Sayed ElQemany
ظلت شعوبنا تقفز على أشابيرها تطلب الإسلام حلا وشريعته حكماً ، حتى سبتمبر 2001 ، فصدرت لنا أمريكا بضاعتنا في انتقام هائل لحدث سبتمبر المرعب ، وعندما قلت في حينه أن هذا هو الآتي سخر مني الجميع ، ها هي بضاعتنا التي طلبناها تشعل النار في بلادنا تبيد وتذبح وتفجر بيد الشيعي والسني وكل من هم خارج الزمان ، الآن إيران في سوريا وفي العراق واليمن وباب المندب ،تمهيداً لحرب مستمرة بين طرفي الإسلام الصحيح ، الشيعي الصحيح والسني الصحيح وبين الصحيحين تذبح وتباد فرق أخرى وأصحاب عقائد أخرى من أصحاب الأرض الحقيقيين وهم الصحيح الوحيد ، و لم يبق متماسكا سوى مصر التي تحيط بها المخاطر على الحدود الأربعة ، فهل آن الأوان لتغيير عقيدتنا العسكرية وتحديد العدو الحقيقي ؟ وأن نمتلك جرأة مواجهة أنفسنا بأن عدونا الأول هو ثقافة الكراهية والذبح التي دخلت بلادنا مع الغزو العربي وأنها سبب تخلفنا وصراعاتنا ، وأنها تحديداً ومن يمثلها على كل المذاهب والألوان هي العدو الأول على خريطة التراتب في تحديد الولاءات والعداوات ، وأنها القادرة على تمزيق مصر والشواهد من حولنا وهي تمزق وتحرق وتدمر تخزق العيون والأفهام ؟ وهل ما وضعه طه حسين لنا في رؤية نافذة في كتابه مستقبل الثقافة في مصر وانتمائنا الحقيقي لحوض المتوسط الأوروبي ، يمكنه أن يحدد لنا خريطة تحالفات جديدة ، تضع أيدينا على مصالحنا بعيداً عن العواطف والعنتريات والقرابات والقبليات التي وصلت بالمنطقة كلها إلى حالها الراهن ؟ حرب إسلامية إسلامية تأكل الأخضر واليابس وليس لمصر التاريخية فيها ناقة ولا جمل ، لأنها بدأت في بلاد العرب وليس في مصر ، وأبطالها ليسوا أبطالنا فأبطالنا تحتمس الثالث وحورمحب ورمسيس وليس عثمان وعلي ومعاوية ، هي حروب داحس والغبراء والخنساء والعمياء والشيماء ، حروب طوائف ومذاهب ليست من هنا بل من هناك ، مثلها حروب أبناء العمومة وبعضهم البعض : العرب وإسرائيل ، حروب قامت على أحداث مرت عليها ألوف السنين ، وضاع فيها من شباب مصر وأموال مصر ومستقبل مصر ما دفعناه في فاتورة حمقاء لم نكن فيها مدينين لأحد ، هي حرب عيال إسماعيل مع عيال إسحق ، حروب بين أبناء سام وبعضهم البعض ، ونحن المصريون أبناء حام مطرودين من السامية بقرار توراتي وعربي وإسلامي وشكراً على هذا الطرد فهو تأكيد منهم أننا لسنا منهم ، ومع ذلك دفعنا في حروبهم مالم يدفعه أبناء سام ، و الآن حرب أخرى تمزق المنطقة بذات الثقافة القبلية الكارهة ، تدور حول من له حق استعبادنا : عيال فاطمة أم عيال أبي سفيان ؟ إن شخصية مصر التي صاغها تاريخها لا يضعها ضمن حروب دينية حمقاء حدثت خارج البلاد ومع عناصر شبه بشرية ليست منا ولا نحن منها ، ولم تعرفها إلا بعد الاحتلال العربي الإسلامي لبلادنا ،و تحديد المصالح الآن بدقة يفرض إعادة النظر وبسرعة فيما يجب تأكيده وأين يجب أن تتوجه أحلافنا لمعرفة ما يجب إلقاءه بعيداً دون أي تحرج ، فهل فيك يا وطن من مجيب ؟
0 88: dm4588a03ktc88z05.html
إرسال تعليق