الخديوى اسماعيل وبداية عصر اضمحلال وإسقاط الدولة المصريه
الخديوى اسماعيل وبداية عصر الاضمحلال واسقاط الدوله |
منشور يتداوله الكثيرين للترويج بان الخديوى اسماعيل قد ظلم تاريخيا ، وهذا غير صحيح ، فعصر اسماعيل بداية افقار مصر وتجويع شعبها فضلا عن التدخل الأجنبى في شؤونها بزعم سداد ديون اسماعيل للاسف فقد قرأت هذا المقال كثيرا فى العديد من الصفحات وللاسف كاتب المقال غير متخصص ولا علاقه له بالتاريخ الاقتصادى الذى هو علم رصين يستند إلى مستندات ووثائق وادله وبراهين ؟؟ ودراسات مستفيضه فمثلا حينما يذكر كاتب المقال أن اسماعيل بنى ميدان التحرير وغيره من بعض شوارع وضواحى وسط البلد ؟؟ يجهل أن اسماعيل كان يستحيل أن يفعل ذلك لولا بناء محمد على لخزان اسوان ,والقناطر الخيريه , ويتناسي أن كل تلك المنطقه كانت منطقه فيضان لهذا ظلت منطقه زراعيه بلا اعمار منذ الفتح الاسلامى , وحينما يتحدث عن بناء اسماعيل للسكك الحديديه يتناسى أن خط السكك الحديديه الوحيد كان لاستخدامه الشخصى والعائله الملكيه وكان يربط بين قصر عابدين وقصور الاسكندريه فى المنتزه ورأس التين ، ويتناسى أن أول من استخدم خطوط السكك الحديديه فى العالم بل وقبل انجلترا هو محمد على حينما استخدمها لتفريغ البضائع من السفن إلى ارصفه ميناء الاسكندريه والتى لا زالت قائمه إلى الآن ، كذلك يتناسى دور اسماعيل في إسقاط مصر فى دوامه ديون لا حصر لها أكثرها للإنفاق على زواج بنات الخديوى وبناء القصور والحدائق الملكيه ، وكان غاية ما يريد تجميل القاهره لجعلها صوره مصغره من باريس لارضاء غروره فى المقام الأول ، اسماعيل بنى منشآت وتوسع فى بناء القصور والحدائق الملكيه لكنه أهمل الفقر. وباع املاك الدوله للأغنياء بعد أن استدان منهم بفوائد هائلة لإرضاء تطلعاته في الفخامه والابهه ولمواجهة نفقاته المتزايده ولو على حساب مصر وتجويع المصريين ، يمكن تلخيص النهضه العمرانيه فى عهد اسماعيل طوال عهده بما لا تتجاوز تكلفته عدة ملايين من الجنيهات كان يمكن تدبيرها من ايرادات الخزانه العامه فى عام او عامين ان كانت هناك سياسه ماليه رشيده بينما بلغت ديون اسماعيل اكثر من 126 مليون بخلاف تبديد ايرادات كانت تتجاوز المائه وخمسين مليون ايرادات الخزانه فى عهده ؟؟ كانت المخصصات الرسميه للخديوى اسماعيل سنويا تبلغ 300 الف جنيه تزيد قيمتها الحاليه عن 2.1 مليار جنيه سنويا وبلغت ديون الدائره السنيه للخديوى 7.7 مليون جنيه تعادل ما يزيد عن الخمسين مليار جنيه بالقيمه الحاليه , هذا بخلاف ما كان يقتطعه من الضرائب تبعا لمشيئته ولا يثبت بالموازنه , هذا بخلاف مخصصات العائله الخديويه التى كانت تزيد عن 110 الف جنيه سنويا تعادل ما يزيد عن 770 مليون جنيه سنويا بالقيمه الحاليه ؟؟ مخصصات الخديوى اسماعيل اثناء فتره حكمه تجاوزت 12 مليون جنيه رسميا تعادل ما يزيد عن ثمانين مليار جنيه بالاسعار الجاريه ؟؟ بخلاف ديون الدائره السنيه المملوكه للخديوى والتى تجاوزت 7.7 مليون جنيه اى اجمالى ما تقاضاه الخديوى اسماعيل واسرته وديونه للدوله تتجاوز قيمته المائه واربعين مليار جنيه بالاسعار الجاريه ؟؟ مخصصات جمال عبد الناصر الرسميه بعد حكم اسماعيل بنحو ثمانين عام لم تتجاوز سته الاف جنيه سنويا
تعادل نحو 10 مليون جنيه بالقيمه الحاليه , ويكفى عصر اسماعيل أنه هيا للتدخل والاحتلال الأجنبى لمصر وانشاء محاكم الأجانب التى اذاقت المصريين الويل والثبور و قوضت اركان العداله ووطدت لنهب مصر والمصريين ، لقد كانت ميزانيه اسماعيل الشخصيه أكثر من نصف موازنة الدوله ولم يكن هناك أى تحديد لمخصصاته بل كان يتعامل مع الخزانه العامه كامواله الخاصه ، وهذه بعض من حقائق تاريخنا الاقتصادى يعلمها الكثير من المتخصصين ،
اسماعيل أحد أهم ثلاثه بناءين لمصر في التاريخ الحديث هم بالترتيب محمد على وإسماعيل وعبد الناصر الفارق الكبير بين عصرى محمد على وناصر أن عصورهم شهدت تنميه حقيقيه وتحسن في أحوال المصريين وإن اختلفنا حول توزيع عوائد التنميه ؟؟ وبعض السياسات والتوجهات والوقائع ؟؟ إلا أن أهم ما يميز عصر اسماعيل أنه أسهم فى افقار مصر وكان عصره عصر اضمحلال ونهب لموارد مصر وثرواتها وإهدار العداله والتكريس للاستعمار والنفوذ الأجنبي في مصر على عكس عصر محمد على وناصر ، ويكفى للدلاله على ذلك ذكر وفاة أكثر من مائة ألف مصرى فى حفر القناه نتيجه الظروف الغير انسانيه في العمل بالسخره ، واستيلاء فرنسا وبريطانيا على اهم مكاسب ومزايا القناه وعدم ملائمه بنود التعاقد مع الدور المصرى ومساهمه مصر فى حفر وتشغيل القناه كمعبر ملاحى داخل اراضيها ويخضع لسيادتها , فضلا عن الظروف الغير ملائمه للعمل والاجحاف بالتزامات مصر وحقوقها فى بنود التعاقد ومحاكم الأجانب ، وتأسيس صندوق الدين لاداره ونهب موارد الدوله المصريه ، وكذا بيع أسهم مصر فى القناه للإنفاق على الحفل الاسطورى لافتتاحهاولاستقبال عشيقته اوجينى .
ديون الخديوى بلغت 25 ضعف الموازنه فى عصره ؟؟ بينما ديون مصر الحاليه التى نشكو منها مر الشكوى لا تتجاوز 130 بالمئه من قيمه الموازنه السنويه اى ان مديونيه مصر تعادل موازنة 16 شهر حاليا من الموازنه وليس 25 عاما ايا الخديوى اسماعيل
- فمثلا بلغت ديون الخديوى اسماعيل ما يزيد عن 126 مليون جنيه خلال فتره لا تتعدى الست سنوات بينما كانت موازنه الدوله لا تتعدى 7 الى 9 مليون جنيه فى سنوات الرخاء التى تضاعفت فيها اسعار القطن لعدة اضعاف اثناء الحرب الامريكيه وتضاعف الانتاج المصرى الى ما يزيد عن 2 مليون قنطار , كانت تخصم منها نحو الثلث عمولات وسمسره فمثلا قرض عام 1870 والبالغ 32 مليون لم تتسلم مصر منه سوى 20 مليون منها 12 مليون نقدا و8 مليون سندات انجليزيه , وهكذا معظم القروض , بينما على الجانب الاخر كانت الضرائب تجبى بالحديد والنار وتبعا لاحتياجات الحكومه ثم يتقاضى منها الخديوى ورئيس النظار ما يريد خلسه هو وجميع مديرى المراكز والمديريات فلم تكن الحكومه تحرر ايصالات بسداد الضريبه , فضلا عن فتح البنوك والمصارف بربا فاحش مما حدا بالاهالى للاقتراض لسداد الضرائب الضخمه التى وصلت الى 5.5 جنيه عن الفدان باسعار ذلك الزمان وهو ما تزيد قيمته عن اربعين الف جنيه بالاسعار الجاريه كضريبة اطيان زراعيه فقط ؟؟ كانت تجبى اكثر من مره فى العام بلا ضابط ؟؟ وهو ما هدد الثروه العقاريه للمصريين وادى لانتقال قسم كبير منها ليد الاجانب الذين كانوا فى حمايه القضاء القنصلى ؟؟ الذى كان يفرض احكاما جائره وغرامات باهظه على المصريين والحكومة ذاتها جراء الامتيازات الاجنبيه التى توسع اسماعيل فى منحها حتى لقد فرضت تلك المحاكم على الحكومه المصريه سداد اكثر من اربعه ملايين جنيه فى ثلاث سنوات ,
فعلى سبيل المثال انشاء كوبرى قصر النيل تكلف انذاك 110 الف جنيه مصرى بتكلفه باهظه بالمقارنه بما انشىء بعده من كبارى فكيف كانت ستصبح مصر لو لم تنهب منها عشرات الملايين كعمولات وسمسره لديون اسماعيل تعادل بالاسعار الحاليه مئات المليارات بخلاف اسعار الفائده والغرامات ونهب ثروات المصريين ,
- فمثلا بلغت ديون الخديوى اسماعيل ما يزيد عن 126 مليون جنيه خلال فتره لا تتعدى الست سنوات بينما كانت موازنه الدوله لا تتعدى 7 الى 9 مليون جنيه فى سنوات الرخاء التى تضاعفت فيها اسعار القطن لعدة اضعاف اثناء الحرب الامريكيه وتضاعف الانتاج المصرى الى ما يزيد عن 2 مليون قنطار , كانت تخصم منها نحو الثلث عمولات وسمسره فمثلا قرض عام 1870 والبالغ 32 مليون لم تتسلم مصر منه سوى 20 مليون منها 12 مليون نقدا و8 مليون سندات انجليزيه , وهكذا معظم القروض , بينما على الجانب الاخر كانت الضرائب تجبى بالحديد والنار وتبعا لاحتياجات الحكومه ثم يتقاضى منها الخديوى ورئيس النظار ما يريد خلسه هو وجميع مديرى المراكز والمديريات فلم تكن الحكومه تحرر ايصالات بسداد الضريبه , فضلا عن فتح البنوك والمصارف بربا فاحش مما حدا بالاهالى للاقتراض لسداد الضرائب الضخمه التى وصلت الى 5.5 جنيه عن الفدان باسعار ذلك الزمان وهو ما تزيد قيمته عن اربعين الف جنيه بالاسعار الجاريه كضريبة اطيان زراعيه فقط ؟؟ كانت تجبى اكثر من مره فى العام بلا ضابط ؟؟ وهو ما هدد الثروه العقاريه للمصريين وادى لانتقال قسم كبير منها ليد الاجانب الذين كانوا فى حمايه القضاء القنصلى ؟؟ الذى كان يفرض احكاما جائره وغرامات باهظه على المصريين والحكومة ذاتها جراء الامتيازات الاجنبيه التى توسع اسماعيل فى منحها حتى لقد فرضت تلك المحاكم على الحكومه المصريه سداد اكثر من اربعه ملايين جنيه فى ثلاث سنوات ,
فعلى سبيل المثال انشاء كوبرى قصر النيل تكلف انذاك 110 الف جنيه مصرى بتكلفه باهظه بالمقارنه بما انشىء بعده من كبارى فكيف كانت ستصبح مصر لو لم تنهب منها عشرات الملايين كعمولات وسمسره لديون اسماعيل تعادل بالاسعار الحاليه مئات المليارات بخلاف اسعار الفائده والغرامات ونهب ثروات المصريين ,
يصف احد معاصرى معاصرى الخديوى اسماعيل وهو قاضى هولندى حكم اسماعيل , كتب القاضي الهولندي فان بملن يقول في هذا الصدد ما خلاصته :
" إن الخديوي إسماعيل هو أول من مهد السبيل لسيطرة أوروبا الاقتصادية على مصر، فإن أوروبا وبخاصة باريس، قد أفسدت على هذا الأمير دينه وأخلاقه وماله، وفتنته فتنة شاملة، فلم يعد يعني إلا بكل ما هو أوروبي، وبكل ما يراه الأوروبيين واعتزم من يوم أن تولى عرش مصر أن يعيش كملك إفرنجي في قصوره وأثاثه، ومأكله ومظهره وملبسه، ومع الأسف أن كل ما انفقه في هذا السبيل لم يعد بالفائدة إلا على أوروبا، إذ كان يستورد من مصنوعاتها تلك الأشياء الهالكة، العديمة الجدوى، وتلك الأسمال التي لم تزد الثروة القومية جنيهاً واحداً، وكان يدفع أثمانها أضعافاً مضاعفة، ولأجل أن يستوفي مطالبه الخارقة في هذا الصدد، لم تكفه الأموال التي يجبيها من شعبهه على فداحتها فأمده أصدقائه الأوروبيون بالقروض الجسيمة ذات الشروط المخربة، وقد دعي أفراد أسرته والباشوات وموظفي الحكومة إلي تقليد الأوربيين في ملبسهم ومسكنهم وطريقة معيشتهم، فبادروا إلي تلبية دعوته، وأخذ الكبراء والثراة يستوردون من أوروبا الملابس والبسط والستائر وأنواع الأثاث والعربات، وأدخل الخديوي الحياة الأفرنجية في قصور نسائه ونساء آل بيته فتهافتت الأميرات وزوجات الباشوات والأغنياء على هذا الدرب الجديد من البذخ تهافتاً شديداً وإسراف أولئك النسوة القليلات الحظ من العلم والعاطلات من العمل في شراء الفساتين التي لا عداد لها، وابتياع التحف الثمينة والمركبات الفخمة، وكسون جميع جواريهن بكل ما أبدعته الأزياء الباريسية من فاخر الملابس، وسحرتهن بدعة " الموضة " وتغييراتها، وانقرضت المنسوجات الشرقية والسجاجيد والأرائك وأدوات الزخارف والطوائف القديمة التي كانت تمتاز بمتانة الصنعة والقدرة على البقاء، ولا تسل عما خسرته مصر من جراء ذلك، فقد استولى الأوروبيين على التجارة الكبرى وعلى الحياة المالية".
ببساطه ولصعوبه استعراض حجم الفساد والتدمير الشامل الذى شهده عهد اسماعيل فانه يمكن وصفه بعصر فساد ونهب واضمحلال واسقاط للدوله المصريه ؟؟ فلم يصادف حكم مصر احد بمثل سفاهه اسماعيل ولا اذاق المصريين الويلات مثله ؟؟فى العصر الحديث
اقتصادى / محمد ابو الفتوح نعمة الله
" إن الخديوي إسماعيل هو أول من مهد السبيل لسيطرة أوروبا الاقتصادية على مصر، فإن أوروبا وبخاصة باريس، قد أفسدت على هذا الأمير دينه وأخلاقه وماله، وفتنته فتنة شاملة، فلم يعد يعني إلا بكل ما هو أوروبي، وبكل ما يراه الأوروبيين واعتزم من يوم أن تولى عرش مصر أن يعيش كملك إفرنجي في قصوره وأثاثه، ومأكله ومظهره وملبسه، ومع الأسف أن كل ما انفقه في هذا السبيل لم يعد بالفائدة إلا على أوروبا، إذ كان يستورد من مصنوعاتها تلك الأشياء الهالكة، العديمة الجدوى، وتلك الأسمال التي لم تزد الثروة القومية جنيهاً واحداً، وكان يدفع أثمانها أضعافاً مضاعفة، ولأجل أن يستوفي مطالبه الخارقة في هذا الصدد، لم تكفه الأموال التي يجبيها من شعبهه على فداحتها فأمده أصدقائه الأوروبيون بالقروض الجسيمة ذات الشروط المخربة، وقد دعي أفراد أسرته والباشوات وموظفي الحكومة إلي تقليد الأوربيين في ملبسهم ومسكنهم وطريقة معيشتهم، فبادروا إلي تلبية دعوته، وأخذ الكبراء والثراة يستوردون من أوروبا الملابس والبسط والستائر وأنواع الأثاث والعربات، وأدخل الخديوي الحياة الأفرنجية في قصور نسائه ونساء آل بيته فتهافتت الأميرات وزوجات الباشوات والأغنياء على هذا الدرب الجديد من البذخ تهافتاً شديداً وإسراف أولئك النسوة القليلات الحظ من العلم والعاطلات من العمل في شراء الفساتين التي لا عداد لها، وابتياع التحف الثمينة والمركبات الفخمة، وكسون جميع جواريهن بكل ما أبدعته الأزياء الباريسية من فاخر الملابس، وسحرتهن بدعة " الموضة " وتغييراتها، وانقرضت المنسوجات الشرقية والسجاجيد والأرائك وأدوات الزخارف والطوائف القديمة التي كانت تمتاز بمتانة الصنعة والقدرة على البقاء، ولا تسل عما خسرته مصر من جراء ذلك، فقد استولى الأوروبيين على التجارة الكبرى وعلى الحياة المالية".
ببساطه ولصعوبه استعراض حجم الفساد والتدمير الشامل الذى شهده عهد اسماعيل فانه يمكن وصفه بعصر فساد ونهب واضمحلال واسقاط للدوله المصريه ؟؟ فلم يصادف حكم مصر احد بمثل سفاهه اسماعيل ولا اذاق المصريين الويلات مثله ؟؟فى العصر الحديث
اقتصادى / محمد ابو الفتوح نعمة الله
0 88: dm4588a03ktc88z05.html
إرسال تعليق