اعتراف اباء المسيحيه الاوائل وعلماء اللاهوت بتحريف الانجيل
فى هذا المبحث نوثق اعترافات اباء المسيحيه الاوائل وعلماء
اللاهوت بتحريف الانجيل وانه ليس كلام الله ولا وحيا الهيا
ومن بين الاباء الاوائل القائلين بالتحريف ما يلي
فاستس ( من علماء فرقة ماني كيز / القرن الرابع ) : الذي عاش في القرن الرابع الميلادي ، وقد نقل "لاردنر" في تفسيره عن "أكستاين" ما يلي: قال "فاستس" : أنا أنكر الأشياء التي ألحقها في العهد الجديد آباؤكم وأجدادكم بالمكر، وعيبوا صورته الحسنة وأفضليته؛ لأن هذا الأمر محقق : إن هذا العهد الجديد لم يصنفه المسيح ولا الحواريون ، بل صنفه رجل مجهول الاسم ، ونسبه إلى الحواريين ورفقاء الحواريين خوفاً عن أن لا يعتبر الناس تحريره ظانين أنه غير واقف على الحالات التي كتبها، وآذى المريدين لعيسى إيذاءً بليغاً بأن ألف الكتب التي يوجد فيها الأغلاط والتناقضات . ففاستس صرح بعدة أِشياء أبرزها : 1- أن النصارى أدخلوا في العهد الجديد أشياء خارجة عنه . 2- أن هذا العهد الجديد المعروف الآن ليس من كتابة المسيح ولا الحواريين ولا تابعيهم ، وإنما هو كتابة رجل مجهول الاسم . 3- أن هذا العهد الجديد وقعت فيه الأغلاط والتناقضات .
وهذا المسلك أعني مسلك الطعن في مصداقية هذه الأناجيل لم يكن محصورا على فرق عدتها الكنائس شاذة ومبتدعة واتهمتها بالهرطقة والشذوذ ، بل إنه ليتجاوز ذلك ليشكل قناعات لدى مفسرين ومؤرخين مقبولين لدى النصارى كافة ،
ومن هؤلاء :
بـ) سلسوس ( من علماء القرن الثاني ) : ( ان النصارى بدلوا أناجيلهم ثلاث مرات او اربع مرات , بل ازيد منها تبديلا كأن مضامينها ايضا بدلت ) . ( ص26 ( . ج) اكستاين ( المجلد الاول من تفسير هنري واسكات ) : ( ان اليهود قد حرفوا النسخة العبرانية في زمان الاكابر . . . لعناد الدين النصراني ) . ( ص27 ( . قال "لاردنر" في تفسيره : حكم على الأناجيل المقدسة لأجل جهالة مصنفيها بأنها ليست حسنة بأمر السلطان أناسطيثوس ( الذي حكم ما بين سنتي 491 - 518م ) فصححت مرة أخرى ، فلو كان للأناجيل إسناد ثابت في عهد ذلك السلطان ما أمر بتصحيحها ، ولكن لأن مصنفيها كانوا مجهولين أمر بتصحيحها ، والمصححون إنما صححوا الأغلاط والتناقضات على قدر الإمكان ، فثبت التحريف فيها يقيناً من جميع الوجوه ، وثبت أنها فاقدة الإسناد .قال "واتسن" : " إن "أوريجن" كان يشكو من الاختلافات ، وينسبها إلى أسباب مختلفة ، مثل غفلة الكاتبين وعدم مبالاتهم،
ولما أراد "جيروم" ترجمة العهد الجديد قابل النسخ التي كانت عنده فوجد اختلافاً عظيماً " وقد ذكر القديس جيروم ما هو اكثر من هذا فى مقدمته . هـ) قال المؤرخ الإنجليزي "توماس كارلايل" ( المتوفى سنة 1881م): المترجمون الإنكليزيون أفسدوا المطلب، وأخفوا الحق ، وخدعوا الجهال ، ومطلب الإنجيل الذي كان مستقيماً جعلوه معوجاً وعندهم الظلمة أحب من النور ، والكذب أحق من الصدق .
وخاطب "بروتن " كبير المسؤولين في مجلس الترجمة الجديدة في بريطانيا القسيسين قائلا : " إن الترجمة السائدة في إنكلترا مملوءة بالأغلاط، وإنّ ترجمتكم الإنجليزية المشهورة حرفت عبارات العهد القديم في ثمانمائة وثمانية وأربعين ( 848) موضعاً، وصارت سبباً لرد كتب العهد الجديد من قبل أناس غير محصورين
ويقول : "آدم كلارك" في تفسيره : " أكثر البيانات التي كتبها المؤرخون للرب (يقصد عيسى) غير صحيحة ؛ لأنهم كتبوا الأشياء التي لم تقع بأنها وقعت يقيناً ، وغلطوا في الحالات الأخرى عمداً أو سهواً ، وهذا الأمر محقق أن الأناجيل الكثيرة الكاذبة ، كانت رائجة في القرون المسيحية الأولى، وبلغت هذه الأناجيل أكثر من سبعين إنجيلاً، وكان فابري سيوس قد جمع هذه الأناجيل الكاذبة وطبعها في ثلاثة مجلدات " .
وقال أيضا : في تفسيره : كانت ترجمات كثيرة باللغة اللاتينية من المترجمين المختلفين موجودة قبل "جيروم"، وكان بعضها في غاية درجة التحريف ، وبعض مواضعها مناقضة للمواضع الأخرى ، كما صرح به جيروم .
وكما يقول الأسقف « بابياس » - المتوفى سنة 130 م – أي المعاصر لكتبة هذه الأناجيل - : « فإِن مرقس الذي كان ترجمانًا لبطرس ، قد كتب القدر الكافي من الدقة التي سمحت بها ذاكرته ما قيل عن أعمال يسوع وأقواله ، ولكن دون مراعاة للنظام ، لأن مرقس لم يكن قد سمع يسوع ، ولا كان تابعًا شخصيًا له ، لكنه في مرحلة متأخرة .. قد تبع بطرس »
وفي هذا النص الخطير للأسقف « بابياس » تصريح بأن مرقس قد كتب « ما سمحت به ذاكرته » ، و « دون مراعاة للنظام » .. الأمر الذي ينفي نفيًا قاطعًا عن هذه النصوص النصرانية صفة الوحي الإِلهي .. فهي « ذكريات بشرية » أو مجرد « مذكرات " !!.
ثم كيف ينتفى التحريف اللفظي عن هذه النصوص ، وهناك مغايرة بين اللغة التي كان يعظ بها المسيح – عليه السلام – أي لغة الإِنجيل الذي جاء به .. وهي اللغة الآرامية – وبين اللغة الإِغريقية التي كتبت بها النسخ الأصلية لهذه الأناجيل ؟! ..الأمر الذي جعل الراب « كانينجسر » R.P.Kanenengesser - الأستاذ بالمعهد الكاثوليكي بباريس – يقول : « لا يجب الأخذ بحرفية الأناجيل . إِنهم حفظوا منها نصيبًا ، وإِنهم حرَّفوا النصيب الذي أُتوه ، وأنه أعطى عيسى الإِنجيل ، وقال في أتباعه مثل ما قال في اليهود : فهي كتابات ظرفية خصامية ، حرر مؤلفوها تراث جماعتهم المسيحية » .
يقول ملحق أكسفورد للكتاب المقدس :
"لقد لاحظنا لتونا إن إنجيل يوحنا يشكل وحدة أدبية يمكن تحليلها وفقاً لمفهوم البناء المسرحي. و لكن، و على الرغم من التوافق الذي عليه الإنجيل بين أيدينا اليوم، فإنه يوجد بعض المعالم التي تشير إلى أنه قد أُنجِز من خلال مراحل من التعديل. فعلى سبيل المثال يوجد اختلاف في الأسلوب و اللغة في إصحاحات مختلفة من الإنجيل و خاصة الإصحاح الأول و الإصحاح الواحد و العشرين... إن أول آيتين قام بهما يسوع قد أخذوا الترتيب "الأولى" و "الثانية" وفقاً للعدد [يوحنا 2: 11- هذِهِ أُولى آياتِ يَسوعَ، صنَعَها في قانا الجَليلِ.] و العدد [يوحنا 4: 54 - هذِهِ ثانِـيةُ آياتِ يَسوعَ، صنَعَها بَعدَ مَجيئهِ مِنَ اليَهوديَّةِ إلى الجَليلِ] إلا أننا نجد آيات أخرى قد قام بها يسوع في العدد [يوحنا 2: 23 – ولمَّا كانَ في أُورُشليمَ مُدَّةَ عيدِ الفِصحِ، آمنَ بِه كثيرٌ مِنَ النّـاسِ حينَ رأَوا الآياتِ الّتي صَنَعَها] و بالتالي فإن التسلسل الرقمي قد تم اعتراضه لأسباب غير معروفة.
كما أن التواجد الجغرافي أيضاً لا يبدو دقيقاً دوماً. ففي العدد [يوحنا 3: 22 - ثُمَّ جاءَ يَسوعُ وتلاميذُهُ إلى بلادِ اليهودِيَّةِ] نقرأ أن يسوع قد ذهب إلى بلاد اليهودية بينما نقرأ في العدد [يوحنا 2: 23 - ولمَّا كانَ في أُورُشليمَ مُدَّةَ عيدِ الفِصحِ، آمنَ بِه كثيرٌ مِنَ النّـاسِ حينَ رأَوا الآياتِ الّتي صَنَعَها] فنجد أنه كان في بلاد اليهودية مسبقاً. كما أنه في العدد [يوحنا 6: 1 - ثُمَّ عبَرَ يَسوعُ بَحرَ الجليلِ وهوَ بُحيرةُ طَبَرِيَّةَ] نقرأ أن يسوع موجود في الجليل، إلا أنه كان في أورشليم في نهاية الإصحاح الخامس. من الممكن تبرير بعض هذا الاختلافات والتكرارات و الانقطاعات في التسلسل، إلا أنه من غير الممكن تبريرها مجتمعةً"...
ملحق أكسفورد للكتاب المقدس، بروس متجر و مايكل كوجان، ص 374
The Oxford Companion to the Bible, Bruce Metzger and Michael Coogan, p. 374
كما كتب مؤلفو كتاب ( الترجمة المسكونية للعهد الجديد ) – وهم أكثر من مائة متخصص من الكاثوليك والبروتستانت – فقالوا : « لقد جمع المبشرون وحرروا ، كل حسب وجهة نظره الخاصة ، ما أعطاهم إِياه التراث الشفهي » د. موريس بوكاى
( دراسة الكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة ) ص 78 طبعة دار المعارف – القاهرة سنة 1977 م – والنقل عن ( حول موثوقية الأناجيل والتوراة ) ص 29 .
أما دائرة المعارف البريطانية فكانت أكثر وضوحاً وصراحة فى اعترافاتها، فقالت عن إنجيل يوحنا: (أما إنجيل يوحنا فإنه لا مرية ولا شك كتاب مزور ، أراد صاحبه مضادة اثنين من الحواريين بعضها لبعض ، وهما القديسان يوحنا بن زبدى الصياد ومتى ، وقد ادعى الكاتب المزوَّر فى متن الكتاب أنه هو الحوارى الذى يحبه يسوع ، فأخذت الكنيسة هذه الجملة على علاَّتها ، وجزمت بأن الكاتب هو يوحنا الحوارى .. .. .. مع أن صاحبه غير يوحنا الحوارى يقيناً ، ولا يخرج هذا الكتاب عن كونه مثل بعض كتب التوراة التى لا رابط بينها وبين من نسبت إليه ، وإنا لنشفق على الذين يبذلون أقصى جهدهم ليربطوا ـ ولو بأوهى رابطة ـ ذلك الرجل الفلسفى .. الذى ألف هذا الكتاب فى الجيل الثانى بالحوارى يوحنا الصياد الجليلى ، وأن أعمالهم تضيع عليهم سُدى لخبطهم على غير هدى "
إِن الأصول الأولى لكل الأناجيل – المشهورة والمعتمدة عند الكنائس المسيحية – قد فُقدت .. وأقدم المخطوطات لهذه الأناجيل الحالية يفصل بينها وبين المسيح وعصر من نسبت إِليهم هذه الأناجيل ما يقرب من ثلثمائة عام ! ..
وبشهادة الموسوعة البريطانية : « فإِن جميع النسخ الأصلية للعهد الجديد التي كتبت بأيدي مؤلفيها الأصليين قد اختفت ، وأن هناك فاصلاً زمنيًا لا يقل عن مائتين أو ثلثمائة سنة بين أحداث العهد الجديد وتاريخ كتابة مخطوطاته الموجودة حاليًا » ( الموسوعة البريطانية ) المجلد الثاني . ص 941
.. وبنص عبارة الموسوعة البريطانية : « فإِن جميع نسخ الكتاب المقدس ، قبل عصر الطباعة تظهر اختلافات في النصوص .. وإِن مقتبسات آباء الكنيسة من كتب العهد الجديد ، والتي تغطيه تقريبًا ، تظهر أكثر من مائة وخمسين ألفًا من الاختلافات بين النصوص » الموسوعة البريطانية . المجلد الثاني . ص 941
وبعبارة دكتور موريس بوكاي : « فإننا لا نملك أي شهادة لشاهد عيان لحياة المسيح ، وهذا خلافًا لما يتصوره كثير من المسيحيين » د. موريس بوكاى ( دراسة الكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة ) ص 78 طبعة دار المعارف – القاهرة سنة 1977 م – والنقل عن ( حول موثوقية الأناجيل والتوراة ) ص 29 .
القديس جيروم يعترف بالتحريف كما ورد بالبيان القديس جيروم من آباء الكنيسة الأولين و هو صاحب نسخة Vulgate فلجاتة التي تعتمد الكنيسة القبطية والكاثوليكية في الكتاب المقدس يقول فى مقدمته للكتاب المقدس باختصار : وليس هدفي من هذا كما يدعي علي الحساد أن أدين الترجمة السبعينية ولا أقصد بعملي أن أنتقص من مترجمي النسخة السبعينية ولكن الحقيقة هي إن ترجمتها كان بأمر من الملك بطليموس في إسكندرية, وبسبب عملهم لحساب الملك, لم يرد المترجمون أن يذكروا كل ما يحتويه الكتاب المقدس من الأسرار ، خشية ان يظن الناس ان اليهود يعبدون إله آخر لأن الناس كانت تحترم اليهود في توحيدها لله
يقول موريس نورن في " دائرة المعارف البريطانية " :
أما دائرة المعارف البريطانية فكانت أكثر وضوحاً وصراحة فى اعترافاتها، فقالت عن إنجيل يوحنا: (أما إنجيل يوحنا فإنه لا مرية ولا شك كتاب مزور ، أراد صاحبه مضادة اثنين من الحواريين بعضها لبعض ، وهما القديسان يوحنا بن زبدى الصياد ومتى ، وقد ادعى الكاتب المزوَّر فى متن الكتاب أنه هو الحوارى الذى يحبه يسوع ، فأخذت الكنيسة هذه الجملة على علاَّتها ، وجزمت بأن الكاتب هو يوحنا الحوارى .. .. .. مع أن صاحبه غير يوحنا الحوارى يقيناً ، ولا يخرج هذا الكتاب عن كونه مثل بعض كتب التوراة التى لا رابط بينها وبين من نسبت إليه ، وإنا لنشفق على الذين يبذلون أقصى جهدهم ليربطوا ـ ولو بأوهى رابطة ـ ذلك الرجل الفلسفى .. الذى ألف هذا الكتاب فى الجيل الثانى بالحوارى يوحنا الصياد الجليلى ، وأن أعمالهم تضيع عليهم سُدى لخبطهم على غير هدى "
إِن الأصول الأولى لكل الأناجيل – المشهورة والمعتمدة عند الكنائس المسيحية – قد فُقدت .. وأقدم المخطوطات لهذه الأناجيل الحالية يفصل بينها وبين المسيح وعصر من نسبت إِليهم هذه الأناجيل ما يقرب من ثلثمائة عام ! ..
وبشهادة الموسوعة البريطانية : « فإِن جميع النسخ الأصلية للعهد الجديد التي كتبت بأيدي مؤلفيها الأصليين قد اختفت ، وأن هناك فاصلاً زمنيًا لا يقل عن مائتين أو ثلثمائة سنة بين أحداث العهد الجديد وتاريخ كتابة مخطوطاته الموجودة حاليًا » ( الموسوعة البريطانية ) المجلد الثاني . ص 941
.. وبنص عبارة الموسوعة البريطانية : « فإِن جميع نسخ الكتاب المقدس ، قبل عصر الطباعة تظهر اختلافات في النصوص .. وإِن مقتبسات آباء الكنيسة من كتب العهد الجديد ، والتي تغطيه تقريبًا ، تظهر أكثر من مائة وخمسين ألفًا من الاختلافات بين النصوص » الموسوعة البريطانية . المجلد الثاني . ص 941
وبعبارة دكتور موريس بوكاي : « فإننا لا نملك أي شهادة لشاهد عيان لحياة المسيح ، وهذا خلافًا لما يتصوره كثير من المسيحيين » د. موريس بوكاى ( دراسة الكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة ) ص 78 طبعة دار المعارف – القاهرة سنة 1977 م – والنقل عن ( حول موثوقية الأناجيل والتوراة ) ص 29 .
القديس جيروم يعترف بالتحريف كما ورد بالبيان القديس جيروم من آباء الكنيسة الأولين و هو صاحب نسخة Vulgate فلجاتة التي تعتمد الكنيسة القبطية والكاثوليكية في الكتاب المقدس يقول فى مقدمته للكتاب المقدس باختصار : وليس هدفي من هذا كما يدعي علي الحساد أن أدين الترجمة السبعينية ولا أقصد بعملي أن أنتقص من مترجمي النسخة السبعينية ولكن الحقيقة هي إن ترجمتها كان بأمر من الملك بطليموس في إسكندرية, وبسبب عملهم لحساب الملك, لم يرد المترجمون أن يذكروا كل ما يحتويه الكتاب المقدس من الأسرار ، خشية ان يظن الناس ان اليهود يعبدون إله آخر لأن الناس كانت تحترم اليهود في توحيدها لله
يقول موريس نورن في " دائرة المعارف البريطانية " :
" إن أقدم نسخة من الأناجيل الرسمية الحالية كتب في القرن الخامس بعد المسيح، أما الزمان الممتد بين الحواريين والقرن الخامس فلم يخلف لنا نسخة من هذه الأناجيل الأربعة الرسمية، وفضلاً عن استحداثها وقرب عهد وجودها منا، فقد حرفت هي نفسها تحريفاً كبيرا، خصوصاً منها إنجيل مرقس وإنجيل يوحنا".
ولا يستطيع النصارى أن يثبتوا سنداً لهذه المخطوطات إلى كتبتها، واعترف بذلك القسيس فرنج فقال معتذراً: " إن سبب فقدان السند عندنا وقوع المصائب والفتن على المسيحيين إلى مدة ثلاثمائة وثلاث عشرة سنة "،
وكان الدكتور روبرت في كتابه " حقيقة الكتاب المقدس " ، قد أعد لمطبعة " تسفنجلي " مذكرة علمية تطبع مع الكتاب المقدس، ثم منع من طبعها، ولما سئل عن السبب في منعها قيل له : " إن هذه المذكرة ستفقد الشعب إيمانه بهذا الكتاب ".
ولا يستطيع النصارى أن يثبتوا سنداً لهذه المخطوطات إلى كتبتها، واعترف بذلك القسيس فرنج فقال معتذراً: " إن سبب فقدان السند عندنا وقوع المصائب والفتن على المسيحيين إلى مدة ثلاثمائة وثلاث عشرة سنة "،
وكان الدكتور روبرت في كتابه " حقيقة الكتاب المقدس " ، قد أعد لمطبعة " تسفنجلي " مذكرة علمية تطبع مع الكتاب المقدس، ثم منع من طبعها، ولما سئل عن السبب في منعها قيل له : " إن هذه المذكرة ستفقد الشعب إيمانه بهذا الكتاب ".
ويقول كينرايم : إن علماء الدين اليوم على اتفاق واحد يقضي بأن الكتاب المقدس وصل إلينا منه أجزاء ضئيلة جداً فقط هي التي لم يتم تحريفها.
ويقول فالتر شميت: "لا توجد صفحة واحدة من الأناجيل العديدة التي لا تحتوي نصها الأقدم على اختلافات عديدة".
و يقول صاحب كتاب "مرشد الطالبين" : " لا تعجب من وجود اختلافات في نسخ الكتب المقدسة، لأن قبل ظهور صناعة الطبع في القرن الخامس عشر من الميلاد كانت تنسخ بالخط، فكان بعض النساخ جاهلاً وبعضهم غافلاً وساهياً ".(يالله جاهلا و غافلا وساهيا فى كتاب مقدس ويطلبون منا تصديق انه مقدس ومن عند الله !!!!)
وهذا الكلام صحيح، لكنه يمثل نصف
الحقيقة فحسب، إذ هو يغفل
وقوع التحريف المتعمد من قبل النساخ !
وهو ما أقر به المدخل الفرنسي للعهد الجديد، فقد جاء فيه:
" إن نسخ العهد الجديد التي وصلت إلينا ليست كلها واحدة. بل يمكن المرء أن يرى فيها فوارق مختلفة الأهمية.. هناك فوارق أخرى بين الكتب تتناول معنى فقرات برمتها واكتشاف مصدر هذه الفوارق ليس بالأمر العسير. فإن نص العهد الجديد قد نسخ طوال قرون كثيرة بيد نساخ صلاحهم للعمل متفاوت، وما من واحد منهم معصوم من مختلف الأخطاء... يضاف إلى ذلك أن بعض النساخ حاولوا أحياناً عن حسن نية أن يصوبوا ما جاء في مثالهم، وبدا لهم أنه يحتوي أخطاء واضحة أو قلة دقة في التعبير اللاهوتي، وهكذا أدخلوا إلى النص اضافات جديدة تكاد تكون كلها خطأ.
ومن الواضح أن ما أدخله النساخ من التبديل على مرِّ القرون تراكم بعضه على بعضه الآخر، فكان النص الذي وصل آخر الأمر إلى عهد الطباعة مُثقلاً بمختلف ألوان التبديل.. والمثال الأعلى الذي يهدف إليه علم نقد النصوص هو أن يمحص هذه الوثائق المختلفة، لكي يقيم نصاً يكون أقرب ما يمكن من الأصل الأول، ولا يمكن في حال من الأحوال الوصول إلى الأصل نفسه. إن نصوص جميع هذه المخطوطات تختلف اختلافاً كبيراً، ولا يمكننا الاعتماد بأن أياً منها قد نجا من الخطأ.. إن أغلب النسخ الموجودة من جميع الأحجام قد تعرضت لتغييرات أخرى على يد المصححين الذين لم يكن عملهم دائماً إعادة القراءة الصحيحة ".
ومن الواضح أن ما أدخله النساخ من التبديل على مرِّ القرون تراكم بعضه على بعضه الآخر، فكان النص الذي وصل آخر الأمر إلى عهد الطباعة مُثقلاً بمختلف ألوان التبديل.. والمثال الأعلى الذي يهدف إليه علم نقد النصوص هو أن يمحص هذه الوثائق المختلفة، لكي يقيم نصاً يكون أقرب ما يمكن من الأصل الأول، ولا يمكن في حال من الأحوال الوصول إلى الأصل نفسه. إن نصوص جميع هذه المخطوطات تختلف اختلافاً كبيراً، ولا يمكننا الاعتماد بأن أياً منها قد نجا من الخطأ.. إن أغلب النسخ الموجودة من جميع الأحجام قد تعرضت لتغييرات أخرى على يد المصححين الذين لم يكن عملهم دائماً إعادة القراءة الصحيحة ".
يقول دنيس نينهام
أستاذا للاهوت الكتابي والتاريخي في كلية كينغز لندن منذ عام 1954 ، أستاذاً للألوهية في جامعة لندن منذ عام 1958. وفي عام 1964 تم تعيينه أستاذ اللاهوت في جامعة كامبريدج، ورئيسً قسم اللاهوت في جامعة بريستول وقس فى كاتدرائية بريستول
" لقد وقعت تغييرات تعذر اجتنابها، وهذه حدثت بقصد أو بدون
قصد، ومن بين مئات المخطوطات لإنجيل مرقس، والتي لا تزال
باقية حتى اليوم لا نجد نسختان تتفقان تماماً، وأما رسائل بولس
فلها ستة نسخ مختلفة تماماً"
وتؤكد ذلك دائرة المعارف البريطانية بقولها: " إن مقتبسات آباء الكنيسة من العهد الجديد والتي تغطي كله تقريباً تظهر أكثر من مائة وخمسين ألف من الاختلافات بين النصوص". !!!! . وجاء في مؤلف : " حقيقة الكتاب المقدس" للدكتور " روبرت كيل تسلر " و إشراف " جان شورر " بجنيف المقتطفات الآتية :
" بين كل المخطوطات اليدوية للإنجيل لا توجد مخطوطة واحدة ( !! ) تتفق مع الأخرى - ويقول القس شــورر عن هذا (صفحة 104) إن هذه المخطوطات تحتوي على أكثر من (50000) إختلاف (إنحراف وحياد من الأصل)،
ويحددها يولشـر من (50000) إلى (100000) ،بل إن عدد الأخطاء التي تحتويها المخطوطات اليدوية التي يتكون منها كتابنا المقدس هذا تزيد عن هذا بكثير .
-قد اكتشف ديلتسش، أحد خبراء العهد القديم و[أستاذ] ومتخصص في اللغة العبرية، حوالي 3000 خطأً مختلفاً في نصوص العهد القديم التي عالجها بإجلال وتحفظ .
" بين كل المخطوطات اليدوية للإنجيل لا توجد مخطوطة واحدة ( !! ) تتفق مع الأخرى - ويقول القس شــورر عن هذا (صفحة 104) إن هذه المخطوطات تحتوي على أكثر من (50000) إختلاف (إنحراف وحياد من الأصل)،
ويحددها يولشـر من (50000) إلى (100000) ،بل إن عدد الأخطاء التي تحتويها المخطوطات اليدوية التي يتكون منها كتابنا المقدس هذا تزيد عن هذا بكثير .
-قد اكتشف ديلتسش، أحد خبراء العهد القديم و[أستاذ] ومتخصص في اللغة العبرية، حوالي 3000 خطأً مختلفاً في نصوص العهد القديم التي عالجها بإجلال وتحفظ .
لقد اكتشف ديلتسش، أحد خبراء العهد القديم و[أستاذ] ومتخصص في اللغة العبرية، حوالي 3000 خطأً مختلفاً في نصوص العهد القديم التي عالجها بإجلال وتحفظ .
وهذا ما دعا هيرونيموس أن يكتب في خطابه الشهير إلى واماسوس شاكياً إليه كثرة الإختلافات في المخطوطات اليدوية " tot sunt paene quot codicos " وذكرها نستل و دوبشوش في كتابهما " إختلافات مُربكة في النصوص " صفحة 42).
وعلى ذلك يعلق كنيرم قائلاً : " إن علماء اللاهوت اليوم يتبنون الرأي القائل إن الكتاب المقدس قد وصلت إلينا أجزاء قليلة منه فقط غير محرفة" ( صفحة 38 ) .
وكذلك يعترف الكتاب المقدس طبعة زيورخ ( الشعبية صفحة 19 ) أن بعض
الناسخين قد قاموا عن عمد بإضافة بعض الكلمات والجمل ، وأن آخرين
قد إستبعدوا [ أجزاءً أخرى ] أو غيروها تماماً .
مما حدا بـ " إرنست فالتر شميث " في كتابه "فري كريستيانيزم" لعام 1977 أن يقول: إنه لا توجد صفحة واحدة من صفحات الأناجيل المختلفة لا يحتوي "نصها الأصلي" على العديد من الإختلافات ( صفحة 39 ) .وهذا ما دعا هيرونيموس أن يكتب في خطابه الشهير إلى واماسوس شاكياً إليه كثرة الإختلافات في المخطوطات اليدوية " tot sunt paene quot codicos " وذكرها نستل و دوبشوش في كتابهما " إختلافات مُربكة في النصوص " صفحة 42).
وعلى ذلك يعلق كنيرم قائلاً : " إن علماء اللاهوت اليوم يتبنون الرأي القائل إن الكتاب المقدس قد وصلت إلينا أجزاء قليلة منه فقط غير محرفة" ( صفحة 38 ) .
وحتى العالم الفيزيائي اسحاق نيوتن ( 1642 - مارس 1727) فقد انتقد التحريف الذي وقع وتكلم هنا عن التثليت فذكر نيوتن أن هذه الزيادة ظهرت لأول مرة في الطبعة الثالثة من نسخة العهد الجديد ل"إيراسموز Erasmus". يقول نيوتن : "عندما أدخلوا التثليث إلى طبعته (- طبعة العهد الجديد لإيراسموز - ) قاموا برمي نسختهم المخطوطه, هذا إذا كان عندهم مخطوطه, كما لو أنها تقويم قديم,
وهل يمكن لمثل هذا التغيير أن يرضي رجلا باحثا؟.....إن هذا الفعل يعتبر خطرا على الدين بدل أن يكون ميزة تحقق وها هي الآن تتكئ على ساق مكسورة." ويقول: " في كل المجادلات العالميه والشديدة والدائمه حول الثالوث منذ عصر جيروم ومن قبله ولفتره طويله بعده هذا النص "الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة" لم يكتشف نقل واحد له ولو لمرة واحدة. والآن هذا النص تجده على كل فم ويمثل النص الرئيس لهذا الموضوع وسيكون بالتأكيد كذلك بالنسبة لهم. ونجد ذلك في كتبهم" من كتاب روبرت أ. والاس ( سير مناهضي التثليث ) المجلد الثالث الصفحة 428 طبعة 1850
ويقول : الدكتور " روبرت كيل تسلر في كتابه " حقيقة الكتاب المقدس" أيضا :
" يشير يوليشر في الصفحات من582 -591 كذلك إلى "التغييرات المتعمدة " خصوصاً في نصوص الأناجيل حيث يقول: "إن الجاهل فقط هو الذى ينكر ذلك" (صفحة 591).
وحتى أشهر آباء الكنيسة " أوجستين " قد صرح بعدم الثقة في الكتاب المقدس لكثرة الأخطاء ( التي تحتويها المخطوطات اليدوية ) ، حتى إذا ضمنت له ( وهو هنا يعني نفسه أساساً ) ذلك جهة أو مؤسسة لاتتبع الكنيسة .
كما أكد كل العلماء في المائة سنة الأخيرة حقيقة وجود العديد التغييرات المتعمدة التي لحقت بالكتاب المقدس في القرون الأولى الميلادية، ومعظم هؤلاء العلماء الذين أرادوا الكلام عن الكتاب المقدس ونشأته ونصه وقانونيته بصورة جدّيّة من لاهوتي الكنيسة. وحتى الكتاب المقدس طبعة زيوريخ الشهير بتحفظه الشديد (إنظر صفحة 2 من هذا الكتاب) يعترف بأن ما يطلق عليه "النص الأصلي" يحتوي على الكثير من الأخطاء (انظر أيضاً ملحق I الأرقام من 6 إلى 22 ) .
ويقول : الدكتور " روبرت كيل تسلر في كتابه " حقيقة الكتاب المقدس" أيضا :
" يشير يوليشر في الصفحات من582 -591 كذلك إلى "التغييرات المتعمدة " خصوصاً في نصوص الأناجيل حيث يقول: "إن الجاهل فقط هو الذى ينكر ذلك" (صفحة 591).
وحتى أشهر آباء الكنيسة " أوجستين " قد صرح بعدم الثقة في الكتاب المقدس لكثرة الأخطاء ( التي تحتويها المخطوطات اليدوية ) ، حتى إذا ضمنت له ( وهو هنا يعني نفسه أساساً ) ذلك جهة أو مؤسسة لاتتبع الكنيسة .
كما أكد كل العلماء في المائة سنة الأخيرة حقيقة وجود العديد التغييرات المتعمدة التي لحقت بالكتاب المقدس في القرون الأولى الميلادية، ومعظم هؤلاء العلماء الذين أرادوا الكلام عن الكتاب المقدس ونشأته ونصه وقانونيته بصورة جدّيّة من لاهوتي الكنيسة. وحتى الكتاب المقدس طبعة زيوريخ الشهير بتحفظه الشديد (إنظر صفحة 2 من هذا الكتاب) يعترف بأن ما يطلق عليه "النص الأصلي" يحتوي على الكثير من الأخطاء (انظر أيضاً ملحق I الأرقام من 6 إلى 22 ) .
ويقول هولتسمان : " لقد ظهرت تغييرات تعسفية مغرضة دون أدنى شك لأهداف تبريرية بحتة [لإظهار صحة عقائد طائفة محددة] " ( صفحة 28 ) .
ويقول القس شورر : إن الهدف من القول بالوحي الكامل للكتاب المقدس، والمفهوم الرامي إلى أن يكون الله هو مؤلفه هو زعم باطل ويتعارض مع المبادىء الأساسية لعقل الإنسان السليم ، الأمر الذى تؤكده لنا الإختلافات البينة للنصوص ، لذلك لا يمكن أن يتبنى هذا الرأي إلا إنجيليون جاهلون أو مَن كانت ثقافته ضحله (ص 12) .
كذلك كان يعتقد آباء الكنيسة في القرون الأولى للمسيحية أن النصوص الأصلية قد إمتدت إليها يد التحريف في مواقع كثيرة عن عَمْد ( إنظر هولتسمان صفحة 28 ) .
ويتفق كل جاد من علماء الكتاب المقدس الذين يمثلون كل الطوائف على أن الكتاب المقدس يحتوي على عدد كبير من التحريفات خصوصاً العهد الجديد وهي تأتي نتيجة لحرص كل طائفة على تدعيم نظريتها العقائدية بمثل هذه التحريفات الأمر الذي أدى إلى إنشاء القواعد الإنجيلية لذلك . كما اتهم ممثلوا الطوائف المختلفة بعضهم البعض بتحريفات " النص الأصلي للأناجيل " . وهذا لا يعني إلا إتفاقهم في أن النص الأصلي قد إمتدت إليه يد التحريف وكذلك اختلافهم في تحديد (الشخص أو الهيئات) الذين قاموا بهذه التحريفات . وبهذه الطريقة وقع كثير من الإضافات والشطب ناهيك عن التغييرات. ويُتهم في ذلك جزئياً أشخاص كان يجب عليهم تصحيح أجزاء مختلفة من الكتاب المقدس على ضوء رأي محدد وتخمينها وتنسيقها مع بعضها البعض . عندما نتكلم هنا عن نص الكتاب المقدس فإننا لا نعني إلا ذلك النص الذي يطلق عليه " النص الأصلي " [ المخطوطات الأولى ]، وليست الترجمات التي نستخدمها، إلا أننا نذكر كلمة النص الأصلي أو الأساسى بين قوسين . حيث لا يوجد على الإطلاق نص أو مصدر أساسي، وكل ما لدينا هي فقط مخطوطات يدوية قديمة تشير فقط إلى نُسخ منقولة بدورها عن نسخ أخرى منقولة أيضاً
يجب أن نؤكد قبل أي شيء أنه ليس لدينا ولو جزء صغير من أصل الكتاب المقدس وما لدينا هي فقط مخطوطات ونسخ منقولة كتبت بعد القرن الرابع ميلادي. وقد كتبت المخطوطات التي لدينا كلها ( حوالي 1500 مخطوط ( بين القرنين الرابع والعاشر ميلادي تقريباً ، ويمكننا فقط تخيل فترة زمنية تبلغ (300) عام ، [ فما بالكم إن وصل الفارق ] إلى (1000) عام !
ويعلق يوليشر في مقدمته قائلاً إن هذا العدد الكبير الذي نشأ من المنقولات [المخطوطات] قد أدى إلى ظهور الكثير من الأخطاء ، ولا يدعو هذا للتعجب حيث إن تطابق شواهد النص " يكاد نتعرف عليه عند منتصف الجملة ! " ، ( صفحة 577 (، كما يتكلم بصورة عامة عن تغريب الشكل (ص 591)، وعن "نص أصابه التخريب بصورة كبيرة" (صفحات 578، 579، 591) ، وعن "أخطاء فادحة" (ص 581)، وعن "إخراج النص عن مضمونه بصورة فاضحة" [ص XIII (13)]،الأمر الذي تؤكده لنا كل التصحيحات (التي يطلق عليها مناقشات نقدية) التي قامت بها الكنيسة قديماً جداً (ص 590 (. وكذلك يذكر كل من نستل ودوبشوتس في كتابهما إختلافات مُربكة في النصوص (ص 42) ويؤكداه أيضاً في موسوعة الكتاب المقدس (الجزء الرابع ص 4993 ( .
- لا تشير المخطوطات اليدوية للكتاب المقدس والتي يطلق عليها "النصوص الأصلية" فقط إلى عدد لا يحصى من الإختلافات ولكن أيضاً إلى ظهور العديد من الأخطاء بمرور الزمن وعلى الأخص أخطاء النقل (وأخطاء الرؤية والسمع والكثير من الأخطاء الأخرى). الأمر الذي يفوق في أهميته ما سبق . وعلى ذلك فقد ظهر العديد من المواضع المختلفة التي قام بتصحيحها أحد المصححين في شكل مخالف تماماً لما قام به مصحح آخر، أو أعاد تصحيحها وهذا يتوقف على عقيدة المدرسة التي يمثلها.
وعلى أية حال فقد ظهرت فوضى تامة في النص وإضطراب لا يمكن معالجته نتيجة التصحيحات المختلفة وأيضاً الطبيعية مثل (تعدُّد الحذف والتصحيح والتوفيق ). وترجع معظم هذه الأخطاء إلى أخطاء النقل أو القراءة غير المتعمدة ( وأيضاً إلى عدم الإنتباه أو الفهم الخاطيء عند الإملاء أو عدم توافر المعرفة باللغة القديمة أو طريقة كتابتها ... وهكذا ) .
لذلك يعلن كيزيمان أن كل المحاولات التي ترمي إلى قراءة وصفية لحياة يســوع من الأناجيل فهي بائنة بالفشل، حيث تنعدم الثقة في التواتر لأبعد درجة يمكن تخيلها (صفحة 233 ) .
وعلى ذلك نجد أن تلك الفقرات كاملة أو أجزاء من الكتاب المقدس التي يعلن عنها علم "الكتاب المقدس" قد كتبت بعد ذلك ، وهذا ما أكده على سبيل المثال "الكتاب المقدس" طبعة زيورخ الشعبية في العديد من المواضع ، وهذا يعني أن مثل هذه المواضع قد أضافها كُتَّاب آخرون في سهولة ويسر.
ويتابع كنيرم قائلاً : " إن أقوال يســوع تبعاً لإنجيل يوحنا مختلفة إلى حد كبير " (صفحة 37)
وهذا لا يُشَكُ فيه البتة حيث إن الكتاب الذي نعنيه طبع في دار النشر "جوتهلف" [ أي دار نشر مسيحية ] ، ونؤكد مرة أخرى أن كل المؤلفين المذكورين ( باستثناء ديلتسش) كانوا لاهوتي الكنيسة أو لايزالون . وقال إرنست فالتر شميث [ في كتاب " فري كريستيانيزم " لعام 1977 ] صفحة 67 : " فقد أعلن عالم اللاهوت المعروف ميشكوفسكي قائلاً: مع علمهم أن إنجيل يوحنا على سبيل المثال يُعد وثيقة للاهوت الكنيسة القديمة ولا يُعد مصدراً لحياة يسوع ، إلا أنهم يرددون في خطبهم في الكنيسة كلمات يسوع لإنجيل يوحنا دون أدنى حد من النقد ، وكذلك نراهم أيضاً قد غضوا أطرافهم أثناء التعميد عن قراءة " أمر تعميد " يسوع والذي تعلموا عنه أنه شيء غير حقيقي . " أما علماء العصر الأكثر حداثة فهم يقومون بحماية المزورين ويُنسبون إليهم (بصفة عامة) " النيّة الحسنة " وبصورة وهمية الإتجار بكلمة الله (يوليشر صفحة 52) ، كما يؤكد قائلاً: " إن هذا يُعد تحريفا رسمياً " (صفحة 54 ) .
والجدير بالذكر في موضوع التحريفات هذا ولتجنب تكرار هذه
كذلك كان يعتقد آباء الكنيسة في القرون الأولى للمسيحية أن النصوص الأصلية قد إمتدت إليها يد التحريف في مواقع كثيرة عن عَمْد ( إنظر هولتسمان صفحة 28 ) .
وقد ذكر نستل ودوشوتس ( صفحة 39 وكذلك صفحة 5 من كتابهما : اختلافات مربكة ) سلسلة لهذه التحريفات في أضيق نطاق ممكن ، لذلك وصفها هارنك بأنها غير مكتملة ( صفحة 235 ) .
أما كيزيمان فهو يتبنى الرأي الذي يتهم فيه الإنجيلين متى ولوقا بتغيير نص مرقس الذي أتيح لهم مائة مرة ( ! ) لأسباب عقائدية ( صفحة 229 وأيضاً 234 ) .
كذلك أكد قاموس الكنيسة الإنجيلية ( جوتنجن 1956 تحت كلمة نقد الكتاب المقدس لسوركاو صفحة 458 ) أن الكتاب المقدس يحتوي على " تصحيحات مفتعلة " تمت لأسباب عقائدية .
ويتفق كل جاد من علماء الكتاب المقدس الذين يمثلون كل الطوائف على أن الكتاب المقدس يحتوي على عدد كبير من التحريفات خصوصاً العهد الجديد وهي تأتي نتيجة لحرص كل طائفة على تدعيم نظريتها العقائدية بمثل هذه التحريفات الأمر الذي أدى إلى إنشاء القواعد الإنجيلية لذلك . كما اتهم ممثلوا الطوائف المختلفة بعضهم البعض بتحريفات " النص الأصلي للأناجيل " . وهذا لا يعني إلا إتفاقهم في أن النص الأصلي قد إمتدت إليه يد التحريف وكذلك اختلافهم في تحديد (الشخص أو الهيئات) الذين قاموا بهذه التحريفات . وبهذه الطريقة وقع كثير من الإضافات والشطب ناهيك عن التغييرات. ويُتهم في ذلك جزئياً أشخاص كان يجب عليهم تصحيح أجزاء مختلفة من الكتاب المقدس على ضوء رأي محدد وتخمينها وتنسيقها مع بعضها البعض . عندما نتكلم هنا عن نص الكتاب المقدس فإننا لا نعني إلا ذلك النص الذي يطلق عليه " النص الأصلي " [ المخطوطات الأولى ]، وليست الترجمات التي نستخدمها، إلا أننا نذكر كلمة النص الأصلي أو الأساسى بين قوسين . حيث لا يوجد على الإطلاق نص أو مصدر أساسي، وكل ما لدينا هي فقط مخطوطات يدوية قديمة تشير فقط إلى نُسخ منقولة بدورها عن نسخ أخرى منقولة أيضاً
يجب أن نؤكد قبل أي شيء أنه ليس لدينا ولو جزء صغير من أصل الكتاب المقدس وما لدينا هي فقط مخطوطات ونسخ منقولة كتبت بعد القرن الرابع ميلادي. وقد كتبت المخطوطات التي لدينا كلها ( حوالي 1500 مخطوط ( بين القرنين الرابع والعاشر ميلادي تقريباً ، ويمكننا فقط تخيل فترة زمنية تبلغ (300) عام ، [ فما بالكم إن وصل الفارق ] إلى (1000) عام !
ويعلق يوليشر في مقدمته قائلاً إن هذا العدد الكبير الذي نشأ من المنقولات [المخطوطات] قد أدى إلى ظهور الكثير من الأخطاء ، ولا يدعو هذا للتعجب حيث إن تطابق شواهد النص " يكاد نتعرف عليه عند منتصف الجملة ! " ، ( صفحة 577 (، كما يتكلم بصورة عامة عن تغريب الشكل (ص 591)، وعن "نص أصابه التخريب بصورة كبيرة" (صفحات 578، 579، 591) ، وعن "أخطاء فادحة" (ص 581)، وعن "إخراج النص عن مضمونه بصورة فاضحة" [ص XIII (13)]،الأمر الذي تؤكده لنا كل التصحيحات (التي يطلق عليها مناقشات نقدية) التي قامت بها الكنيسة قديماً جداً (ص 590 (. وكذلك يذكر كل من نستل ودوبشوتس في كتابهما إختلافات مُربكة في النصوص (ص 42) ويؤكداه أيضاً في موسوعة الكتاب المقدس (الجزء الرابع ص 4993 ( .
- لا تشير المخطوطات اليدوية للكتاب المقدس والتي يطلق عليها "النصوص الأصلية" فقط إلى عدد لا يحصى من الإختلافات ولكن أيضاً إلى ظهور العديد من الأخطاء بمرور الزمن وعلى الأخص أخطاء النقل (وأخطاء الرؤية والسمع والكثير من الأخطاء الأخرى). الأمر الذي يفوق في أهميته ما سبق . وعلى ذلك فقد ظهر العديد من المواضع المختلفة التي قام بتصحيحها أحد المصححين في شكل مخالف تماماً لما قام به مصحح آخر، أو أعاد تصحيحها وهذا يتوقف على عقيدة المدرسة التي يمثلها.
وعلى أية حال فقد ظهرت فوضى تامة في النص وإضطراب لا يمكن معالجته نتيجة التصحيحات المختلفة وأيضاً الطبيعية مثل (تعدُّد الحذف والتصحيح والتوفيق ). وترجع معظم هذه الأخطاء إلى أخطاء النقل أو القراءة غير المتعمدة ( وأيضاً إلى عدم الإنتباه أو الفهم الخاطيء عند الإملاء أو عدم توافر المعرفة باللغة القديمة أو طريقة كتابتها ... وهكذا ) .
لذلك يعلن كيزيمان أن كل المحاولات التي ترمي إلى قراءة وصفية لحياة يســوع من الأناجيل فهي بائنة بالفشل، حيث تنعدم الثقة في التواتر لأبعد درجة يمكن تخيلها (صفحة 233 ) .
وعلى ذلك نجد أن تلك الفقرات كاملة أو أجزاء من الكتاب المقدس التي يعلن عنها علم "الكتاب المقدس" قد كتبت بعد ذلك ، وهذا ما أكده على سبيل المثال "الكتاب المقدس" طبعة زيورخ الشعبية في العديد من المواضع ، وهذا يعني أن مثل هذه المواضع قد أضافها كُتَّاب آخرون في سهولة ويسر.
ويتابع كنيرم قائلاً : " إن أقوال يســوع تبعاً لإنجيل يوحنا مختلفة إلى حد كبير " (صفحة 37)
وهذا لا يُشَكُ فيه البتة حيث إن الكتاب الذي نعنيه طبع في دار النشر "جوتهلف" [ أي دار نشر مسيحية ] ، ونؤكد مرة أخرى أن كل المؤلفين المذكورين ( باستثناء ديلتسش) كانوا لاهوتي الكنيسة أو لايزالون . وقال إرنست فالتر شميث [ في كتاب " فري كريستيانيزم " لعام 1977 ] صفحة 67 : " فقد أعلن عالم اللاهوت المعروف ميشكوفسكي قائلاً: مع علمهم أن إنجيل يوحنا على سبيل المثال يُعد وثيقة للاهوت الكنيسة القديمة ولا يُعد مصدراً لحياة يسوع ، إلا أنهم يرددون في خطبهم في الكنيسة كلمات يسوع لإنجيل يوحنا دون أدنى حد من النقد ، وكذلك نراهم أيضاً قد غضوا أطرافهم أثناء التعميد عن قراءة " أمر تعميد " يسوع والذي تعلموا عنه أنه شيء غير حقيقي . " أما علماء العصر الأكثر حداثة فهم يقومون بحماية المزورين ويُنسبون إليهم (بصفة عامة) " النيّة الحسنة " وبصورة وهمية الإتجار بكلمة الله (يوليشر صفحة 52) ، كما يؤكد قائلاً: " إن هذا يُعد تحريفا رسمياً " (صفحة 54 ) .
والجدير بالذكر في موضوع التحريفات هذا ولتجنب تكرار هذه
المقولة نذكر الآتي : يُجمع علماء اللاهوت اليوم على أن أجزاء
مختلفة من الكتاب المقدس لم يكتبها المؤلفون الذين يُعزى إليهم
أسماء هذه الكتب . لذلك يُعقد الإجماع اليوم على أنه : أ - لم
تكتب كتب موسى [ وهي الخمسة كتب الأولى من الكتاب المقدس
وهي : التكوين والخروج واللاويّين وعدد وثنية ] بواسطته على
الرغم من أن " موسى " يتكلم إلى حد ما بضمير المتكلم ( قارن
على سبيل المثال تثنية 10 - 5 ، وكنيرم صفحة 37 ) .
ب - كذلك يطلق كثيراً في الكتاب المقدس على الزبور " زبور داود " والتي لا يمكن أن يكون داود هو قائلها ( كنيرم صفحة 37 ( .
هـ - وكذلك يبدوأن إنجيل يوحنا لم يكتبه يوحنا الحواري ( إرنست فالتر شميث في كتاب "فري كريستيانيزم صفحة 43 ) . و - كذلك لم يكتب القديس بطرس الخطابات التي نسبت إليه لإعلاء مكانتها . وهذا الواقع يكفي لإثبات التحريفات الكبيرة البينة والمتعمدة ( وأيضاً الشخصية ) التي لحقت بالنصوص والتي لا يمكن لإنسان عاقل أن يدعي أن الله - تبعاً للتعاليم الكاثوليكية هو مؤلف كل أجزاء هذا الكتاب المقدس - قد أوحي بكل هذه التحريفات إلى كاتبيها، أو يدعي أنه لم يعرفها أفضل من ذلك . وهنا يجب علينا أن نؤكد باقتضاب أن الكتاب المقدس لا يُعد كتاباً واحداً كما يدل اسمه (بـيـبـل = كتاب) خصوصاً وإنه لم يؤلفه كاتب واحد (لا الله ولا أحد مؤرخي سير القديسين)، بل هو مجموعة مختلفة تماماً من الكتب كتبها مؤلفون مختلفون تماماً وفي أزمنة وحضارات متباعدة عن بعضها البعض .
ويظهر هذا أيضاً في الإختلافات الضخمة في كل الجوانب على الأخص في الجانب الأخلاقي والدنيوي، فهو كتاب ليس له وحدة [مفهوم مترابطة]، وهذا أيضاً هو السبب الذي يُمكِّن المرء من تعليل كل مفهوم من مفاهيم الكتاب المقدس، حيث إنه يحتوي على شيء من كل شيء . لذلك يشَّبه البروفسور شورر "الكتاب المقدس" بصورة بالكاتدرائية القديمة ذات المظهر العظيم، التي إشترك في بنائها أجيال كثيرة، وهي كذلك عنده أشبه بقطعة فنية رائعة، ولكنها على الرغم من ذلك بشرية الصنع (صفحة 112)
ومما لا خلاف فيه والأمر الذي سلم به العلم منذ زمن بعيد أنه يوجد فيما يطلق عليه "النص الأصلي" خاصة في العهد الجديد وعلى الأخص في الأناجيل [ الأربعة ] العديد من التحريفات، ولا خلاف هنا إلا في عدد هذه التحريفات . ولو كان الكتاب المقدس كلمة الله كما يدعي أصحاب نظرية الوحي المطلق ، لما احتوى على تناقض واحد ، ولما احتوى أيضاً على أحد التناقضات الواقعية ، وبالطبع لا يمكن إفتراض أن الله نفسه قد وقع في هذا الخطأ أو أنه لم يعرف ما أوحي به بعد مرور فترة زمنية ما ، وكذلك أيضاً لا يمكن إفتراض أنه أوحي للمؤلف أحد الكتب الإنجيلية وصفاً لحدث أو واقعة ما ثم أوحي لمؤلف آخر غير ذلك . وعلى ذلك .. فإن الكتاب المقدس يفيض بعدد كبيرجداً من المتناقضات الواضحة ، نذكر هنا البعض القليل منها ، فمن المبالغ فيه أن نستفيض في هذا الموضوع لأنه يكفي ذكر خطأ أو تناقض واحد لتفنيد نظرية الوحي المطلق للكتاب المقدس . يقول البروفسو G.A. Wells في" كتابه The Jesus Legend على صفحه 70 ان هنالك 30000 قراءه مختلفه لانجيل لوقا ، ثم يضيف قائلا ان هناك 81 قراءه مختلفه للصلاه الربانيه
يحتوي الكتاب المقدس على عدد لا يحصى من التناقضات العقائدية والمذهبية
يقول هـ براون : "إن الأجزاء الرئيسية التي يتكون منها العهد الجديد ليس لها مفهوم موحد فيما يتعلق بالظواهر الواقعية وليس لها محتوي عقائدي يتعلق بالإيمان"
( صفحة 314) . ويقول في صفحة ( 325 ) : " إن مؤلفي العهد الجديد يتكلمون عن خلاص الإنسان وموقفه تجاه الله في صور متعددة لا يربط بينها أية إنسجام " .
وفي نفس الصفحة يقول : " إن العهد الجديد به أقوال تتعلق بتعاليم اللاهوت الأساسية وهي تختلف جذرياً من بعضها البعض " .
كذلك يصف كيزمان العهد الجديد بأنه يحتوي على مباديء عقائدية مختلفة " تتضارب بشدة " ( صفحة 220 ) ، ومن بين ما يشير إليه أيضاً عدم إتفاق اليوم الآخر) توقع نهاية العالم ) عند إنجيل يوحنا وعند رؤيا يوحنا اللاهوتي
كذلك يصف كيزمان العهد الجديد بأنه يحتوي على مباديء عقائدية مختلفة " تتضارب بشدة " ( صفحة 220 ) ، ومن بين ما يشير إليه أيضاً عدم إتفاق اليوم الآخر) توقع نهاية العالم ) عند إنجيل يوحنا وعند رؤيا يوحنا اللاهوتي
وإدعت الكنيسة الكاثوليكية رسمياً في الإحتفال الديني المنعقد بتاريخ 18 نوفمبر 1965 مُتهمة الوحي الإلهي بقولها : إن الكتاب المقدس قد أوحي به الله (أي ترجع أصوله إلى الله) وإن كل جزء فيه مقدس وقانوني [أي باعتراف الكنيسة بقدسيته] ، "وقد كتبت كل أجزائه بوحى من الروح القدس " . لذلك فإن الكتاب المقدس صالح للتعليم " بكل تأكيد وأمانة ولا يحتوي على (أدنى) خطأ " . ويَعْـلم ويُعلَّم هذا عن الكتاب المقدس 550 مليون كاثوليكي، ومما يزيد الأسف أن هؤلاء الذين ألفوا هذا الدستور وقرروه ويعلمونه للشعب ، كلهم دون استثناء يعلمون جيداً المحتوى الحقيقي للكتاب المقدس .
كما اعتادوا استخدام لفظ " كلمة الله " بصورة كبيرة، عسى أن يتمكنوا بذلك من إبقاء الشعب [ المسيحي ] أسير هذا الإيمان - الساذج - السابق ذكره - بالكتاب المقدس . ويؤكد القس شورر: " أن الأغلبية العظمى من اللاهوتيين والقساوسة يخاطبون قومهم عن الكتاب المقدس بطريقة تدعو إلى القول بأنه لم يوجد مؤرخون قط من ذوي العلم ."
كما اعتادوا استخدام لفظ " كلمة الله " بصورة كبيرة، عسى أن يتمكنوا بذلك من إبقاء الشعب [ المسيحي ] أسير هذا الإيمان - الساذج - السابق ذكره - بالكتاب المقدس . ويؤكد القس شورر: " أن الأغلبية العظمى من اللاهوتيين والقساوسة يخاطبون قومهم عن الكتاب المقدس بطريقة تدعو إلى القول بأنه لم يوجد مؤرخون قط من ذوي العلم ."
وأعلنت الدكتورة مارجا بوريج مديرة مركز إجتماعات بولدرن لكنيسة البلدية الإنجيلية في إحدى محاضراتي التي ألقيتها في اللقاء المنعقد في شهر مايو1972 قائلة:
" إنه لذنب كبير يقترفه اللاهوتيين تجاه أمتهم بتكتمهم هذه المعلومات (الخاصة بنقد نصوص [الكتاب المقدس]) عن أمتهم مدة طويلة "( راجع تقرير الإجتماع صفحة 46 )
انتهى النقل مع الترتيب من " حقيقة الكتاب المقدس : للدكتور "
انتهى النقل مع الترتيب من " حقيقة الكتاب المقدس : للدكتور "
روبرت كيل تسلر " و إشراف جان شورر راعي كاتدرائية بجنيف .
اثبات تحريف كل النصوص المتعلقه
بعقائد التثليث والوهيه المسيح
وصلبه فى الكتاب المقدس
- رسالة يوحنا الأولى العدد 5 : 7 : (( فَإِنَّ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي
السَّمَاءِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الآب، وَالْكَلِمَةُ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ. وَهَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ
هُمْ وَاحِدٌ )) .
هذا هو العدد الوحيد الذى يذكر ان الثالوث واحد يختفى من المخطوطات الاصليه المعترف بها خلال الخمسة قرون الاولى و لمزيد من الدقة هو يختفى من جميع المخطوطات اليونانية قبل سنة 1400 ميلادية .
تم حذف النص وإزالته من :
التراجم العربية الجديدة للكتاب المقدس مثل :
1- الترجمة الكاثوليكية الحديثة أو الرهبانية اليسوعية "العربية" (منشورات دار المشرق - بيروت).
2- الترجمة العربية المشتركة.
3 - الترجمة التفسيرية للكتاب المقدس - (كتاب الحياة) بعض النسخ حذفته تماما وبعضها -وضعته بين قوسين هكذا [ فَإِنَّ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي السَّمَاءِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الآب، وَالْكَلِمَةُ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ. وَهَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ وَاحِدٌ ] وكتبت بالمقدمة أن ما بين الأقواس عبارة عن شرح وتفسير و غير موجود بالنص الأصلي.
التراجم الأجنبية الشهيرة حذفت النص,فهو غير موجود في: النسخة العالمية , النسخة الأمريكية القياسية , النسخة الإنجليزية القياسية ...الخ. ISV, ESV,ASV,....Etc
و قد ذكرت التراجم الفقرة التي قبله والفقرة التي بعده وتجاهلت الفقرة المذكورة لعدم صحتها.
وحتى العالم الفيزيائي نيوتن مكتشف الجاذبية فقد انتقد هذا النص وكشف أنه محرف :
فذكر نيوتن أن هذه الزيادة ظهرت لأول مرة في الطبعة الثالثة من نسخة العهد الجديد ل إيراسموز Erasmus"". يقول نيوتن : "عندما أدخلوا التثليث إلى طبعته (- طبعة العهد الجديد لإيراسموز - ) قاموا برمي نسختهم المخطوطه, هذا إذا كان عندهم مخطوطه, كما لو أنها تقويم قديم,
وهل يمكن لمثل هذا التغيير أن يرضي رجلا باحثا؟.....إن هذا الفعل يعتبر خطرا على الدين بدل أن يكون ميزة تحقق وها هي الآن تتكئ على قصبة مكسورة." ويقول: " في كل المجادلات العالميه والشديدة والدائمه حول الثالوث منذ عصر جيروم ومن قبله ولفتره طويله بعده هذا النص "الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة" لم يكتشف نقل واحد له ولو لمرة واحدة. والآن هذا النص تجده على كل فم ويمثل النص الرئيس لهذا الموضوع وسيكون بالتأكيد كذلك بالنسبة لهم. ونجد ذلك في كتبهم" من كتاب روبرت أ. والاس ( سير مناهضي التثليث ) المجلد الثالث الصفحة 428 طبعة 1850
أقوال بعض مراجع الكتاب المقدس في النص السابق :
"إن النص المتعلق بالشهود الثلاثة في السماء (يوحنا الأولى 5: 7 نسخة الملك جيمس) ليس جزءً حقيقياً من العهد الجديد"
معجم مفسري الكتاب المقدس – الإصدار الرابع ص 711 – مطابع أبينغدون
The Interpreter’s Dictionary of the Bible, Vol. 4, p.711, Abingdon Press
"إن العدد يقول: ((فَإِنَّ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي السَّمَاءِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الآبُ، وَالْكَلِمَةُ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ. وَهَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ وَاحِدٌ)) إلا أنه إضافة على الأصل حيث لا أثر له قبل أواخر القرن الرابع بعد الميلاد"
معجم مفسري الكتاب المقدس – الإصدار الرابع ص 871 – مطابع أبينغدون
The Interpreter’s Dictionary of the Bible, Vol. 4, p.871, Abingdon Press
" هذا النص وبكل وضوح هو إضافة على الأصل باعتبار أنه غير موجود في المخطوطات اليدوية اليونانية الأصلية ."
قاموس إردمانز للكتاب المقدس، تحرير آلن ميرز – ص 1020
The Eerdmans Bible Dictionary, Edited by Allen C. Myers, p. 1020
كمثال هذا ما جاء في الترجمة العالمية القياسية
ISV
1Jo 5:7 For there are three witnesses-
1Jo 5:8 the Spirit, the water, and the blood-and these three are one.
1Jo 5:9 If we accept
5: 7 لذلك هناك ثلاثة شهود ,
5 : 8 الروح والماء والدم, وهؤلاء الثلاثة هم واحد .
5 : 9 إذ ارتضينا ....... انتهى.
( فلا يوجد أي ذكر للآب والأبن والروح القدس وأن الثلاثة هم واحد ! )
ولكن رغم ذلك لا يزال هذا النص المكذوب موجودا" بنسخة ( سميث فان دايك) طبعة دار الكتاب المقدس المنتشرة داخل الوطن العربي
الأعداد من 16 :9 إلى 16 : 20 من إنجيل مرقس .
بالنسبة للأعداد [مرقس 16: 9-20],من الغرابة أن يكون لنا الأختيار في أن نقرأ نص على أنه من الكتاب المقدس أم لا , ! فعند الإطلاع على نهاية إنجيل مرقس أحيانا" تجده ينتهي عند العدد 16 : 8 وفي طبعات أخرى يستمر إلى 16 : 20 , البعض وضع الأعداد من 9 إلى 20 في هامش الصفحة كملحوظة !!.
الطريف أنه احيانا" تجد النص ومكتوب بجواره , هذه هي النهاية الطويلة لإنجيل مرقس .
يمكن الإطلاع على الإختلافات في أي مكتبة او على الرابط http://bible.oremus.org/?passage=Mark+16
نكرر ما جاء في مقدمة الكتاب المقدس بالأعلى الخاص بهذه الفقرة :
" الفقرتان , النهاية الطويلة لإنجيل مرقس 16 : 9- 20) و قصة السيدة التي تم القبض عليها بتهمة الزنا بإنجيل يوحنا 7 :53 إلى 8 :11 ). تم استعادتهما للنص الذي كانا مفصولان عنه بجزء فارغ وكانت هناك ملاحظة توضيحية لخلافات التنسيق للنصين بالنسخ القديمة." مقدمةRSV طبعة 1971).على الرابط http://www.ncccusa.org/newbtu/aboutrsv.html
الموسوعة البريطانية تحت رقم article-73434)) ذكرت بالحرف
verses 9–20 are commonly held to be later additions), and Mark thus remains an open-ended Gospel.
الأعداد من 9 : 20 يرجح انهم إضافة لاحقة , وإنجيل مرقس لذلك يظل إنجيل بنهاية غير محددة.!!
ذكر تفسير بيك للكتاب المقدس Peake s Commentary on the Bible التالي:
"من المتفق عليه عموماً أن الأعداد16 : 9-20 ليست جزءً أصلياً من إنجيل مرقس. لم نجد هذه الأعداد في المخطوطات الأقدم، و من الواضح أنها لم تكن في النسخ التي استخدمها متّى و لوقا. إن مخطوطة أمريكية من القرن العاشر تعزو هذه الفقرة لأرستن Ariston – رئيس الأساقفة الذي ذكره بابياس Papias ap.Eus.HE III, xxxix, 15)."
في ملحق أكسفورد للكتاب المقدس :
"ينتهي إنجيل مرقس بشكل مفاجئ عند العدد 16: 8، و المحاولات القديمة لإضافة خاتمة له تبين أنه كان غير مكتمل. من المحتمل ألا يكون الكتاب قد اكتمل أساساً، أو أن يكون قد تلف في مراحله الأولى. و قد يكون علمنا بالأناجيل الأخرى هو ما يدفعنا أن نتوقع من هذا الإنجيل أن ينتهي بظهور الرب بعد القيامة. و مما لا شك فيه أنه ينتهي بشكل مناسب بالنسبة لمرقس – نهاية ممزوجة بالخوف، الإخفاق البشري، و نداء للتلمذة."
ملحق أكسفورد للكتاب المقدس، بروس متزجر و مايكل كووجان، ص 496.
The Oxford Companion to the Bible, Bruce Metzger and Michael Coogan, p. 496
إنجيل النصارى غير مكتمل ولم يجدوا له خاتمة ، أليس هذا دليلا على التحريف .
ولكن ما الذي تحتويه نهاية إنجيل مرقس التي تأكدنا من عدم صحتها ؟تحتوي أهم معتقد وهو رفع السيد المسيح للسماء وجلوسه عن يمين الله !!
مرقس 16: 19 وبَعدَما كَلَّمَ الرَّبُّ يَسوعُ تلاميذَهُ، رُفِـعَ إلى السَّماءِ وجلَسَ عَنْ يَمينِ اللهِ.)
ما التراجم التي حذفت أخر 12 عدد من مرقس ؟
Mark 16:9-20 REMOVE ENTIRE LAST 12 VERSES of Mark 16! NI, NAS, RS, NRS, LB, NC
تم إزالة الأعداد من 16 : 9 إلى 16 : 20 من إنجيل مرقس في النسخ التالية:
العالمية الحديثة
NI New International Version
الأمريكية القياسية الحديثة
NAS New American Standard Version
النسخة القياسية
RS Revised Standard Version
النسخة القياسية الحديثة
NRS
قصص المعجزات هي دائماً أبداً أسيرة للمعرفة والثقافة الدارجة في وقت كتابة النص، بل هي أقل نضجاً بكثير من الفضاء المعرفي العام المتاح في ذلك الزمن. فهي دائماً تحتل مساحة أصغر من تلك المعرفة الناضجة المتخصصة في ذلك الزمان وأشد تواضعاً منها، هذا على الرغم من عدم دقة وخطأ تلك المعرفة بالمقارنة مع المعرفة التخصصية لزمننا هذا.
فتلك القصص هي دائماً إما انعكاس أو تطويع مباشر للظرف الثقافي المعرفي العام لمن كتب هذه النصوص بشكلها الأول أو هي موجهة مباشرة للذهنية المعرفية الشعبية للمجتمع، بكل ما يحويه هذا الإطار المعرفي من أخطاء وأوهام وأساطير وانعدام لـ (الحقيقة).
ولكن بغض النظر عن الخطأ المنطقي الفادح والواضح في هذا السياق، هذا إذا افترضنا جدلاً بالطبع أن هذه القصص الأسطورية في تلك النصوص قد وقعت بالفعل كما تدّعي، فإننا نلاحظ دائماً في محاولة نقدنا لتلك الكتابات الأسطورية مشكلة خطيرة تهدد إما حبكتها القصصية، أو تمنع نسبتها إلى (عالم ماورائي) يمتلك عِلماً ومعرفة أكثر اتساعاً خارج مما هو متاح ضمن إطار الثقافة العامة لأبناء ذلك الزمان.
فهي تستقي معرفتها من الذهنية الشعبية، وهي مضطرة لاستخدام هذا الرافد، ولذلك هي تحتل مساحة أصغر من المعرفة العامة لذلك الزمن وأقل نضجاً منه. هذ الصفة، أي القيد الثقافي والمعرفي للمحيط الاجتماعي العام، وانعداك الحقيقة المعرفية، هي موضوع هذه المقالة.
بالطبع، لا يمكننا إطلاقاً تتبع كل قصص المعجزات لنقدها في مقالة واحدة. إلا أنه يمكننا اختيار بعض قصص المعجزات المنسوبة ليسوع الإنجيلي في الأناجيل الأربعة المعترف بها من الكنيسة لإثبات هذه النقطة وبوضوح شديد.
وخير من يمثل هذا الجانب، لسهولة نقد الرواية ودلالتها المباشرة، هي قصص إخراج الشياطين التي يقوم بها يسوع الإنجيلي كما نقرأها في تلك النصوص. وكمثال على تلك القصص، لنأخذ قصة شهيرة جداً ذكرها مرقس في إنجيله:
(وجاءوا إلى عبر البحر إلى كورة الجدريين، ولما خرج [أي يسوع] من السفينة للوقت استقبله من القبور إنسان به روح نجس. كان مسكنه في القبور،
ولم يقدر أحد أن يربطه ولا بسلاسل، لأنه قد ربط كثيراً بقيود وسلاسل فقطع السلاسل وكسر القيود، فلم يقدر أحد أن يُذلّله. وكان دائماً ليلاً ونهاراً في الجبال وفي القبور، يصيح ويجرح نفسه بالحجارة.
فلما رأى يسوع من بعيد ركض وسجد له، وصرخ بصوت عظيم وقال: "ما لي ولك يا يسوع ابن الله العلي؟ أستحلفك بالله أن لا تعذبني"، لأنه قال له: اخرج من الإنسان يا أيها الروح النجس. وسأله: ما اسمك؟ فأجاب قائلاً: "اسمي لجئون، لأننا كثيرون"، وطلب إليه كثيراً أن لا يرسلهم إلى خارج الكورة.
وكان هناك عند الجبال قطيع كبير من الخنازير يرعى، فطلب إليه كل الشياطين قائلين: "أرسلنا إلى الخنازير لندخل فيها"، فأذن لهم يسوع للوقت. فخرجت الأرواح النجسة ودخلت في الخنازير، فاندفع القطيع من على الجرف إلى البحر. وكان نحو ألفين، فاختنق في البحر". [مرقس 5: 1-13]
القصة أعلاه ينقلها عن مرقس كاتب إنجيل متى [8: 28-32] و كاتب إنجيل لوقا [8: 26-33] مع فروقات في عدد الأشخاص وبعض التفاصيل. فمصدر القصة الأول، كنص مكتوب، هو إنجيل مرقس، ولذلك سوف نركز انتباهنا على النص عنده ونتجاوز عن النقد المقارن بين القصص في الإنجيلين المنسوبين إلى متّى ولوقا.
بالطبع، القصة أعلاه لا تنقل لنا وقائع تاريخية وقعت أحداثه بالفعل [أشدد هنا على كلمة (أحداث)]، وإنما هي رواية أسطورية متأثرة بالمناخ الثقافي الشعبي لذلك المجتمع الذي كُتب فيه إنجيل مرقس. فبالتالي لا تهمنا تفاصيل الواقعة، لأنها وهمية مخترعة بالتأكيد، ولكن ما يهمنا هنا (توصيف الحالة المرضية) التي تولى شفاؤها يسوع الإنجيلي من خلال (إخراج الشياطين من الشخص المريض ودخولها في الخنازير) كما هو في نص إنجيل مرقس.
فمن المؤكد بالطبع أن ذلك المجتمع الذي تولى إخراج هذا النص بصورته الشفوية ومن ثم المكتوبة، حاله تماماً كحال هذا المجتمع المعاصر اليوم، قد شاهد أمامه حالات مرضية متعددة منها تلك الحالة أعلاه. إذ يستحيل منطقياً أن تكون القصة تصف حالة مرضية لا يعرفها ذلك المجتمع أو لم يشاهدها أمامه، وإلا لانتفى الغرض من القصة المقدسة وسقطت المعجزة لأنه كان يخاطبهم بتوصيف مجهول بالنسبة لهم.
إذ لابد للنص أن يخاطب ذلك المجتمع الأول بما يعرف ويفهم حتى تتجلى المعجزة من خلال النص، الغرض الأساسي من اختراع القصة. إذن، توصيف (الحالة المرضية) يحمل بين جنباته بذرة لحقيقة تاريخية، بينما تفاصيل القصة الإعجازية هي محض تزوير واختراع، كما سوف ندلل عليه أدناه.
الحالة المرضية كما وصفها النص في إنجيل مرقس:
1- ليلاً ونهاراً يسكن القبور والجبال – أي الجنوح للعزلة.
2- لا يستطيع أحد أن يسيطير عليه – أي الجنوح للعنف.
3- يصيح ويجرح نفسه بالحجارة – أي الميل لإلحاق الأذى بالذات.
4- الصوت العظيم – أي التكلم بصوت مختلف عن الصوت الأصلي للشخص.
5- اسم الشخصية المتكلمة "لجئون"، وهو مختلف عن الاسم الحقيقي للشخص،
وهو اسم روماني لفرقة من الجيش، والمعنى هنا أنهم شخصيات (شياطين) كثيرة – أي تعدد الشخصيات في السيطرة على الوعي عند هذا الإنسان.
6- الشخصية المتكلمة مع يسوع الإنجيلي ترى في نفسها أنها (شيطان)، وتتحدث معه من خلال تلك القناعة.
هذا هو التوصيف للحالة المرضية التي وضعها النص أمام يسوع الإنجيلي، وليكون تشخيص هذا الأخير بأن الحالة هي (تلبس شيطاني)، وبالتالي العلاج يكون بـ (إخراج الشياطين) وإدخالها في جسد مختلف. وبهذه الوسيلة، كما يقول لنا النص، تم الشفاء وتجلت المعجزة الخارقة.
المشكلة هنا هي أن التشخيص المرضي الذي تولاه يسوع الإنجيلي لهذه الحالة هو خاطئ جملة وتفصيلاً ولا يعكس (معرفة) صحيحة ناضجة لحقيقة الحالة. إلا أن كاتب النص في إنجيل مرقس لم يكن واعياً إطلاقاً لهذه الحقيقة، لأنه كان منطلقاً في كتابته لهذه القصة الوهمية من المفاهيم الشعبية لمجتمعه التي ترى في هذه الحالات مجرد (تلبس شيطاني) يحتاج صاحبه لإخراجهم منه.
تلك كانت (الحقيقة) آنذاك، على خطئها، ولذلك نسج حولها في راويته لتلك القصة. فلا وجود لـ (حقيقة معرفية) في هذا النص المقدس خارج إطار التوصيف المرضي للحالة، وإنما القصة مجرد انعكاس لثقافة شعبية ساذجة نعرف اليوم بأنها وهمية لا تملك حظاً من الصحة ولا المعرفة (الماورائية) الخارقة أو المعرفة التي تتعدى ما هو متاح شعبياً لذلك المجتمع الذي تولى اختراع هذه القصة.
إذن، ما هي حقيقة تلك الحالة المرضية؟
يُعتبر (اضطراب تعدد الشخصية) (1)، أو كما أعيد تسميته بواسطة الجمعية الأمريكية للطب النفسي (اضطراب تعدد الهوية الفصامي) (2)، أحد الأمراض النفسية التي عرفها الإنسان منذ القديم. إذ النصوص التاريخية القديمة تنقل لنا بوضوح أعراض هذا المرض ضمن أحقاب متعددة من العصور القديمة.
بالطبع، قديماً لم يكن يُنظَر لهذا الاضطراب النفسي على أنه كذلك، ولكن كان يتم تفسيره إما من خلال المس أو التلبس الشيطاني (كما في حالة يسوع الإنجيلي هنا) أو من خلال تأثير الكهانة أو التنبؤ والقدرة على الاتصال بالكائنات العليا وسكان السماء.
وتشير بعض الأبحاث أنه ضمن بعض المجتمعات المعاصرة تقترب الإصابة بهذا الاضطراب النفسي من الواحد من العشرة بالمئة من المجموع العام، وأن ما بين خمسة إلى عشرين بالمئة من نزلاء المستشفيات النفسية هم من المصابين به (3).
يتم تعريف هذا الاضطراب بواسطة تواجد شخصيتين، أو أكثر (هناك حالة تمت دراستها لديها 27 شخصية مختلفة، أما المعدل الإحصائي البحثي فهو حوالي 15 شخصية مختلفة للفرد الواحد)، ذات صفات متباينة تماماً، كل واحدة منها ذات نموذج شخصي ورؤية للأحداث والمحيط مختلفة، وأن كل واحدة من هذه الشخصيات لديها القدرة على التحكم الكامل في تصرفات هذا الشخص، ولديها اسم مختلف في معظم الحالات (4).
أما البروفيسور فيليب كوونس (5)، أستاذ الطب النفسي في جامعة إنديانا، فقد تولى في ورقة بحثية له نُشرت في سنة 1988 توصيف شامل لأعراض هذا الاضطراب النفسي. جاء ضمن ذلك التوصيف أن التحول بين الشخصيات يتم خلال فترة قصيرة للغاية (حوالي خمسة ثوان في أغلب الحالات) ومن الممكن أن يصاحبها عملية رمش سريع لجفون العين أو تقلصات في عضلات الوجه أو بعض أجزاء الجسد،
وأن المصابون بهذا المرض من السهل التأثير عليهم بواسطة الضوء واختلافاته وما يصاحب ذلك من مؤثرات بصرية أو التأثيرات العاطفية الشديدة (قارن ذلك مع الوصف في إنجيل مرقس لتصرفات الشخص المريض عند رؤيته ليسوع الإنجيلي قادماً نحوه)، وأن المصاب بهذا الاضطراب من الممكن أن ينخرط في عملية إيذاء الذات (من بين خمسين مريض في أحد الدراسات، أربعة وثلاثين بالمئة انخرطوا في عملية إيذاء الذات وتشويه الجسد،
وفي دراسة أخرى مكونة من خمسة وستين مريض، انخرط تسعة وثلاثين بالمئة في هذه الممارسة)، وأن التحول بين الشخصيات يصاحبه تحول في نبرة الصوت، ضمن صفات أخرى أخذنا منها موضع الحاجة (6). كما أن المصابون بهذا المرض تتطور عندهم ظواهر الاكتئاب وخلل في عادات التغذية وعزلة شديدة عن المجتمع، وقد تتطور لديهم أيضاً نزعات عنيفة جداً ضد الآخرين إلى حدود القتل، وهذا مما دفع بعض الدراسات القانونية إلى النظر في مسألة المسؤولية الجنائية للمصابين بهذا المرض.
أما الدكتور هارلدور إيرلندسون (7) فقد تولى النظر في ورقة بحثية عن كيفية نظر هذه الشخصيات المتعددة إلى نفسها. ففي هذه الورقة البحثية خلص إلى نتيجة غاية في الأهمية، فقد وجد أن الشخصيات المتعددة للشخص الواحد، هناك على الأقل تسعة وعشرين بالمئة من هذه الحالات تواجدت شخصية واحدة على الأقل من الشخصيات المتعددة عرّفت عن نفسها على أنها (شيطان) (8).
أما فيما يتعلق بالأسباب التي تؤدي بالإصابة بهذا المرض فهي متعددة، إلا أنها تشترك في صفة عامة وهي تواجد أزمة نفسية شديدة ناتجة عن اعتداء جسدي أو جنسي أو إهمال شديد في مرحلة الطفولة المبكرة في الأغلبية من الحالات (9). إلا أن نتائج هذه الأزمة النفسية الشديدة المتمثلة في (اضطراب تعدد الشخصيات) لا يظهر عادة إلا في سن ما بين العشرين إلى الخمسين سنة.
ففي دراسة نُشرت سنة 1980 أظهرت أن ما بين خمسة وتسعين إلى ثمانية وتسعين بالمئة من شريحة شملت أكثر من ألف مريض قد عانوا من اعتداء جسدي أو جنسي في مرحلة الطفولة. فتعدد الشخصيات هي أشبه بوسيلة دفاعية نفسية للتغلب على آثار هذه الأزمة خرجت خارج نطاق سيطرة الفرد (10). أما العلاج فيجب أن يمر بثلاث مراحل:
المرحلة الأولى تتمثل في ضمان سلامة الفرد والمحيط والتخلص من حالات الاكتئاب، والثانية محاولة استرجاع تفاصيل الاعتداء أو الأزمة النفسية الشديد ومن ثمة مواجهة آثارها، وأخيراً محاولة دمج تلك الشخصيات في شخصية واحدة من خلال وسائل علاجية نفسية متعددة. أما فترة العلاج فهي ما بين السنتين في الأغلب لتصل إلى سبع سنوات في بعض الحالات.
إذن، التوصيف الإنجيلي للحالة المرضية وطريقة تشخيص وتعامل يسوع الإنجيلي معها هو خطأ واضح. إذ لا وجود حقيقي في تلك الحالات لعملية تلبس شيطاني، هذا إنْ وُجد أصلاً، ولا وجود لعمليات إخراج شياطين وإدخالها في أجساد أخرى كما هو في السياق الأسطوري الإنجيلي.
وإنما المريض كان يعاني من (اضطراب تعدد الشخصية) نتج عنه ما نشاهده اليوم في العديد من الحالات المرضية النفسية. ولذلك، فإن تلك القصة لا تصمد أمام السرد الواقعي التاريخي، وإنما هي محض خيال واختراع.
إذ يستحيل، منطقياً، على اضطراب نفسي إنساني واضح من خلال الأعراض التي تولى سردها إنجيل مرقس أن يتم نقلها، كذا، إلى قطيع من الخنازير.وهذا بدوره يُلغي مصداقية القصة كسرد تاريخي واقعي للأحداث ويصفها بالوضع والتزوير
السؤال تجيب عنه طوائف المسيحيين. بعضهم يقول المسيح هو الله (الأقباط)، وبعضهم يقول المسيح إبن الله (الكاثوليك)، و آخرون يقولون إنه فقط بشر و هم طائفة مسيحية لم تعد موجودة يسمى أتباعها Ebionites و لا أدري ترجمتها باللغة العربية. أما المسيحيون الأرثودوكس فليدهم نظريّتهم الخاصة حول طبيعة السيد المسيح (هل هو إله أم بشر أم الإثنين معا؟ إلخ..) إلا أنهم جميعا يتفقون على أنه صُلب. لكن حتى هذه المسألة فيها الكثير من التشكيك و الغموض، فقد أعلن مؤخرا عن إكتشافات لأناجيل جديدة كانت مطمورة تحت الأنقاد وتعود لقرون قديمة، حيث تتناقد مع الأناجيل الموجودة حاليا. منها مثلا إنجيل يهوذا (كشفت عنه محطة National Geographics التلفزيونية منذ مدة) والآخر هو إنجيل برنابا. الأول يبيّن أن يهوذا (أحد الحواريّين) لم يكن خائنا للمسيح كما تزعم الأناجيل المعتمدة حاليا، والثاني نظرُته قد تكاد تكون متطابقة تماما لنظرة الدين الإسلامي للمسيح. بأية حال، صديقي “جوجل” كفيل بتبيان كل تلك الفرضيات لمن أراد أن يبحث في الموضوع بشكل أعمق. [1]
و بغض النظر عن طبيعة السيد المسيح، إن زبدة القول هو أن صُلب العقيدة المسيحية فيه الكثير من الجدل و الغموض. هذا باعتراف الدارسين للمسيحية و ليس كلامي.
فيما يلي الأناجيل المعتمدة منذ القدم وحتى اليوم لدى المسيحيين عامة: مُرقُس (Mark) و مَتّى (Matthew) و يوحنّا (John) و لوقا (Luke). عددها أربعة و مسمّاة بأسماء بشر كتبوا الأناجيل بأيديهم، و هذا متفق عليه، رغم أنّهم لم يكونوا جميعا من الحواريّين الذين رافقوا السيد المسيح في مسيرة حياته [2] . تلك هي النسخ المعتمدة إذن، و لكن هناك نسخا أخرى أقصيت منذ زمن بعيد لأنها -كما تزعم مصادر مسيحية كثيرة- كانت تتعارض مع المعتقدات الدينية السائدة آنذاك، ومنها ما ذكرتُه في الفقرة السابقة.الأناجيل الأربعة التي إعتمدتها الكنيسة أطلق عليها إسم العهد الجديد (New Testament) وجميعها كُتبت بعد وفاة السيد المسيح كما جاء هنا. أما بخصوص ما ورد فيها، فهي سيرة السيد المسيح وتعاليمه و معجزاته وقصّة صلبه. كذلك يوجد فيها مواعظ للسيد المسيح (Parables) تتجلى فيها حكمته البالغة. لكن سواء كُتبت الأناجيل استنادا لأحداث شوهدت رأي العين، أو لنصوص نزلت من السماء، أو لأي شيء لآخر، فإن فيها اختلافات كثيرة. فالروايات والأحداث قد تختلف من إنجيل لآخر. و هناك نصوص بكاملها اعتبرتها طائفة البروتيستنت ليست من الإنجيل. في هذه الصفحة حديث كامل عن الموضوع.
أخيرا، إن النسخ الأصلية للأناجيل باللغة الآرامية أو الاغريقية مفقودة حتى يومنا هذا. متفق عليه.
والآن كيف أنا أقرأ المسيحية أو اليهودية من وجهة نظر الإسلام؟ سأعود إلى ما نصّه القرآن وما قرأته عن الأنبياء في التوراة و الإنجيل. كل الكتب السماويّة تُقرّ بأن الأنبياء أرسلهم الله لكي يدعوا أقوامهم لعبادة الله الواحد. و لم تذكر أي من تلك الكتب [3] أن موسى قال لقومه أن الله له إبن. ولم يحدث ذلك في قصص باقي الأنبياء المذكورة في العهد القديم. ليس هناك نص صريح و واضح و مباشر في الكتب السماوية السابقة تقول على لسان الأنبياء الذين جاؤوا قبل السيد المسيح أن الله له ولد. هذه النقطة مفصليّة و يجب الوقوف عندها.
والآن آتي للسؤال الدسم: إذ كان المسيح إبن الله، ألا يعني ذلك أن المسيح كان إبن الله قبل أن يخلق الله البشرية؟ هل يُعقل أن المسيح وُلد بعد خلق البشرية؟
إن الغريب هو أن ليس هناك نبيّ واحد منذ أن خلق الله البشرية يزعم بأن الله عنده ولد. و لم يُذكر ذلك على لسان أيّ منهم في التوراة. هل لدى أحدكم دليل يثبت غير ذلك؟
اذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآبِ وَالاِبْنِ وَالرُّوحِ
تم حذف النص وإزالته من :
التراجم العربية الجديدة للكتاب المقدس مثل :
1- الترجمة الكاثوليكية الحديثة أو الرهبانية اليسوعية "العربية" (منشورات دار المشرق - بيروت).
2- الترجمة العربية المشتركة.
3 - الترجمة التفسيرية للكتاب المقدس - (كتاب الحياة) بعض النسخ حذفته تماما وبعضها -وضعته بين قوسين هكذا [ فَإِنَّ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي السَّمَاءِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الآب، وَالْكَلِمَةُ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ. وَهَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ وَاحِدٌ ] وكتبت بالمقدمة أن ما بين الأقواس عبارة عن شرح وتفسير و غير موجود بالنص الأصلي.
التراجم الأجنبية الشهيرة حذفت النص,فهو غير موجود في: النسخة العالمية , النسخة الأمريكية القياسية , النسخة الإنجليزية القياسية ...الخ. ISV, ESV,ASV,....Etc
و قد ذكرت التراجم الفقرة التي قبله والفقرة التي بعده وتجاهلت الفقرة المذكورة لعدم صحتها.
وحتى العالم الفيزيائي نيوتن مكتشف الجاذبية فقد انتقد هذا النص وكشف أنه محرف :
فذكر نيوتن أن هذه الزيادة ظهرت لأول مرة في الطبعة الثالثة من نسخة العهد الجديد ل إيراسموز Erasmus"". يقول نيوتن : "عندما أدخلوا التثليث إلى طبعته (- طبعة العهد الجديد لإيراسموز - ) قاموا برمي نسختهم المخطوطه, هذا إذا كان عندهم مخطوطه, كما لو أنها تقويم قديم,
وهل يمكن لمثل هذا التغيير أن يرضي رجلا باحثا؟.....إن هذا الفعل يعتبر خطرا على الدين بدل أن يكون ميزة تحقق وها هي الآن تتكئ على قصبة مكسورة." ويقول: " في كل المجادلات العالميه والشديدة والدائمه حول الثالوث منذ عصر جيروم ومن قبله ولفتره طويله بعده هذا النص "الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة" لم يكتشف نقل واحد له ولو لمرة واحدة. والآن هذا النص تجده على كل فم ويمثل النص الرئيس لهذا الموضوع وسيكون بالتأكيد كذلك بالنسبة لهم. ونجد ذلك في كتبهم" من كتاب روبرت أ. والاس ( سير مناهضي التثليث ) المجلد الثالث الصفحة 428 طبعة 1850
أقوال بعض مراجع الكتاب المقدس في النص السابق :
"إن النص المتعلق بالشهود الثلاثة في السماء (يوحنا الأولى 5: 7 نسخة الملك جيمس) ليس جزءً حقيقياً من العهد الجديد"
معجم مفسري الكتاب المقدس – الإصدار الرابع ص 711 – مطابع أبينغدون
The Interpreter’s Dictionary of the Bible, Vol. 4, p.711, Abingdon Press
"إن العدد يقول: ((فَإِنَّ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي السَّمَاءِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الآبُ، وَالْكَلِمَةُ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ. وَهَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ وَاحِدٌ)) إلا أنه إضافة على الأصل حيث لا أثر له قبل أواخر القرن الرابع بعد الميلاد"
معجم مفسري الكتاب المقدس – الإصدار الرابع ص 871 – مطابع أبينغدون
The Interpreter’s Dictionary of the Bible, Vol. 4, p.871, Abingdon Press
" هذا النص وبكل وضوح هو إضافة على الأصل باعتبار أنه غير موجود في المخطوطات اليدوية اليونانية الأصلية ."
قاموس إردمانز للكتاب المقدس، تحرير آلن ميرز – ص 1020
The Eerdmans Bible Dictionary, Edited by Allen C. Myers, p. 1020
كمثال هذا ما جاء في الترجمة العالمية القياسية
ISV
1Jo 5:7 For there are three witnesses-
1Jo 5:8 the Spirit, the water, and the blood-and these three are one.
1Jo 5:9 If we accept
5: 7 لذلك هناك ثلاثة شهود ,
5 : 8 الروح والماء والدم, وهؤلاء الثلاثة هم واحد .
5 : 9 إذ ارتضينا ....... انتهى.
( فلا يوجد أي ذكر للآب والأبن والروح القدس وأن الثلاثة هم واحد ! )
ولكن رغم ذلك لا يزال هذا النص المكذوب موجودا" بنسخة ( سميث فان دايك) طبعة دار الكتاب المقدس المنتشرة داخل الوطن العربي
الأعداد من 16 :9 إلى 16 : 20 من إنجيل مرقس .
بالنسبة للأعداد [مرقس 16: 9-20],من الغرابة أن يكون لنا الأختيار في أن نقرأ نص على أنه من الكتاب المقدس أم لا , ! فعند الإطلاع على نهاية إنجيل مرقس أحيانا" تجده ينتهي عند العدد 16 : 8 وفي طبعات أخرى يستمر إلى 16 : 20 , البعض وضع الأعداد من 9 إلى 20 في هامش الصفحة كملحوظة !!.
الطريف أنه احيانا" تجد النص ومكتوب بجواره , هذه هي النهاية الطويلة لإنجيل مرقس .
يمكن الإطلاع على الإختلافات في أي مكتبة او على الرابط http://bible.oremus.org/?passage=Mark+16
نكرر ما جاء في مقدمة الكتاب المقدس بالأعلى الخاص بهذه الفقرة :
" الفقرتان , النهاية الطويلة لإنجيل مرقس 16 : 9- 20) و قصة السيدة التي تم القبض عليها بتهمة الزنا بإنجيل يوحنا 7 :53 إلى 8 :11 ). تم استعادتهما للنص الذي كانا مفصولان عنه بجزء فارغ وكانت هناك ملاحظة توضيحية لخلافات التنسيق للنصين بالنسخ القديمة." مقدمةRSV طبعة 1971).على الرابط http://www.ncccusa.org/newbtu/aboutrsv.html
الموسوعة البريطانية تحت رقم article-73434)) ذكرت بالحرف
verses 9–20 are commonly held to be later additions), and Mark thus remains an open-ended Gospel.
الأعداد من 9 : 20 يرجح انهم إضافة لاحقة , وإنجيل مرقس لذلك يظل إنجيل بنهاية غير محددة.!!
ذكر تفسير بيك للكتاب المقدس Peake s Commentary on the Bible التالي:
"من المتفق عليه عموماً أن الأعداد16 : 9-20 ليست جزءً أصلياً من إنجيل مرقس. لم نجد هذه الأعداد في المخطوطات الأقدم، و من الواضح أنها لم تكن في النسخ التي استخدمها متّى و لوقا. إن مخطوطة أمريكية من القرن العاشر تعزو هذه الفقرة لأرستن Ariston – رئيس الأساقفة الذي ذكره بابياس Papias ap.Eus.HE III, xxxix, 15)."
في ملحق أكسفورد للكتاب المقدس :
"ينتهي إنجيل مرقس بشكل مفاجئ عند العدد 16: 8، و المحاولات القديمة لإضافة خاتمة له تبين أنه كان غير مكتمل. من المحتمل ألا يكون الكتاب قد اكتمل أساساً، أو أن يكون قد تلف في مراحله الأولى. و قد يكون علمنا بالأناجيل الأخرى هو ما يدفعنا أن نتوقع من هذا الإنجيل أن ينتهي بظهور الرب بعد القيامة. و مما لا شك فيه أنه ينتهي بشكل مناسب بالنسبة لمرقس – نهاية ممزوجة بالخوف، الإخفاق البشري، و نداء للتلمذة."
ملحق أكسفورد للكتاب المقدس، بروس متزجر و مايكل كووجان، ص 496.
The Oxford Companion to the Bible, Bruce Metzger and Michael Coogan, p. 496
إنجيل النصارى غير مكتمل ولم يجدوا له خاتمة ، أليس هذا دليلا على التحريف .
ولكن ما الذي تحتويه نهاية إنجيل مرقس التي تأكدنا من عدم صحتها ؟تحتوي أهم معتقد وهو رفع السيد المسيح للسماء وجلوسه عن يمين الله !!
مرقس 16: 19 وبَعدَما كَلَّمَ الرَّبُّ يَسوعُ تلاميذَهُ، رُفِـعَ إلى السَّماءِ وجلَسَ عَنْ يَمينِ اللهِ.)
ما التراجم التي حذفت أخر 12 عدد من مرقس ؟
Mark 16:9-20 REMOVE ENTIRE LAST 12 VERSES of Mark 16! NI, NAS, RS, NRS, LB, NC
تم إزالة الأعداد من 16 : 9 إلى 16 : 20 من إنجيل مرقس في النسخ التالية:
العالمية الحديثة
NI New International Version
الأمريكية القياسية الحديثة
NAS New American Standard Version
النسخة القياسية
RS Revised Standard Version
النسخة القياسية الحديثة
NRS
قصص المعجزات هي دائماً أبداً أسيرة للمعرفة والثقافة الدارجة في وقت كتابة النص، بل هي أقل نضجاً بكثير من الفضاء المعرفي العام المتاح في ذلك الزمن. فهي دائماً تحتل مساحة أصغر من تلك المعرفة الناضجة المتخصصة في ذلك الزمان وأشد تواضعاً منها، هذا على الرغم من عدم دقة وخطأ تلك المعرفة بالمقارنة مع المعرفة التخصصية لزمننا هذا.
فتلك القصص هي دائماً إما انعكاس أو تطويع مباشر للظرف الثقافي المعرفي العام لمن كتب هذه النصوص بشكلها الأول أو هي موجهة مباشرة للذهنية المعرفية الشعبية للمجتمع، بكل ما يحويه هذا الإطار المعرفي من أخطاء وأوهام وأساطير وانعدام لـ (الحقيقة).
ولكن بغض النظر عن الخطأ المنطقي الفادح والواضح في هذا السياق، هذا إذا افترضنا جدلاً بالطبع أن هذه القصص الأسطورية في تلك النصوص قد وقعت بالفعل كما تدّعي، فإننا نلاحظ دائماً في محاولة نقدنا لتلك الكتابات الأسطورية مشكلة خطيرة تهدد إما حبكتها القصصية، أو تمنع نسبتها إلى (عالم ماورائي) يمتلك عِلماً ومعرفة أكثر اتساعاً خارج مما هو متاح ضمن إطار الثقافة العامة لأبناء ذلك الزمان.
فهي تستقي معرفتها من الذهنية الشعبية، وهي مضطرة لاستخدام هذا الرافد، ولذلك هي تحتل مساحة أصغر من المعرفة العامة لذلك الزمن وأقل نضجاً منه. هذ الصفة، أي القيد الثقافي والمعرفي للمحيط الاجتماعي العام، وانعداك الحقيقة المعرفية، هي موضوع هذه المقالة.
بالطبع، لا يمكننا إطلاقاً تتبع كل قصص المعجزات لنقدها في مقالة واحدة. إلا أنه يمكننا اختيار بعض قصص المعجزات المنسوبة ليسوع الإنجيلي في الأناجيل الأربعة المعترف بها من الكنيسة لإثبات هذه النقطة وبوضوح شديد.
وخير من يمثل هذا الجانب، لسهولة نقد الرواية ودلالتها المباشرة، هي قصص إخراج الشياطين التي يقوم بها يسوع الإنجيلي كما نقرأها في تلك النصوص. وكمثال على تلك القصص، لنأخذ قصة شهيرة جداً ذكرها مرقس في إنجيله:
(وجاءوا إلى عبر البحر إلى كورة الجدريين، ولما خرج [أي يسوع] من السفينة للوقت استقبله من القبور إنسان به روح نجس. كان مسكنه في القبور،
ولم يقدر أحد أن يربطه ولا بسلاسل، لأنه قد ربط كثيراً بقيود وسلاسل فقطع السلاسل وكسر القيود، فلم يقدر أحد أن يُذلّله. وكان دائماً ليلاً ونهاراً في الجبال وفي القبور، يصيح ويجرح نفسه بالحجارة.
فلما رأى يسوع من بعيد ركض وسجد له، وصرخ بصوت عظيم وقال: "ما لي ولك يا يسوع ابن الله العلي؟ أستحلفك بالله أن لا تعذبني"، لأنه قال له: اخرج من الإنسان يا أيها الروح النجس. وسأله: ما اسمك؟ فأجاب قائلاً: "اسمي لجئون، لأننا كثيرون"، وطلب إليه كثيراً أن لا يرسلهم إلى خارج الكورة.
وكان هناك عند الجبال قطيع كبير من الخنازير يرعى، فطلب إليه كل الشياطين قائلين: "أرسلنا إلى الخنازير لندخل فيها"، فأذن لهم يسوع للوقت. فخرجت الأرواح النجسة ودخلت في الخنازير، فاندفع القطيع من على الجرف إلى البحر. وكان نحو ألفين، فاختنق في البحر". [مرقس 5: 1-13]
القصة أعلاه ينقلها عن مرقس كاتب إنجيل متى [8: 28-32] و كاتب إنجيل لوقا [8: 26-33] مع فروقات في عدد الأشخاص وبعض التفاصيل. فمصدر القصة الأول، كنص مكتوب، هو إنجيل مرقس، ولذلك سوف نركز انتباهنا على النص عنده ونتجاوز عن النقد المقارن بين القصص في الإنجيلين المنسوبين إلى متّى ولوقا.
بالطبع، القصة أعلاه لا تنقل لنا وقائع تاريخية وقعت أحداثه بالفعل [أشدد هنا على كلمة (أحداث)]، وإنما هي رواية أسطورية متأثرة بالمناخ الثقافي الشعبي لذلك المجتمع الذي كُتب فيه إنجيل مرقس. فبالتالي لا تهمنا تفاصيل الواقعة، لأنها وهمية مخترعة بالتأكيد، ولكن ما يهمنا هنا (توصيف الحالة المرضية) التي تولى شفاؤها يسوع الإنجيلي من خلال (إخراج الشياطين من الشخص المريض ودخولها في الخنازير) كما هو في نص إنجيل مرقس.
فمن المؤكد بالطبع أن ذلك المجتمع الذي تولى إخراج هذا النص بصورته الشفوية ومن ثم المكتوبة، حاله تماماً كحال هذا المجتمع المعاصر اليوم، قد شاهد أمامه حالات مرضية متعددة منها تلك الحالة أعلاه. إذ يستحيل منطقياً أن تكون القصة تصف حالة مرضية لا يعرفها ذلك المجتمع أو لم يشاهدها أمامه، وإلا لانتفى الغرض من القصة المقدسة وسقطت المعجزة لأنه كان يخاطبهم بتوصيف مجهول بالنسبة لهم.
إذ لابد للنص أن يخاطب ذلك المجتمع الأول بما يعرف ويفهم حتى تتجلى المعجزة من خلال النص، الغرض الأساسي من اختراع القصة. إذن، توصيف (الحالة المرضية) يحمل بين جنباته بذرة لحقيقة تاريخية، بينما تفاصيل القصة الإعجازية هي محض تزوير واختراع، كما سوف ندلل عليه أدناه.
الحالة المرضية كما وصفها النص في إنجيل مرقس:
1- ليلاً ونهاراً يسكن القبور والجبال – أي الجنوح للعزلة.
2- لا يستطيع أحد أن يسيطير عليه – أي الجنوح للعنف.
3- يصيح ويجرح نفسه بالحجارة – أي الميل لإلحاق الأذى بالذات.
4- الصوت العظيم – أي التكلم بصوت مختلف عن الصوت الأصلي للشخص.
5- اسم الشخصية المتكلمة "لجئون"، وهو مختلف عن الاسم الحقيقي للشخص،
وهو اسم روماني لفرقة من الجيش، والمعنى هنا أنهم شخصيات (شياطين) كثيرة – أي تعدد الشخصيات في السيطرة على الوعي عند هذا الإنسان.
6- الشخصية المتكلمة مع يسوع الإنجيلي ترى في نفسها أنها (شيطان)، وتتحدث معه من خلال تلك القناعة.
هذا هو التوصيف للحالة المرضية التي وضعها النص أمام يسوع الإنجيلي، وليكون تشخيص هذا الأخير بأن الحالة هي (تلبس شيطاني)، وبالتالي العلاج يكون بـ (إخراج الشياطين) وإدخالها في جسد مختلف. وبهذه الوسيلة، كما يقول لنا النص، تم الشفاء وتجلت المعجزة الخارقة.
المشكلة هنا هي أن التشخيص المرضي الذي تولاه يسوع الإنجيلي لهذه الحالة هو خاطئ جملة وتفصيلاً ولا يعكس (معرفة) صحيحة ناضجة لحقيقة الحالة. إلا أن كاتب النص في إنجيل مرقس لم يكن واعياً إطلاقاً لهذه الحقيقة، لأنه كان منطلقاً في كتابته لهذه القصة الوهمية من المفاهيم الشعبية لمجتمعه التي ترى في هذه الحالات مجرد (تلبس شيطاني) يحتاج صاحبه لإخراجهم منه.
تلك كانت (الحقيقة) آنذاك، على خطئها، ولذلك نسج حولها في راويته لتلك القصة. فلا وجود لـ (حقيقة معرفية) في هذا النص المقدس خارج إطار التوصيف المرضي للحالة، وإنما القصة مجرد انعكاس لثقافة شعبية ساذجة نعرف اليوم بأنها وهمية لا تملك حظاً من الصحة ولا المعرفة (الماورائية) الخارقة أو المعرفة التي تتعدى ما هو متاح شعبياً لذلك المجتمع الذي تولى اختراع هذه القصة.
إذن، ما هي حقيقة تلك الحالة المرضية؟
يُعتبر (اضطراب تعدد الشخصية) (1)، أو كما أعيد تسميته بواسطة الجمعية الأمريكية للطب النفسي (اضطراب تعدد الهوية الفصامي) (2)، أحد الأمراض النفسية التي عرفها الإنسان منذ القديم. إذ النصوص التاريخية القديمة تنقل لنا بوضوح أعراض هذا المرض ضمن أحقاب متعددة من العصور القديمة.
بالطبع، قديماً لم يكن يُنظَر لهذا الاضطراب النفسي على أنه كذلك، ولكن كان يتم تفسيره إما من خلال المس أو التلبس الشيطاني (كما في حالة يسوع الإنجيلي هنا) أو من خلال تأثير الكهانة أو التنبؤ والقدرة على الاتصال بالكائنات العليا وسكان السماء.
وتشير بعض الأبحاث أنه ضمن بعض المجتمعات المعاصرة تقترب الإصابة بهذا الاضطراب النفسي من الواحد من العشرة بالمئة من المجموع العام، وأن ما بين خمسة إلى عشرين بالمئة من نزلاء المستشفيات النفسية هم من المصابين به (3).
يتم تعريف هذا الاضطراب بواسطة تواجد شخصيتين، أو أكثر (هناك حالة تمت دراستها لديها 27 شخصية مختلفة، أما المعدل الإحصائي البحثي فهو حوالي 15 شخصية مختلفة للفرد الواحد)، ذات صفات متباينة تماماً، كل واحدة منها ذات نموذج شخصي ورؤية للأحداث والمحيط مختلفة، وأن كل واحدة من هذه الشخصيات لديها القدرة على التحكم الكامل في تصرفات هذا الشخص، ولديها اسم مختلف في معظم الحالات (4).
أما البروفيسور فيليب كوونس (5)، أستاذ الطب النفسي في جامعة إنديانا، فقد تولى في ورقة بحثية له نُشرت في سنة 1988 توصيف شامل لأعراض هذا الاضطراب النفسي. جاء ضمن ذلك التوصيف أن التحول بين الشخصيات يتم خلال فترة قصيرة للغاية (حوالي خمسة ثوان في أغلب الحالات) ومن الممكن أن يصاحبها عملية رمش سريع لجفون العين أو تقلصات في عضلات الوجه أو بعض أجزاء الجسد،
وأن المصابون بهذا المرض من السهل التأثير عليهم بواسطة الضوء واختلافاته وما يصاحب ذلك من مؤثرات بصرية أو التأثيرات العاطفية الشديدة (قارن ذلك مع الوصف في إنجيل مرقس لتصرفات الشخص المريض عند رؤيته ليسوع الإنجيلي قادماً نحوه)، وأن المصاب بهذا الاضطراب من الممكن أن ينخرط في عملية إيذاء الذات (من بين خمسين مريض في أحد الدراسات، أربعة وثلاثين بالمئة انخرطوا في عملية إيذاء الذات وتشويه الجسد،
وفي دراسة أخرى مكونة من خمسة وستين مريض، انخرط تسعة وثلاثين بالمئة في هذه الممارسة)، وأن التحول بين الشخصيات يصاحبه تحول في نبرة الصوت، ضمن صفات أخرى أخذنا منها موضع الحاجة (6). كما أن المصابون بهذا المرض تتطور عندهم ظواهر الاكتئاب وخلل في عادات التغذية وعزلة شديدة عن المجتمع، وقد تتطور لديهم أيضاً نزعات عنيفة جداً ضد الآخرين إلى حدود القتل، وهذا مما دفع بعض الدراسات القانونية إلى النظر في مسألة المسؤولية الجنائية للمصابين بهذا المرض.
أما الدكتور هارلدور إيرلندسون (7) فقد تولى النظر في ورقة بحثية عن كيفية نظر هذه الشخصيات المتعددة إلى نفسها. ففي هذه الورقة البحثية خلص إلى نتيجة غاية في الأهمية، فقد وجد أن الشخصيات المتعددة للشخص الواحد، هناك على الأقل تسعة وعشرين بالمئة من هذه الحالات تواجدت شخصية واحدة على الأقل من الشخصيات المتعددة عرّفت عن نفسها على أنها (شيطان) (8).
أما فيما يتعلق بالأسباب التي تؤدي بالإصابة بهذا المرض فهي متعددة، إلا أنها تشترك في صفة عامة وهي تواجد أزمة نفسية شديدة ناتجة عن اعتداء جسدي أو جنسي أو إهمال شديد في مرحلة الطفولة المبكرة في الأغلبية من الحالات (9). إلا أن نتائج هذه الأزمة النفسية الشديدة المتمثلة في (اضطراب تعدد الشخصيات) لا يظهر عادة إلا في سن ما بين العشرين إلى الخمسين سنة.
ففي دراسة نُشرت سنة 1980 أظهرت أن ما بين خمسة وتسعين إلى ثمانية وتسعين بالمئة من شريحة شملت أكثر من ألف مريض قد عانوا من اعتداء جسدي أو جنسي في مرحلة الطفولة. فتعدد الشخصيات هي أشبه بوسيلة دفاعية نفسية للتغلب على آثار هذه الأزمة خرجت خارج نطاق سيطرة الفرد (10). أما العلاج فيجب أن يمر بثلاث مراحل:
المرحلة الأولى تتمثل في ضمان سلامة الفرد والمحيط والتخلص من حالات الاكتئاب، والثانية محاولة استرجاع تفاصيل الاعتداء أو الأزمة النفسية الشديد ومن ثمة مواجهة آثارها، وأخيراً محاولة دمج تلك الشخصيات في شخصية واحدة من خلال وسائل علاجية نفسية متعددة. أما فترة العلاج فهي ما بين السنتين في الأغلب لتصل إلى سبع سنوات في بعض الحالات.
إذن، التوصيف الإنجيلي للحالة المرضية وطريقة تشخيص وتعامل يسوع الإنجيلي معها هو خطأ واضح. إذ لا وجود حقيقي في تلك الحالات لعملية تلبس شيطاني، هذا إنْ وُجد أصلاً، ولا وجود لعمليات إخراج شياطين وإدخالها في أجساد أخرى كما هو في السياق الأسطوري الإنجيلي.
وإنما المريض كان يعاني من (اضطراب تعدد الشخصية) نتج عنه ما نشاهده اليوم في العديد من الحالات المرضية النفسية. ولذلك، فإن تلك القصة لا تصمد أمام السرد الواقعي التاريخي، وإنما هي محض خيال واختراع.
إذ يستحيل، منطقياً، على اضطراب نفسي إنساني واضح من خلال الأعراض التي تولى سردها إنجيل مرقس أن يتم نقلها، كذا، إلى قطيع من الخنازير.وهذا بدوره يُلغي مصداقية القصة كسرد تاريخي واقعي للأحداث ويصفها بالوضع والتزوير
السؤال تجيب عنه طوائف المسيحيين. بعضهم يقول المسيح هو الله (الأقباط)، وبعضهم يقول المسيح إبن الله (الكاثوليك)، و آخرون يقولون إنه فقط بشر و هم طائفة مسيحية لم تعد موجودة يسمى أتباعها Ebionites و لا أدري ترجمتها باللغة العربية. أما المسيحيون الأرثودوكس فليدهم نظريّتهم الخاصة حول طبيعة السيد المسيح (هل هو إله أم بشر أم الإثنين معا؟ إلخ..) إلا أنهم جميعا يتفقون على أنه صُلب. لكن حتى هذه المسألة فيها الكثير من التشكيك و الغموض، فقد أعلن مؤخرا عن إكتشافات لأناجيل جديدة كانت مطمورة تحت الأنقاد وتعود لقرون قديمة، حيث تتناقد مع الأناجيل الموجودة حاليا. منها مثلا إنجيل يهوذا (كشفت عنه محطة National Geographics التلفزيونية منذ مدة) والآخر هو إنجيل برنابا. الأول يبيّن أن يهوذا (أحد الحواريّين) لم يكن خائنا للمسيح كما تزعم الأناجيل المعتمدة حاليا، والثاني نظرُته قد تكاد تكون متطابقة تماما لنظرة الدين الإسلامي للمسيح. بأية حال، صديقي “جوجل” كفيل بتبيان كل تلك الفرضيات لمن أراد أن يبحث في الموضوع بشكل أعمق. [1]
و بغض النظر عن طبيعة السيد المسيح، إن زبدة القول هو أن صُلب العقيدة المسيحية فيه الكثير من الجدل و الغموض. هذا باعتراف الدارسين للمسيحية و ليس كلامي.
فيما يلي الأناجيل المعتمدة منذ القدم وحتى اليوم لدى المسيحيين عامة: مُرقُس (Mark) و مَتّى (Matthew) و يوحنّا (John) و لوقا (Luke). عددها أربعة و مسمّاة بأسماء بشر كتبوا الأناجيل بأيديهم، و هذا متفق عليه، رغم أنّهم لم يكونوا جميعا من الحواريّين الذين رافقوا السيد المسيح في مسيرة حياته [2] . تلك هي النسخ المعتمدة إذن، و لكن هناك نسخا أخرى أقصيت منذ زمن بعيد لأنها -كما تزعم مصادر مسيحية كثيرة- كانت تتعارض مع المعتقدات الدينية السائدة آنذاك، ومنها ما ذكرتُه في الفقرة السابقة.الأناجيل الأربعة التي إعتمدتها الكنيسة أطلق عليها إسم العهد الجديد (New Testament) وجميعها كُتبت بعد وفاة السيد المسيح كما جاء هنا. أما بخصوص ما ورد فيها، فهي سيرة السيد المسيح وتعاليمه و معجزاته وقصّة صلبه. كذلك يوجد فيها مواعظ للسيد المسيح (Parables) تتجلى فيها حكمته البالغة. لكن سواء كُتبت الأناجيل استنادا لأحداث شوهدت رأي العين، أو لنصوص نزلت من السماء، أو لأي شيء لآخر، فإن فيها اختلافات كثيرة. فالروايات والأحداث قد تختلف من إنجيل لآخر. و هناك نصوص بكاملها اعتبرتها طائفة البروتيستنت ليست من الإنجيل. في هذه الصفحة حديث كامل عن الموضوع.
أخيرا، إن النسخ الأصلية للأناجيل باللغة الآرامية أو الاغريقية مفقودة حتى يومنا هذا. متفق عليه.
والآن كيف أنا أقرأ المسيحية أو اليهودية من وجهة نظر الإسلام؟ سأعود إلى ما نصّه القرآن وما قرأته عن الأنبياء في التوراة و الإنجيل. كل الكتب السماويّة تُقرّ بأن الأنبياء أرسلهم الله لكي يدعوا أقوامهم لعبادة الله الواحد. و لم تذكر أي من تلك الكتب [3] أن موسى قال لقومه أن الله له إبن. ولم يحدث ذلك في قصص باقي الأنبياء المذكورة في العهد القديم. ليس هناك نص صريح و واضح و مباشر في الكتب السماوية السابقة تقول على لسان الأنبياء الذين جاؤوا قبل السيد المسيح أن الله له ولد. هذه النقطة مفصليّة و يجب الوقوف عندها.
والآن آتي للسؤال الدسم: إذ كان المسيح إبن الله، ألا يعني ذلك أن المسيح كان إبن الله قبل أن يخلق الله البشرية؟ هل يُعقل أن المسيح وُلد بعد خلق البشرية؟
إن الغريب هو أن ليس هناك نبيّ واحد منذ أن خلق الله البشرية يزعم بأن الله عنده ولد. و لم يُذكر ذلك على لسان أيّ منهم في التوراة. هل لدى أحدكم دليل يثبت غير ذلك؟
اذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآبِ وَالاِبْنِ وَالرُّوحِ
الْقُدُسِ. وَعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ. وَهَا أَنَا مَعَكُمْ
كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ». آمِينَ
مُحرفة وغير موجودة بالإنجيل
الدليل وإقامة الحُجة :
هذا النص فى الإنجيل مأخوذ من قرابة 9 مخطوطات أقدمها يعود إلى القرن الرابع عشر الميلادي، عام 1385 م،
هذا النص غير موجود بإنجيل متى العبري
بظهور إنجيل عِبْري لمتى وإختفاء هذا النص منه ... ظهرت الخلافات بين اتباع المسيحية ..بين مؤيد لأصالة هذا الكِتابِ ومُعارض ... لأن كثيراً من النصوص الهامة غير موجودة , بل و النص الوحيد الباقي في الكتاب وقد يُشير إلى ثالوث حُذف هو أيضاً وما عاد موجوداً ....!!!
ونلاحظ أن النص في إنجيل متى العبري هذا قد أظهر التحريف التالي :
1- أنه قد تم إضافة ( جميع الأمم ) للإنجيل الحالي...
2- وإضافة (وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآبِ وَالاِبْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ...
3- وإضافة (ها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر آمين ) ....
ونلاحظ أن النص في متى العبري يتفق مع ما قاله لوقا ومرقس :
إذ لا يوجد ذكر نهائي للمعمودية في إنجيل متى العبري , مما يجعل النص يتفق مع ما قاله المسيح في لوقا ومرقس كما سنبينه بعض قليل ..
والآن لنرى النص في الإنجيل العبري :
اذهبوا وتلمذوهم ليُنفذوا كل ما أوصيتكم به إلى الأبد
وها هو التحريف بعد الترجمة في الإنجيل الحالي :
اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم بإسم الآب والإبن والروح القدس وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به , وها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر آمين
إن إنجيل متى العبري إن وُجد فهو الذي يُعوّّل عليه لا على غيره ..
لأنه أصل الإنجيل الذي لمتى وأصل لغته , فليس حاله كحال باقي الأناجيل التي كُتبت باليونانية أو أنها تُرجمت بعد ذلك إلى اليونانية ...
إثبات أن إنجيل متى كُتِب بالعبرانية :
1- العلامة أوريجانوس اول مفسر رمزي للإنجيل والذي يُستشهد به في الكنائس يقول في كتابه الأول عن إنجيل متى ..
الكتاب الثالث الفصل 24 ... والذي نقل لنا كلامه يوسابيوس القيصري في كتابه تاريخ الكنيسة ...الكتاب السادس - 25 : 4 - مراجعة للأسفار القانونية ) - صفحة 274 - ترجمة القمص مرقص داود - مكتبة المحبة .... فيقول :
"..عرفت من التقليد أن أولها - يقصد الأناجيل الأربعة - كتبه متى ,الذي كان عشاراً , ولكنه فيما بعد صار رسولاً ليسوع المسيح وقد أعد للمتنصرين من اليهود , ونشر باللغة العبرانية "
وهذا رابط لما قاله أوريجانوس من كتاب تاريخ الكنيسة على الإنترنت - تجدونها في الفقرة الرابعة:
http://www.ccel.org/ccel/schaff/npnf201.iii.xi.xxv.html
2- وشهد بذلك أيضاً بابياس أسقف هيرابوليس , والذي توفى سنة 155 م - كما عليه الاكثرية - , فقال :
" وقد كتب متى الأقوال بالعبرانية, ثم فسرها كل واحد إلى اليونانية حسب استطاعته",هذا رابط ما قاله بابياس من على الإنترنت في الفقرة السادسة vi :
http://biblestudy.churches.net/CCEL/FATHERS2/ANF01/ANF0143.HTM
من أجزاء لمقالات من اقوال بابياس :
[This is what is related by Papias regarding Mark- but with regard to Matthew he has made the following statements]: Matthew put together the oracles [of the Lord] in the Hebrew language, and each one interpreted them as best he could
_______
3- ولنرى يا سادة ما يقول القديس جيروم (القديس إيرونيموس المتوفى سنة 420 ميلادي ) والذي أخلى مسئوليته من التحريف على الأقل في متى ... فقال:
"إن الذي ترجم متى من العبرانية إلى اليونانية غير معروف "
المصدر :
Jerome-Lives of Illustrious Men,362
بل الأدهى لو عرفنا يا سادة أن إنجيل متى العبراني هو نفسه إنجيل الناصريين ( الأبيونيين ) وهو نفسه إنجيل النصارى المتهودين ...
ليس هذا ما أقوله انا أو يقوله العامة
بل إنه جيروم نفسه الذي يؤكد ذلك ...
ومن هو جيروم؟!!!...
إنه القديس ايرونيموس صاحب الفولجاتا اللاتينية الذي لولاه لما بقي كِتاب للنصارى , ذلِك الذي يثِق فيه وفي أمانتِهِ النصارى ..!!
لقد ذكر جيروم أن انجيل متى هو نفسه انجيل الناصريين وذكر أنه اطلع عليه بمكتبة بامفيلوس بقيصرية ... مما فتح الطريق إلى من خرج مستوثقاً بكلام جيروم وبابياس أن يقول :
"من المحتمل أن يكون إنجيل الناصريين , هذا هو الأصل العبراني لإنجيل متى ثم طرأت عليه توسعة وتعديل أخرجته عن المشابهة الظاهرة به "
Fausset s Bible Dic,art.P458...
بل إن هذا الإعتراف المُهين بتوسع النص وتعديله فضلاً عن كونه إستهتار كنسي بمعتقد الإلهامية وعدم التحريف فإنه يُؤكد ويُجيز الإتهام ليس فقط لنص المعمودية الثالوثية
بل للكتاب كله ...وينقض مصداقيته أننا نجد أن جميع رُسل المسيح وتلامذته بما فيهم بطرس حبيب المسيح ... وبولس الذي ادّّّّعى بلا دليل أنه رسول المسيح إلى الأمم ... وكذلك كتبة الإنجيل وشهاداتهم جميعاً...
نجدهم جميعاً لم يُعمدوا بإسم الآب والإبن والروح القدس
وإنما كانوا يعمدون باسم المسيح فقط ... بطرس الصخرة ورسول المسيح و واحد من الأحد عشر تلميذا يُخالف تعاليم المسيح
فإذا كانت هذه المقولة التي في الإنجيل اليوم صحيحة وكان يسوع قد قال للأحد عشر تلميذاً إذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والإبن والروح القدس ...
فيكون بطرس قد خالف وصايا سيده لأنه عمد بإسم يسوع المسيح ...
وضرب بوصية المسيح عرض الحائط ....ولم يُعمد بإسم الثلاثة اقانيم
كما نرى ذلك في:
( أعمال 2 : 38 ) فَقَالَ لَهُمْ بُطْرُسُ: تُوبُوا وَلْيَعْتَمِدْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عَلَى اسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ لِغُفْرَانِ الْخَطَايَا فَتَقْبَلُوا عَطِيَّةَ الرُّوحِ الْقُدُسِ.
( أعمال 10 : 42 - 43 ) وَأَوْصَانَا أَنْ نَكْرِزَ لِلشَّعْبِ وَنَشْهَدَ بِأَنَّ هَذَا هُوَ الْمُعَيَّنُ مِنَ اللهِ اءِ وَالأَمْوَاتِ. لَهُ يَشْهَدُ جَمِيعُ الأَنْبِيَاءِ أَنَّ كُلَّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ يَنَالُ بِاسْمِهِ غُفْرَانَ الْخَطَايَا.
(أعمال 10 : 48 ) وَأَمَرَ أَنْ يَعْتَمِدُوا بِاسْمِ الرَّب حِينَئِذٍ سَأَلُوهُ أَنْ يَمْكُثَ أَيَّاماً "
_____________
2- فيلبس أحد تلاميذ المسيح يُخالف هو أيضاً وصايا المسيح :
لقد خالف تعاليم المسيح ولم يُعمد باسم الآب والإبن والروح القدس
كما نرى ذلك في:
( أعمال 8 : 16 ) لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ قَدْ حَلَّ بَعْدُ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ غَيْرَ أَنَّهُمْ كَانُوا مُعْتَمِدِينَ بِاسْمِ الرَّبِّ
يَسُوعَ."
_____________
3 - حنانيا الذي كان تقياً حسب الناموس يُخالف تعاليم المسيح :
ويُعمد بولس بإسم الرب وليس بإسم الثلاثة أقانيم
كما نرى ذلك في:
( أعمال 22 : 16 ) وَالآنَ لِمَاذَا تَتَوَانَى؟ قُمْ وَاعْتَمِدْ وَاغْسِلْ خَطَايَاكَ دَاعِياً بِاسْمِ الرَّبِّ.
_____________
4 - بولس الذي يدعي أنه رسول المسيح للامم يُخالف تعاليم المسيح
فبولس لم يُعمد بإسم الآب والإبن والروح القدس
بل بإسم الإبن فقط ....
فهل كان يجهل تعاليم المسيح أم كان يُخالف وصاياه؟
أم أنه تأثر بحنانيا حين عمّّده أيضاً بنفس الطريقة ...
وصدق حنانيا وكذّب الروح القُدُس؟
( أعمال الرسل 19 : 5 ) فَلَمَّا سَمِعُوا اعْتَمَدُوا بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوع "
( كورنثوس 1 6 : 11 ) وَهَكَذَا كَانَ أُنَاسٌ مِنْكُمْ. لَكِنِ اغْتَسَلْتُمْ بَلْ تَقَدَّسْتُمْ بَلْ تَبَرَّرْتُمْ بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ وَبِرُوحِ إِلَهِنَا.
لم يُخالف بولس مسيح الله في هذا وحسب بل إن بولس خالفه ايضاً حين عمّد بكرازة هذا الذي صلب من أجلنا ...
ألم يعلم ان وصية المسيح في متى كانت بعد صلبه ولذا إن كان العماد لصلب المسيح لكان المسيح أولى أن يقول ذلك؟!!!!!
بل إن المسيح لم يذكر فيها للحظة ان الكرازة والمعمودية بصلبه!!!!
إذن فبولس يُخالف المسيح في العماد , ويُخالفه مرة أخرى بمناقضة غرض العماد ويُكذب المسيح
لأن معمودية المسيح كانت بالتوبة لمغفرة الخطايا وليس بالصلب لمغفرة الخطايا ... وليست بموته
فنجد لوقا على لسان المسيح يقول :
وَأَنْ يُكْرَزَ بِاسْمِهِ بِالتَّوْبَةِ وَمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا لِجَمِيعِ الأُمَمِ مُبْتَدَأً مِنْ أُورُشَلِيمَ.48 وَأَنْتُمْ شُهُودٌ لِذَلِكَ.
بينما بولس يقول في ( كورنثوس1 1 : 12-15 ):
فَأَنَا أَعْنِي هَذَا: أَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ يَقُولُ: «أَنَا لِبُولُسَ وَأَنَا لأَبُلُّوسَ وَأَنَا لِصَفَا وَأَنَا لِلْمَسِيح هَلِ انْقَسَمَ الْمَسِيحُ؟ أَلَعَلَّ بُولُسَ صُلِبَ لأَجْلِكُمْ أَمْ بِاسْمِ بُولُسَ اعْتَمَدْتُمْ؟ أَشْكُرُ اللهَ أَنِّي لَمْ أُعَمِّدْ أَحَداً مِنْكُمْ إِلاَّ كِرِيسْبُسَ وَغَايُسَ حَتَّى لاَ يَقُولَ أَحَدٌ إِنِّي عَمَّدْتُ بِاسْمِي
ونعود لطريقة العماد باسم المسيح ....
وهنا نجد بولس يؤكد أن العماد بإسم الذي صُلب يعني بإسم المسيح وهذا دليل واضح أكيد أن التعميد ليس بإسم الآب ولا الروح لأنهما لم يُصلبا كما يعترف بذلك النصارى أنفسهم ... وهذا رد بولسي من كتابكم صريح يُفحم كل من يدّعي أن العماد بإسم المسيح مثله كالعماد بالثالوث لأنهم واحد كما يزعمون ....
فبولس يؤكد أن العماد لموت المسيح ... والآب والروح لم يموتا ..
فيقول بولس أيضاً في رومية
(رومية 6 : 3 ) أَمْ تَجْهَلُونَ أَنَّنَا كُلَّ مَنِ اعْتَمَدَ لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ اعْتَمَدْنَا لِمَوْتِهِ
( غلاطية 3 : 27 ) لأَنَّ كُلَّكُمُ الَّذِينَ اعْتَمَدْتُمْ بِالْمَسِيحِ قَدْ لَبِسْتُمُ الْمَسِيحَ.
_____________
5 - في مرقس نجد أن التعميد ليس بإسم أحد بل كرازة بالإنجيل وإسم يسوع
فهل كان مرقس يجهل أن المعمودية لابد أن تكون بالآب والإبن والروح القدس؟...
أم أن مرقس يُحرف في كلام الله؟
أم أن المسيح يُناقض نفسه ؟
14أَخِيراً ظَهَرَ لِلأَحَدَ عَشَرَ وَهُمْ مُتَّكِئُونَ، وَوَبَّخَ عَدَمَ إِيمَانِهِمْ وَقَسَاوَةَ قُلُوبِهِمْ، لأَنَّهُمْ لَمْ يُصَدِّقُوا الَّذِينَ نَظَرُوهُ قَدْ قَامَ. 15وَقَالَ لَهُمُ: اذْهَبُوا إِلَى الْعَالَمِ أَجْمَعَ وَاكْرِزُوا بِالإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّهَا. 16مَنْ آمَنَ وَاعْتَمَدَ خَلَصَ، وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ يُدَنْ. 17وَهَذِهِ الآيَاتُ تَتْبَعُ الْمُؤْمِنِينَ: يُخْرِجُونَ الشَّيَاطِينَ بِاسْمِي وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ جَدِيدَةٍ. 18يَحْمِلُونَ حَيَّاتٍ، وَإِنْ شَرِبُوا شَيْئاً مُمِيتاً لاَ يَضُرُّهُمْ، وَيَضَعُونَ أَيْدِيَهُمْ عَلَى الْمَرْضَى فَيَبْرَأُون. 19ثُمَّ إِنَّ الرَّبَّ بَعْدَمَا كَلَّمَهُمُ ارْتَفَعَ إِلَى السَّمَاءِ، وَجَلَسَ عَنْ يَمِينِ اللَّهِ. 20وَأَمَّا هُمْ فَخَرَجُوا وَكَرَزُوا فِي كُلِّ مَكَانٍ، وَالرَّبُّ يَعْمَلُ مَعَهُمْ وَيُثَبِّتُ الْكَلاَمَ بِالآيَاتِ التَّابِعَةِ. آمِينَ".
_____________
6 - في لوقا نجد أن التعميد ليس بإسم الآب والإبن والروح القدس وإنما بإسم المسيح بالكرازة بالتوبة ومغفرة الخطايا ولم يقل التعميد بالثالوث بل كرازة بالإنجيل ....
فهل كان لوقا يجهل ما عرفه متى؟....
هل كان لوقا يجهل أن المعمودية لابد أن تكون بالآب والإبن والروح القدس؟...
أم أن لوقا يُحرف في كلام الله؟
أم أن المسيح يُناقض نفسه ؟
( لوقا 24 : 46 ) وَقَالَ لَهُمْ:هَكَذَا هُوَ مَكْتُوبٌ وَهَكَذَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّ الْمَسِيحَ يَتَأَلَّمُ وَيَقُومُ مِنَ الأَمْوَاتِ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ 47 وَأَنْ يُكْرَزَ بِاسْمِهِ بِالتَّوْبَةِ وَمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا لِجَمِيعِ الأُمَمِ مُبْتَدَأً مِنْ أُورُشَلِيمَ.48 وَأَنْتُمْ شُهُودٌ لِذَلِكَ.
لماذا خالف متى ما قاله مرقس وما قاله لوقا؟
إن ما قاله المسيح على لسان مرقس ولوقا هو البشارة بالإنجيل والكرازة بإسمه
ولكن متى يُخالفهم ويضع المسيح وتلاميذه في مأزق التناقض والعصيان :
- فقد جعل متى المسيح مناقضاً نفسه حين يقول اذهبوا وعمدوهم باسم الثلاثة مُخالفاً ومناقضاً نفسه في لوقا ومرقس
-كما أن متى أظهرالتلاميذ مُخالفين كلام الرب عاصين لأوامره حين عمدوا جميعاً بإسم المسيح وليس بإسم الثلاثة .
إن المشكلة التي تُقابل علماء الكتاب ...وتؤرق مضجعهم وتُشكك في معموديتهم هي هذا التناقض الذي في متى ومخالفته لجميع التلاميذ ورسل المسيح في التعميد بل مُظهراً المسيح نفسه مناقضاً لما قاله في لوقا ومرقس .
مما حدا بهم إلى التنقيب عن أصل نص متى في جميع المخطوطات اليونانية,وزاد حيرتهم واستفهاماتهم أن النص موجود بهم ... ولنرى ما يقوله
E.W. Bullinger
في كتابه
Word Studies on the HOLY SPIRIT
صفحة 47 و 48 :
Bible scholar, E.W. Bullinger, in his Word Studies on the HOLY SPIRIT, pp.47, 48
"These words are contained in every Greek MS. known, and are, therefore, on documentary evidence, beyond suspicion: but yet there is one great difficulty with regard to them. "
" إن هذه الكلمات مدرجة في كل مخطوطة يونانية معروفة وبالتالي فهي تستند على سند موثوق فوق كل الشبهات , ولكن مع ذلك فهناك صعوبة كبيرة تتعلق بهم "
فما هي هذه الصعوبة ؟
" الصعوبة هي أن الرسل أنفسهم لم يُطيعوا هذه الوصية أبداً ,ولا يوجد أي إشارة إطلاقاً في باقي العهد الجديد قد تدل على أن أحداً قد نفذها . فقد كان التعميد دائماً بإسم شخص واحد وهو الرب يسوع "
"The difficulty is that, the Apostles themselves never obeyed this command- and in the rest of the New Testament there is no hint as to it ever having been obeyed by anyone. Baptism was always in the name of the one person of the Lord Jesus."
ويبدو أن هذا العالم الإنجيلي يتجاهل بقصد أن إنجيل متى هو الإنجيل الوحيد الذي لم يُكتب أصله باليونانية وإنما بالعبرية ...
كما بيناه في الإثبات الأول ...ويُحاول تجاهل إنجيل متى العبري الموجود حالياً
فلماذا إذاَ لم يُحل هذا الإنجيلي حكمه إلى المخطوطة العبرية لإنجيل متى ؟
إنها الإنتقائية والخداع والخوف من مواجهة الحقيقة .
لأنه لو كان قد إستشهد بحكم إنجيل متى العبري
لوجد أن النص محذوف فيه . كما بيناه أعلاه ...بل يلجأون إلى نقض شرعية هذا الإنجيل ومحاربته
...
فإن قلتم أنه تقليد كنسي مأخوذ عن التلاميذ مُحاولين سرقة كلمة من هنا وهناك لإخفاء تحريفكم فإننا قد أثبتنا لكم بالدليل القاطع أن التلاميذ جميعاً لم يستخدموا ولم يعرفوا هذه الصيغة في المعمودية.
وإن تبجحتم وقلتم أنكم قد أخذتموها عن المسيح ... مُشيرين إلى هذا النص الملفق . فإننا قلنا لكم إن هذا النص الذي ذكره متى يُخالف ما قاله المسيح نفسه في لوقا ومرقس ....ويُخالف تلاميذ المسيح
وأنتم يجب أن تُصدقوا تلاميذ المسيح وتُكذبوا متى وليس العكس لماذا؟
1- لأن متى لم يكن يوماً من الأيام تلميذاً للمسيح
2- ولأن متى لم يكن حاضراً مع المسيح
3- ولأن متى أخذ تعاليمه من رُسُل المسيح , وهم يُخالفونه فيؤكد خطأه هو لا خطأهم هم
4- بل إن المسيح نفسه قالها للأحد عشر تلميذاً فقط وكان منهم بالطبع بطرس حبيب المسيح , وجميعهم لا يقولون بهذه الصيغة في متى وبالتأكيد فهم أعلم من متى بما قاله المسيح لهم.
5- وعن التلاميذ الأحد عشر تعلم بولس طريقة المعمودية, وبولس نفسه لم يقل ابداً بهذه الصيغة التي في متى
فإذا كان رُسُل المسيح وبولس كما رأينا يؤكدون المعمودية
بعكس وخلاف ما يقوله متى ... ومتى قد أخذ عنهم ....
فيُلزم ذلك خطأ متى في النقل أو تحريف الكتبة في الترجمة
إذا كان معمودية الثالوث من أقوال المسيح وجائت مقرونة بدعوة الأمم فلماذا حينما أخطأ بطرس وعمد أمميا وثنيا, فإن الجميع لم يترك له فرصة إلا وهاجمه ؟!!!...وما كان منه إلا ان اعتذر ونسب هذا الكلام لنفسه وأنه تكلم بدافع شخصي ...
.
فإذا كان نص التعميد بالثالوث من أقوال المسيح فعلاً فكيف هاجمتموه؟!!..
فإذا كان نص التعميد بالثالوث من أقوال المسيح فكيف ينسبه بطرس لنفسه؟!!!.
فإذا كان نص التعميد بالثالوث من أقوال المسيح فكيف يصمت بطرس ولم يصرخ باعلى صوت هذا ما قاله المسيح ليس من عند نفسي؟!!!! ....
فإذا كان نص التعميد بالثالوث من أقوال المسيح فما مشكلة بطرس مع إخوانه بشأن الوثني الروماني كرنيليوس عندما قبله في طاعة الإنجيل إذن؟!!!
فإذا كان نص التعميد بالثالوث من أقوال المسيح فكيف أنكرتم على بطرس و قاومتموه, حينما عمد أممياً ؟!!!....ونرى هذا المسكين ينسب عمله لنفسه ولمجرد اجتهاده الشخصي...إذا! أين اعتبار المسيح؟!!!...
فإذا كان نص التعميد بالثالوث من أقوال المسيح فلم لم يذكرهم بهذا القول المقدس المفترض أنه وسائر الرسل قد سمعوه من المسيح ذاته بعد القيامة, واخبروا به سائر التلاميذ والأتباع..لماذا لم يصرخ بأعلى صوت ويقول إنه أمر المسيح المقدس؟!!!
الدليل الرابع على أن نص التعميد بالثالوث محرف
أن الكنيسة قد أخذت حوالي مائتا عام من التصادم والخلاف والقتال الدامي في بعض الأحيان من أجل اثبات عقيدة التثليث قبل أن توضع طريقة التعميد هذه قيد الاستعمال
وبالتأكيد لو كان نص التعميد بالثالوث في الانجيل الأصلي فلما كان هناك حاجة الى القتال .
ولما كان هناك حاجة إلى المجامع أصلاً
ولما كان هناك مُبرر لأن يُخالف آريوس بابا الإسكندرية ويُصمم على موقفه من توحيد الله وتمييزه عن الإبن
القديس باسيليوس الكبير
(329 - 379 )
يؤكد أن النص غير موجود في الإنجيل وأنه تقليد شفهي متوارث
هذا القديس والذي كان اوائل من ظهروا مدافعين عن ألوهية المسيح إلا أنه أول من نادى بألوهية الروح القدس علانية .
يُقر أن التعميد بصيغة الثالوث ماهو إلا تقليد كنسي
وأنه من أسرار الكنيسة الغير مكتوبة التي تسلمها الآباء من المسيح والحواريين
وتوارثوها شفاهاً بالتتابع ...
وذلك أثناء رده على من أنكر تأليه الروح القدس وحجتهم بأنه لم يصل به أي مكتوب وطالبوا بتقديم السند الكتابي , و لم يجد لهم سنداً وهذا يعني أن صيغة التثليث الذي بمتى لم يُدون في الإنجيل حتى القرن الرابع ...
لنرى ما يقوله باسيليوس
" But the object of attack is faith. The one aim of the whole band of opponents and enemies of “sound doctrine” is to shake down the foundation of the faith of Christ by levelling apostolic traditionwith the ground, and utterly destroying it. So like the debtors,—of course bona fide debtors—they clamour for written proof, and reject as worthless the unwritten tradition of the Fathers. But we will not slacken in our defence of the truth. We will not cowardly abandon the cause. The Lord has delivered to us as a necessary and saving doctrine that the Holy Spirit is to be ranked with the Father. Our opponents think differently, and see fit to divide and rend asunder, and relegate Him to the nature of a ministering spirit ... "
وها هو الرابط لما قاله با سيليوس في كتابه الروح القدس الفصل العاشر
http://www.ccel.org/ccel/schaff/npnf208.vii.xi.html
والآن لنرى تعريب جزء مما قاله في ترجمة د.جورج حبيب بباوي في تعريبه (القديس باسيليوس الكبير : الروح القدس ) الفصل10 صفحة 91 ... فيقول :
" إنهم يريدون هدم التسليم الرسولي ومحوه ليصبح في مستوى تراب الأرض وهم مثل الذين عليهم دين واقترضوا من آخرين , ولكنهم يطلبون الإبطال , أي الوثيقة المكتوبة ويرفضون تسليم الآباء غير المكتوب كأنه بلا قيمة أما نحن فلن نتأخر عن الدفاع عن الحق ولن نهرب مثل الجبناء لقد سلمنا الرب كأساس للخلاص : التعليم بأن الروح القدس يُحسب مع الآب في جوهر واحد . أما المقاومون فهم يقولون عكس ذلك ويُعبرون عن رأيهم بفصل الروح القدس عن الآب واعتباره في مرتبة الأرواح الخادمة "
فهل أثبت باسيليوس لهم أن التعميد بالثالوث ومساواة الروح القدس بالله في الكُتُب ...ومكتوب؟!!!
بالطبع لا
في الفصل السابع والعشرين وتحت موضوع :
فيما يخص الكلمة "مع " وماهي القوة التي تملكها. أيضاً ما يتعلق بنواميس الكنيسة الغير مكتوبة
Of the origin of the word “with,” and what force it has. Also concerning the unwritten laws of the church.
نقرأ الآتي :
" Of the beliefs and practices whether generally accepted´-or-publicly enjoined which are preserved in the Church some we possess derived from written teaching- others we have received delivered to us “in a mystery” by the tradition of the apostles- and both of these in relation to true religion have the same force).......For were we to attempt to reject such customs as have no written authority, on the ground that the importance they possess is small,....). For instance, to take the first and most general example, who is thence who has taught us in writing to sign with the sign of the cross those who have trusted in the name of our Lord Jesus Christ? What writing has taught us to turn to the East at the prayer? Which of the saints has left us in writing the words of the invocation at the displaying of the bread of the Eucharist and the cup of blessing? For we are not, as is well known, content with what the apostle´-or-the Gospel has recorded, but both in preface and conclusion we add other words as being of great importance to the validity of the ministry, and these we derive from unwritten teaching. Moreover we bless the water of baptism and the oil of the chrism, and besides this the catechumen who is being baptized. On what written authority do we do this? Is not our authority silent and mystical tradition? Nay, by what written word is the anointing of oil itself taught? And whence comes the custom of baptizing thrice? And as to the other customs of baptism from what --script--ure do we derive the renunciation of Satan and his angels?
Does not this come from that unpublished and secret teaching which our fathers guarded in a silence out of the reach of curious meddling and inquisitive investigation? Well had they learnt the lesson that the awful dignity of the mysteries is best preserved by silence .
Time will fail me if I attempt to recount the unwritten mysteries of the Church. Of the rest I say nothing- but of the very confession of our faith in Father, Son, and Holy Ghost, what is the written source? If it be granted that, as we are baptized, so also under the obligation to believe, we make our confession in like terms as our baptism, in accordance with the tradition of our baptism and in conformity with the principles of true religion, let our opponents grant us too the right to be as consistent in our a--script--ion of glory as in our confession of faith. If they deprecate our doxology on the ground that it lacks written authority, let them give us the written evidence for the confession of our faith and the other matters which we have enumerated. While the unwritten traditions are so many, and their bearing on “the mystery of godliness” is so important, can they refuse to allow us a single word which has come down to us from the Fathers-—which we found, derived from untutored custom, abiding in unperverted churches-—a word for which the arguments are strong, and which contributes in no small degree to the completeness of the force of the mystery?.
ها هو الرابط :
http://www.ccel.org/ccel/schaff/npnf208.vii.xxviii.html
ونقتبس ترجمة لجزء بسيط منه نقلها الأستاذ حسني الأطير
من نفس كتاب الروح القدس , ترجمة حبيب باباوي
فصل 27 ص163
يقول باسيليوس :
" وسوف أحتاج لوقت طويل جداً إذا حاولت أن أسرد أسرار الكنيسة غير المكتوبة أما عن باقي الموضوعات فلا يجوز لي أن أقول عنها أي شيء أما عن الإعتراف بإيماننا " بالآب والإبن والروح القدس فما هو المصدر المكتوب لهذه العقيدة ؟إذا كان حقاً إننا اعتمدنا فإن التسليم الخاص بالمعمودية يُحتم الإيمان والإعتراف بصيغة معروفة عند معموديتنا ... "
إذاً فالتعميد بالثالوث بإعترافه الصريح غير موجود في الكتاب المقدس ...
في الإعتراف الصريح من الآب القديس المؤله الاول للروح القدس يقول أن التعميد بالثالوث غير موجود في الكتاب المقدس ...
وأن تأكيده هو التسليم الشفاهي الذي يُقال عند المعمودية فقط !!!!!!
التعميد بالثالوث هو إيمان بالتسليم الغير مكتوب
و لابد من الإيمان به كما آمن المعترضون بغيره بكثير من الأشياء الغير مكتوبة
فإذا كانت صيغة التعميد بالثالوث ليست مكتوبة وليست في الكتاب المقدس
فمن هذا المُحرف المُدلس الذي أضافها؟!!!!!
وإن كانت موجودة , فكيف لم يراها القديس باسيليوس الكبير؟!!!!!!!!!
لماذا لم يراها باسيليوس ولماذا إدعى أنها تسليم شفهي غير مكتوب ؟!!!!
كيف يجهل الآب الروحي لتاليه الروح القدس أن صيغة التعميد بالثالوث في الإنجيل؟!!!!
برغم وجود جميع الأناجيل الأربعة وقتئذ مدونة ومكتوبة مع باسيليوس ومع معاصريه إلا انهم فشلوا في إيجاد دليل مكتوب على الثالوث بل لم يكونوا قد وصلوا إلى قانون الإيمان الذي أقره مجمع القسطنطينية بعد ذلك سنة 381 ليعتبروا الثالوث إله واحد ....
ويعترف باسيليوس أنه غير موجود بالكتاب ....
فإذا كان الثالوث ماهو إلا صيغة تعميد شفهية غير مدونة وغير مكتوبة ولا تأذن الكنيسة في تدوينه ...
فكيف وجد طريقه إلى الكتاب المقدس ؟
مُحرفة وغير موجودة بالإنجيل
الدليل وإقامة الحُجة :
هذا النص فى الإنجيل مأخوذ من قرابة 9 مخطوطات أقدمها يعود إلى القرن الرابع عشر الميلادي، عام 1385 م،
هذا النص غير موجود بإنجيل متى العبري
بظهور إنجيل عِبْري لمتى وإختفاء هذا النص منه ... ظهرت الخلافات بين اتباع المسيحية ..بين مؤيد لأصالة هذا الكِتابِ ومُعارض ... لأن كثيراً من النصوص الهامة غير موجودة , بل و النص الوحيد الباقي في الكتاب وقد يُشير إلى ثالوث حُذف هو أيضاً وما عاد موجوداً ....!!!
ونلاحظ أن النص في إنجيل متى العبري هذا قد أظهر التحريف التالي :
1- أنه قد تم إضافة ( جميع الأمم ) للإنجيل الحالي...
2- وإضافة (وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآبِ وَالاِبْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ...
3- وإضافة (ها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر آمين ) ....
ونلاحظ أن النص في متى العبري يتفق مع ما قاله لوقا ومرقس :
إذ لا يوجد ذكر نهائي للمعمودية في إنجيل متى العبري , مما يجعل النص يتفق مع ما قاله المسيح في لوقا ومرقس كما سنبينه بعض قليل ..
والآن لنرى النص في الإنجيل العبري :
اذهبوا وتلمذوهم ليُنفذوا كل ما أوصيتكم به إلى الأبد
وها هو التحريف بعد الترجمة في الإنجيل الحالي :
اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم بإسم الآب والإبن والروح القدس وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به , وها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر آمين
إن إنجيل متى العبري إن وُجد فهو الذي يُعوّّل عليه لا على غيره ..
لأنه أصل الإنجيل الذي لمتى وأصل لغته , فليس حاله كحال باقي الأناجيل التي كُتبت باليونانية أو أنها تُرجمت بعد ذلك إلى اليونانية ...
إثبات أن إنجيل متى كُتِب بالعبرانية :
1- العلامة أوريجانوس اول مفسر رمزي للإنجيل والذي يُستشهد به في الكنائس يقول في كتابه الأول عن إنجيل متى ..
الكتاب الثالث الفصل 24 ... والذي نقل لنا كلامه يوسابيوس القيصري في كتابه تاريخ الكنيسة ...الكتاب السادس - 25 : 4 - مراجعة للأسفار القانونية ) - صفحة 274 - ترجمة القمص مرقص داود - مكتبة المحبة .... فيقول :
"..عرفت من التقليد أن أولها - يقصد الأناجيل الأربعة - كتبه متى ,الذي كان عشاراً , ولكنه فيما بعد صار رسولاً ليسوع المسيح وقد أعد للمتنصرين من اليهود , ونشر باللغة العبرانية "
وهذا رابط لما قاله أوريجانوس من كتاب تاريخ الكنيسة على الإنترنت - تجدونها في الفقرة الرابعة:
http://www.ccel.org/ccel/schaff/npnf201.iii.xi.xxv.html
2- وشهد بذلك أيضاً بابياس أسقف هيرابوليس , والذي توفى سنة 155 م - كما عليه الاكثرية - , فقال :
" وقد كتب متى الأقوال بالعبرانية, ثم فسرها كل واحد إلى اليونانية حسب استطاعته",هذا رابط ما قاله بابياس من على الإنترنت في الفقرة السادسة vi :
http://biblestudy.churches.net/CCEL/FATHERS2/ANF01/ANF0143.HTM
من أجزاء لمقالات من اقوال بابياس :
[This is what is related by Papias regarding Mark- but with regard to Matthew he has made the following statements]: Matthew put together the oracles [of the Lord] in the Hebrew language, and each one interpreted them as best he could
_______
3- ولنرى يا سادة ما يقول القديس جيروم (القديس إيرونيموس المتوفى سنة 420 ميلادي ) والذي أخلى مسئوليته من التحريف على الأقل في متى ... فقال:
"إن الذي ترجم متى من العبرانية إلى اليونانية غير معروف "
المصدر :
Jerome-Lives of Illustrious Men,362
بل الأدهى لو عرفنا يا سادة أن إنجيل متى العبراني هو نفسه إنجيل الناصريين ( الأبيونيين ) وهو نفسه إنجيل النصارى المتهودين ...
ليس هذا ما أقوله انا أو يقوله العامة
بل إنه جيروم نفسه الذي يؤكد ذلك ...
ومن هو جيروم؟!!!...
إنه القديس ايرونيموس صاحب الفولجاتا اللاتينية الذي لولاه لما بقي كِتاب للنصارى , ذلِك الذي يثِق فيه وفي أمانتِهِ النصارى ..!!
لقد ذكر جيروم أن انجيل متى هو نفسه انجيل الناصريين وذكر أنه اطلع عليه بمكتبة بامفيلوس بقيصرية ... مما فتح الطريق إلى من خرج مستوثقاً بكلام جيروم وبابياس أن يقول :
"من المحتمل أن يكون إنجيل الناصريين , هذا هو الأصل العبراني لإنجيل متى ثم طرأت عليه توسعة وتعديل أخرجته عن المشابهة الظاهرة به "
Fausset s Bible Dic,art.P458...
بل إن هذا الإعتراف المُهين بتوسع النص وتعديله فضلاً عن كونه إستهتار كنسي بمعتقد الإلهامية وعدم التحريف فإنه يُؤكد ويُجيز الإتهام ليس فقط لنص المعمودية الثالوثية
بل للكتاب كله ...وينقض مصداقيته أننا نجد أن جميع رُسل المسيح وتلامذته بما فيهم بطرس حبيب المسيح ... وبولس الذي ادّّّّعى بلا دليل أنه رسول المسيح إلى الأمم ... وكذلك كتبة الإنجيل وشهاداتهم جميعاً...
نجدهم جميعاً لم يُعمدوا بإسم الآب والإبن والروح القدس
وإنما كانوا يعمدون باسم المسيح فقط ... بطرس الصخرة ورسول المسيح و واحد من الأحد عشر تلميذا يُخالف تعاليم المسيح
فإذا كانت هذه المقولة التي في الإنجيل اليوم صحيحة وكان يسوع قد قال للأحد عشر تلميذاً إذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والإبن والروح القدس ...
فيكون بطرس قد خالف وصايا سيده لأنه عمد بإسم يسوع المسيح ...
وضرب بوصية المسيح عرض الحائط ....ولم يُعمد بإسم الثلاثة اقانيم
كما نرى ذلك في:
( أعمال 2 : 38 ) فَقَالَ لَهُمْ بُطْرُسُ: تُوبُوا وَلْيَعْتَمِدْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عَلَى اسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ لِغُفْرَانِ الْخَطَايَا فَتَقْبَلُوا عَطِيَّةَ الرُّوحِ الْقُدُسِ.
( أعمال 10 : 42 - 43 ) وَأَوْصَانَا أَنْ نَكْرِزَ لِلشَّعْبِ وَنَشْهَدَ بِأَنَّ هَذَا هُوَ الْمُعَيَّنُ مِنَ اللهِ اءِ وَالأَمْوَاتِ. لَهُ يَشْهَدُ جَمِيعُ الأَنْبِيَاءِ أَنَّ كُلَّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ يَنَالُ بِاسْمِهِ غُفْرَانَ الْخَطَايَا.
(أعمال 10 : 48 ) وَأَمَرَ أَنْ يَعْتَمِدُوا بِاسْمِ الرَّب حِينَئِذٍ سَأَلُوهُ أَنْ يَمْكُثَ أَيَّاماً "
_____________
2- فيلبس أحد تلاميذ المسيح يُخالف هو أيضاً وصايا المسيح :
لقد خالف تعاليم المسيح ولم يُعمد باسم الآب والإبن والروح القدس
كما نرى ذلك في:
( أعمال 8 : 16 ) لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ قَدْ حَلَّ بَعْدُ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ غَيْرَ أَنَّهُمْ كَانُوا مُعْتَمِدِينَ بِاسْمِ الرَّبِّ
يَسُوعَ."
_____________
3 - حنانيا الذي كان تقياً حسب الناموس يُخالف تعاليم المسيح :
ويُعمد بولس بإسم الرب وليس بإسم الثلاثة أقانيم
كما نرى ذلك في:
( أعمال 22 : 16 ) وَالآنَ لِمَاذَا تَتَوَانَى؟ قُمْ وَاعْتَمِدْ وَاغْسِلْ خَطَايَاكَ دَاعِياً بِاسْمِ الرَّبِّ.
_____________
4 - بولس الذي يدعي أنه رسول المسيح للامم يُخالف تعاليم المسيح
فبولس لم يُعمد بإسم الآب والإبن والروح القدس
بل بإسم الإبن فقط ....
فهل كان يجهل تعاليم المسيح أم كان يُخالف وصاياه؟
أم أنه تأثر بحنانيا حين عمّّده أيضاً بنفس الطريقة ...
وصدق حنانيا وكذّب الروح القُدُس؟
( أعمال الرسل 19 : 5 ) فَلَمَّا سَمِعُوا اعْتَمَدُوا بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوع "
( كورنثوس 1 6 : 11 ) وَهَكَذَا كَانَ أُنَاسٌ مِنْكُمْ. لَكِنِ اغْتَسَلْتُمْ بَلْ تَقَدَّسْتُمْ بَلْ تَبَرَّرْتُمْ بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ وَبِرُوحِ إِلَهِنَا.
لم يُخالف بولس مسيح الله في هذا وحسب بل إن بولس خالفه ايضاً حين عمّد بكرازة هذا الذي صلب من أجلنا ...
ألم يعلم ان وصية المسيح في متى كانت بعد صلبه ولذا إن كان العماد لصلب المسيح لكان المسيح أولى أن يقول ذلك؟!!!!!
بل إن المسيح لم يذكر فيها للحظة ان الكرازة والمعمودية بصلبه!!!!
إذن فبولس يُخالف المسيح في العماد , ويُخالفه مرة أخرى بمناقضة غرض العماد ويُكذب المسيح
لأن معمودية المسيح كانت بالتوبة لمغفرة الخطايا وليس بالصلب لمغفرة الخطايا ... وليست بموته
فنجد لوقا على لسان المسيح يقول :
وَأَنْ يُكْرَزَ بِاسْمِهِ بِالتَّوْبَةِ وَمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا لِجَمِيعِ الأُمَمِ مُبْتَدَأً مِنْ أُورُشَلِيمَ.48 وَأَنْتُمْ شُهُودٌ لِذَلِكَ.
بينما بولس يقول في ( كورنثوس1 1 : 12-15 ):
فَأَنَا أَعْنِي هَذَا: أَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ يَقُولُ: «أَنَا لِبُولُسَ وَأَنَا لأَبُلُّوسَ وَأَنَا لِصَفَا وَأَنَا لِلْمَسِيح هَلِ انْقَسَمَ الْمَسِيحُ؟ أَلَعَلَّ بُولُسَ صُلِبَ لأَجْلِكُمْ أَمْ بِاسْمِ بُولُسَ اعْتَمَدْتُمْ؟ أَشْكُرُ اللهَ أَنِّي لَمْ أُعَمِّدْ أَحَداً مِنْكُمْ إِلاَّ كِرِيسْبُسَ وَغَايُسَ حَتَّى لاَ يَقُولَ أَحَدٌ إِنِّي عَمَّدْتُ بِاسْمِي
ونعود لطريقة العماد باسم المسيح ....
وهنا نجد بولس يؤكد أن العماد بإسم الذي صُلب يعني بإسم المسيح وهذا دليل واضح أكيد أن التعميد ليس بإسم الآب ولا الروح لأنهما لم يُصلبا كما يعترف بذلك النصارى أنفسهم ... وهذا رد بولسي من كتابكم صريح يُفحم كل من يدّعي أن العماد بإسم المسيح مثله كالعماد بالثالوث لأنهم واحد كما يزعمون ....
فبولس يؤكد أن العماد لموت المسيح ... والآب والروح لم يموتا ..
فيقول بولس أيضاً في رومية
(رومية 6 : 3 ) أَمْ تَجْهَلُونَ أَنَّنَا كُلَّ مَنِ اعْتَمَدَ لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ اعْتَمَدْنَا لِمَوْتِهِ
( غلاطية 3 : 27 ) لأَنَّ كُلَّكُمُ الَّذِينَ اعْتَمَدْتُمْ بِالْمَسِيحِ قَدْ لَبِسْتُمُ الْمَسِيحَ.
_____________
5 - في مرقس نجد أن التعميد ليس بإسم أحد بل كرازة بالإنجيل وإسم يسوع
فهل كان مرقس يجهل أن المعمودية لابد أن تكون بالآب والإبن والروح القدس؟...
أم أن مرقس يُحرف في كلام الله؟
أم أن المسيح يُناقض نفسه ؟
14أَخِيراً ظَهَرَ لِلأَحَدَ عَشَرَ وَهُمْ مُتَّكِئُونَ، وَوَبَّخَ عَدَمَ إِيمَانِهِمْ وَقَسَاوَةَ قُلُوبِهِمْ، لأَنَّهُمْ لَمْ يُصَدِّقُوا الَّذِينَ نَظَرُوهُ قَدْ قَامَ. 15وَقَالَ لَهُمُ: اذْهَبُوا إِلَى الْعَالَمِ أَجْمَعَ وَاكْرِزُوا بِالإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّهَا. 16مَنْ آمَنَ وَاعْتَمَدَ خَلَصَ، وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ يُدَنْ. 17وَهَذِهِ الآيَاتُ تَتْبَعُ الْمُؤْمِنِينَ: يُخْرِجُونَ الشَّيَاطِينَ بِاسْمِي وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ جَدِيدَةٍ. 18يَحْمِلُونَ حَيَّاتٍ، وَإِنْ شَرِبُوا شَيْئاً مُمِيتاً لاَ يَضُرُّهُمْ، وَيَضَعُونَ أَيْدِيَهُمْ عَلَى الْمَرْضَى فَيَبْرَأُون. 19ثُمَّ إِنَّ الرَّبَّ بَعْدَمَا كَلَّمَهُمُ ارْتَفَعَ إِلَى السَّمَاءِ، وَجَلَسَ عَنْ يَمِينِ اللَّهِ. 20وَأَمَّا هُمْ فَخَرَجُوا وَكَرَزُوا فِي كُلِّ مَكَانٍ، وَالرَّبُّ يَعْمَلُ مَعَهُمْ وَيُثَبِّتُ الْكَلاَمَ بِالآيَاتِ التَّابِعَةِ. آمِينَ".
_____________
6 - في لوقا نجد أن التعميد ليس بإسم الآب والإبن والروح القدس وإنما بإسم المسيح بالكرازة بالتوبة ومغفرة الخطايا ولم يقل التعميد بالثالوث بل كرازة بالإنجيل ....
فهل كان لوقا يجهل ما عرفه متى؟....
هل كان لوقا يجهل أن المعمودية لابد أن تكون بالآب والإبن والروح القدس؟...
أم أن لوقا يُحرف في كلام الله؟
أم أن المسيح يُناقض نفسه ؟
( لوقا 24 : 46 ) وَقَالَ لَهُمْ:هَكَذَا هُوَ مَكْتُوبٌ وَهَكَذَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّ الْمَسِيحَ يَتَأَلَّمُ وَيَقُومُ مِنَ الأَمْوَاتِ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ 47 وَأَنْ يُكْرَزَ بِاسْمِهِ بِالتَّوْبَةِ وَمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا لِجَمِيعِ الأُمَمِ مُبْتَدَأً مِنْ أُورُشَلِيمَ.48 وَأَنْتُمْ شُهُودٌ لِذَلِكَ.
لماذا خالف متى ما قاله مرقس وما قاله لوقا؟
إن ما قاله المسيح على لسان مرقس ولوقا هو البشارة بالإنجيل والكرازة بإسمه
ولكن متى يُخالفهم ويضع المسيح وتلاميذه في مأزق التناقض والعصيان :
- فقد جعل متى المسيح مناقضاً نفسه حين يقول اذهبوا وعمدوهم باسم الثلاثة مُخالفاً ومناقضاً نفسه في لوقا ومرقس
-كما أن متى أظهرالتلاميذ مُخالفين كلام الرب عاصين لأوامره حين عمدوا جميعاً بإسم المسيح وليس بإسم الثلاثة .
إن المشكلة التي تُقابل علماء الكتاب ...وتؤرق مضجعهم وتُشكك في معموديتهم هي هذا التناقض الذي في متى ومخالفته لجميع التلاميذ ورسل المسيح في التعميد بل مُظهراً المسيح نفسه مناقضاً لما قاله في لوقا ومرقس .
مما حدا بهم إلى التنقيب عن أصل نص متى في جميع المخطوطات اليونانية,وزاد حيرتهم واستفهاماتهم أن النص موجود بهم ... ولنرى ما يقوله
E.W. Bullinger
في كتابه
Word Studies on the HOLY SPIRIT
صفحة 47 و 48 :
Bible scholar, E.W. Bullinger, in his Word Studies on the HOLY SPIRIT, pp.47, 48
"These words are contained in every Greek MS. known, and are, therefore, on documentary evidence, beyond suspicion: but yet there is one great difficulty with regard to them. "
" إن هذه الكلمات مدرجة في كل مخطوطة يونانية معروفة وبالتالي فهي تستند على سند موثوق فوق كل الشبهات , ولكن مع ذلك فهناك صعوبة كبيرة تتعلق بهم "
فما هي هذه الصعوبة ؟
" الصعوبة هي أن الرسل أنفسهم لم يُطيعوا هذه الوصية أبداً ,ولا يوجد أي إشارة إطلاقاً في باقي العهد الجديد قد تدل على أن أحداً قد نفذها . فقد كان التعميد دائماً بإسم شخص واحد وهو الرب يسوع "
"The difficulty is that, the Apostles themselves never obeyed this command- and in the rest of the New Testament there is no hint as to it ever having been obeyed by anyone. Baptism was always in the name of the one person of the Lord Jesus."
ويبدو أن هذا العالم الإنجيلي يتجاهل بقصد أن إنجيل متى هو الإنجيل الوحيد الذي لم يُكتب أصله باليونانية وإنما بالعبرية ...
كما بيناه في الإثبات الأول ...ويُحاول تجاهل إنجيل متى العبري الموجود حالياً
فلماذا إذاَ لم يُحل هذا الإنجيلي حكمه إلى المخطوطة العبرية لإنجيل متى ؟
إنها الإنتقائية والخداع والخوف من مواجهة الحقيقة .
لأنه لو كان قد إستشهد بحكم إنجيل متى العبري
لوجد أن النص محذوف فيه . كما بيناه أعلاه ...بل يلجأون إلى نقض شرعية هذا الإنجيل ومحاربته
...
فإن قلتم أنه تقليد كنسي مأخوذ عن التلاميذ مُحاولين سرقة كلمة من هنا وهناك لإخفاء تحريفكم فإننا قد أثبتنا لكم بالدليل القاطع أن التلاميذ جميعاً لم يستخدموا ولم يعرفوا هذه الصيغة في المعمودية.
وإن تبجحتم وقلتم أنكم قد أخذتموها عن المسيح ... مُشيرين إلى هذا النص الملفق . فإننا قلنا لكم إن هذا النص الذي ذكره متى يُخالف ما قاله المسيح نفسه في لوقا ومرقس ....ويُخالف تلاميذ المسيح
وأنتم يجب أن تُصدقوا تلاميذ المسيح وتُكذبوا متى وليس العكس لماذا؟
1- لأن متى لم يكن يوماً من الأيام تلميذاً للمسيح
2- ولأن متى لم يكن حاضراً مع المسيح
3- ولأن متى أخذ تعاليمه من رُسُل المسيح , وهم يُخالفونه فيؤكد خطأه هو لا خطأهم هم
4- بل إن المسيح نفسه قالها للأحد عشر تلميذاً فقط وكان منهم بالطبع بطرس حبيب المسيح , وجميعهم لا يقولون بهذه الصيغة في متى وبالتأكيد فهم أعلم من متى بما قاله المسيح لهم.
5- وعن التلاميذ الأحد عشر تعلم بولس طريقة المعمودية, وبولس نفسه لم يقل ابداً بهذه الصيغة التي في متى
فإذا كان رُسُل المسيح وبولس كما رأينا يؤكدون المعمودية
بعكس وخلاف ما يقوله متى ... ومتى قد أخذ عنهم ....
فيُلزم ذلك خطأ متى في النقل أو تحريف الكتبة في الترجمة
إذا كان معمودية الثالوث من أقوال المسيح وجائت مقرونة بدعوة الأمم فلماذا حينما أخطأ بطرس وعمد أمميا وثنيا, فإن الجميع لم يترك له فرصة إلا وهاجمه ؟!!!...وما كان منه إلا ان اعتذر ونسب هذا الكلام لنفسه وأنه تكلم بدافع شخصي ...
.
فإذا كان نص التعميد بالثالوث من أقوال المسيح فعلاً فكيف هاجمتموه؟!!..
فإذا كان نص التعميد بالثالوث من أقوال المسيح فكيف ينسبه بطرس لنفسه؟!!!.
فإذا كان نص التعميد بالثالوث من أقوال المسيح فكيف يصمت بطرس ولم يصرخ باعلى صوت هذا ما قاله المسيح ليس من عند نفسي؟!!!! ....
فإذا كان نص التعميد بالثالوث من أقوال المسيح فما مشكلة بطرس مع إخوانه بشأن الوثني الروماني كرنيليوس عندما قبله في طاعة الإنجيل إذن؟!!!
فإذا كان نص التعميد بالثالوث من أقوال المسيح فكيف أنكرتم على بطرس و قاومتموه, حينما عمد أممياً ؟!!!....ونرى هذا المسكين ينسب عمله لنفسه ولمجرد اجتهاده الشخصي...إذا! أين اعتبار المسيح؟!!!...
فإذا كان نص التعميد بالثالوث من أقوال المسيح فلم لم يذكرهم بهذا القول المقدس المفترض أنه وسائر الرسل قد سمعوه من المسيح ذاته بعد القيامة, واخبروا به سائر التلاميذ والأتباع..لماذا لم يصرخ بأعلى صوت ويقول إنه أمر المسيح المقدس؟!!!
الدليل الرابع على أن نص التعميد بالثالوث محرف
أن الكنيسة قد أخذت حوالي مائتا عام من التصادم والخلاف والقتال الدامي في بعض الأحيان من أجل اثبات عقيدة التثليث قبل أن توضع طريقة التعميد هذه قيد الاستعمال
وبالتأكيد لو كان نص التعميد بالثالوث في الانجيل الأصلي فلما كان هناك حاجة الى القتال .
ولما كان هناك حاجة إلى المجامع أصلاً
ولما كان هناك مُبرر لأن يُخالف آريوس بابا الإسكندرية ويُصمم على موقفه من توحيد الله وتمييزه عن الإبن
القديس باسيليوس الكبير
(329 - 379 )
يؤكد أن النص غير موجود في الإنجيل وأنه تقليد شفهي متوارث
هذا القديس والذي كان اوائل من ظهروا مدافعين عن ألوهية المسيح إلا أنه أول من نادى بألوهية الروح القدس علانية .
يُقر أن التعميد بصيغة الثالوث ماهو إلا تقليد كنسي
وأنه من أسرار الكنيسة الغير مكتوبة التي تسلمها الآباء من المسيح والحواريين
وتوارثوها شفاهاً بالتتابع ...
وذلك أثناء رده على من أنكر تأليه الروح القدس وحجتهم بأنه لم يصل به أي مكتوب وطالبوا بتقديم السند الكتابي , و لم يجد لهم سنداً وهذا يعني أن صيغة التثليث الذي بمتى لم يُدون في الإنجيل حتى القرن الرابع ...
لنرى ما يقوله باسيليوس
" But the object of attack is faith. The one aim of the whole band of opponents and enemies of “sound doctrine” is to shake down the foundation of the faith of Christ by levelling apostolic traditionwith the ground, and utterly destroying it. So like the debtors,—of course bona fide debtors—they clamour for written proof, and reject as worthless the unwritten tradition of the Fathers. But we will not slacken in our defence of the truth. We will not cowardly abandon the cause. The Lord has delivered to us as a necessary and saving doctrine that the Holy Spirit is to be ranked with the Father. Our opponents think differently, and see fit to divide and rend asunder, and relegate Him to the nature of a ministering spirit ... "
وها هو الرابط لما قاله با سيليوس في كتابه الروح القدس الفصل العاشر
http://www.ccel.org/ccel/schaff/npnf208.vii.xi.html
والآن لنرى تعريب جزء مما قاله في ترجمة د.جورج حبيب بباوي في تعريبه (القديس باسيليوس الكبير : الروح القدس ) الفصل10 صفحة 91 ... فيقول :
" إنهم يريدون هدم التسليم الرسولي ومحوه ليصبح في مستوى تراب الأرض وهم مثل الذين عليهم دين واقترضوا من آخرين , ولكنهم يطلبون الإبطال , أي الوثيقة المكتوبة ويرفضون تسليم الآباء غير المكتوب كأنه بلا قيمة أما نحن فلن نتأخر عن الدفاع عن الحق ولن نهرب مثل الجبناء لقد سلمنا الرب كأساس للخلاص : التعليم بأن الروح القدس يُحسب مع الآب في جوهر واحد . أما المقاومون فهم يقولون عكس ذلك ويُعبرون عن رأيهم بفصل الروح القدس عن الآب واعتباره في مرتبة الأرواح الخادمة "
فهل أثبت باسيليوس لهم أن التعميد بالثالوث ومساواة الروح القدس بالله في الكُتُب ...ومكتوب؟!!!
بالطبع لا
في الفصل السابع والعشرين وتحت موضوع :
فيما يخص الكلمة "مع " وماهي القوة التي تملكها. أيضاً ما يتعلق بنواميس الكنيسة الغير مكتوبة
Of the origin of the word “with,” and what force it has. Also concerning the unwritten laws of the church.
نقرأ الآتي :
" Of the beliefs and practices whether generally accepted´-or-publicly enjoined which are preserved in the Church some we possess derived from written teaching- others we have received delivered to us “in a mystery” by the tradition of the apostles- and both of these in relation to true religion have the same force).......For were we to attempt to reject such customs as have no written authority, on the ground that the importance they possess is small,....). For instance, to take the first and most general example, who is thence who has taught us in writing to sign with the sign of the cross those who have trusted in the name of our Lord Jesus Christ? What writing has taught us to turn to the East at the prayer? Which of the saints has left us in writing the words of the invocation at the displaying of the bread of the Eucharist and the cup of blessing? For we are not, as is well known, content with what the apostle´-or-the Gospel has recorded, but both in preface and conclusion we add other words as being of great importance to the validity of the ministry, and these we derive from unwritten teaching. Moreover we bless the water of baptism and the oil of the chrism, and besides this the catechumen who is being baptized. On what written authority do we do this? Is not our authority silent and mystical tradition? Nay, by what written word is the anointing of oil itself taught? And whence comes the custom of baptizing thrice? And as to the other customs of baptism from what --script--ure do we derive the renunciation of Satan and his angels?
Does not this come from that unpublished and secret teaching which our fathers guarded in a silence out of the reach of curious meddling and inquisitive investigation? Well had they learnt the lesson that the awful dignity of the mysteries is best preserved by silence .
Time will fail me if I attempt to recount the unwritten mysteries of the Church. Of the rest I say nothing- but of the very confession of our faith in Father, Son, and Holy Ghost, what is the written source? If it be granted that, as we are baptized, so also under the obligation to believe, we make our confession in like terms as our baptism, in accordance with the tradition of our baptism and in conformity with the principles of true religion, let our opponents grant us too the right to be as consistent in our a--script--ion of glory as in our confession of faith. If they deprecate our doxology on the ground that it lacks written authority, let them give us the written evidence for the confession of our faith and the other matters which we have enumerated. While the unwritten traditions are so many, and their bearing on “the mystery of godliness” is so important, can they refuse to allow us a single word which has come down to us from the Fathers-—which we found, derived from untutored custom, abiding in unperverted churches-—a word for which the arguments are strong, and which contributes in no small degree to the completeness of the force of the mystery?.
ها هو الرابط :
http://www.ccel.org/ccel/schaff/npnf208.vii.xxviii.html
ونقتبس ترجمة لجزء بسيط منه نقلها الأستاذ حسني الأطير
من نفس كتاب الروح القدس , ترجمة حبيب باباوي
فصل 27 ص163
يقول باسيليوس :
" وسوف أحتاج لوقت طويل جداً إذا حاولت أن أسرد أسرار الكنيسة غير المكتوبة أما عن باقي الموضوعات فلا يجوز لي أن أقول عنها أي شيء أما عن الإعتراف بإيماننا " بالآب والإبن والروح القدس فما هو المصدر المكتوب لهذه العقيدة ؟إذا كان حقاً إننا اعتمدنا فإن التسليم الخاص بالمعمودية يُحتم الإيمان والإعتراف بصيغة معروفة عند معموديتنا ... "
إذاً فالتعميد بالثالوث بإعترافه الصريح غير موجود في الكتاب المقدس ...
في الإعتراف الصريح من الآب القديس المؤله الاول للروح القدس يقول أن التعميد بالثالوث غير موجود في الكتاب المقدس ...
وأن تأكيده هو التسليم الشفاهي الذي يُقال عند المعمودية فقط !!!!!!
التعميد بالثالوث هو إيمان بالتسليم الغير مكتوب
و لابد من الإيمان به كما آمن المعترضون بغيره بكثير من الأشياء الغير مكتوبة
فإذا كانت صيغة التعميد بالثالوث ليست مكتوبة وليست في الكتاب المقدس
فمن هذا المُحرف المُدلس الذي أضافها؟!!!!!
وإن كانت موجودة , فكيف لم يراها القديس باسيليوس الكبير؟!!!!!!!!!
لماذا لم يراها باسيليوس ولماذا إدعى أنها تسليم شفهي غير مكتوب ؟!!!!
كيف يجهل الآب الروحي لتاليه الروح القدس أن صيغة التعميد بالثالوث في الإنجيل؟!!!!
برغم وجود جميع الأناجيل الأربعة وقتئذ مدونة ومكتوبة مع باسيليوس ومع معاصريه إلا انهم فشلوا في إيجاد دليل مكتوب على الثالوث بل لم يكونوا قد وصلوا إلى قانون الإيمان الذي أقره مجمع القسطنطينية بعد ذلك سنة 381 ليعتبروا الثالوث إله واحد ....
ويعترف باسيليوس أنه غير موجود بالكتاب ....
فإذا كان الثالوث ماهو إلا صيغة تعميد شفهية غير مدونة وغير مكتوبة ولا تأذن الكنيسة في تدوينه ...
فكيف وجد طريقه إلى الكتاب المقدس ؟
0 88: dm4588a03ktc88z05.html
إرسال تعليق