الموثوقية التاريخية للأناجيل هو مصطلح يشير إلى دراسة الموثوقية والطابع التاريخي للأناجيل الأربعة كمصادر تاريخية. يعتقد البعض أن الأناجيل الأربعة تحقق المعايير الخمسة للموثوقية التاريخية؛ فيما يرى آخرون أن القليل مما جاء في الأناجيل يمكن اعتباره موثوقًا تاريخيًا. ومع ذلك، يجزم بعض الباحثون في تاريخ العصور القديمة بوجود يسوع، ولكنهم اختلفوا حول تاريخية أحداث معينة وردت في النصوص الإنجيلية حول يسوع، والحدثان الوحيدان اللذان حظيا بتوافق عام تقريبًا بين الباحثين هما تعميد يسوع على يد يوحنا المعمدان واصدار حكم بصلب المسيح بأمر من الحاكم الروماني بيلاطس البنطي. وان اختلفت الاناجيل التاريخيه حول واقعة صلب السيد المسيح فهناك الاناجيل الاقدم مثل انجيل توماس
وانجيل برنابا وهما من اناجيل القرن الاول الميلادى تقول بعدم صلب المسيح يسوع وان من تم صلبه
شبيها للسيد المسيح من بين العناصر المتأصلة تاريخيًا ولكنها محل شك أحداث ميلاد يسوع، و الأحداث الإعجازية في مسألة قيامته، وبعض تفاصيل صلبه.
الموسوعة البريطانية تحت رقم article-73434)) ذكرت بالحرف
verses 9–20 are commonly held to be later additions), and Mark thus remains an open-ended Gospel.
الأعداد من 9 : 20 يرجح انهم إضافة لاحقة , وإنجيل مرقس لذلك يظل إنجيل بنهاية غير محددة.!!
ذكر تفسير بيك للكتاب المقدس Peake s Commentary on the Bible التالي:
"من المتفق عليه عموماً أن الأعداد16 : 9-20 ليست جزءً أصلياً من إنجيل مرقس. لم نجد هذه الأعداد في المخطوطات الأقدم، و من الواضح أنها لم تكن في النسخ التي استخدمها متّى و لوقا. إن مخطوطة أمريكية من القرن العاشر تعزو هذه الفقرة لأرستن Ariston – ."
تعتقد مجموعات كبيره من الدارسين والنقاد أن التقليد الأبكر الخاص بالصعود في الكنيسة، جعل المسيح يصعد إلى السماء من الصليب مباشرة من دون حصول القيامة أو الخدمة التي سبقت الصعود. هم يؤكدون أن آثاراً لهذا موجودة في النشيد المسيحي الباكر الذي ذكره بولس في فيلبي 2: 6-11. فهناك تطالعنا مفارقة ما بين الاتضاع المسيح وترفيعه من دون أي ذكر لدفنه وقيامته.
كما أن انجيل يوحنا، من المفترض أنه يعكس هذا التعليم عن “الصعود انطلاقاً من الصليب” – حيث لا مكان للقيامة أو لخدمة ما قبل الصعود – في آيات مثل 12: 23 و13: 21 حيث يقتبس يوحنا تصريح يسوع أن ساعه موته تعني أيضاً تمجيده. كذلك، يعتبر الكاتب إلى العبرانيين أنه أيد فكرة صعود يسوع إلى السماء من الصليب، في ضوء بعض التصريحات مثل 10: 12: “وأما هذا فبعدما قدم عن الخطايا ذبيحة واحدة، جلس إلى الأبد عن يمين الله”. ومن جديد، جرى التركيز هنا على فكرة عدم ذكر قيامة المسيح أو خدمته ما قبل الصعود.
قانون التفسير المعمول به هو التالي: إن كان أحد كتاب العهد الجديد لا يأتي على ذكر قيامة المسيح في الجسد في كل مجال يتحدث فيه عن ترفيع المسيح أو عن جلوسه عن يمين أبيه، فقد يستخلص أحدهم أنه لم يكن على علم بالقيامة وما تلاها من خدمة سبقت الصعود، أو أن التقليد الذي يقتبسه لم يكن هو على علم بهذه الأحداث. وهذا امر مستحيل قوله وخصوصا مع وجود المسيح اربعين يوما قبل الرفع للسماء , بل ويفترض انه ارتفع الى السماء امام الاثنى عشر تلميذا فضلا عن جمع كبير اخر طبقا لانجيل لوقا ,
(( لاحظ انه حينما يكون هذا الكاتب هو احد تلاميذ و رسل المسيح الاثنى عشر واحد اثنين من الرسل ينسب اليهم كتابة الاناجيل فهذا يعنى ببساطه عدم وقوع الحدث وخصوصا ان احدا لم يذكره سوى لوقا وهو ليس ملهم بالروح القدس ولا من تلاميذ المسيح بل لم يقابل السيد المسيح على الاطلاق من قبل ))
وبشهادة الموسوعة البريطانية : « فإِن جميع النسخ الأصلية للعهد الجديد التي كتبت بأيدي مؤلفيها الأصليين قد اختفت ، وأن هناك فاصلاً زمنيًا لا يقل عن مائتين أو ثلثمائة سنة بين أحداث العهد الجديد وتاريخ كتابة مخطوطاته الموجودة حاليًا » ( الموسوعة البريطانية ) المجلد الثاني . ص 941
.. وبنص عبارة الموسوعة البريطانية : « فإِن جميع نسخ الكتاب المقدس ، قبل عصر الطباعة تظهر اختلافات في النصوص .. وإِن مقتبسات آباء الكنيسة من كتب العهد الجديد ، والتي تغطيه تقريبًا ، تظهر أكثر من مائة وخمسين ألفًا من الاختلافات بين النصوص » الموسوعة البريطانية . المجلد الثاني . ص 941
انظر ماذا يقول الاب سلسوس وهو احد اهم واشهر اباء القرن الثانى للميلاد
يقول سلسوس ( من اهم علماء القرن الثاني ) : ( ان النصارى بدلوا أناجيلهم ثلاث مرات او اربع مرات , بل ازيد منها تبديلا كأن مضامينها ايضا بدلت ) . ( ص26 ( . ج) اكستاين ( المجلد الاول من تفسير هنري واسكات ) ,
( ان اليهود قد حرفوا النسخة العبرانية في زمان الاكابر . . . لعناد الدين النصراني ) . ( ص27 ( . قال "لاردنر" في تفسيره : حكم على الأناجيل المقدسة لأجل جهالة مصنفيها بأنها ليست حسنة بأمر السلطان أناسطيثوس ( الذي حكم ما بين سنتي 491 - 518م ) فصححت مرة أخرى ، فلو كان للأناجيل إسناد ثابت في عهد ذلك السلطان ما أمر بتصحيحها ، ولكن لأن مصنفيها كانوا مجهولين أمر بتصحيحها ، والمصححون إنما صححوا الأغلاط والتناقضات على قدر الإمكان ، فثبت التحريف فيها يقيناً من جميع الوجوه ، وثبت أنها فاقدة الإسناد
يقول موريس نورن في " دائرة المعارف البريطانية " :
" إن أقدم نسخة من الأناجيل الرسمية الحالية كتب في القرن الخامس بعد المسيح، أما الزمان الممتد بين الحواريين والقرن الخامس فلم يخلف لنا نسخة من هذه الأناجيل الأربعة الرسمية، وفضلاً عن استحداثها وقرب عهد وجودها منا، فقد حرفت هي نفسها تحريفاً كبيرا، خصوصاً منها إنجيل مرقس وإنجيل يوحنا".
ولا يستطيع النصارى أن يثبتوا سنداً لهذه المخطوطات إلى كتبتها، ( اى ان كتبه الاناجيل الحاليه مجهولى الهويه وقد يكونوا غير مسيحيين بل ووثنيين ) واعترف بذلك القسيس فرنج فقال معتذراً: " إن سبب فقدان السند عندنا وقوع المصائب والفتن على المسيحيين إلى مدة ثلاثمائة وثلاث عشرة سنة "،
وكان الدكتور روبرت في كتابه " حقيقة الكتاب المقدس " ، قد أعد لمطبعة " تسفنجلي " مذكرة علمية تطبع مع الكتاب المقدس، ثم منع من طبعها، ولما سئل عن السبب في منعها قيل له : " إن هذه المذكرة ستفقد الشعب إيمانه بهذا الكتاب ".
ويقول كينرايم : إن علماء الدين اليوم على اتفاق واحد يقضي بأن الكتاب المقدس وصل إلينا منه أجزاء ضئيلة جداً فقط هي التي لم يتم تحريفها.
القديس جيروم مترجم انجيل الفولجاته يعترف بالتحريف كما ورد بالبيان القديس جيروم من آباء الكنيسة الأولين و هو صاحب نسخة Vulgate فلجاتة التي تعتمد الكنيسة القبطية والكاثوليكية في الكتاب المقدس يقول فى مقدمته للكتاب المقدس باختصار : وليس هدفي من هذا كما يدعي علي الحساد أن أدين الترجمة السبعينية ولا أقصد بعملي أن أنتقص من مترجمي النسخة السبعينية ولكن الحقيقة هي إن ترجمتها كان بأمر من الملك بطليموس في إسكندرية, وبسبب عملهم لحساب الملك, لم يرد المترجمون أن يذكروا كل ما يحتويه الكتاب المقدس من الأسرار ، خشية ان يظن الناس ان اليهود يعبدون إله آخر لأن الناس كانت تحترم اليهود في توحيدها لله ( بماذا يمكن تفسير قول القديس جيروم ان هناك فقرات كثيره لم تترجم من الكتاب المقدس مجامله للامبراطور )
اذن فمن الثابت ان نساخ الكتاب المقدس امتدت أیدیھم للعبث بمخطوطات الكتاب
المقدس .. ولكن لماذا ؟ الجواب عند دائرة المعارف الكتابیة ـ
وللعلم ـ فإن مجلس تحریر دائرة المعارف الكتابیة لیس فرداً وإنما
مجموعة من علماء المسیحیة الذین اشتھروا بالدفاع عن الكتاب
المقدس وإلیكم كلام دائرة المعارف تحت عنوان " اختلافات
مقصودة ":
(( وقعت ھذه الإختلافات المقصودة نتیجة لمحاولة النساخ تصویب ما حسبوه خطأ ، أو لزیادة إیضاح النص أو لتدعیم رأي لاھوتي . ولكن ـ في الحقیقة ـ لیس ھناك أي دلیل على أن كاتباً ما تعمد إضعاف أو زعزعة عقیدة لاھوتیة أو إدخال فكر ھرطوقي . ولعل أبرز تغییر مقصود ھو محاولة التوفیق بین الروایات المتناظرة في الأناجیل . وھناك مثالان لذلك : فالصورة المختصرة للصلاة الربانیة في إنجیل لوقا( ١١ : ٢ ـ ٤ ( قد أطالھا بعض النسّاخ لتتفق مع الصورة المطولة للصلاة الربانیة في إنجیل متى ( ٦ : ٩ ـ ١٣ . ( كما حدث نفس الشيء في حدیث الرب یسوع مع الرجل الغني في إنجیل متى ( ١٩ : ١٦ ، ١٧ ( فقد أطالھا بعض النسّاخ لتتفق مع ما یناظرھا في إنجیل لوقا ومرقس. وفي قصة الابن الضال في إنجیل لوقا ( ١٥ : ١١ – ٣٢ ( نجد أنھ رجع إلى نفسھ وقرر أن یقول لأبیھ " ... اجعلني كأحد أجرك " ل و ١٥ : ١٩ فأضاف النسّاخ ھذه العبارة إلى حدیث الابن لأبیھ في العدد الحادي والعشرین .
وقد حدثت أحیاناً بعض الإضافات لتدعیم فكر لاھوتي ، كما حدث
في إضافة عبارة " والذین یشھدون في السماء ھم ثلاثة " ١
یو٥:٧ حیث أن ھذه العبارة لا توجد في أي مخطوطة یونانیة
ترجع إلى ما قبل القرن الخامس عشر ،
ولعل ھذه العبارة جاءت أصلاً في تعلیق ھامشي في مخطوطة
لاتیني ، ولیس كإضافة مقصودة إلى نص الكتاب المقدس ، ثم
أدخلھا أحد النساخ في صلب ال نص ))
تعد وجهة النظر الغالبة في أناجيل متى ومرقس ولوقا التي يشار إليها بالأناجيل الإزائية المصادر الرئيسية للمعلومات حول يسوع التاريخي وحركته الدينية التي أسسها. أما الإنجيل الرابع إنجيل يوحنا، فيختلف كثيرًا عن الأناجيل الثلاثة الأولى. يعتمد المؤرخون في كثير من الأحيان على دراسة الموثوقية التاريخية لسفر أعمال الرسل عند دراسة موثوقية الأناجيل، حيث يبدو أن مؤلف السفر هو نفسه مؤلف إنجيل لوقا.
يلجأ المؤرخون الذين يخضعون الأناجيل إلى التحليل النقدي إلى محاولة تمييز المعلومات الموثوقة عن تلك المعلومات الموضوعة والمبالغات والتعديلات، نظرًا لعظم الاختلافات النصية في العهد الجديد، يستخدم الباحثون النقد النصي لتحديد أي نصوص الإنجيل المختلفة يمكن اعتبارها نظريًا كنص أصلي. لذا، فقد تساءل الباحثون عمّن كتب الإنجيل؟، وعندما كتبوه ماذا كانت أهدافهم وراء كتابته؟، ما المصادر التي لجأ إليها المؤلفون؟، ما مدى مصداقية تلك المصادر؟، إلى أي مدى كانت المصادر قريبة زمنيًا من القصص التي كانت ترويها؟، وهل تغيرت تلك القصص في وقت لاحق؟. بحث العلماء أيضًا عن دلائل من داخل النصوص، لمعرفة ما إذا، على سبيل المثال، كان النص نقل غير دقيق لنصوص من التناخ العبري؟، هل هناك مزاعم حول عدم الدقة الجغرافية للأحداث؟، هل تبيّن أن المؤلف قد أخفى معلومات؟، أو ما إذا كان المؤلف قد تنبّأ بشيء معين؟. وأخيرًا، لجأ الباحثون إلى مصادر خارجية، بما في ذلك شهادات آباء الكنيسة الأولى، والكتاب من خارج الكنيسة (أغلبهم مؤرخين يهود ورومان إغريقيين) الذين يُعتقد أنهم انتقدوا الكنائس الأولى، بالإضافة لاستعانة العلماء بالأدلة الأثرية.
منهجية التقصي
عند الحكم على الموثوقية التاريخية للأناجيل، تساءل العلماء إذا تم الحكم على روايات الأناجيل وفق المعايير العادية التي استخدمها المؤرخون للحكم على الكتابات الأخرى القديمة أكانت روايات موثوقة أم لا؟. كانت تساؤلاتهم الأساسية هل تلك الأناجيل أصلية؟، وهل النسخة الأصلية كانت دقيقة من رواية شاهد عيان؟، وهل تناقلت نسخ الأناجيل الأصلية بدقة عبر العصور حتى وصلت لنا؟. ولتقييم الموثوقية التاريخية للأناجيل، وضع العلماء في حسبانهم عدة عوامل شملت التأليف وتاريخ التأليف، والنوايا وأسلوب الكتابة،[24] ومصادر الإنجيل وتناقله شفاهةً، وانتقاد النص، والدقة التاريخية لبعض المقولات والأحداث السردية.
وهنا يبقى السؤال عن كتبة الاناجيل الاربعه وهل هم شهود عيان ام مجاهيل ؟؟
0 88: dm4588a03ktc88z05.html
إرسال تعليق