الحمام الزاجل
يرجع وجود الحمام على الارض الى اكثر من عشرين مليون عام اى انه يسبق وجود الإنسان على
الارض وقد استدل علماء الحفريات على وجوده
من هياكله العظميه التى كانت موجوده فى حقبات تاريخيه قديمه تسبق وجود
الانسان وقدرها العلماء باكثر من 20 مليون عاما على الاقل
والحمام الزاجل هو نوع مميّز وخاص من الحمام، وكان جُل استخدامه
في المراسلات، فكان الإنسان يستخدمه في نقل الرسائل من مكان إلى آخر، إذ وصلت
المسافات التي يقطعها هذا الحمام إلى 100 ميل تقريباً، وفي بداية الأمر كان هذا
الحمام ينقل الرسائل ذهاباً فقط، ولكن بعد التدريب والتطوير تمكن الإنسان من جعل
هذا الحمام ينقل الرسائل ذهاباً وإياباً أكثر من مرّة تقريباً في اليوم الواحد.
تاريخ الحمام الزاجل كان للعرب صولاتٌ وجولاتٌ مع هذا الطائر الجميل، وكان له
أهميّة عُظمى لدى الأمّة العربيّة لدرجة أنّهم كتبوا المؤلفات عنه وعن طريقة
تدريبه وعن طبائعه وكيفية علاج الأمراض التي من الممكن أن تُصيبه، ويُعدّ الحمام
الزاجل من الطيور المجّنة، فالحمام الزاجل عبارة عن خليط يجمع بين الحمام الجبلي
أو البري وأنواع أخرى عديدة من الحمام التي تحمل صفات تكوينية جيّدة كالعضلات
وغيرها، وكانت بلجيكا هي الدولة السبّاقة في التهجين، وتمّ ذلك من خلال إحداث
عمليات تزاوج بين الحمام الذي يستطيع العيش في ظروف بيئيّة قاسية وبين من يمتلك
عضلاتٍ قويّةٍ ومواصفات أخرى تُكسب الحمام الهجين قدرات رفيعة المستوى تجعله
مؤهلاً للقيام بمهامه. انتشار الحمام الزاجل حظي هذا النوع من الحمام باهتمام كبير
من المختصين في مجال الطيور، وذلك لما يحمله من خصائص وصفات تجذب وتلفت الأنظار
والاهتمام لها، وذلك منذ العصور القديمة حتى وقتنا الحاضر، حيث كان هذا النوع من
الحمام هو أكثر الأنواع المفضلة لدى العرب من بين الطيور، واشتهر إلى أبعد من ذلك
حتى وصل إلى إنجلترا، وفرنسا، وألمانيا، وأمريكا وغيرهم من الدول الأجنبية
والأوروبية، حيث قامت هذه الدول بالاهتمام به بشكل كبير، وتطبيق علم التهجين عليها
للحفاظ عليها وتطويرها، حيث نتج عن ذلك تطوّراً كبيراً على هذا النوم من الحمام
وعلى شكله وحجمه وأعداده. الحمام الزاجل قديماً كان هناك اهتماماً واضحاً من قبل
الشعوب القديمة بهذا النوع من الطيور، وخاصة في تلك العصور التي لم تشهد التطور
الذي نشهده اليوم على وسائل الاتصال والتواصل، حيث كانت إمكانية الوصول إلى
الأشخاص في المناطق البعيدة صعبة جداً وتحتاج إلى وقت وجهد كبيرين، ويمكننا القول
أنها شبه مستحيلة، وجاء الحمام الزاجل ليختصر هذه المسافات، وليختصر الجهد الذي
يرافق قطعها، حيث وفر على الإنسان الكثير من العناء لقطع المسافات الشاسعة، حيث
تمّ الاستعانة به كوسيلة أساسية لإرسال الرسائل إلى الجهات المقصودة، وخاصة في
فترات الغزوات والمعارك، التي كان التواصل فيها مع الحلفاء ضرورة حتمية لا بدّ
منها، كما وشاع في مجال نقل العينات الطبيّة بين المستشفيات، واستُخدم أيضاً في
الحرب العالمية الأولى والثانية، في مجال التجسس، ونقل المعلومات للقواعد
المتحاربة من ساحة المعركة.
الحمام الزاجل أحد أنواع الحمام الذي كان يستخدم لنقل الرسائل في ما مضى، ويتميز هذا الحمام بعودته دوما إلى موطنه، وبالتالي كان الحمام يحمل من بلد إلى آخر، ويربط في قدمه رسالة يحملها عائداً إلى موطنه.وهو حمام من اصول أفريقية وخصوصا من السودان وليبيا والجزائر
الحمام الزاجل أحد أنواع الحمام الذي كان يستخدم لنقل الرسائل في ما مضى، ويتميز هذا الحمام بعودته دوما إلى موطنه، وبالتالي كان الحمام يحمل من بلد إلى آخر، ويربط في قدمه رسالة يحملها عائداً إلى موطنه.وهو حمام من اصول أفريقية وخصوصا من السودان وليبيا والجزائر
(( الحمام الزاجل والإنسان ))
يعد الحمام الزاجل سيد الحمام في الدنيا بدون
منازع لما لديه من غريزة حب لموطنه والعودة إليه مهما بعدت المسافات الشاسعة التي
يقطعها في ايصال الرسائل وما يؤديه من خدمات جليلة في تاريخ الحروب ونقل أخبارها
إلى العواصم والامصار.
الدراسات العلمية الحديثة كشفت عن ان الحمام
الزاجل لديه القدرة الطبيعية على رسم خارطة المجال
المغناطيسي للارض يستعين بها في معرفة طريق العودة إلى موطنه وهو ما ينفي
القول عن استخدام حاسة الشم لديه لتحديد مساره
أثناء الطيران.
وعن تاريخ الحمام الزاجل ذكر رحالة إنكليزي في
القرن السابع عشر ان سماء الشام خلت من الحمام بسبب وقوع حمامة في
شباك صياد أثناء طيرانها.. ووجد رسالة مربوطة في رجلها كان قد ارسلها تاجر اوربي
إلى وكيله في حلب يخبره فيها بارتفاع أسعار "الجوز" في الأسواق الاوربية
ويطلب فيها منه ان يرسل كميات كبيرة منه.. فعمد الصياد إلى تاجر آخر صديق له
واخبره بمحتوى الرسالة.. فقام بدوره بارسال شحنات من الجوز إلى أوروبا وجنى من العملية مبالغ
طائلة.. وعندما شاع الخبر عمد الصيادون إلى اصطياد اعداد كبيرة من الحمام لعلهم
يحصلون على غنائم مماثلة..
وما يزال الحمام الزاجل موضع اهتمام علماء
الأرصاد للاستفادة من قدرته على توفير النفقات التي تتطلبها الأجهزة الحديثة مثل
الأقمار الصناعية والراداراتوالطائرات وأجهزة الكشف
بالاشعة تحت الحمراء إذ تستطيع حمامة واحدة
من الزاجل بجهازها الملاحي الفريد ان ترشد بحاستها التي لا تخطئ إلى الكثير مما
تبحث عنه مع توفير الكثير من النفقات التي ترصد لعمل تلك الأجهزة.
وقد استخدم الحمام الزاجل لاول مرة في الأغراض
الحربية عام 24 قبل الميلاد عندما حاصرت جيوش القائد الروماني "مارك انطونيو" قوات القائد"بروتس"
في
مدينة"مودلينا"
إلا
أن اكتافيوس الثالث كان على اتصال
دائم مع بروتس للاطلاع على صموده من الحصار من خلال الرسائل التي كان يرسلها له
بواسطة هذا الطائر.
الحمام الزاجل عند العرب
للعرب تاريخ طويل حافل مع الحمام الزاجل فهم من
أوائل الأمم التي عرفت اهميته وتربيته واهتمت بانسابه ووضعت الكتب والدراسات في
طبائعه وامراضه وعلاجه.. وكان البريد الذي أسسوه يعتمد على الخيل والجمال والبغال
وتبادل الإشارات بالنيران والدخان والطبول والمرايا في إرسال الأخبار والمعلومات
العسكرية من والى مركز الخلافة ومع اتساع رقعة الخلافة الإسلامية وزيادة الحروب
والفتوحات إضافة إلى كثرة الفتن الداخلية والقلاقل ومحاولات انفصال الأقاليم
عنها.. ومع ازدياد مصادر الثروة وتنوعها وكثرة مؤسسات الدولة ودواوينها أصبح لابد من
وسيلة أكثر كفاءة وسرعة لضمان أقصى فاعلية لعمل ديوان البريد الذي يضمن اتصال
اطراف الدولة الواسعة ببعضها وربطها بالعاصمة لذلك ادخل الخلفاء العباسيون استخدام
الحمام الزاجل في البريد لما يمتاز به من السرعة الفائقة والسهولة في إعادة نقله
إلى الأماكن التي ستطلقه مرة أخرى إضافة إلى انخفاض كلفة تربيته قياسا بالجياد
والابل ولتكاثره السريع وطيرانه دون حاجته إلى دليل أو مرشد ودقته في الوصول إلى
أهدافه وكذلك لجمال شكله والفته حتى تنافسوا في اقتنائه والعناية به وتوسيع دوره
وتحسين نسله فاخضعوه إلى مراقبة دقيقة ونظموا له السجلات الخاصة بحركته وخصصوا له
المربين يدفعون لهم الاجور العالية لقاء ذلك.
ويروى ان المعتصم "علم بانتصار جيشه على" بابك الخرمي"
واسره
له عن طريق الحمام الزاجل الذي اطلقه قائد الجيش من جهة المعركة إلى دار الخلافة
في سامراء..
وقد
وصل ثمن الطائر منه في ذلك الوقت إلى 700 دينار وبيعت حمامة منه في خليج
القسطنطينية بالف دينار.. لكن الفاطميين تجاوزوا العباسيين باهتمامهم بهذا النوع
من الحمام بابتكارهم الوسائل للتغلب على امكانية وقوعه بايدي العدو باستحداث رسائل
مرموزة "مشفرة" لا يستطيع العدو التوصل لمعناها.
كان الحمام الزاجل يقطع آلاف الأميال يوميا
باتجاهات مختلفة في أنحاء الإمبراطورية الإسلامية وساعده في ذلك سلسلة الأبراج
التي اقامتها الدولة والتي يبعد الواحد منها عن الآخر حوالي 50 ميلا وكانت مجهزة لاستقبال
الحمام واستبداله إذ كانت القوافل الكبيرة تحمل معها اقفاص الحمام وترسل بواسطته
الرسائل إلى مراكزها في كل مرحلة من مراحل الرحلة لكي ترشد القوافل الصغيرة التي
تسير على نفس الدرب أو تنذرها عند تعرضها إلى الخطر فتطلب النجدة والمعونة من اقرب
مركز أو انها كانت تخبر المكان الذي تنوي الوصول إليه بالمواعيد ونوع البضاعة التي
تحملها لكي يستقبلها التجار المعنيون بالشراء.
وعن الحمام الزاجل احاديث كثيرة.. ففي الحرب
العالمية الثانية وعند هجوم الالمان على بلجيكا اصطحب المظليون الحمام خلف خطوط
جيوش الحلفاء ثم أطلقوه بعد ذلك مع رسائل عن نتائج عمليات التجسس التي نجحوا في
الحصول عليها وفي فرنسا اجريت مؤخرا مناورات اشترك فيها الحمام الزاجل في اطار
تدريببي على إمكانية زجه في عمليات الاتصال
ولكن لم يصل العلماء إلى الآن إلى حل جذري أو
نظرية مثبته عن كيفية معرفة الحمام الزاجل موطنه الاصلي
0 88: dm4588a03ktc88z05.html
إرسال تعليق