رابط تصريحى لجريده عالم المال
خبير زراعى تطوير التعاونيات يسهم فى تحقيق الرخاء
لا شك ان دعم القطاع التعاونى ولاسيما فى المجال الزراعى لا يمتد اثره على العاملين فى القطاع الزراعى فقط ولا حتى موازنة الاسعار لفئات اولى بالرعايه ولا سيما مع زيادة معدلات الافقار لقطاعات واسعه مؤخرا نتيجه لانفلات الاسعار ومعدلات التضخم لحدود غير مسبوقه وفقد جزءرئيسى من القيمة الحقيقيه للمدخرات والودائع النقديه , لكن بلا شك ان دعم القطاع التعاونى وتوفير المزايا والاعفاءات المتعارف عليها عبر العالم للقطاع التعاونى باعتباره الركيزه الثالثه للانتاج لا يسهم فقط فى تحسين اوضاع العاملين فى ذلك القطاع لكنه يمتد اثره الى جموع المستهلكين وتطوير الاقتصاد بل ان دعم قطاع التعاون الزراعى لا يكفل تطوير وتنمية الاقتصاد لكنه سيسهم بشكل كبير فى تحقيق الرخاء والرفاه الاقتصادى ويسهم بشكل كبير فى الوصول للتوظف الامثل للاقتصاد , فلا شك ان دور القطاع التعاونى سواء فى العمليه الانتاجيه او التسويقيه هو دور حيوى وبالغ الاهميه ,فبدون منح القطاع التعاونى المزايا التفضيليه والاعفاءات المتعارف عليها عبر العالم ضريبيا وجمركيا وهذا امر معمول به حتى فى اكبر الاقتصاديات الراسماليه حتى ان مشاركه صناديق المعاشات تمثل 50 بالمئه من القطاع الانتاجى فى الولايات المتحده الامريكيه ولديه اعفاءات ومزايا تفضيليه ومسموح له بالبيع باسعار اجتماعيه لاعضاء تلك الاتحادات وهذا امر لا يؤثر على حريه المنافسه او الاسواق لكنه يتيح لاعضاء تلك التعاونيات سواء اكانت انتاجيه او استهلاكيه البيع باسعار اجتماعيه لاعضاءها ومنتسبيها فهى عاده لا تهدف للربح وتكون عادة هى التى توازن الاسعار بالاسواق فوجود الاسعار الاجتماعيه حتى وان كان على نطاق التعاونيات ومنتسبيها يحد من انفلات الاسعار ومغالاة التجار ويعوض نقص السلع ويزيد من معدلات الاستهلاك وبدون تفعيل دور القطاع التعاونى لدينا فستكون جهود الدوله قاصره فى السيطره على شيوع الاحتكارات بالاسواق والانفلات المزمن للاسعار فى ظل غياب ادوات الرقابه ةغياب دور الدوله المباشر فى موازنه الاسعار
والسؤال الان عن كيفية تنمية وتطوير التعاونيات الزراعيه ولا سيما مع التدهور الشديد والمتزايد لذلك القطاع طوال العقود السابقه , مما اسهم فى شيوع الاحتكارات والمضاربات على اسعار السلع ولاسيما الاساسيه والاستراتيجيه والتلاغب بالاسواق وشيوع الغلاء الفاحش الى حد البيع فى السوق المحلى بضعف اسعار التصدير واضعاف اسعار الاستيراد
الدور الغائب للتعاونيات الزراعيه
لا شك انه لتفعيل دور ذلك القطاع نحتاج الى تشريع شامل ومتوازن يوفر الاعفاءات والمزايا التفضيليه المتعارف عليها والمطلوبه بشده لانجاح دور ذلك القطاع الحيوى لان هذا القطاع قادر بالفعل على تحقيق الرخاء بمفهومه الحقيقى والشامل وقادر على تحقيق التوطف الامثل للاقتصاد بكافه موارده وثرواته
فالقطاع التعاونى الزراعى يمكنه ان يحقق النجاح للمشروعات الصغيره ومتناهيه الصغر ودعم وتطوير الاقتصاد المعيشى لشرائج واسعه من المجتمع بل ودعم تنميه وتطوير المشروعات الصغيره والمتناهية الصغر تقنيا وماليا وتسويقيا ان تم تخطيطه جيدا فنجد المنتج الرئيسى فى قطاعات اللحوم والاسماك والانتاج الداجنى وقطاع الالبان والحشرات الاقتصاديه يعتمد لحد كبير على صغار المنتجين ودور تلك الاتحادات الاستفاده من وفورات الحجم الكبير وتوفير مستلزمات ومدخلات الانتاج لاعضاءها باسعار ملائمه ووفقا لاحدث تقنيات الانتاج ولعل الغلاء الفاحش للاسعار وانخفاض الانتاجيه والنقص الحاد للسلع فى الاسواق فى بعض الفترات ابلغ دليل على فشل وتهميش ذلك القطاع
فلا شك ان تنميه وتطوير ذلك القطاع فنيا وتقيا ومنحه الدعم اللازم من الممكن ان يخلق اقتصاد موازى وضخم من المشروعات الصغيره والمتوسطه بل ويحقق اقتصاديات الحجم الكبير ايضا لتلك المشروعات ان تم تخطيطها على النحو المطلوب وهو ما يوازن الاسعار ويسهم الى حد بعيد التى تحسين الاقتصاد المعيشى وتحقيق الرخاء
الفرص الضائعه فى الاقتصاد
فمثلا لو كان هذا القطاع فعالا لامكن من خلاله تطوير صناعات الاعلاف على سبيل المثال والتوسع فى انتاج سلالات جديده من الحبوب والاعلاف المتطوره والاعلى انتاجيه بزراعتها من خلال تلك الاتحادات وتوزيعها على صغار المنتجين والتى يمكن من خلالها توفير نحو 75 بالمئه من تكلفة الاعلاف وتخفيض اسعار اللحوم الى نصف التكلفة المعياريه الحاليه للحوم بانواعها والاسماك بل ومنتجات الالبان مما يسهم فى تخفيض الاسعار الى حد كبير ولدى شخصيا براءة اختراع مسجله لتقنيه جديده للاستزراع المائى المتكامل تتضمن نحو 200 سلالة نباتيه من مختلف المحاصيل الرئيسيه يمكنها تحقيق طفره تنمويه هائله وللاسف فالبيروقراطيه تعرقل نشر وتفعيل هذه التقنيات والتوسع فى زراعه تلك السلالات والتى لا تقتصر على الحبوب والاعلاف والمحاصيل الزيتيه والغابات والمراعى والنباتات الطبيه فقط لكنها تمتد الى المحاصيل السكريه والمروج وتصلح لتربية الحشرات الاقتصاديه كدوده القز والنحل بل ومحاصيل الالياف اللازمه لصناعه الورق والملابس وغيرها بل ومنها ما يصلح للزراعه بماء البحر او بمياه اشد ملوحه وبتكلفة انتاج زهيده بل ومنها ما يمكن من خلاله انتاج الوقود الحيوى بكميات تفوق المائه طن للفدان من البيوديزل والايثانول بل وامكانيه انتاجهم حقليا دون الحاجة الى نعامل تقطير او تكرير وتلك تقنيات موجوده بالفعل ويمكن ان تحقق لمصر اكتفاء ذاتى كامل خلال بضعة اشهر ان تم تطبيقها مع العلم اننا نتحدث عن تقنيات امنه و غير ملوثه وصديقه للبيئه , بل ان تطبيق تلك التقنيات يمكن ان يضيف عشرات الملايين من الافدنه للقطاع الزراعى لانها تتبج استخدام الاراضى الهامشيه والمتملحه الغير صالحه للزلراعخ كما تتيح استخدام موارد مياه غير مستغله فى الرى من قبل ولا تصلح للزراعة التقليديه
مثال اخر صارخ على اثر تهميش واهمال التعاونيات الزراعيه ولا سيما مع تخفيض سعر صرف الجنيه واعادة تسعير اسعار الطاقه وزيادة دعم الدوله للمحروقات والصناعات كثيفه استخدام الطاقه كصناعة الاسمده فنجد مضاربات وممارسات احتكاريه واسعه فى توزيع الاسمده حتى انها تباع فى مواسم الانتاج للمزارعين باضعاف قيمتها السوقيه فى الاوقات العاديه نتيجه اخفاءها من الاسواق لصالح كبار المضاربين والتجار
برغم ان ذلك القطاع مدعوم من الدوله ولو كان لدينا بعض المنطق والعقلانيه لحصلت الدوله على مقابل ذلك الدعم حصص من الاسمده باسعار مخفضة مقابل ذلك الدعم لتقوم بتوزيعها على صغار المنتجين باسعار مخفضه وهو ما سينعكس بالطبع على اسعار السلع بالاسواق فضلا عن ان تطوير ودعم القطاع التعاونى لا شك سيتيح امكانيه توفير السلع للمستهلكين بشكل مباشر واختصار الحلقات الوسيطه باسعار ملائمه كما يتيح الشراء والانتاج باحجام ضخمه مما يتيح الاستفاده بما يعرف اقتصاديا بوفورات الحجم الكبير واتاحه خامات ومستلزمات الانتاج لمنتسبيها بسعر التكلفه او بهامش ربح كبير وهو ما يسهم دون شك فى تطوير وتنمية المشروعات الصغيره ومتناهيه الصغر وزياده قدرتها على المنافسه وموازنة الاسعار
0 88: dm4588a03ktc88z05.html
إرسال تعليق