاقات الملكية
القديمة، ويتغير الوجه الاقتصادي للمجتمع. وتغير الوضع الاقتصادي
بدوره، يزعزع كل البناء العلوي الهائل للمجتمع، من سياسة، وأفكار،
وأديان، وأخلاق لأن هذه الجوانب كلها، كانت تقوم على أساس الوضع
الاقتصادي فإذا تبدل الأساس الاقتصادي، تغير وجه المجتمع كله.
والمسألة لا تنتهي عند هذا الحد فان التناقض بين قوى الإنتاج، وعلاقات
الملكية، أو التناقض بين الطبقتين الممثلتين لتلك القوى والعلاقات، إن هذا
التناقض وإن وجد حله الآتي، في تغير اجتماع شامل، غير أنه حل موقوت.
لأن القوى المنتجة، تواصل نموها وتطورها حتى تدخل مرة أخرى في
تناقض، مع علاقات الملكية والأوضاع الاقتصادية الجديدة. ويتمخض
هذا التناقض، عن ولادة طبقة اجتماعية جديدة، تتفق مصالحها مع النمو
الجديد في قوى الإنتاج ومتطلباته الاجتماعية. بينما تصبح الطبقة، التي
كانت حليفة لقوى الإنتاج، خصماً لها منذ تلك اللحظة، التي بدأت
الوسائل المنتجة تتناقض مع مصالحها، وما تحرص عليه من علاقات الملكية.
فتشتبك الطبقتان في معركة جديدة، كمدلول اجتماعي للتناقض بين قوى


الإنتاج، وعلاقات الملكية. وينتهي هذا الصراع إلى نفس النتيجة، التي
أدى إليها الصراع السابق. فتنتصر قوى الإنتاج على علاقات الملكية.
وبالتالي تنتصر الطبقة الحليفة لها، ويتغير تبعاً لذلك الوضع الاقتصادي.
وكل الأوضاع الاجتماعية.
وهكذا، فإن علاقات الملكية، والأوضاع الاقتصادية، تظل محتفظة
بوجودها الاجتماعي، ما دامت القوى المنتجة تتحرك ضمنها وتنمو، فإذا
أصبحت عقبة في هذا السبيل، أخذت التناقضات تتجمع، حتى
تجد حلها في انفجار ثوري، تخرج منه وسائل الإنتاج منتصرة، وقد حطمت
العقبة من أمامها. وأنشأت وضعاً اقتصادياً جديداً، لتعود بعد مدة من
نموها، إلى مصارعته من جديد، طبقاً لقوانين الديالكتيك، حتى يتحطم
ويندفع التاريخ إلى مرحلة جديدة.
المادية التاريخية والصفة الواقعة
وقد دأب الماركسيون، على القول بأن المادية التاريخية، هي الطريقة
العلمية الوحيدة لإدراك الواقع الموضوعي، التي قفزت بالتاريخ إلى مصاف
العلوم البشرية الأخرى، كما حاول بعض الكتّاب الماركسيين بإصرار.
اتهام المناوئون للمادية التاريخية، والمعارضين لطريقتها، في تفسير الإنسان
المجتمعي: بأنهم أعداء علم التاريخ وأعداء الحقيقة الموضوعية، التي
تدرسها المادية التاريخية وتفسرها. ويبرر هؤلاء اتهامهم هذا. بأن المادية
التاريخية تقوم على أمرين: أحدهما: الإيمان بوجود الحقيقة الموضوعية
والآخر: أن الأحداث التاريخية لم تخلق صدفة، وإنما وجدت وفقاً لقوانين
عامة: يمكن دراستها وتفهمها. فكل معرضة للمادية التاريخية، مردها
إلى المناقشة في هذين الأمرين.

وعلى هذا الأساس كتب بعض الماركسيين يقول:
((قد دأب أعداء المادية التاريخية، أعداء علم التاريخ على أن يفسروا الاختلافات في إدراك الأحداث التاريخية، على أنها دليل على عدم وجود حقيقة ثابتة، ويؤكدون أننا قد نختلف في وصف حادث وقع قبل يوم، فكيف بأحداث قد وقعت قبل قرون؟!.)) ( ).
وقد شاء الكاتب بهذا، أن يفسر كل معارضة للمادية التاريخية، على
أساس أنها محاولة للتشكيك في الجانب الموضوعي للتاريخ، وفي الحقائق
الموضوعية للأحداث التاريخية. وهكذا يحتكر الكاتب، الإيمان بالواقع
الموضوعي، لمفهومه التاريخي الخاص.
ولكن من حقنا أن نتساءل: هل أن عداء المادية التاريخية، يعني حقاً
التشكيك في وجود الحقيقة، خارج شعور الباحث وإدراكه أو إنكارها؟.
والواقع أننا لا نجد في هذه المزاعم. شيئاً جديداً على الصعيد التاريخي،
فقد استمعنا إلى هذا اللون من المزاعم قبل ذلك في الحقل الفلسفي، حين
تناولنا في(فلسفتنا) المفهوم الفلسفي للعالم. فان الماركسيين كانوا يصرون:
أن المادية، أو المفهوم المادي للعالم، هون وحده الاتجاه الواقعي، في مضمار
البحث الفلسفي. لأنه اتجاه قائم على أساس الإيمان بالواقع الموضوعي للمادة،
وليس للمسألة الفلسفية جواب إذا انحرف البحث عن الاتجاه المادي، إلا
المثالية. التي تكفر بالواقع الموضوعي، وتنكر وجوده المادة. فالكون إما
أن يفسر تفسيراً مثالياً لا مجال فيه لواقع موضوعي مستقل عن الوعي
والشعور، وإما أن يفسر بطريقة علمية، على أساس المادية الديالكتيكه..


وقد مر بنا في(فلسفتنا) أن هذه الثنائية تزوير على البحث الفلسفي.
يستهدف من وارئه اتهام كل خصوم المادية الجدلية، بأنهم تصوريون
مثاليون، لا يؤمنون بالواقع الموضوعي للعالم، بالرغم من أن الإيمان بهذا
الواقع، ليس وقفاً على المادية الجدلية فحسب ولا يعني رفضها بحال من
الأحوال، التشكيك في هذا الواقع أو إنكاره...
وكذلك القول في حقلنا الجديد، فإن الإيمان بالحقيقة الموضوعية
للمجتمع، ولأحداث التاريخ، لا ينتج الأخذ بالمفهوم المادي، فهناك واقع
ثابت لأحداث التاريخ، وكل حدث في الحاضر أو الماضي قد وقع فعلاً
بشكل معين، خارج شعورنا بتلك الأحداث وهذا ما نتفق عليه جميعاً.
وليس هو من مزايا المادية التاريخية فحسب، بل يؤمن به كل من يفسر
أحداث التاريخ أو تطوراته، بالأفكار، أو بالعامل الطبيعي، أو الجنسي،
أو بأي شيء آخر من هذه الأسباب. كما تؤمن به الماركسية، التي تفسر
التاريخ بتطور القوى المنتجة. فالإيمان بالحقيقة الموضوعية، هو نقطة
الإنطلاق لكل تلك المفاهيم عن التاريخ، والبديهة الأولى التي تقوم تلك
التفسيرات المختلفة على أساسها.
* * *
وشيء آخر: أن أحداث التاريخ بصفتها جزءاً من مجموعة أحداث
الكون، تخضع للقوانين العامة، التي تسيطر على العالم. ومن تلك القوانين.
مبدأ العلية القائل: إن كل حدث، سواء أكان تاريخياً أو طبيعياً، أم أي
شيء آخر لا يمكن أن يوجد صدفة وارتجالاً، وإنما هو منبثق عن سبب.
فكل نتيجة مرتبطة بسببها، وكل حادث متصل بمقدماته وبدون تطبيق هذا
المبدأ_مبدأ العلية_على المجال التاريخي يكون البحث التاريخي غير ذي معنى.
فالإيمان بالحقيقة الموضوعية لأحداث التاريخ، والاعتقاد بأنها تسير


وفقاً لمبدأ العلمية، هما الفكرتان الأساسيتان لكل بحث علمي، في تفسير
التأريخ وإنما يدور النزاع بين التفاسير والاتجاهات المختلفة، في درس
التأريخ، حول العلل الأساسية، والقوى الرئيسية التي تعمل في المجتمع.
فهل هي القوى المنتجة؟، أو الأفكار؟، أو الدم؟ أو الأوضاع الطبيعية؟،
أو كل هذه الأسباب مجتمعة؟. والجواب على هذا السؤال_أياً كان
اتجاهه_لا يخرج عن كونه تفسيراً للتاريخ، قائماً على أساس الإيمان بحقيقة
الإحداث التاريخية وتتابعها وفقاً لمبدأ العلية.
* * *
وفيما يلي سنتناول المادية التاريخية، بصفتها طريقة عامة في فهم التاريخ
وتفسيره وندرسها:
أولاً: على ضوء الأسس الفلسفية والمنطقية، التي يتكون منها مفهوم
الماركسية العام عن الكون.
وثانياً:بما هي نظرية عامة تحاول استيعاب التاريخ الإنساني.
وثالثاً: بتفاصيلها، التي تحدد مراحل التاريخ البشري، والقفزات
الاجتماعية على
رأس كل مرحلة.
مراجع عن نظريه مراجل تلخيص الخلق
· Special Creation and Organic Evolution
· Norman D. Newell
· Proceedings of the American Philosophical Society, Vol. 117, No. 4 (Aug. 15, 1973), pp. 323-331
(article consists of 9 pages)
رابط نظريه التلخيص من ويكيبديا وبعض التقارير العلميه عنها من اهم الجامعات الغربيه كجامعه شيكاغو وويسكونسن والموسوعه البريطانيه وغيرها وجميعها تشير كيف زور ارنست هيجل صور الاجنه البشريه لاءثبات نظريته المزعومه عن التلخيص
Pithecanthropus erectus
  1. ^ كارنيرو ، (1981) ل روبرت سبنسر هربرت وعالم الأنثروبولوجيا مجلة الدراسات التحرري ، المجلد. 5, 1981, pp.156-60 5 ، 1981 ، pp.156 - 60
  2. ^ a b Kieran Egan , The Educated Mind : How Cognitive Tools Shape Our Understanding. , p.27 ( University of Chicago Press , 1997, Chicago. ISBN 0-226-19036-6 ) ^ أ ب كيران إيغان ، وتلقى تعليمه عقل : كيف الشكل المعرفي أدوات فهمنا. ، p.27 ( مطبعة جامعة شيكاغو ، 1997 ، شيكاغو. ردمك 0-226-19036-6 )
  3. ^ Mayr (1994) [1] in The Quarterly Review of Biology ^ ماير (1994) [1] في الاستعراض ربع البيولوجيا
  4. ^ Desmond 1989 , pp. 52–53, 86–88, 337–340 ^ ديزموند 1989 ، ص 52-53 ، 86-88 ، 337-340
  5. ^ Richards, Robert J. 2008. ^ ريتشاردز ، روبرت جيه 2008. The Tragic Sense of Life: Ernst Haeckel and the Struggle Over Evolutionary Thought. وتحسس المأساوية في الأرواح : ارنست هيجل وصراع على الفكر التطوري. Chicago: University of Chicago Press. شيكاغو : مطبعة جامعة شيكاغو. Pp. ص. 136-142 136-142
  6. ^ a b Scott F Gilbert (2006). "Ernst Haeckel and the Biogenetic Law" . Developmental Biology, 8th edition . ^ أ ب سكوت اف جيلبرت (2006). "ارنست هيجل وقانون الوراثية البيولوجية" . التنموي علم الأحياء ، الطبعة 8. Sinauer Associates . http://8e.devbio.com/article.php?id=219 . Sinauer المنتسبين. http://8e.devbio.com/article.php؟id=219 . Retrieved 2008-05-03 . استرجاع 2008/05/03. "Eventually, the Biogenetic Law had become scientifically untenable." "في نهاية المطاف ، قد الوراثية البيولوجية القانون أصبح يتعذر الدفاع عنه من الناحية العلمية".
  7. ^ Richardson and Keuck, "Haeckel's ABC of evolution and development," p. ^ ريتشاردسون وKeuck "اي بي سي هيجل في التطور والتنمية" ، ص 516 516
  8. ^ Toby White. "The Gill Arches: Meckel's Cartilage" . paleos.com . http://www.palaeos.com/Vertebrates/Bones/Gill_Arches/Meckelian.html . ^ توبي الابيض. "الأقواس جيل : في الغضروف ميكيل" . paleos.com. http://www.palaeos.com/Vertebrates/Bones/Gill_Arches/Meckelian.html . Retrieved 2008-04-30 . استرجاع 2008-04-30.
  9. ^ Gerhard Medicus (1992). "The Inapplicability of the Biogenetic Rule to Behavioral Development" (PDF). Human Development 35 (1): 1–8. ISSN 0018-716X/92/0351/0001-0008 . http://homepage.uibk.ac.at/~c720126/humanethologie/ws/medicus/block6/HumanDevelopment.pdf . ^ جيرهارد Medicus (1992). "وعدم انطباق المادة الوراثية البيولوجية في التنمية السلوكية" (الشعبي). التنمية البشرية 35 (1) : 1-8. ردمد 0018-716X/92/0351/0001-0008 . http:// homepage.uibk.ac.at / c720126/humanethologie/ws/medicus/block6/HumanDevelopment.pdf ~ . Retrieved 2008-04-30 . استرجاع 2008-04-30. "The present interdisciplinary article offers cogent reasons why the biogenetic rule has no relevance for behavioral ontogeny. ... In contrast to anatomical ontogeny, in the case of behavioral ontogeny there are no empirical indications of 'behavioral interphenes, that developed phylogenetically from (primordial) behavioral metaphenes. ... These facts lead to the conclusion that attempts to establish a psychological theory on the basis of the biogenetic rule will not be fruitful.". "والتخصصات المادة تقديم عروض مقنعة أسباب لماذا حكم علم الوراثة البيولوجية لا علاقة لتطور الجنين السلوكية.... وعلى النقيض من تطور الجنين التشريحية ، في حالة تطور الجنين سلوكية لا توجد دلائل تجريبية من' interphenes السلوكية ، والتي وضعت من phylogenetically (البدائية (metaphenes السلوكية.... وهذه الحقائق تقود إلى استنتاج مفاده أن محاولات إنشاء نظرية نفسية على أساس سيادة البيوجينية لن يكون مثمرا ".
  10. ^ Herbert Spencer (1861). Education . ^ هربرت سبنسر (1861). التعليم . pp. 5 . http://www.questia.com/PM.qst?a=o&d=98953755 . ص 5. http://www.questia.com/PM.qst؟a=o&d=98953755 .
تقييم النظريه
لتقييم النظريه وبيان ما وجه اليها من نقد سنقوم
بأستعراض اراء كبار العلماء فى التخصصات ذات الصله بنظريه دارون
ومنهم بعضا من كبار علماء الاءنثروبولوجى والجيولوجيا وعلوم الحفريات وغيرها من التخصصات ذات الصله جميعها تثبت زيف وتلفيق النظريه وانها لا ترقى لتكون نظريه علميه او حقيقه علميه من اكثر من 85 مرجع صادره عن اكبر جامعات العالم بل ان اكثر من 20 ولايه امريكيه تمنع تدريس النظريه بمدارسها وجامعاتها الى حد قيام احد الملحدين برفع قضيه فى عام 2003 على ولايه فيلادفى لاءلزام الولايه بتدريس النظريه لاءبنه بما له من ولايه تعليميه وقد حكمت المحكمه باءلزام الولايه بتدريس النظريه لاءبن ذلك الملحد لما للاب من ولايه تعلميه على ابنه القاصر
"من الصعب للغايه تحديد خطوط دقيقه عن اصل ووصف تاريخ وجود الاجناس (الانواع / الاعراق ) بالنسبه لمعظم الكائنات الحيه "
(ايالا ، اف جي جي دبليو والحب ، مع التطور : نظرية وعملية التطور العضوي ، 1978 ، ص 230).
" مما لا يمكن انكاره , ان سلسله سجل الحفريات قليله للغايه و مخيبه للامال , اصول مجموعات كثيره لا تزال غير موثقه على الاءطلاق"
(فوتويما نصير ، D. ، العلوم في المحاكمة : حالة لتطور ، 1983 ، ص 190-191)
"مما لا شك فيه ان التنوع والظهور المفاجىء للكائنات متعدده الخلايا , ما زال يمثل مشكله كبيره لنظريه التطور ليس هناك شك فى ذلك , هذه هى الحقيقه"
(نايلز إلدردج ، ونقلت في لغز داروين : المتحجرات وغيرها من المشاكل من قبل لوثر دال سندرلاند ، ماجستير ناشري الكتاب ، سانتي ، كاليفورنيا ، 1988 ، ص 45)
واضاف "مهما الأفكارمتسلطه وما قد يترتب على هذا الموضوع ، وlungfishes ،
مثل كل مجموعة رئيسية أخرى من الأسماك التي أعرفها ، وأصولهم لا اجد شىء يمكن الاءستناد اليه بقوه بانها اصل ( الطيور منتديات مملكة البحرين ، _The أصل [أنواع ناشفيل Revisited_ : ريجنسي ، 1991 ؛ نشرت أصلا من قبل المكتبة الفلسفية ، 1987] ، 1:62-63)
واضاف "المشكلة الرئيسية مع التدرج phyletic هو أن السجل الأحفوري لا يقدم دليلا , ولا يحتوى الا على القليل جدا و لا نستطيع تتبع التحول التدريجي من نوع واحد بأكمله إلى آخر من خلال سلسلة متدرجة من النماذج متوسطة الدقه ". (غولد ، سج لوريا ، وسراج الدين سنجر ، S. ، ومشاهدة الحياة ، 1981 ، ص 641)
"يجب ألا يفاجأ أنه سيكون من الصعب للغاية العثور على أنواع محددة من الأحفوريات التى تشكل كائن وسيط في آن واحد يمثل التشكل (التحور ) بين اثنين من الأنواع الأخرى( من كائن لاخر) ، وأيضا في موقف الطبقي المناسب". (Cracraft ، J. ، "علم التصنيف ، علم الأحياء المقارن ، والقضية المرفوعة ضد الخلق" ، 1983 ، p. 180)
"معظم الأسر ،والاجناس، والطبقات ، تظهر فجأة وليس كما يفترض في سجل الحفريات ، وغالبا دون ظهور أشكال وسيطة تربط بسلاسة بينها وبين االأصناف المفترض ان تستمد التطور منها لترتبط بسلالات أسلافهم المفترضة." (إلدردج ، N. ، 1989 ، حيوية الكلي التطوري : الأنواع ، الكوات ، وقمم التكيف النشر مكجراو هيل ، شركة ، نيويورك ، ص 22)
"لم يتم العثور مره واحده فى سجل الحفريات على الانواع التى كان يعتقد وجودها لاءثبات التحور والتداخل بين الكائنات واسلافها المزعومه ولا توجد وثيقه واحده مقنعه تؤكد الاءنتقال من نوع لنوع اخر"
(ستانلي ، ن خ ، الجدول الزمني الجديد التطوري : المتحجرات ، والجينات ، وأصل الأنواع ، 1981 ، ص 95)
"لقد تم جمع العديد من الحفريات منذ عام 1859 ، اكثر من ألف طن منها ، ومع ذلك فإن تأثيرها كان محدودا للغايه على فهمنا للعلاقات بين الكائنات الحية , في الواقع ، أنا لا أعتقد أنه من العدل أن نقول إن الحفريات ، وطبقا للتفسير التقليدى قد جاءت من سلف واحد او تحورت من سلف مشترك. " (Fortey ، رر ، "تحليل Neontological مقابل متاجر الباليونتولوجي" ، 1982 ، ص 120-121)
"وفي الواقع ، فإن الإحباط هو المسيطر على السجل الأحفوري للرئيسيات , ليس لدينا دليل عملي يثبت حدوث التطور من الخليه الى الكائنات الاكثرتعقيدا". (غولد ، ستيفن وإلدردج ، نايلز ، واختيار الأنواع ": المدى والسلطة" ، 1988 ، ص 19)
"البيانات الحفرية برغم الاتفاق مع الرأي القائل بأن كل شعبة من الرئيسيات المعترف بها حاليا قد تطورت بنحو 525 مليون سنة مضت. وعلى الرغم من نصف مليار سنة لاستكشاف التطورية التى ولدت في وقت الكمبري ، أي على مستوى الأسرة في اللغات فاءن كائنات كامله معروفه وليس خلايا اوليه ظهرت منذ ذلك الحين." ("تطور التنموي للهيئة خطط Metazoan : البينات الأحفوري ،" الحب ، اروين ، وJablonski والتنموية علم الأحياء 173 ، والمادة رقم 0033 ، 1996 ، p. 376)
"كثير من الاتجاهات السائده بين علماء البيولجى المؤمنين بالتطور كانت تستند الى رؤيه ذهنيه مسبقه اكثر مما تسند الى الى ادله وحفريات فوجود العديد من الانواع والاجناس فى حقبات جيولوجيه مختلفه لا تتناسب مع الموروثات القديمه عن الحقب التاريخيه المفترضه لظهور تلك الكائنات وهو ما يشير الى ضروره تعديل التصورات الموروثه لنظريه النشوء والتطور التى بعباره اخرى توجد اكثر فى اذهان المحللين ولا يؤيدها الواقع هذاهو الحال وبشكل خاص قبل عام 1970 وبشكل رجعى وهو ما يشيران تحليل النشوء والتطور للعلاقات بين القائمه بين الانواع سىء وغير كامل "
. " (إلدردج ، نايلز ، حيوية الكلي التطوري : الأنواع ، الكوات ، وقمم التكيفية ، 1989 ، p. 134)
"مفهوم الطفرات المفاجئه قد اكتسبت قبولا واسعا بين علماء الحفريات كمحاوله لحل معضله الظهور المفاجىءلانواع جديده ومتباينه بشكل كبير لا يمكن تفسيرها
طبقا لاءتجاهات التطور والتحول التدريجى التى تنبأ بها التطور الداروينى , على الرغم من عدم وجود اى اشاره لكيفيه حدوث تلك الطفرات ولا العوامل المهيئه لها
وقد وجدت هذا القبول ليس لاءنها مقنعه ولكن لاءنها تبدو كحل لمعضله الظهور المفاجىء للكائنات وبرغم المشاكل التى تسببها صعوبه ايجاد السلف المشترك الذى انحدرت منه والنموذج هو مجرد مفهوم نظرى وتقوم على اسس مهزوزه
(فالقول بأن speciation يمكن أن يحدث فقط عندما تغير phyletic سريع ، وليس العكس هو امر مثير للجدل)
وبصرف النظر عن المشاكل أخذ العينات واضحة متأصلة في الملاحظات التي حفزت هذا النموذج ، وبصرف النظر عن دائرية الجوهرية"
(Ricklefs ، روبرت E. ، "باليونتولوغيستس مواجهة تطور الكبير ،" العلوم ، المجلد 199 ، 1978 ، ص 59)
لا يتفق مع دارون من علماء الحفريات الا القليل جدا
ان سجل الحفريات المكتشفه حتى الان من جميع الحقب الجيولوجيه لا تقدم اى دليل لاءثبات نظريه دارون فى النشوء والتطور الا بالقدر الذى تقدمه لباقى النظريات
الخاصه بالخلق الخاص ( وجود خالق ) او النظريات الثوريه او حتى الاساطير التاريخيه فهى لا تقدم اى ادله تدعم دارون ويصعب القول بان السجل الاحفورى يتوافق معها فهى
لا تقدم اثبات ان هذا التطور قد حدث. وتشير دراسة لعمل تلك علماء الحفريات الذين تم المعنية ولا سيما العلاقة بين علم المتحجرات ونظرية النشوء والارتقاء ، على سبيل المثال أن من جغ سيمبسون وجولد سج ، يكشف عن الذهن من حقيقة أنه لا بد أن يفسر الرقم القياسي للتطور ، مثل تسجيل أي حقبه تاريخية أخرى ، في إطار مجموعة معقدة من الأفكار المسبقة خاصة وعامة ليس أقلها الذي هو فرضية أن التطور قد حدث.. وسجل الحفريات لا توفر حتى أي أدلة تدعم نظرية داروين
(سانت كيتس وديفيد B. ، "ابحث عن تحويل القدس ،" استعراض تطور الكائنات الحية ، بيير ف. جراس ، Paleobiology ، المجلد 5 ، 1979 ، ص 353-354)
=========================================================================================
"It is, however, very difficult to establish the precise lines of descent, termed phylogenies, for most organisms." (Ayala, F. J. and Valentine J. W., Evolving: The Theory and Process of Organic Evolution, 1978, p. 230)
"Undeniably, the fossil record has provided disappointingly few gradual series. The origins of many groups are still not documented at all." (Futuyma, D., Science on Trial: The Case for Evolution, 1983, p. 190-191)
"There is still a tremendous problem with the sudden diversification of multi-cellular life. There is no question about that. That's a real phenomenon." (Niles Eldredge, quoted in Darwin's Enigma: Fossils and Other Problems by Luther D. Sunderland, Master Book Publishers, Santee, California, 1988, p. 45)
"Whatever ideas authorities may have on the subject, the lungfishes, like every other major group of fishes that I know, have their origins firmly based in nothing." (Quoted in W. R. Bird, _The Origin of Species Revisited_ [Nashville: Regency, 1991; originally published by Philosophical Library, 1987], 1:62-63)
"The main problem with such phyletic gradualism is that the fossil record provides so little evidence for it. Very rarely can we trace the gradual transformation of one entire species into another through a finely graded sequence of intermediary forms." (Gould, S.J. Luria, S.E. & Singer, S., A View of Life, 1981, p. 641)
"It should come as no surprise that it would be extremely difficult to find a specific fossil species that is both intermediate in morphology between two other taxa and is also in the appropriate stratigraphic position." (Cracraft, J., "Systematics, Comparative Biology, and the Case Against Creationism," 1983, p. 180)
"Most families, orders, classes, and phyla appear rather suddenly in the fossil record, often without anatomically intermediate forms smoothly interlinking evolutionarily derived descendant taxa with their presumed ancestors." (Eldredge, N., 1989, Macro-Evolutionary Dynamics: Species, Niches, and Adaptive Peaks, McGraw-Hill Publishing Company, New York, p. 22)
"Species that were once thought to have turned into others have been found to overlap in time with these alleged descendants. In fact, the fossil record does not convincingly document a single transition from one species to another." (Stanley, S.M., The New Evolutionary Timetable: Fossils, Genes, and the Origin of Species, 1981, p. 95)
"Many fossils have been collected since 1859, tons of them, yet the impact they have had on our understanding of the relationships between living organisms is barely perceptible. ...In fact, I do not think it unfair to say that fossils, or at least the traditional interpretation of fossils, have clouded rather than clarified our attempts to reconstruct phylogeny." (Fortey, P. L., "Neontological Analysis Versus Palaeontological Stores," 1982, p. 120-121)
"Indeed, it is the chief frustration of the fossil record that we do not have empirical evidence for sustained trends in the evolution of most complex morphological adaptations." (Gould, Stephen J. and Eldredge, Niles, "Species Selection: Its Range and Power," 1988, p. 19)
"The paleontological data is consistent with the view that all of the currently recognized phyla had evolved by about 525 million years ago. Despite half a billion years of evolutionary exploration generated in Cambrian time, no new phylum level designs have appeared since then." ("Developmental Evolution of Metazoan Body plans: The Fossil Evidence," Valentine, Erwin, and Jablonski, Developmental Biology 173, Article No. 0033, 1996, p. 376)
"Many 'trends' singled out by evolutionary biologists are ex post facto rendering of phylogenetic history: biologists may simply pick out species at different points in geological time that seem to fit on some line of directional modification through time. Many trends, in other words, may exist more in the minds of the analysts than in phylogenetic history. This is particularly so in situations, especially common prior to about 1970, in which analysis of the phylogenetic relationships among species was incompletely or poorly done." (Eldredge, Niles, Macro-Evolutionary Dynamics: Species, Niches, and Adaptive Peaks, 1989, p. 134)
"The Eldredge-Gould concept of punctuated equilibria has gained wide acceptance among paleontologists. It attempts to account for the following paradox: Within continuously sampled lineages, one rarely finds the gradual morphological trends predicted by Darwinian evolution; rather, change occurs with the sudden appearance of new, well-differentiated species. Eldredge and Gould equate such appearances with speciation, although the details of these events are not preserved. ...The punctuated equilibrium model has been widely accepted, not because it has a compelling theoretical basis but because it appears to resolve a dilemma. Apart from the obvious sampling problems inherent to the observations that stimulated the model, and apart from its intrinsic circularity (one could argue that speciation can occur only when phyletic change is rapid, not vice versa), the model is more ad hoc explanation than theory, and it rests on shaky ground." (Ricklefs, Robert E., "Paleontologists Confronting Macroevolution," Science, vol. 199, 1978, p. 59)
"Few paleontologists have, I think ever supposed that fossils, by themselves, provide grounds for the conclusion that evolution has occurred. An examination of the work of those paleontologists who have been particularly concerned with the relationship between paleontology and evolutionary theory, for example that of G. G. Simpson and S. J. Gould, reveals a mindfulness of the fact that the record of evolution, like any other historical record, must be construed within a complex of particular and general preconceptions not the least of which is the hypothesis that evolution has occurred. ...The fossil record doesn't even provide any evidence in support of Darwinian theory except in the weak sense that the fossil record is compatible with it, just as it is compatible with other evolutionary theories, and revolutionary theories and special creationist theories and even historical theories." (Kitts, David B., "Search for the Holy Transformation," review of Evolution of Living Organisms, by Pierre-P. Grassé, Paleobiology, vol. 5, 1979, p. 353-354)
Stasis and Sudden Appearance
"Paleontologists have paid an enormous price for Darwin's argument. We fancy ourselves as the only true students of life's history, yet to preserve our favored account of evolution by natural selection we view our data as so bad that we almost never see the very process we profess to study. ...The history of most fossil species includes two features particularly inconsistent with gradualism: 1. Stasis. Most species exhibit no directional change during their tenure on earth. They appear in the fossil record looking much the same as when they disappear; morphological change I usually limited and directionless. 2. Sudden appearance. In any local area, a species does not arise gradually by the steady transformation of its ancestors; it appears all at once and 'fully formed.'" (Gould, Stephen J. The Panda's Thumb, 1980, p. 181-182)
"Paleontologists are traditionally famous (or infamous) for reconstructing whole animals from the debris of death. Mostly they cheat. ...If any event in life's history resembles man's creation myths, it is this sudden diversification of marine life when multicellular organisms took over as the dominant actors in ecology and evolution. Baffling (and embarrassing) to Darwin, this event still dazzles us and stands as a major biological revolution on a par with the invention of self-replication and the origin of the eukaryotic cell. The animal phyla emerged out of the Precambrian mists with most of the attributes of their modern descendants." (Bengtson, Stefan, "The Solution to a Jigsaw Puzzle," Nature, vol. 345 (June 28, 1990), p. 765-766)
"Modern multicellular animals make their first uncontested appearance in the fossil record some 570 million years ago - and with a bang, not a protracted crescendo. This 'Cambrian explosion' marks the advent (at least into direct evidence) of virtually all major groups of modern animals - and all within the minuscule span, geologically speaking, of a few million years." (Gould, Stephen J., Wonderful Life: The Burgess Shale and the Nature of History, 1989, p. 23-24)
"The fossil record had caused Darwin more grief than joy. Nothing distressed him more than the Cambrian explosion, the coincident appearance of almost all complex organic designs..." (Gould, Stephen J., The Panda's Thumb, 1980, p. 238-239)
"The majority of major groups appear suddenly in the rocks, with virtually no evidence of transition from their ancestors." (Futuyma, D., Science on Trial: The Case for Evolution, 1983, p. 82)
"Most families, orders, classes, and phyla appear rather suddenly in the fossil record, often without anatomically intermediate forms smoothly interlinking evolutionarily derived descendant taxa with their presumed ancestors." (Eldredge, (Eldredge, Niles, Macro-Evolutionary Dynamics: Species, Niches, and Adaptive Peaks, 1989, p. 22)
"In spite of these examples, it remains true, as every paleontologist knows, that most new species, genera, and families, and that nearly all new categories above the level of families, appear in the record suddenly and are not led up to by known, gradual, completely continuous transitional sequences." (Simpson, George Gaylord, The Major Features of Evolution, 1953, p. 360)
"The gaps in the record are real, however. The absence of any record of any important branching is quite phenomenal. Species are usually static, or nearly so, for long periods, species seldom and genera never show evolution into new species or genera but replacement or one by another, and change is more or less abrupt." (Wesson, R., Beyond Natural Selection, 1991, p. 45)
"All through the fossil record, groups - both large and small - abruptly appear and disappear. ...The earliest phase of rapid change usually is undiscovered, and must be inferred by comparison with its probable relatives." (Newell, N. D., Creation and Evolution: Myth or Reality, 1984, p. 10)
"Paleontologists had long been aware of a seeming contradiction between Darwin's postulate of gradualism...and the actual findings of paleontology. Following phyletic lines through time seemed to reveal only minimal gradual changes but no clear evidence for any change of a species into a different genus or for the gradual origin of an evolutionary novelty. Anything truly novel always seemed to appear quite abruptly in the fossil record." (Mayr, E., Our Long Argument: Charles Darwin and the Genesis of Modern Evolutionary Thought, 1991, p. 138)
"The record certainly did not reveal gradual transformations of structure in the course of time. On the contrary, it showed that species generally remained constant throughout their history and were replaced quite suddenly by significantly different forms. New types or classes seemed to appear fully formed, with no sign of an evolutionary trend by which they could have emerged from an earlier type." (Bowler, Evolution: The History of an Idea, 1984, p. 187)
"Instead of finding the gradual unfolding of life, what geologists of Darwin's time, and geologists of the present day actually find is a highly uneven or jerky record; that is, species appear in the sequence very suddenly, show little or no change during their existence in the record, then abruptly go out of the record. and it is not always clear, in fact it's rarely clear, that the descendants were actually better adapted than their predecessors. In other words, biological improvement is hard to find." (Raup, David M., "Conflicts Between Darwin and Paleontology," Bulletin, Field Museum of Natural History, vol. 50, 1979, p. 23)
"A major problem in proving the theory (of evolution) has been the fossil record; the imprints of vanished species preserved in the Earth's geological formations. This record has never revealed traces of Darwin's hypothetical intermediate variants instead species appear and disappear abruptly, and this anomaly has fueled the creationist argument that each species was created by God." (Czarnecki, Mark, "The Revival of the Creationist Crusade", MacLean's, January 19, 1981, p. 56)
"Eldredge and Gould, by contrast, decided to take the record at face value. On this view, there is little evidence of modification within species, or of forms intermediate between species because neither generally occurred. A species forms and evolves almost instantaneously (on the geological timescale) and then remains virtually unchanged until it disappears, yielding its habitat to a new species." (Smith, Peter J., "Evolution's Most Worrisome Questions," Review of Life Pulse by Niles Eldredge, New Scientist, 1987, p. 59)
"The principle problem is morphological stasis. A theory is only as good as its predictions, and conventional neo-Darwinism, which claims to be a comprehensive explanation of evolutionary process, has failed to predict the widespread long-term morphological stasis now recognized as one of the most striking aspects of the fossil record." (Williamson, Peter G., "Morphological Stasis and Developmental Constraint: Real Problems for Neo-Darwinism," Nature, Vol. 294, 19 November 1981, p. 214)
"It is a simple ineluctable truth that virtually all members of a biota remain basically stable, with minor fluctuations, throughout their duration..." (Eldredge, Niles, The Pattern of Evolution, 1998, p. 157)
"But fossil species remain unchanged throughout most of their history and the record fails to contain a single example of a significant transition." (Woodroff, D.S., Science, vol. 208, 1980, p. 716)
"We have long known about stasis and abrupt appearance, but have chosen to fob it off upon an imperfect fossil record." (Gould, Stephen J., "The Paradox of the First Tier: An Agenda for Paleobiology," Paleobiology, 1985, p. 7)
"Paleontologists ever since Darwin have been searching (largely in vain) for the sequences of insensibly graded series of fossils that would stand as examples of the sort of wholesale transformation of species that Darwin envisioned as the natural product of the evolutionary process. Few saw any reason to demur - though it is a startling fact that ...most species remain recognizably themselves, virtually unchanged throughout their occurrence in geological sediments of various ages." (Eldredge, Niles, "Progress in Evolution?" New Scientist, vol. 110, 1986, p. 55)
"In other words, when the assumed evolutionary processes did not match the pattern of fossils that they were supposed to have generated, the pattern was judged to be 'wrong.' A circular argument arises: interpret the fossil record in terms of a particular theory of evolution, inspect the interpretation, and note that it confirms the theory. Well, it would, wouldn't it? ...As is now well known, most fossil species appear instantaneously in the record, persist for some millions of years virtually unchanged, only to disappear abruptly - the 'punctuated equilibrium' pattern of Eldredge and Gould." (Kemp, Tom S., "A Fresh Look at the Fossil Record," New Scientist, vol. 108, 1985, p. 66-67)
"The old Darwinian view of evolution as a ladder of more and more efficient forms leading up to the present is not borne out by the evidence. Most changes are random rather than systematic modifications, until species drop out. There is no sign of directed order here. Trends do occur in many lines, but they are not the rule." (Newell, N. D., "Systematics and Evolution," 1984, p. 10)
"Well-represented species are usually stable throughout their temporal range, or alter so little and in such superficial ways (usually in size alone), that an extrapolation of observed change into longer periods of geological time could not possibly yield the extensive modifications that mark general pathways of evolution in larger groups. Most of the time, when the evidence is best, nothing much happens to most species." (Gould Stephen J., "Ten Thousand Acts of Kindness," Natural History, 1988, p. 14)
"Stasis, or nonchange, of most fossil species during their lengthy geological lifespans was tacitly acknowledged by all paleontologists, but almost never studied explicitly because prevailing theory treated stasis as uninteresting nonevidence for nonevolution. ...The overwhelming prevalence of stasis became an embarrassing feature of the fossil record, best left ignored as a manifestation of nothing (that is, nonevolution). (Gould, Stephen J., "Cordelia's Dilemma," Natural History, 1993, p. 15)
"Paleontologists just were not seeing the expected changes in their fossils as they pursued them up through the rock record. ...That individual kinds of fossils remain recognizably the same throughout the length of their occurrence in the fossil record had been known to paleontologists long before Darwin published his Origin. Darwin himself, ...prophesied that future generations of paleontologists would fill in these gaps by diligent search ...One hundred and twenty years of paleontological research later, it has become abundantly clear that the fossil record will not confirm this part of Darwin's predictions. Nor is the problem a miserably poor record. The fossil record simply shows that this prediction is wrong. ...The observation that species are amazingly conservative and static entities throughout long periods of time has all the qualities of the emperor's new clothes: everyone knew it but preferred to ignore it. Paleontologists, faced with a recalcitrant record obstinately refusing to yield Darwin's predicted pattern, simply looked the other way." (Eldredge, N. and Tattersall, I., The Myths of Human Evolution, 1982, p. 45-46)
Large Gaps
"We have so many gaps in the evolutionary history of life, gaps in such key areas as the origin of the multi-cellular organisms, the origin of the vertebrates, not to mention the origins of most invertebrate groups." (McGowan, C., In the Beginning... A Scientist Shows Why the Creationists are Wrong, Prometheus Books, 1984, p. 95)
"There are all sorts of gaps: absence of gradationally intermediate 'transitional' forms between species, but also between larger groups - between, say, families of carnivores, or the orders of mammals. In fact, the higher up the Linnaean hierarchy you look, the fewer transitional forms there seem to be." (Eldredge, Niles, The Monkey Business: A Scientist Looks at Creationism, 1982, p. 65)
"It is as though they [fossils] were just planted there, without any evolutionary history. Needless to say this appearance of sudden planting has delighted creationists. ...Both schools of thought (Punctuationists and Gradualists) despise so-called scientific creationists equally, and both agree that the major gaps are real, that they are true imperfections in the fossil record. The only alternative explanation of the sudden appearance of so many complex animal types in the Cambrian era is divine creation and (we) both reject this alternative." (Dawkins, Richard, The Blind Watchmaker, W.W. Norton & Company, New York, 1996, p. 229-230)
"All paleontologists know that the fossil record contains precious little in the way of intermediate forms; transitions between major groups are characteristically abrupt. Gradualists usually extract themselves from this dilemma by invoking the extreme imperfection of the fossil record." (Gould, Stephen J., The Panda's Thumb, 1980, p. 189)
"One of the most surprising negative results of paleontological research in the last century is that such transitional forms seem to be inordinately scarce. In Darwin's time this could perhaps be ascribed with some justification to the incompleteness of the paleontological record and to lack of knowledge, but with the enormous number of fossil species which have been discovered since then, other causes must be found for the almost complete absence of transitional forms." (Brouwer, A., "General Paleontology," [1959], Transl. Kaye R.H., Oliver & Boyd: Edinburgh & London, 1967, p. 162-163)
"There is no need to apologize any longer for the poverty of the fossil record. In some ways it has become almost unmanageably rich, and discovery is out-pacing integration. The fossil record nevertheless continues to be composed mainly of gaps." (Neville, George, T., "Fossils in Evolutionary Perspective," Science Progress, vol. 48 January 1960, p. 1-3)
"The record jumps, and all the evidence shows that the record is real: the gaps we see reflect real events in life's history not the artifact of a poor fossil record...The fossil record flatly fails to substantiate this expectation of finely graded change." (Eldredge, N. and Tattersall, I., The Myths of Human Evolution Columbia University Press, 1982, p. 59, 163)
"Gaps between families and taxa of even higher rank could not be so easily explained as the mere artifacts of a poor fossil record." (Eldredge, Niles, Macro-Evolutionary Dynamics: Species, Niches, and Adaptive Peaks, 1989, p. 22)
"The fossil record is much less incomplete than is generally accepted." (Paul, C.R.C, "The Adequacy of the Fossil Record," 1982, p. 75)
"Links are missing just where we most fervently desire them, and it is all too probable that many 'links' will continue to be missing." (Jepsen, L. Glenn; Mayr, Ernst; Simpson George Gaylord. Genetics, Paleontology, and Evolution, New York, Athenaeum, 1963, p. 114)
"For over a hundred years paleontologists have recognized the large number of gaps in the fossil record. Creationists make it seem like gaps are a deep, dark secret of paleontology..." (Cracraft, in Awbrey & Thwaites, Evolutionists Confront Creationists", 1984)
"In any case, no real evolutionist, whether gradualist or punctuationist, uses the fossil record as evidence in favour of the theory of evolution as opposed to special creation." (Ridley, Mark, "Who doubts evolution?" "New Scientist", vol. 90, 25 June 1981, p. 831)
"The absence of fossil evidence for intermediary stages between major transitions in organic design, indeed our inability, even in our imagination, to construct functional intermediates in many cases, has been a persistent and nagging problem for gradualist accounts of evolution." (Gould, Stephen J., 'Is a new and general theory of evolution emerging?' Paleobiology, vol 6(1), January 1980, p. 127)
"The curious thing is that there is a consistency about the fossil gaps; the fossils are missing in all the important places." (Hitching, Francis, The Neck of the Giraffe or Where Darwin Went Wrong, Penguin Books, 1982, p.19)
"If life had evolved into its wondrous profusion of creatures little by little, Dr. Eldredge argues, then one would expect to find fossils of transitional creatures which were a bit like what went before them and a bit like what came after. But no one has yet found any evidence of such transitional creatures. This oddity has been attributed to gaps in the fossil record which gradualists expected to fill when rock strata of the proper age had been found. In the last decade, however, geologists have found rock layers of all divisions of the last 500 million years and no transitional forms were contained in them." (The Guardian Weekly, 26 Nov 1978, vol 119, no 22, p. 1)
"Given that evolution, according to Darwin, was in a continual state of motion...it followed logically that the fossil record should be rife with examples of transitional forms leading from the less to more evolved. ...Instead of filling the gaps in the fossil record with so-called missing links, most paleontologists found themselves facing a situation in which there were only gaps in the fossil record, with no evidence of transformational intermediates between documented fossil species." (Schwartz, Jeffrey H., Sudden Origins, 1999, p. 89)
"Despite the bright promise that paleontology provides a means of "seeing" evolution, it has presented some nasty difficulties for evolutionists the most notorious of which is the presence of "gaps" in the fossil record. Evolution requires intermediate forms between species and paleontology does not provide them. The gaps must therefore be a contingent feature of the record." (Kitts, David B., "Paleontology and Evolutionary Theory," Evolution, vol. 28, 1974, p. 467)
"A persistent problem in evolutionary biology has been the absence of intermediate forms in the fossil record. Long term gradual transformations of single lineages are rare and generally involve simple size increase or trivial phenotypic effects. Typically, the record consists of successive ancestor-descendant lineages, morphologically invariant through time and unconnected by intermediates." (Williamson, P.G., Palaeontological Documentation of Speciation in Cenozoic Molluscs from Turkana Basin, 1982, p. 163)
Miscellaneous
"All of us who study the origin of life find that the more we look into it, the more we feel that it is too complex to have evolved anywhere. We believe as an article of faith that life evolved from dead matter on this planet. It is just that its complexity is so great, it is hard for us to imagine that it did." (Urey, Harold C., quoted in Christian Science Monitor, January 4, 1962, p. 4)
"If living matter is not, then, caused by the interplay of atoms, natural forces and radiation, how has it come into being? I think, however, that we must go further than this and admit that the only acceptable explanation is creation. I know that this is anathema to physicists, as indeed it is to me, but we must not reject a theory that we do not like if the experimental evidence supports it." (H.J. Lipson, F.R.S. Professor of Physics, University of Manchester, UK, "A physicist looks at evolution" Physics Bulletin, 1980, vol 31, p. 138)
"To the unprejudiced, the fossil record of plants is in favor of special creation. Can you imagine how an orchid, a duck weed, and a palm have come from the same ancestry, and have we any evidence for this assumption? The evolutionist must be prepared with an answer, but I think that most would break down before an inquisition." (E.J.H. Corner "Evolution" in A.M. MacLeod and L.S. Cobley, eds., Evolution in Contemporary Botanical Thought, Chicago, IL: Quadrangle Books, 1961, at 95, 97 from Bird, I, p. 234)
"The more one studies paleontology, the more certain one becomes that evolution is based on faith alone; exactly the same sort of faith which it is necessary to have when one encounters the great mysteries of religion." (More, Louis T., "The Dogma of Evolution," Princeton University Press: Princeton NJ, 1925, Second Printing, p.160)
"At the present stage of geological research, we have to admit that there is nothing in the geological records that runs contrary to the view of conservative creationists, that God created each species separately, presumably from the dust of the earth." (Dr. Edmund J. Ambrose, The Nature and Origin of the Biological World, John Wiley & Sons, 1982, p. 164)
"One of its (evolutions) weak points is that it does not have any recognizable way in which conscious life could have emerged." (Sir John Eccles, "A Divine Design: Some Questions on Origins" in Margenau and Varghese (eds.), Cosmos, Bios, Theos, p. 203)
"I am convinced, moreover, that Darwinism, in whatever form, is not in fact a scientific theory, but a pseudo-metaphysical hypothesis decked out in scientific garb. In reality the theory derives its support not from empirical data or logical deductions of a scientific kind but from the circumstance that it happens to be the only doctrine of biological origins that can be conceived with the constricted worldview to which a majority of scientists no doubt subscribe." (Wolfgang, Smith, "The Universe is Ultimately to be Explained in Terms of a Metacosmic Reality" in Margenau and Varghese (eds.), Cosmos, Bios, Theos, p. 113)
"The origin of life is still a mystery. As long as it has not been demonstrated by experimental realization, I cannot conceive of any physical or chemical condition [allowing evolution]...I cannot be satisfied by the idea that fortuitous mutation...can explain the complex and rational organization of the brain, but also of lungs, heart, kidneys, and even joints and muscles. How is it possible to escape the idea of some intelligent and organizing force?" (d'Aubigne, Merle, "How Is It Possible to Escape the Idea of Some Intelligent and Organizing Force?" in Margenau and Varghese (eds.), Cosmos, Bios, Theos, p. 158)
"Life, even in bacteria, is too complex to have occurred by chance." (Rubin, Harry, "Life, Even in Bacteria, Is Too Complex to Have Occurred by Chance" in Margenau and Varghese (eds.), Cosmos, Bios, Theos, p. 203)
"The third assumption was the Viruses, Bacteria, Protozoa and the higher animals were all interrelated...We have as yet no definite evidence about the way in which the Viruses, Bacteria or Protozoa are interrelated." (Kerkut, G.A., Implications of Evolution, Pergammon Press, 1960, p. 151)
"Scientists have no proof that life was not the result of an act of creation, but they are driven by the nature of their profession to seek explanations for the origin of life that lie within the boundaries of natural law. They ask themselves, "How did life arise out of inanimate matter? And what is the probability of that happening?" And to their chagrin they have no clear-cut answer, because chemists have never succeeded in reproducing nature's experiments on the creation of life out of nonliving matter. Scientists do not know how that happened, and furthermore, they do not know the chance of its happening. Perhaps the chance is very small, and the appearance of life on a planet is an event of miraculously low probability. Perhaps life on the earth is unique in this Universe. No scientific evidence precludes that possibility." (Jastrow, Robert, The Enchanted Loom: Mind In the Universe, 1981, p. 19)
"...we have proffered a collective tacit acceptance of the story of gradual adaptive change, a story that strengthened and became even more entrenched as the synthesis took hold. We paleontologists have said that the history of life supports that interpretation, all the while really knowing that it does not." (Eldredge, Niles "Time Frames: The Rethinking of Darwinian Evolution and the Theory of Punctuated Equilibria," Simon & Schuster: New York NY, 1985, p. 44)
"With the benefit of hindsight, it is amazing that paleontologists could have accepted gradual evolution as a universal pattern on the basis of a handful of supposedly well-documented lineages (e.g. Gryphaea, Micraster, Zaphrentis) none of which actually withstands close scrutiny." (Paul, C. R. C., 1989, "Patterns of Evolution and Extinction in Invertebrates", Allen, K. C. and Briggs, D. E. G. (editors), Evolution and the Fossil Record, Smithsonian Institution Press, Washington, D. C., 1989, p. 105)
"The rapid development as far as we can judge of all the higher plants within recent geological times is an abominable mystery." (Darwin, Charles R., letter to J.D. Hooker, July 22nd 1879, in Darwin F. & Seward A.C., eds., "More Letters of Charles Darwin: A Record of His Work in a Series of Hitherto Unpublished Papers," John Murray: London, 1903, Vol. II, p. 20-21)
"An honest man, armed with all the knowledge available to us now, could only state that, in some sense, the origin of life appears at the moment to be almost a miracle. So many are the conditions which would have had to have been satisfied to get it going. But this should not be taken to imply that there are good reasons to believe that it could not have started on the earth by a perfectly reasonable sequence of fairly ordinary chemical reactions. The plain fact is that the time available was too long, the many microenvironments on the earth's surface too diverse, the various chemical possibilities too numerous and our own knowledge and imagination too feeble to allow us to be able to unravel exactly how it might or might not have happened such a long time ago, especially as we have no experimental evidence from that era to check our ideas against." (Francis Crick, Life Itself, Its Origin and Nature, 1981, p. 88)
"The number of intermediate varieties, which have formerly existed must be truly enormous. Why then is not every geological formation and every stratum full of such intermediate links? Geology assuredly does not reveal any such finely graduated organic chain; and this, perhaps is the most obvious and serious objection which can be urged against the theory." (Darwin, Charles, Origin of Species, 6th edition, 1902 p. 341-342)
"Often a cold shudder has run through me, and I have asked myself whether I may have not devoted myself to a fantasy." (Charles Darwin, The Life and Letters of Charles Darwin, 1887, Vol. 2, p. 229)
"The geological record has provided no evidence as to the origin of the fishes." (Norman, J., A History of Fishes, 1963, p. 298)
"None of the known fishes is thought to be directly ancestral to the earliest land vertebrates." (Stahl, B., Vertebrate History: Problems in Evolution, Dover Publications, Inc., NY, 1985, p. 148)
"The pathetic thing is that we have scientists who are trying to prove evolution, which no scientist can ever prove." (Millikan, Robert A., Nashville Banner, August 7, 1925, quoted in Brewer's lecture)

0 88: dm4588a03ktc88z05.html

إرسال تعليق

زراعة القمح ومختلف انواع المحاصيل بماء البحر بدون معالجه او تحليه

زراعة القمح   ومختلف  انواع المحاصيل بماء البحر بدون معالجه او تحليه
زراعة القمح ومختلف المحاصيل الرئيسيه بماء البحر بدون تحلية او معالجه

قضية وجود خالق للكون

قضية وجود خالق للكون
اثبت العلم حتمية وجود خالق للكون واستحالة خلق الكون بالصدفه وهذه شهادات لعدد من اكبر علماء العالم حول ذلك

احدث الموضوعات

الموضوعات الرائجه

هل تقود اسرائيل العالم ؟؟ فضح اكاذيب نتنياهو ؟؟


هل تقود اسرائيل العالم ؟؟ فضح اكاذيب نتنياهو وسقوط اسطوره اسرائيل 




 

فضيحه خالد الجندى وسعد الهلالى ويوسف زيدان حول اكاذيب عدم تحريم الاسلام لشرب الخمر والنبيذ

اثبات جهل ودجل الماركسى اسلام بحيرى